نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان


نوري الراوي ...فنان عراقي يستعيد ذكريات النهب والتخريب في بغداد اول أيام الاحتلال




بغداد - خليل جليل - دفعت اعمال النهب والسرقة وحرق المئات من مقتنيات المتحف العراقي للفن الحديث في بغداد العام 2003 بالفنان التشكيلي نوري الراوي احد رواد الحركة التشكيلية في العراق، الى الطلب من اليونيسكو حفظ لوحاته ووثائق اخرى.


نوري الراوي ...فنان عراقي يستعيد ذكريات النهب والتخريب في بغداد اول أيام الاحتلال
ويخشى الراوي (84 عاما) ضياع المئات من اعماله المنجزة منذ اكثر من نصف قرن فضلا عن عشرات الوثائق والمراسلات مع فنانين عالميين وشخصيات سياسية خلال عهود عدة.
ويقول الفنان طلبت من منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) ان تحتفظ باعمالي كارث فني اخشى عليه من الضياع مثلما حدث للاخرين عندما حرقت اعمالهم ونهبت".
ويضيف ان "ما حدث للفن في نيسان/ابريل 2003 يفوق التصور ولا اعتقد بسهولة نسيانه بل اتوقع تكراره. وبالتالي، قد تواجه اعمالي التي ما ازال احتفظ بها المصير ذاته".
وكانت 15 لوحة كبيرة للفنان فقدت من المتحف الوطني للفن، "مركز صدام للفنون" سابقا، عندما تعرض للتخريب والسرقة ابان الاجتياح الاميركي عام 2003. وتمكن الراوي من استعادة لوحة واحدة بعد ان دفع الفي دولار مقابل ذلك.
ويبدي اسفه حيال ما آلت اليه الامور قائلا "كنت اتمنى من الجهات الحكومية ان تتبنى اقامة متحف مصغر يضم اعمالي مثلما هو سائد في بلدان تهتم بالحركة التشكيلية ليكون مرجعا للفنانين الشبان وارثا للمهتمين بهذا الفن لكنني لم المس موقفا يتماشى مع تطلعاتي فبدات اخشى مصير ما قدمته".
والراوي شغوف باقامة متحف يحمل اسمه على غرار ما فعله الراحل فائق حسن وكان افتتح العام 1992 متحفا في احد المنازل لكنه لم يستمر طويلا بسبب الاوضاع والظروف الاقتصادية السائدة في البلاد آنذاك.
وتابع الفنان الذي يغص منزله البسيط باعمال فنية وقطع نحتية وصور للذكرى "تراثنا الفني احترق وتعرض للنهب وهذا ما يؤرقني كثيرا".
ويخال الانسان نفسه داخلا احد المتاحف فور وصوله الى منزل الفنان حيث تتوزع عشرات اللوحات على الجدران الى جانب اعمال نحتية يعتز بها الراوي كثيرا فوضعها في معرض زجاجي.
وبين المعروضات، تبرز "موناليزا العراق" وهي اللوحة التي اعاد رسمها بعد سرقة الاولى العام 2003.
ويمضي يومه في غرفة صغيرة حرص ان يكون شكلها واثاثها مستمدا من الموروث الشعبي وتوزعت بداخلها اعمال ولوحات وصور علقت على جدرانها جمعته بعضها مع الشاعر الراحل نزار قباني والرئيس السوري بشار الاسد.
اقام الراوي عشرات المعارض الشخصية داخل البلاد منذ السبعينيات كما طافت معارضه في هنغاريا والولايات المتحدة والبحرين والاردن وسلطنة عمان وايطاليا وغيرها.
ولد الفنان عام 1925 في مدينة راوة الواقعة على نهر الفرات في محافظة الانبار (غرب) واكمل دراسته الاولية في دار المعلمين في بغداد قبل ان يدرس الرسم في معهد الفنون الجميلة 1959.
والراوي من مؤسسي المتحف الوطني للفن الحديث عام 1962 عندما نجح في اقناع الرئيس الراحل عبد الكريم قاسم (1958-1963) بذلك بعد ان تمكن من استمالة الملك الراحل فيصل الثاني (1954-1958) لتخصيص ارض لتشييد جمعية التشكيليين العراقيين.
وتولى الراوي رئاسة "رابطة نقاد الفن التشكيلي" كما شغل منصب مدير دائرة الفنون ومدير قصر الثقافة والفنون ابان ثمانينيات القرن الماضي.
كما كان اول مقدم برنامج تلفزيوني يعنى بالفن التشكيلي بين العامين 1957 و1987.
ويمثل الراوي انعطافة كبيرة في مسيرة الحركة التشكيلية في العراق ولعب دورا مهما في رسم ملامح مرحلة حديثة الى جانب نخبة ضمت جواد سليم وفائق حسن ومحمد غني حكمت واخرين.


خليل خليل
الجمعة 10 أبريل 2009