نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


هل يشكل تفجير سوسة.. ضربة جديدة لقطاع السياحة في تونس؟




تونس - طارق القيزاني - تفادت تونس أسوأ السيناريوهات في أعقاب تفجير انتحاري فاشل اليوم الأربعاء وإحباط ثان، لكن وقع الصدمة كان شديدا على المواطنين وعلى أرباب القطاع السياحي.


وفجر شخص نفسه صباح اليوم أمام فندق بمنطقة الكورنيش السياحية بمدينة سوسة دون وقوع إصابات، وضبط رجال الامن آخر يحمل كمية من المتفجرات في روضة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة أبرز معلم سياحي وتاريخي بمدينة المنستير ويعد هذا التفجير هو الأول من نوعه في المنطقة منذ التفجيرات الإرهابية التي هزت وحدات سياحية في مدينتي سوسة والمنستير المتجاورتين في شهر آب/أغسطس عام 1987.

كما أنه يمثل الحادثة الأولى منذ تفجيرات عام 2002 التي استهدفت معبد الغريبة بجزيرة جربة والتي أوقعت 14 قتيلا و30 جريحا.
وتخوض تونس اليوم حربا حقيقية ضد "الإرهاب" وجماعات تنتسب لتنظيم أنصار الشريعة المحظور والذي يدين بالولاء لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.
واستفادت هذه الجماعات بشكل جيد من مناخ الحرية، والفوضى، في أعقاب الثورة إلى أن تمكنت من التغلغل والتسلح وبدأت تشن هجمات ضد رجال الأمن والجيش.

ومع أن حادثة سوسة لم توقع خسائر بشرية أو مادية، فإن حالة من الهلع والصدمة كانت بادية في أرجاء تونس اليوم، ويفسر ذلك درجة الخطورة الكامنة في التحول النوعي للأعمال الإرهابية بتونس من الغابات والجبال والأحراش نحو استهداف المعالم الحيوية وسط المدن ومن بينها الوحدات السياحية.

وتساهم السياحية التونسية بـ 19 بالمئة من الناتج الداخلي الخام وتوفر 60 بالمئة من العملة الصعبة، ومثل هذه التفجيرات إذا ما تكررت فإنها قد تصيب القطاع، ومن ورائه الاقتصاد المترنح، في مقتل.
وقالت سلوى القادري رئيسة المندوبية الجهوية لوزارة السياحة بمدينة سوسة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف "من المؤكد أن التفجير سيكون له تأثير على حركة السياحة في سوسة، حتى وان كان محدودا".
وأضافت سلوى "الحمد لله لم يسجل أي قتلى أو إصابات في صفوف السياح وإلا كانت التداعيات وخيمة".

وتعد سوسة التي تبعد 120 كيلومترا جنوب شرق العاصمة أحد أهم الوجهات السياحية في تونس حيث تتجاور العشرات من النزل الراقية على طريق الكورنيش المطل على البحر، كما تتمتع مدينة المنستير المجاورة بمنتجعات سياحية مهمة، فضلا عن مزار روضة بورقيبة التي تحيط بها رمزية سياسية وفكرية واسعة في المدينة.

وتقول الإذاعات المحلية الآن إن عددا من السياح بدأوا باعداد أمتعتهم للمغادرة.
ودفعت تونس ثمنا مكلفا اثر تفجيرات معبد الغريبة اليهودي بجزيرة جربة السياحية عام 2002 والتي أوقعت 14 قتيلا و30 جرحا.

وأدت حصيلة القتلى آنذاك، وبينها ستة ألمان وستة فرنسيون، فضلا إلى التعاطي الإعلامي السييء مع الحادثة، إلى هبوط ملحوظ في العائدات السياحية وتراجع حاد في السوق الألمانية على مدى السنوات الموالية.
وبعد تفجير سوسة اليوم تتردد أنباء عن إلغاء عدد من الحجوزات للفترة المتبقية لنهاية الموسم الجاري.
وقالت القادري "سوسة استقبلت حتى شهر تشرين أول/ أكتوبر الجاري نحو مليون سائح. وكنا نأمل تخطي هذا الرقم بحلول نهاية العام لكن الحادث الآن بعثر جميع الأوراق".

وبدأ القطاع السياحي بالفعل طريقه نحو التعافي من تداعيات حادثة قتل النائب المعارض محمد البراهمي وقتل جنود والتنكيل بجثثهم على ايدي إرهابيين في تموز/يوليو الماضي.
وحتى يوم 20 تشرين أول/أكتوبر من العام الجاري، فاق عدد السياح الوافدين على تونس خمسة ملايين و200 ألف سائح، بينما حقق القطاع إيرادات تخطت اثنين مليار و600 مليون دينار، بحسب أرقام رسمية لوزارة السياحة.

وتخطط تونس لبلوغ رقم سبعة ملايين سائح العام الجاري مقابل 6 ملايين العام الماضي، وتحقيق إيرادات بأكثر من ثلاثة مليار و400 مليون دينار.
وتقترب هذه الأرقام من المعدلات العادية المسجلة خلال فترة ما قبل الثورة عام 2010.

لكن مع إدراك المسؤولين في القطاع السياحي بأن 65 بالمئة من رقم المعاملات التي يحققها القطاع تسجل عادة خلال النصف الثاني من العام، فإن حدوث أي أعمال إرهابية دموية يمكن ان يؤدي إلى حدوث انتكاسة للسياحة.
وحدوث أي انتكاسة جديدة سيؤدي بالنتيجة إلى تراجع الحجوزات وتضرر القطاع الذي يعمل به 400 ألف عامل ولا يزال في طور التعافي من تداعيات الانفلات الأمني بعد ثورة عام 2011.

وقال رضوان بن صالح مدير اتحاد وكالات الأسفار بتونس لـ(د. ب. أ) "سننتظر الأيام المقبلة كيف ستكون ردة فعل الأسواق العالمية، لكن في كل الحالات التداعيات ستكون سلبية".

وأضاف بن صالح "ستتأثر الحجوزات بهذا الحادث من دون شك. هذه ضربة جديدة للقطاع".

وفي محاولة لاحتواء الصدمة لدى السياح عقب تفجير سوسة قررت وكالات الأسفار تكوين خلية أزمة اليوم لإحاطة سياحها بالأوضاع وقد أرسلت فريقا طبيا متخصصا في الطب النفسي لمعاينة نزلاء فندق "رياض النخيل" الذين شهدوا الحادث.

طارق القيزاني
الاربعاء 30 أكتوبر 2013