
البابا بنديكتوس السادس عشر
وقال البابا في قداس في استاد رياضي في نيقوسيا "اكرر ندائي الشخصي من اجل جهد دولي وعاجل ومنسق لتسوية الاوضاع المتوترة الحالية في الشرق الاوسط وخصوصا في الارض المقدسة قبل ان تؤدي نزاعات كهذه الى مآس اكبر".
ويأتي ذلك بينما تصاعد فيه التوتر في المنطقة بعد الهجوم الاسرائيلي على سفن انسانية كانت متوجهة الى قطاع غزة لكسر الحصار مما اسفر عن سقوط تسعة قتلى الاثنين.
ووجه البابا ايضا تحية الى مسؤول الكنيسة الكاثوليكية في تركيا المونسنيور لويدجي بادوفيزي الذي قتله الخميس سائقه بطعنات سكين، في مأساة "لن تؤثر سلبا على الحوار" مع الاسلامي كما اكد الجمعة.
وقبل ان يسلم رسميا وثيقة عمل المجمع الكنسي (سينودس) حول الشرق الاوسط الذي ينظم في تشرين الاول/اكتوبر في الفاتيكان الى مسؤولي الاجتماع، قال البابا ايضا انه "يصلي" لكي تساعد اعمال السينودس على "تركيز انتباه المجتمع الدولي على وضع المسيحيين في الشرق الاوسط الذين يعانون بسبب ايمانهم، بغية ايجاد حلول عادلة ودائمة للنزاعات التي تسبب بكثير من المحن".
ولفت ايضا الى "المحن الكبرى" التي عاشها المسيحيون في المنطقة و"دورهم الذي لا يقدر بثمن"، كما عبر عن امله في "احترام حقوقهم اكثر فاكثر بما في ذلك حرية المعتقد والحرية الدينية" و"الا يعانوا بعد اليوم من اي شكل من اشكال التمييز".
واكد ان المجمع "فرصة لابراز القيمة الكبيرة للوجود والشهادة المسيحية في بلاد الكتاب المقدس ليس فقط للمسيحيين في العالم بل لجيراننا ومواطنينا".
وكان الفاتيكان قد اكد في وثيقة العمل للمجمع الكنسي (سينودس) حول الشرق الاوسط التي سلمها البابا في قبرص الى مسؤولي كنائس الشرق الكاثوليكية، "ان التيارات المتطرفة (الاسلامية) تشكل تهديدا للجميع، من مسيحييين ويهود ومسلمين وعلينا مواجهتها معا".
وفي ما يلي أبرز نقاط الوثيقة البابوية التي قدمها البابا الى بطاركة الشرق
دور المسيحيين في المجتمع
- ان المسيحيين هم مواطنون اصليون وهم ينتمون حقا وقانونا الى النسيج الاجتماعي والى الهوية ذاتها لبلادهم الخاصة. وفي اختفائهم خسارة للتعددية التي ميزت بلاد الشرق الاوسط. وغياب الصوت المسيحي سيسبب افقار المجتمعات الشرق اوسطية.
الصراعات السياسية في المنطقة
- ان الصراعات السياسية القائمة في المنطقة تؤثر تأثيرا مباشرا على حياة المسيحيين بصفتهم مواطنين كما بصفتهم مسيحيين مما يجعل وضعهم بشكل خاص هشا وغير مستقر.
- ان الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية يجعل الحياة اليومية صعبة في حرية الحركة وفي المجال الاقتصادي وفي الحياة الاجتماعية والدينية. بالاضافة الى ذلك تبرر بعض الجماعات الاصولية المسيحية الظلم السياسي الواقع على الفلسطينيين استنادا الى الكتاب المقدس ما يجعل وضع المسيحيين العرب اكثر حرجا.
- في العراق اطلقت الحرب العنان لقوى الشر في البلاد فيما بين التيارات السياسية والمذاهب الدينية فتسببت بوقوع ضحايا من بين جميع العراقيين وكان المسيحيون من بين الضحايا الرئيسيين لانهم يمثلون اصغر واضعف الجماعات العراقية. وحتى اليوم لا تبالي السياسة الدولية في الامر.
- في لبنان المسيحيون منقسمون على الصعيدين السياسي والطائفي ولا احد عنده مشروع مقبول من الجميع.
- في مصر فان تصاعد الاسلام السياسي من جهة ومن جهة اخرى انعزال المسيحيين عن المجتمع المدني لاسباب بعضها اضطرارية يعرض حياتهم لصعوبات خطيرة. اضافة الى ذلك ان هذه الاسلمة تتغلغل ايضا في العائلات عن طريق وسائل الاعلام والمدارس فتغير العقليات التي تتأسلم من دون ان تعي ذلك.
الحرية الدينية وحرية الضمير
- في الشرق عادة ما تعني الحرية الدينية حرية العبادة. وبالتالي فهي لا تعني بعد حرية الضمير اي حرية ان يؤمن الشخص او لا يؤمن ان يمارس ديانة سرا او علنا من دون اية عقبة وبالتالي حرية تغيير الديانة. ان الديانة في الشرق عادة ما تكون اختيارا اجتماعيا بل قوميا لا اختيارا فرديا. فتغيير الديانة يعتبر خيانة تجاه المجتمع والثقافة والامة المبنية اساسا على تقليد ديني.
المسيحيون وتطور الاسلام المعاصر
- ان تصاعد الاسلام السياسي اعتبارا من عام 1970 هو ظاهرة بارزة تؤثر على المنطقة وعلى وضع المسيحيين في العالم العربي. ويشمل هذا الاسلام السياسي تيارات دينية مختلفة تريد ان تفرض اسلوب حياة اسلامي على المجتمعات العربية والتركية والايرانية وعلى كل الذين يعيشون فيها من مسلمين وغير مسلمين. وتعتبر هذه التيارات ان سبب كافة الشرور هو الابتعاد عن الاسلام. فالحل هو اذا العودة الى اسلام الاصول. ومن هنا ظهر شعار : الاسلام هو الحل.
- يستهدف هذا الموقع المجتمع الاسلامي اولا. غير ان له نتائج على الحضور المسيحي في الشرق. وبالتالي تشكل هذه التيارات المتطرفة تهديدا للجميع المسيحيين واليهود والمسلمين وينبغي علينا ان نواجهها معا.
العلاقات مع المسلمين
- تجد علاقات الكنيسة الكاثوليكية بالمسلمين اساسها ايضا في تصريح المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي يقول "تنظر الكنيسة بتقدير الى المسلمين الذين يعبدون الله الاحد الحي القيوم الرحمن القدير فاطر السموات والارض الذي كلم الناس".
- نحن بصفتنا مواطنين لبلد واحد وطن واحد، نتقاسم اللغة نفسها والثقافة عينها كما افراح بلداننا وآلامها. ومن جهة اخرى بصفتنا مسيحيين نعيش من اجل مجتمعاتنا كشهود للمسيح والانجيل.
- هناك احيانا او غالبا صعوبات في العلاقات بين المسيحيين والمسلمين خاصة بسبب ان المسلمين لا يفصلون بين الدين والسياسة مما يجعل المسيحيين في وضع حساس وكانهم ليسوا مواطنين في حين انهم مواطنو البلاد قبل مجيء الاسلام بكثير. ان مفتاح النجاح للتعايش بين المسيحيين والمسلمين يتوقف على الاعتراف بالحرية الدينية وبحقوق الانسان.
المزج بين الغرب والمسيحية
- في معظم الاحيان توحد بلادنا بين الغرب والمسيحية. فاذا كان صحيحا ان الغرب له تقليد مسيحي وان جذوره مسيحية فمن الواضح ايضا ان حكوماته اليوم علمانية ولا تستلهم السياسة الايمان المسيحي بل كثيرا ما تحارب بعض تعبيراته. لكن العالم الاسلامي لا يفرق بسهولة بين الجانب السياسي والجانب الديني وهذا ما يتسبب في ضرر كبير لكنائس منطقة الشرق الاوسط لان الراي العام الاسلامي يتهم فعليا الكنيسة باية خيارات سياسية للدول الغربية.
المسلمون والمسيحيون معا على الطريق المشترك
- على المسلمين والمسيحيين ان يشتركوا في مسيرة واحدة. اننا ننتمي الى الشرق الاوسط ومعه تتوحد هويتنا. اننا احد مكوناته الاساسية وكمواطنين نشترك في مسؤولية البناء والاصلاح.
ويأتي ذلك بينما تصاعد فيه التوتر في المنطقة بعد الهجوم الاسرائيلي على سفن انسانية كانت متوجهة الى قطاع غزة لكسر الحصار مما اسفر عن سقوط تسعة قتلى الاثنين.
ووجه البابا ايضا تحية الى مسؤول الكنيسة الكاثوليكية في تركيا المونسنيور لويدجي بادوفيزي الذي قتله الخميس سائقه بطعنات سكين، في مأساة "لن تؤثر سلبا على الحوار" مع الاسلامي كما اكد الجمعة.
وقبل ان يسلم رسميا وثيقة عمل المجمع الكنسي (سينودس) حول الشرق الاوسط الذي ينظم في تشرين الاول/اكتوبر في الفاتيكان الى مسؤولي الاجتماع، قال البابا ايضا انه "يصلي" لكي تساعد اعمال السينودس على "تركيز انتباه المجتمع الدولي على وضع المسيحيين في الشرق الاوسط الذين يعانون بسبب ايمانهم، بغية ايجاد حلول عادلة ودائمة للنزاعات التي تسبب بكثير من المحن".
ولفت ايضا الى "المحن الكبرى" التي عاشها المسيحيون في المنطقة و"دورهم الذي لا يقدر بثمن"، كما عبر عن امله في "احترام حقوقهم اكثر فاكثر بما في ذلك حرية المعتقد والحرية الدينية" و"الا يعانوا بعد اليوم من اي شكل من اشكال التمييز".
واكد ان المجمع "فرصة لابراز القيمة الكبيرة للوجود والشهادة المسيحية في بلاد الكتاب المقدس ليس فقط للمسيحيين في العالم بل لجيراننا ومواطنينا".
وكان الفاتيكان قد اكد في وثيقة العمل للمجمع الكنسي (سينودس) حول الشرق الاوسط التي سلمها البابا في قبرص الى مسؤولي كنائس الشرق الكاثوليكية، "ان التيارات المتطرفة (الاسلامية) تشكل تهديدا للجميع، من مسيحييين ويهود ومسلمين وعلينا مواجهتها معا".
وفي ما يلي أبرز نقاط الوثيقة البابوية التي قدمها البابا الى بطاركة الشرق
دور المسيحيين في المجتمع
- ان المسيحيين هم مواطنون اصليون وهم ينتمون حقا وقانونا الى النسيج الاجتماعي والى الهوية ذاتها لبلادهم الخاصة. وفي اختفائهم خسارة للتعددية التي ميزت بلاد الشرق الاوسط. وغياب الصوت المسيحي سيسبب افقار المجتمعات الشرق اوسطية.
الصراعات السياسية في المنطقة
- ان الصراعات السياسية القائمة في المنطقة تؤثر تأثيرا مباشرا على حياة المسيحيين بصفتهم مواطنين كما بصفتهم مسيحيين مما يجعل وضعهم بشكل خاص هشا وغير مستقر.
- ان الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية يجعل الحياة اليومية صعبة في حرية الحركة وفي المجال الاقتصادي وفي الحياة الاجتماعية والدينية. بالاضافة الى ذلك تبرر بعض الجماعات الاصولية المسيحية الظلم السياسي الواقع على الفلسطينيين استنادا الى الكتاب المقدس ما يجعل وضع المسيحيين العرب اكثر حرجا.
- في العراق اطلقت الحرب العنان لقوى الشر في البلاد فيما بين التيارات السياسية والمذاهب الدينية فتسببت بوقوع ضحايا من بين جميع العراقيين وكان المسيحيون من بين الضحايا الرئيسيين لانهم يمثلون اصغر واضعف الجماعات العراقية. وحتى اليوم لا تبالي السياسة الدولية في الامر.
- في لبنان المسيحيون منقسمون على الصعيدين السياسي والطائفي ولا احد عنده مشروع مقبول من الجميع.
- في مصر فان تصاعد الاسلام السياسي من جهة ومن جهة اخرى انعزال المسيحيين عن المجتمع المدني لاسباب بعضها اضطرارية يعرض حياتهم لصعوبات خطيرة. اضافة الى ذلك ان هذه الاسلمة تتغلغل ايضا في العائلات عن طريق وسائل الاعلام والمدارس فتغير العقليات التي تتأسلم من دون ان تعي ذلك.
الحرية الدينية وحرية الضمير
- في الشرق عادة ما تعني الحرية الدينية حرية العبادة. وبالتالي فهي لا تعني بعد حرية الضمير اي حرية ان يؤمن الشخص او لا يؤمن ان يمارس ديانة سرا او علنا من دون اية عقبة وبالتالي حرية تغيير الديانة. ان الديانة في الشرق عادة ما تكون اختيارا اجتماعيا بل قوميا لا اختيارا فرديا. فتغيير الديانة يعتبر خيانة تجاه المجتمع والثقافة والامة المبنية اساسا على تقليد ديني.
المسيحيون وتطور الاسلام المعاصر
- ان تصاعد الاسلام السياسي اعتبارا من عام 1970 هو ظاهرة بارزة تؤثر على المنطقة وعلى وضع المسيحيين في العالم العربي. ويشمل هذا الاسلام السياسي تيارات دينية مختلفة تريد ان تفرض اسلوب حياة اسلامي على المجتمعات العربية والتركية والايرانية وعلى كل الذين يعيشون فيها من مسلمين وغير مسلمين. وتعتبر هذه التيارات ان سبب كافة الشرور هو الابتعاد عن الاسلام. فالحل هو اذا العودة الى اسلام الاصول. ومن هنا ظهر شعار : الاسلام هو الحل.
- يستهدف هذا الموقع المجتمع الاسلامي اولا. غير ان له نتائج على الحضور المسيحي في الشرق. وبالتالي تشكل هذه التيارات المتطرفة تهديدا للجميع المسيحيين واليهود والمسلمين وينبغي علينا ان نواجهها معا.
العلاقات مع المسلمين
- تجد علاقات الكنيسة الكاثوليكية بالمسلمين اساسها ايضا في تصريح المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي يقول "تنظر الكنيسة بتقدير الى المسلمين الذين يعبدون الله الاحد الحي القيوم الرحمن القدير فاطر السموات والارض الذي كلم الناس".
- نحن بصفتنا مواطنين لبلد واحد وطن واحد، نتقاسم اللغة نفسها والثقافة عينها كما افراح بلداننا وآلامها. ومن جهة اخرى بصفتنا مسيحيين نعيش من اجل مجتمعاتنا كشهود للمسيح والانجيل.
- هناك احيانا او غالبا صعوبات في العلاقات بين المسيحيين والمسلمين خاصة بسبب ان المسلمين لا يفصلون بين الدين والسياسة مما يجعل المسيحيين في وضع حساس وكانهم ليسوا مواطنين في حين انهم مواطنو البلاد قبل مجيء الاسلام بكثير. ان مفتاح النجاح للتعايش بين المسيحيين والمسلمين يتوقف على الاعتراف بالحرية الدينية وبحقوق الانسان.
المزج بين الغرب والمسيحية
- في معظم الاحيان توحد بلادنا بين الغرب والمسيحية. فاذا كان صحيحا ان الغرب له تقليد مسيحي وان جذوره مسيحية فمن الواضح ايضا ان حكوماته اليوم علمانية ولا تستلهم السياسة الايمان المسيحي بل كثيرا ما تحارب بعض تعبيراته. لكن العالم الاسلامي لا يفرق بسهولة بين الجانب السياسي والجانب الديني وهذا ما يتسبب في ضرر كبير لكنائس منطقة الشرق الاوسط لان الراي العام الاسلامي يتهم فعليا الكنيسة باية خيارات سياسية للدول الغربية.
المسلمون والمسيحيون معا على الطريق المشترك
- على المسلمين والمسيحيين ان يشتركوا في مسيرة واحدة. اننا ننتمي الى الشرق الاوسط ومعه تتوحد هويتنا. اننا احد مكوناته الاساسية وكمواطنين نشترك في مسؤولية البناء والاصلاح.