تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


أحذية المتمردين في أثيوبيا تشق طريقها بنجاح في الأسواق العالمية




أديس أبابا - كارولا فرينتزن - نجحت شركة أثيوبية صغيرة في تطوير منتج محلي تقليدي يقوم على إطارات عربات النقل التي أعيد تدويرها وتحويلها إلى سلعة لقيت رواجا وحققت نجاحا عالميا الأمر الذي أسهم في توفير فرص العمل في مسقط رأس السيدة التي أسست هذه الشركة.


أحذية المتمردين في أثيوبيا تشق طريقها بنجاح في الأسواق العالمية

ويعد مفهوم إعادة التدوير اتجاها معروفا جيدا ويتم تنفيذه بشكل واسع في أثيوبيا التي تعد دولة فقيرة تبنت الديموقراطية في منتصف التسعينيات من القرن الماضي بعد أن أطاح تحالف من القوات القبائلية بالحكومة الاشتراكية في أعقاب فترة طويلة من الانتفاضات وموجات الجفاف ومشكلات هائلة للنازحين، أما الصلة بين هذه التطورات وشركة الأحذية هي أن المتمردين الذين أطاحوا بالديكتاتور منجستو كانوا يرتدون نعالا مطاطية أثناء فترة الحرب ضده.

 
وقالت السيدة بيت لحم تيلاهون أليمو التي ابتكرت فكرة إنتاج هذه الأحذية منذ نحو سبعة أعوام إن هؤلاء المتمردين كانوا لا يستطيعون الحصول على أنواع أفضل من الأحذية، وقامت أليمو التي تبلغ من العمر 31 عاما بتطوير وتحديث هذه الأحذية وأصبحت تدير حاليا واحدة من شركات تصنيع الأحذية القليلة التي حصلت على شهادة " التجارة العادلة " التي تفيد بأن منتجات الشركة صديقة للبيئة وتكفل أجورا عادلة للعاملين فيها، ويمكن رؤية هذه الأحذية التي تصنعها شركة أليمو معروضة في متاجر راقية بمدن كبرى مثل نيويورك ولندن، وهذه الأحذية مصنعة من مواد طبيعية أومعاد تدويرها وإطارات سيارات الشحن.
 
والاسم التجاري لهذه الأحذية هو " سول ريبلز " أي نعل أحذية المتمردين، وتعد قصة نجاح الشركة التي يوجد مقرها على مشارف العاصمة الأثيوبية أديس أبابا دليلا على صحة الإعتقاد بأن المنتجات المصنعة في إحدى الدول الأكثر فقرا في العالم يمكن أن تصنع لنفسها مكانة في سوق الأزياء.
 
وأسست أليمو الشركة عام 2005 وكان يعمل فيها في البداية خمسة عمال، ومنذ ذلك الحين تم تصنيع 70 ألف زوج من الأحذية، وزاد عدد العاملين في إنتاج وتوزيع الأحذية ليصل اليوم إلى 300 شخص نصفهم من النساء، ويوجد من بينهم 55 عاملا كانوا يعانون من مرض الجذام وعلى الرغم من أنهم فقدوا أصابع أيديهم وأقدامهم إلا أنهم يتمتعون بمهارة في نسج الأقمشة القطنية كما تقول أليمو، كما أنهم يحصلون على أجور بشكل منتظم مقابل عملهم.
 
وتوضح أليمو أن قوة العمل بشركتها تحصل على أجور عادلة مقابل إنتاج  الأحذية التي تصنع بالكامل يدويا حتى لا تؤثر على البيئة أو تزيد الإنبعاث الحراري، وتعرض الشركة مجموعة متنوعة من الأحذية تشمل الصنادل والشباشب والأحذية المزدانة بالشرائط الحريرية والأحذية ذات الرقبة العالية، ويتم تغطية " نعل الشخص الفقير "  بتصميمات تراعي أحدث الصيحات في عالم الأزياء مصنوعة من مواد منتجة في أثيوبيا مثل الجوت والجلود والقطن.
 
وحقققت الأحذية الأثيوبية نجاحا كبيرا في الأسواق العالمية كما نجحت في صناعة اسم لها في أسواق 33 دولة في مختلف أنحاء العالم، ولخدمة هذه الأسواق يتم تصدير ما نسبته 90 في المئة من هذه المنتجات، ويبلغ متوسط سعر زوج الأحذية في السوق المحلية ما يتراوح بين 450 و800 بر وهي العملة المحلية  ( ما يتراوح بين 26 و46 دولارا )، وبالتالي يكون هذا السعر مرتفعا للغاية بالنسبة لكثير من الأثيوبيين، ومع ذلك أفتتحت " سول ريبلز " منذ بضعة أشهر أول متجر لها في أديس أبابا وهو متجر راق داخل مركز آدامز بافيليون التجاري، ويمكن للزبائن من خارج أثيوبيا طلب هذه الأحذية على شبكة الإنترنت.
 
وتقول أليمو أنها تشعر بالسعادة عندما تكون في نيويورك وترى الناس يرتدون أحذية " سول ريبلز " والتي تباع على موقعها الإليكتروني مقابل 75 دولارا للزوج.
 
وتضيف أليمو إن السر في نجاح الشركة يتمثل في أن الإدارة تعمل مثل شركة أمريكية وتستخدم كل وسائل الإعلام للتسويق، كما تسعى الشركة لتصنع لنفسها إسما تجاريا كأنها " نايك " أثيوبية مشيرة إلى أن تلك الشركة العالمية المتخصصة في الملابس الرياضية بدأت نشاطها بحجم صغير.
 
وتقيم أليمو في بلدة زينابورك التي تقع في الحافة الغربية من أديس أبابا وهي بلدة فقيرة وصغيرة إذ يبلغ تعدادها خمسة آلاف نسمة ولا توجد بها فرص عمل كبيرة وبالتالي تتضاءل فيها الآمال، وأعربت أليمو وهي أم لثلاثة أطفال عن اعتقادها بأن أبناء بلدتها يجب أن يكون لديهم المنتج المحلي الخاص بهم المصنوع من مواد من البيئة المحلية من أجل تغيير صورة أثيوبيا كدولة تعاني من المصاعب والفقر.
 
وبدأت أليمو تسافر إلى الخارج حيث زارت عدة دول من بينها بلاد ذات أسواق كبيرة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والصين من أجل دراسة سوق الأحذية فيها ، وقامت بعد ذلك بمزج كل المعلومات التي حصلت عليها وتعلمتها مع الثقافة الإثيوبية وبدمج الحذاء الأثيوبي التقليدي المصنوع نعله من مطاط إطارات السيارات مع التصميمات العالمية في الأحذية، وأضافت   ألوانا زاهية تتدفق بالحيوية للمواد المستخدمة في صنع الحذاء.
 
وتقول أليمو إن أكثر الأشياء صعوبة في البداية كانت إقناع الزبائن الأجانب بالنوعية الجيدة لمنتجات شركتها، وحدث أن اقتنعت شركة أمريكية بإمكانات الأحذية التي تنتجها أليمو وكانت أول مشتر لها.
 
وحصلت أليمو على كثير من الجوائز الدولية من بينها دخول قائمة مجلة فوربس الإقتصادية الأمريكية الشهيرة لعام 2011 والتي تضم أكبر عشرين سيدة أفريقية نفوذا.
 
وبداخل المصنع الصغير في بلدة زينابورك حيث تتم صناعة الصنادل من المواد العضوية يمكن رؤية العمال وهم منشغلون في استخدام أدوات  الطرق والقطع والنشر، وتبدو على وجوههم علامات الرضا.
 
وتقول العاملة مازا تيشومي وهي تثبت شريطا أصفر اللون على حذاء من الجلد لونه أخضر غامق إنها قبل أن تبدأ العمل بالمصنع لم يكن أمامها سوى أن تجلس في منزلها لأنها لم تكن تجد أية فرصة للعمل، أما الآن فأصبحت حياتها أفضل كثيرا وصار بإمكانها أن تتناول طعاما صحيا بدرجة أكبر وأن تشتري لنفسها ثيابا.
 
ويضيف أنشينايو داني وهو عامل آخر في المصنع إن العلاقات بين العاملين في الشركة طيبة أيضا، ووصف مناخ العمل بأنه رائع.
 
ولا يبدو أن ثمة سقف في المستقبل المنظور لطموحات الشركة في سوق الأزياء، ولدى أليمو الكثير من الخطط، ومن المقرر أن يتم خلال الأشهر الستة المقبلة افتتاح متاجر لأحذية " سول ريبلز " في كندا واليابان وأسبانيا وتايوان، وتسعى أليمو أيضا إلى تنويع شريحة المنتجات بإضافة حقائب اليد المصنوعة باستخدام نفس المفهوم وهو المواد العضوية من الخارج وبالطبع إطارات السيارات المعالجة من الداخل.

كارولا فرينتزن
الاحد 6 مايو 2012