نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


الحرب الامريكية على جبهتي افغانستان والعراق تلقي بظلالها على الداخل وتفاقم من ورطة أوباما




واشنطن - مايك ماكارثي - ­ألقى حادث إطلاق النار في قاعدة فورت هود بولاية تكساس الأمريكية الضوء على الخسائر المتزايدة للجيش الأمريكي الناجمة عن حربين في وقت يقترب فيه الرئيس باراك أوباما من اتخاذ قرار هام بعد فترة قصيرة من توليه منصبه بشأن ما يجب فعله في أفغانستان.


القوات الامريكية في افغانستان
القوات الامريكية في افغانستان
­وكانت تقارير أشارت إلى أن المسلح المشتبه بتورطه في الحادث، وهو طبيب نفساني برتبة ميجور في الجيش الأميركي ويدعى نضال مالك حسن، كان مستاء بسبب قرب إيفاده إلى أفغانستان بعد أن ظل لسنوات يعالج جنودا يعانون من مشاكل نفسية بعد عودتهم من القتال هناك ومن العراق أيضا.

وكان حسن ، وهو مسلم متدين، قد أبلغ الزملاء والعائلة بمعارضته للحرب. وقال ابن عمه لصحيفة نيويورك تايمز إن حسن كان "يشعر بمعاناة" نفسية للذهاب إلى أفغانستان بعد أن "أخبره الجنود عن الأهوال اليومية التي رأوها هناك ".

ولايزال الجيش الأمريكي يحاول التعامل مع المعدل المرتفع بشكل مخيف لحالات الانتحار بين الجنود العائدين من المعارك، التي عادة ما ترجع إلى الضغط الذي يعانونه بعد الصدمة.. واتخذ الجيش خطوات كبيرة لتحسين العلاج وتطوير أساليب للكشف عن الأعراض.. لكن هذه الجهود فشلت في فورت هود.

وذكرت تقارير أن حسن اقتحم يوم الخميس منشأة في قاعدة فورت هود وهو مسلح بمسدسين، وهي أكبر قاعدة أمريكية في العالم ومنطلق للقوات التي تستعد للانتشار في مناطق القتال، ثم فتح النار وقتل 12 جنديا وضابط شرطة قبل إطلاق الرصاص عليه ونقله للمستشفى.

ولن تفعل قضية حسن شيئا يذكر لمساعدة أوباما في الوقت الذي يرسم فيه استراتيجية جديدة للحرب في أفغانستان ، والتي أصبحت بشكل متزايد لا تحظى بشعبية في الداخل. وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا في الولايات المتحدة أن المعارضة الشعبية للحرب في أفغانستان بلغت أعلى مستوياتها منذ أن بدأت فى تشرين أول/أكتوبر عام 2001.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" يوم الجمعة أن عدد قتلى الجنود الأمريكيين في أفغانستان منذ بداية الحرب وصل إلى 907 جندي. وتجاوزت وتيرة القتلى الأمريكيين في أفغانستان نظيرتها في العراق. وفي تشرين أول/أكتوبر لقي 55 جنديا أمريكيا مصرعهم في أفغانستان ، وهو أعلى معدل شهري منذ بدء الحرب.

وأشار أوباما إلى حجم المأساة لمقتل جنود أمريكيين على التراب الوطني عقب تلك التضحيات الكبيرة التي بذلت في الخارج حينما تحدث للمرة الأولى يوم الخميس عن الضحايا الذين سقطوا في إطلاق النار في فورت هود .

وقال "إنه من الصعب بما يكفي أن نفقد هؤلاء الأمريكيين الشجعان في معارك في الخارج.. لكنه من المرعب أن يتعرضوا لاطلاق نار في قاعدة للجيش في الولايات المتحدة. "

ويأتي كل هذا بينما بدأ أوباما عقد لقاءات تستمر أسابيع مع مستشاريه وجنرالات أمريكيين لوضع استراتيجية جديدة لأفغانستان وبشأن ما إذا كان من الواجب تلبية مطلب قائد القوات الأمريكية هناك الجنرال ستانلى مكريستال لإرسال 40 ألف جندي إضافي.

ويمكن أن تكون أفغانستان قضية محورية في رئاسة أوباما التي لم تمضي عليها فترة طويلة مع اقتراب انتخابات الكونجرس قبل أقل من عام من الآن وثلاث سنوات لإمكانية اعادة انتخابه لولاية ثانية. وكان أوباما تعهد خلال حملته الانتخابية بإعادة تركيز الجهود الأمريكية على أفغانستان بعد ما وصفه بسنوات من الإهمال من قبل سلفه الرئيس جورج بوش الذي كان منشغلا بالعراق.

ووصف أوباما الصراع في أفغانستان وعلى طول الحدود مع باكستان بأنه أكبر تهديد للأمن القومي للولايات المتحدة وتعهد باستغلال الزخم الذي يحيط بالوضع في أفغانستان لإلحاق الهزيمة بطالبان والقاعدة.

ووجه الجمهوريون انتقادات حادة للرئيس أوباما لتحركه البطيء لوضع استراتيجية وتلكؤه في تلبية مطلب مكريستال. ويؤكد البيت الابيض أن أوباما بحاجة لوقت مناسب حتى يتوصل إلى الاستنتاج الصحيح حول الطريقة المثلى للمضي قدما، وأضاف أنه يمكن الإعلان عن قرارا بهذا الشأن خلال الأسابيع القادمة.

ولإظهار التضامن مع القوات، قام الرئيس أوباما الأسبوع الماضي بزيارة في وقت متأخر من الليل لقاعدة دوفر الجوية في ولاية ديلاور لتأبين 18 جنديا أمريكيا بعد عودة نعوشهم الملفوفة بالعلم الوطني من أفغانستان.

وزار أوباما يوم الجمعة جرحى من الجنود أصيبوا في أفغانستان في في مركز "والتر ريد" الطبي العسكري ، والتي عمل فيها حسن لسنوات قبل إرساله إلى ولاية تكساس استعدادا لانضمامه للقوات العاملة في أفغانستان. وأكد البيت الأبيض أن الزيارة كانت مقررة قبل وقوع مجزرة فورت هود.

مايك ماكارثي
الاحد 8 نونبر 2009