نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


الزيادة الهائلة في سكان القارة السمراء يهدد بتحويل مدنها إلى جحيم




امستردام - يعد سكان قارة افريقيا نحو مليار نسمة، لكن بحلول عام 2050 من المتوقع أن يتضاعف هذا العدد حسب آخر التوقعات، لكن الى أي مدى يمكن أن تكون هذه الإحصائيات مثيرة للقلق ، يشبه الوضع الدلو الذي فاض عن حده، مجموعات من الشباب القرويين يقبعون تحت ضلال الأشجار أو بجانب جدران أو شرفات المنازل دون هدف


الزيادة الهائلة في سكان القارة السمراء يهدد بتحويل مدنها إلى جحيم
وأما تلك الفدادين الزراعية التي يمكلكها آباؤهم فقد تم تقسيمها على ذلك العدد الهائل من الأبناء "هل لديك عمل لي؟ هل يمكنني الذهاب رفقتك الى المدينة؟" يسال شاب في الواحدة والعشرين من العمر. "أنا مستعد لتنظيف دورة المياه في منزلك، اذا منحتني شيئا من المال لأرسله الى أهلي لمساعدتهم."
تعاني كينيا من ارتفاع كبير في كثافة السكان، وقد ازداد الضغط كثيرا على المساحات الزراعية الموجودة. عام 1948 كان عدد سكان كينيا يبلغ نحو خمسة ملايين نسمة، أما في الوقت الراهن فبلغ مجموع السكان 38 مليون نسمة وهي واحدة من أعلى نسب النمو السكاني في العالم.
وحسب آخر احصاء للسكان في البلاد، فان نحو 44% من مجموع السكان لا يتجاوز سنهم الخامسة عشر، أما البالغين سن الـ 65 من العمر فلا تتجاوز نسبتهم أربعة في المائة. ومن المحتمل أن تتضاعف نسبة البطالة بين الشباب الكينيين الى نحو 14%.
تبدو الواقع في هذا البلد مريرا "يا سيدي لا يمكننا العيش في هذه الأوضاع" يقول أحد الرعاة من قبيلة سامبورو شمال كينيا وهو يشير إلى تلك المروج البنية اللون والقاحلة، "هناك الكثير من الحيوانات وكذلك الكثير من الناس ولم يعد المكان يكفينا والنسبة الأكثر من الرؤوس هي من الماعز، لكن أيضا البقر والبشر يساهمان في تدهور البيئة. فالمجاعات أصبحت مألوفة هنا ولم يعد بوسع المواطنين الاعتماد على الرعي لتأمين معيشتهم، ولهذا السبب هم يبحثون عن فرصة عمل أخرى دون جدوى.
تحولت المدن في افريقيا الى ما يشبه الجحيم. ولم تعد مدينة لاغوس الغارقة في الفوضى تمثل استثناء، فالكل يشد الرحال في اتجاه العاصمة النيجيرية لاغوس. سيتضاعف عدد سكان المدن في أفريقيا من 294 مليون نسمة عام 2000 ليصل الى نحو 742 مليون نسمة عام 2030، وتضطر مجموعة من السكان مكنونة من 250 شخصا لاقتسام اربعة دورات للمياه (مراحيض) وحمام واحد "حسب ما أورد صندوق الأمم المتحدة للسكان قبل سنتين في تقرير له ينذر بكارثة في مجال السكن الحضري في أفريقيا.
وحسب نفس التقرير، فان 72 في المائة من سكان المدن في افريقيا يعيشون في بيوت الصفيح، كما أن الهياكل القاعدية القديمة قد يلحق بها مزيد من الخراب، أما سكان الأكواخ وبيوت الصفيح فسيبقون في نفس الوضع الذي هم عليه فيما سيزداد تذمر طبقة الأغنياء من شمكلات نقص الياه والكهرباء.
وتعتبر العاصمة الإثيوبية أديس ابابا واحدة من أهم المدن الأفريقية التي تشهد تحولات كارثية، و بالرغم من نسبة النمو الاقتصادي المرتفعة فان الحكومة غير قادرة على مكافحة انتشار الفقرالمدقع بين سكان المدينة. وعلى جانبي الطريق الرئيسي المؤدي الى مطار العاصمة، يمكن ملاحظة التعايش بين الفقر الثروة في نفس الوقت، مطاعم وفنادق فخمة تحمل أسماء نيويورك أو باريس أو أمستردام... الخ.
لكن هناك أيضا الكثير من المتسولين المشوهين يجلسون في الأوحال على طول الشارع. وفي مفترق الطرق تشاهد من الأطفال والعجزة من يسرع الى التوسل اليك ، ولا يمكنك التخلص منهم الا بالقول "الله ينوب عليك" ويقول رجال الدين من الكنيسة القبطية المهيمنة في البلاد أنه على الفقراء أن يتحملوا مصيرهم وأن الأمر يبدو واقعيا بالنظر الى التزايد الكبير في نمو السكان.
وتتكون العاصمة الإثيوبية بالدرجة الأولى من مساكن قليلة الارتفاع كما هو الحال مع أغلب مدن افريقيا، وبنيت نحو 70% من منازلها من الأخشاب الواح الزنك المتموجة أو تلك المصنوعة من المواد التشكيلية (بلاستيك), وفي الغالب يتم انشاء هذه الأكواخ بطريقة غير قانونية (عشوائيا). ويزداد عدد سكان اديس أبابا البالغ عددهم 3.5 مليون بنسبة سبعة في المائة سنويا وتعاني المدينة المتنامية من نقص حاد في المساحات السكنية كما هو الشأن أيضا في باقي المدن الإفريقية.
والعاصمة الكينية نيروبي تنمو هو الاخرى بسرعة: قبل خمسة عشر عاما كان عدد سكانها لا يتجاوز مليوني نسمة، لكن يعتقد أنه ارتفع الآن الى نحو ستة ملايين نسمة. فالناس يريدون الفرار بأية طريقة من بيوت الصفيح والابتعاد عن العيش بالقرب من الحيوانات البرية. أعيش على مرمى حجر من محمية للحيوانات البرية الذي لا يزال باقيا من من مجموعة من الأماكن الطبيعية التي كانت تعلن بداية سهول السفانا اللامنتهية. قبل ثمانين عاما كان الأمر يتطلب نصف يوم للوصول الى مركز مدينة نيروبي بالمرور من خلال المسارات الموحلة، أما الآن فيمكنك الوصول في ضرف نصف ساعة بحافلات النقل العمومي عبر الطرقات المكتضة.
ورشات البناء والانجاز تنتشر في كل مكان، الفيلات، الأكواخ، مراكز التسوق، أكشاك المأكولات، ولهذا السبب تضاعفت اسعار المواد الاولية، وفي الساعات الأولى من الصباح ترى الكل في زحمة الإنتظار،اصحاب والدراجات النارية، متوقفون أيضا ويكسرون جدار الصمت "ننظر قليلا وسنمر" ويشبه هذا ما هو عليه الحال في عاصمة مالي بماكو، فلا يمكنك دخول المدينة دون لبس الأقنعة الواقية من الغازات المنطلقة من عوادم السيارات.
ويعرف الافارقة بحبهم للاطفال، فهو ثروتهم الأساسية، كما أن الابناء يمثلون ضمانا للمستقبل، الا أن المستقبل نفسه سيضيع بسبب تزايد نمو السكان والمشاكل المتعلقة بهذا النمو الذي لا يأخذ في الحسبان التطور الإقتصادي
البروليتاريا هي الفئة الأكثر نموا في افريقيا "ولم يعد يوجد في افريقيا حاليا سوى قبيلتين: الفقر والثراء، تقول ماوورا التي تغيش في مدينة نيروبي، وخاصة قبيلة الفقراء تعرف نموا كبيرا

وكالات - إذاعة هولندا العالمية
الاحد 30 غشت 2009