
السياسة العربية ...ما هي إلا مهزلة
لكن يبدو أنه لا توجد استجابة مناسبة لغضب الشباب المحبط الذي يخرج للشوارع في تونس والجزائر والقاهرة وعمان.
أمس، احتشد الشباب الغاضب أمام مقر وزارة الداخلية التونسية باعتبارها رمز الدولة البوليسية.
وفي الأردن خرج الآلاف أمس منددين بالحكومة، بالرغم من أن الحكومة كانت أعلنت في وقت سابق الأسبوع الماضي تبنيها سلسلة إجراءات لتخفيف الارتفاع الحاد في الأسعار والذي كان تسبب في إثارة موجة من الاحتجاجات.
طالب المتظاهرون بإقالة حكومة رئيس الوزراء سمير الرفاعي. وكان رئيس الوزراء قال أمس الأول إن حكومته تحترم حق الشعب في التعبير عن نفسه في إطار ما يسمح به القانون وأن الحكومة تتفهم ما يعانيه الشعب بسبب الضائقة الاقتصادية.
وحذر الرفاعي في الوقت نفسه من أن الحكومة ستحمي مصالح الدولة والشعب من أي شخص يحاول استغلال الموقف لإلحاق أضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة.
المتظاهرون، ومعظمهم ينتمي للطبقات محدودة الدخل والذين احتشدوا أمام المساجد، لا ينتمون لجماعة "الإخوان المسلمون" المعارضة التي انضمت للاتحادات العمالية في دعوتها لتنظيم مسيرات احتجاجية غدا الأحد للمطالبة بإصلاحات سياسية.
الاضطرابات الاجتماعية والاحتجاجات العفوية التي شهدتها الأسابيع الأخيرة لن تقض مضاجع الحكام فحسب، بل سيمتد أثرها حتى أوروبا لأن معدلات البطالة المتزايدة والفساد في دول جنوب المتوسط تدفع بالكثير من شباب العرب للسعي وراء الرزق كمهاجرين غير شرعيين في أسبانيا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا.
المثير للاهتمام أن التونسيين تحديدا هم أول من بادروا للخروج إلى الشوارع . فلعشرين سنة كان الشعب التونسي أكثر هدوءا وأقل اهتماما بالسياسة، من أي شعب آخر في العالم العربي.
لكن بعد مرور أيام فقط من اندلاع شرارة الاحتجاجات العنيفة في تونس، خرج الشباب في الجزائر إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم . ولم يهدأ احتجاجهم حتى أعلنت الحكومة خفض أسعار السلع الغذائية بشكل كبير.
أحد محرري صحيفة "الشروق" المصرية في عدد أمس يقول إن النموذج التونسي أثبت أن الناس في كل مكان "يمكنهم أن يغيروا إذا ما نظموا بشكل أفضل وأصبحوا نشطين، وأبدت استعدادا لدفع الثمن".
وأضاف الكاتب بلكنة الساخر أن استجابة الأنظمة العربية الحاكمة التي تلقي باللائمة على القاعدة والموساد الإسرائيلي والـ "سي آي ايه" الأمريكي والحرس الثوري الإيراني، في كل اضطراب اجتماعي يحدث، ما هي إلا مهزلة.
ذلك أنه يجب الاعتراف بأن مصر والأردن تعانيان من مشكلات مشابهة لتلك الموجودة في تونس والجزائر. فمستويات البطالة بين الشباب مرتفعة وأسعار الوقود والغذاء آخذة في الازدياد والفساد والمحاباة يقفان حائلين بين الطبقات الفقيرة التي يعصف بها الجوع وبين الانتفاع بأي مزية اقتصادية.
الفارق يكمن في أن الشباب التونسي والأردني أكثر وضوحا، في تعبيره عن معاناته من أقرانه المصريين الذين يتحملون رغما عنهم حملا آخر يتمثل في نظام تعليم سيء لحد الكارثة
أمس، احتشد الشباب الغاضب أمام مقر وزارة الداخلية التونسية باعتبارها رمز الدولة البوليسية.
وفي الأردن خرج الآلاف أمس منددين بالحكومة، بالرغم من أن الحكومة كانت أعلنت في وقت سابق الأسبوع الماضي تبنيها سلسلة إجراءات لتخفيف الارتفاع الحاد في الأسعار والذي كان تسبب في إثارة موجة من الاحتجاجات.
طالب المتظاهرون بإقالة حكومة رئيس الوزراء سمير الرفاعي. وكان رئيس الوزراء قال أمس الأول إن حكومته تحترم حق الشعب في التعبير عن نفسه في إطار ما يسمح به القانون وأن الحكومة تتفهم ما يعانيه الشعب بسبب الضائقة الاقتصادية.
وحذر الرفاعي في الوقت نفسه من أن الحكومة ستحمي مصالح الدولة والشعب من أي شخص يحاول استغلال الموقف لإلحاق أضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة.
المتظاهرون، ومعظمهم ينتمي للطبقات محدودة الدخل والذين احتشدوا أمام المساجد، لا ينتمون لجماعة "الإخوان المسلمون" المعارضة التي انضمت للاتحادات العمالية في دعوتها لتنظيم مسيرات احتجاجية غدا الأحد للمطالبة بإصلاحات سياسية.
الاضطرابات الاجتماعية والاحتجاجات العفوية التي شهدتها الأسابيع الأخيرة لن تقض مضاجع الحكام فحسب، بل سيمتد أثرها حتى أوروبا لأن معدلات البطالة المتزايدة والفساد في دول جنوب المتوسط تدفع بالكثير من شباب العرب للسعي وراء الرزق كمهاجرين غير شرعيين في أسبانيا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا.
المثير للاهتمام أن التونسيين تحديدا هم أول من بادروا للخروج إلى الشوارع . فلعشرين سنة كان الشعب التونسي أكثر هدوءا وأقل اهتماما بالسياسة، من أي شعب آخر في العالم العربي.
لكن بعد مرور أيام فقط من اندلاع شرارة الاحتجاجات العنيفة في تونس، خرج الشباب في الجزائر إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم . ولم يهدأ احتجاجهم حتى أعلنت الحكومة خفض أسعار السلع الغذائية بشكل كبير.
أحد محرري صحيفة "الشروق" المصرية في عدد أمس يقول إن النموذج التونسي أثبت أن الناس في كل مكان "يمكنهم أن يغيروا إذا ما نظموا بشكل أفضل وأصبحوا نشطين، وأبدت استعدادا لدفع الثمن".
وأضاف الكاتب بلكنة الساخر أن استجابة الأنظمة العربية الحاكمة التي تلقي باللائمة على القاعدة والموساد الإسرائيلي والـ "سي آي ايه" الأمريكي والحرس الثوري الإيراني، في كل اضطراب اجتماعي يحدث، ما هي إلا مهزلة.
ذلك أنه يجب الاعتراف بأن مصر والأردن تعانيان من مشكلات مشابهة لتلك الموجودة في تونس والجزائر. فمستويات البطالة بين الشباب مرتفعة وأسعار الوقود والغذاء آخذة في الازدياد والفساد والمحاباة يقفان حائلين بين الطبقات الفقيرة التي يعصف بها الجوع وبين الانتفاع بأي مزية اقتصادية.
الفارق يكمن في أن الشباب التونسي والأردني أكثر وضوحا، في تعبيره عن معاناته من أقرانه المصريين الذين يتحملون رغما عنهم حملا آخر يتمثل في نظام تعليم سيء لحد الكارثة