نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


جزيرة كابيتي النيوزيلندية ... مقصد عشاق الطيور النادرة في العالم




ولينجتون 16 تموز/ - جزيرة "كابيتي" الواقعة على بعد ساعة واحدة من العاصمة النيوزيلندية ولينجتون، هي موطن لمجموعة من اندر الطيور وأكثرها عرضة للانقراض في العالم بما في ذلك طائر الكيوي الصغير الذي يواجه شبح الانقراض في موطنه الأصلي. وزيارة هذه الجزيرة تنقل الزائر إلى الماضي القديم في رحلة عبر الزمن.


بمجرد انتهاء رحلة القارب الصغيرالتي تنقلك إلى جزيرة "كابيتي"، ستشعر كما لو أنك انتقلت إلى نيوزيلندا مختلفة تعود إلى الماضي البعيد.

وما بين الغابات المطيرة الكثيفة على جانب، والتلال المنحدرة على الجانب الآخر، تستقبل الجزيرة التي يصل طولها 10 كيلومترات وعرضها كيلومترين، زوارها بتغريد الطيور، وربما بنفس الأصوات التي استقبلت بها الجزيرة الكابتن كوك عندما وصل مع الأوروبيين إلى الجزيرة لأول مرة عام 1770.

يقول "لي باري" مسؤول إدارة المحميات في المنطقة "غناء الطيور البرية هو بالتأكيد ظاهرة خاصة للغاية ويندر سماعه في أي مكان آخر".

وتمتلك نيوزيلندا مجموعة فريدة من النباتات والحيوانات البرية، حتى آن عالم الأحياء "جيرد دايموند" وصف إلى نيوزيلندا بأنها "أقرب نقطة اتصال بالحياة في كوكب آخر".

وقد ظلت نيوزيلندا أرضا معزولة لمدة 80 مليون سنة حتى وطأتها أقدام البشر لأول مرة منذ 800 سنة. ولم تكن أراضي نيوزيلندا في البداية موطنا للحيوانات البرية والثديات وإنما كان بها الكثير من الكائنات الطائرة والحشرات والسحالي.

ورغم أنها تبعد عن العاصمة لمدة ساعة فقط بقارب صغير، فإن جزيرة "كابيتي" كانت في وقت من الأوقات خالية من كل أنواع الحيوانات المفترسة، في حين أن الكثير من الطيور التي تواجه الآن خطر الإنقراض في مواطنها الأصلية لجأت إليها.

وقد احتاجت الجزيرة إلى أكثر من 100 عام لكي يتم إعلانها محمية طبيعية عام 1897 وإعادة تأسيسها كملاذ آمن للطيور.

يقول "ماناكي باريت" وهو واحد من حفنة من الأشخاص الذين يعيشون في الجزيرة "جزيرة كابيتي تشهد مجموعة كاملة من النشاط البشري" وتعيش قبييلة (إيوي) التى ينتمي إليها باريت هنا منذ حوالي 200 سنة والآن يديرون جولات الطبيعة في الجزيرة.

ومنذ وصول أول إنسان من قبائل الموراي، سكان نيوزيلندا الأصليون إلى المنطقة، أصبحت جزيرة "كابيتي" ذات أهمية روحية وثقافية واستراتيجية كبيرة.

يقول باريت شهدت " أوائل القرن التاسع عشر معارك بين مختلف قبائل الموراي من أجل السيطرة على الجزيرة. وأقيمت فيها أنشطة صناعية وتجارية، في الوقت الذي أقامت فيها الثقافات المختلفة في نيوزيلندا علاقات ذات فائدة مشتركة".

وأصبحت هذه الجزيرة جزءا من الموجة الأولى لحماية الطبيعة في نيوزيلندا، بمجرد أن أدرك المستوطنون الأوروبيون مدى تأثير النشاط الزراعي في المناطق التي كانت تغطيها النباتات الكثيفة في السابق على حياة الطيور فيها.

يقول "باري" إن الوعي بالحاجة إلى حماية البيئة تزايد في أواخر القرن التاسع عشر ، إلى جانب ظهور نزعة جديدة للفخر القومي بما تمتلكه نيوزيلندا من ثروة برية نادرة. وبدأ المزارعون يدركون تأثير عمليات إزالة الغابات بكثافة، بما في ذلك تزايد الفيضانات والتي دمرت مزارعهم. كما أصبح سكان المدن يشعرون بالحنين لمنظر الجبال والغابات الجميلة.

ورغم التاريخ الطويل من حماية البيئة، فإن نيوزيلندا تمتلك الآن أكبر حصة من الكائنات المعرضة للإنقراض في العالم. وأشارت دراسة نشرت في أيار/مايو الماضي إلى أن 80% من الطيور البرية تواجه مشكلات وأن الكثير منها يواجه خطر الإنقراض.

وفي معركتها من أجل المحافظة على التنوع الأحيائي، حددت الحكومة في العام الماضي هدفا طموحا بجعل البلاد خالية من الحيوانات المفترسة بحلول 2050.

يقول "باري": "كدولة، حققنا بالفعل تقدما لم يكن يرد على الخيال في وقت من الأوقات، بما في ذلك تطهير أكثر من 100 جزيرة من الحيوانات المفترسة".

ويمثل نجاح تجربة "كابيتي" نموذجا يحتذى بالنسبة لباقي البلاد. فعندما أصبحت الجزيرة محمية طبيعية عام 1897، تراجع عدد سكان الجزيرة، وتزايد عدد الحيوانات الوحشية فيها.

وفي العقود التالية، تم القضاء على الماعز والقطط والغزلان والخراف والماشية والخنازير والكلاب التي كانت موجودة في الجزيرة، وبحلول عام 1986، تم قتل ما تبقى من أكثر من 5ر22 ألف حيوان من حيوان البوسوم وهو أحد أنواع الزواحف التي تعيش في أستراليا ونيوزيلندا. وفي عام 1996 استخدمت إدارة الحفاظ على البيئة سم الفئران في الجزيرة وهو ما أدى إلى القضاء عليها تماما.

ومنذ ذلك الوقت، عادت حياة الطيور إلى الجزيرة، حيث كان طائر الكيوي من أكثر الطيور التي تكاثرت فيها. وفي حين يواجه هذا الطائر خطر الإنقراض في موطنه الأصلي، فإنه لجأ إلى الجزيرة. وكانت أصغر 5 فصائل من طائر الكيوي تعيش في الجزر الجنويية والشمالية، وتراجعت أعدادها لتصل إلى حوالي 1700 طائر، منها 1200 طائر تعيش في جزيرة "كابيتي".

وكان "نيك فيتسنزيدس" أحد حماة البيئة في "كابيتي" من بين الذين ساعدوا هذا الطائر على اللجوء إلى الجزيرة والتكاثر فيها.

يقول "فيتسنزيدس" إنه "في أي يوم معين يمكننا فحص مصائد الآفات، أوقص الأعشاب، أوتنظيم مجموعات المتطوعين ، أوتنظيف المسارات، أوإصلاح أنابيب المياه، أوالحديث مع تلاميذ المدارس، أو تغيير أماكن أعشاش طيور الكيوي، أو القضاء على آفات النبتات".

وسيشاهد زوار الجزيرة طيور الويكا التي لا تستطيع الطيران، على امتداد طريقهم، وإذا كانوا محظوظين للغاية، يمكنهم سماع ترديد صوت طائر كوكاكو النادر، وهو طائر مراوغ لونه أزرق ورمادي ويعيش في الغابات، ويعشش على الفروع العالية للشجر وله أرجل قوية وتندر رؤيته.

كما يمكن أحيانا رؤية الطائر بالغ الندرة "تاكاهي" في المناطق العشبية المسطحة بالقرب من مرسى القوارب وفي الأراضي الرطبة.

كما أن جزيرة "كابيتي" واحدة من الأماكن التي يمكن للزوار رؤية طائر الكيوي الليلي.

يقول باريت إنه "على مدى أكثر من 10 سنوات، ندير كوخا صغيرا في أراضي عائلتنا في أقصى شمال كابيتي، لنتيح لضيوفنا فرصة تجربة الحياة البرية في الجزيرة أثناء الليل".

وأغلب زوار المساء يشاهدون طائر الكيوي، لكن إذا ظل الطائر الذي لا يطير يراوغ،غنه يمكن مع ذلك سماع صوته حول الكوخ أو الخيام الفارهة التي يمضي فيها الزوار الليل.

وتمثل جزيرة "كابيتي" قصة نجاح للحفاظ على البيئة، وواحدة من أكثر المحميات الطبيعية التي يسهل الوصول إليها في البلاد.

يقول لي باري إنه "مع وجود رحلات بحرية يومية لا تزيد مدتها عن ساعة من العاصمة، تمثل هذه الجزيرة أفضل فرصة للزوار لكي يرون نيوزيلندا كما كانت عليه من قبل ".

جولي شيرير
الاحد 16 يوليوز 2017