نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


حصاد الجيش الأمريكي في العراق .... معاناة لا توصف وديمقراطية مزيفة حرستها حراب المحتل




بغداد - بدت آراء عائلة ابو علي التي تسكن أحد أحياء الغربية للعاصمة العراقية بغداد، متطابقة إلى حد ما مع وجود تفاوت بسيط حول انسحاب القوات الامريكية القتالية من العراق


جنود أمريكيون في بغداد
جنود أمريكيون في بغداد
وقال ابو علي ربة الاسرة موظف حكومي (53 سنة) :"اشعر بالارتياح الممزوج بالقلق في بعض الاحيان، من انسحاب القوات الامريكية، انا فرحان جدا وانا أرى الدبابات الامريكية تغادر أرض بلادي".

لكنه استدرك قائلا "عندما افكر باعمال العنف التي ارتفعت وتيرتها أخيرا، اصاب بالقلق وخيبة الامل، خوفا من تردي الاوضاع الامنية وعودة العنف الطائفي، ومايزيد قلقي هو أن قواتنا غير مهنية ولم تبن على اسس وطنية، بل أن الكثير منها جاء بترشيح من الاحزاب التي تسيطر على دفة الحكم، لذلك فان عملها غير مهني واثبتت فشلا كبيرا".

وعن رأيه بشأن اسقاط نظام صدام حسين من قبل القوات الامريكية، قال ابو علي "كنت لا احب صدام حسين، وشعرت بالفرح عندما اسقطوا تمثاله في ساحة الفردوس، لاني كنت اتصور الوعود الامريكية ستتحقق ويتحول العراق إلى بلد ديمقراطي ومزدهر، ولكن ما حصل خلال السنوات السبع الماضية جعلنا نتحسر على ايام صدام، ليس حبا به ولكن على الاقل كنا نستطيع الخروج وزيارة أي مدينة بالعراق دون خوف أو وجل، اما الان فانا لا اخاطر بالخروج من الحي الذي اسكنه بعد الساعة الثامنة مساء لان خروجي اصبح يشكل خطورة على حياتي.

واضاف "لم نحصل على ابسط الخدمات ومنها الكهرباء، التي تردت بشكل كبير، وبعد سبع سنوات لا نحصل على تيار كهربائي، وخلال هذا الشهر لايتم تزويدنا الا بثلاث أو اربع ساعات يوميا، متسائلا "كيف سيكون شعور انسان عن قوات احتلال في ظل درجة حرارة تتجاوز 50 مئوية وبدون تيار كهربائي وهي السبب في كل هذا ؟".

من جانبه، قال ابنه على البالغ من العمر 19 سنة (طالب جامعي) "انا في اشد حالات الفرح والسرور وانا ارى المدرعات والاليات الامريكية تغادر بلادنا، وما افرحني اكثر انها غادرت قبل الموعد، وفي وقت مبكر وقبل طلوع الفجر، أي مثل اللصوص غادروا في جنح الظلام، وهذا يدل على انهم كانوا خائفين اثناء تواجدهم في العراق، وهم يدركون بشاعة الاعمال التي فعلوها في بلادنا".

وتابع "لن انسى ما فعلوه مرة بي وبوالدي عندما تعرضوا لهجوم بعبوة ناسفة، فقد صادف مرورنا بالقرب من الموقع، فقيدونا واجلسونا على الارض وتكلموا معنا بكلمات بذيئة وفي النهاية عندما ايقنوا باننا مجرد عابري سبيل وبعد ثلاث ساعات من التقييد اطلقوا سراحنا بعد أن ارهبونا، كنت في الـ 15 من عمري وفي وقتها شعرت بخوف كبير وقلق".

وقال والالم والغضب واضح على وجهه "كلما رأيت جنود الاحتلال تذكرت هذا المشهد والذي هو قليل جدا مقارنة بما فعله الجنود الامريكيين بحق الكثير من ابناء الشعب العراقي".

وأضاف "اشعر أن هما كبيرا انزاح عن صدري وانا أرى قوات الاحتلال تغادر ارضنا"، واطمئن والدي أن المستقبل واعد لان ابناء العراق بكل طوائفه ادركوا حقيقة الاحتلال، ولكن هذا يحتاج إلى وقت ليس بطويل حتى نرى العراق موحدا ومزدهرا وقبلة لدول المنطقة، بعد أن نطوي مرحلة الماضي وننطلق إلى المستقبل بامل كبير.

اما البنت الصغرى علياء (12 سنة) فقالت "انا اكره الامريكان لانهم اخافوني مرة في الشارع قرب مدرستي، واكرههم لانه عندما يأتون إلى منطقتنا، والدتي تمنعني من الخروج للعب أو لزيارة بيت خالتي المجاور لنا خوفا منهم".

ومضت تقول بلغة الطفولة والفرح ظاهر على وجهها "فرحت عندما علمت بان الجيش الامريكي غادر العراق، وتذكرت الاعلان الذي يظهر على شاشات التلفزيون، (يمضون ونبقى)، اتمنى أن يتحقق الامن في العراق".

اما ام علي البالغة من العمر (50 سنة) وتعمل مدرسة، قالت لايوجد شخص في العالم لايريد أن يتحرر بلده من المحتل، وأكيد اشعر بالارتياح لمغادرة القوات الامريكية اراضي العراق، حتى ننسى المعاناة والاعمال البشعة التي ارتكبوها طيلة السنوات السبع الماضية، من فضائح ابو غريب أو عمليات الاغتصاب، وخاصة قضية عبير الجنابي ذات الـ 14 ربيعا التي اغتصبها جندي امريكي ثم قتلها وعائلتها حرقا، والاعتقال العشوائي وجرائم القتل ضد الابرياء.

واضافت بصراحة أنا اقول إن وضعنا المعاشي تحسن بشكل كبير فراتبي وراتب زوجي ارتفع حوالي 10 اضعاف مقارنة على ما كان عليه قبل سبع سنوات، واستطعنا أن نرمم بيتنا ونشتري اثاثا جديدا ونغير الاجهزة الكهربائية، ولدينا سيارة لكن ثمن ذلك كان باهظا جدا، الا وهو احتلال بلدنا وتدميره، والاخطر من ذلك هو بذور الفتنة الطائفية التي زرعها المحتل وساعد على انتشارها في بلادنا.

وواصلت قائلة في زمن صدام عانينا الكثير، لكن معاناتنا كانت اضعاف مضاعفة في زمن الديمقراطية التي تحرسها حراب المحتل، لانه بنى عملية سياسية على اسس طائفية، سيبقى العراق يعاني منها لعقود، واعطيك مثلا على ذلك، أن الكتل البرلمانية الفائزة في الانتخابات التي انتهت قبل نحو ستة اشهر لم تتوصل إلى اتفاق فيما بينها على تشكيل الحكومة لان الثقة معدومة بين قادة العملية السياسية.

لكن أم علي اعربت عن اعتقادها بان القوات الامريكية لن تغادر كلها، وبقاء 50 الف جندي امريكي في العراق ليس بالعدد القليل، مبينة أنها سمعت من الاخبار أن واشنطن تريد ادخال سبعة آلاف عنصر يعملون في شركات امنية إلى العراق، وهذا يثير خوفي وقلقي.

يذكر أن الولايات المتحدة شنت في 20 مارس 2003 حربا على العراق وتمكنت من اسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في التاسع من ابريل في العام نفسه، وغادرت آخر وحدة عسكرية قتالية امريكية الحدود العراقية إلى الكويت فجر يوم الخميس الماضي، قبل الموعد المحدد لانسحاب القوات القتالية من العراق حسب الاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن، في 31 أغسطس الجاري

شينخوا
الاحد 22 غشت 2010