وقال المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة" لفرانس برس، إنه أرسل محامين إلى الميناء الواقع في جنوب إسرائيل، وطالب بالسماح لهم بالتواصل مع النشطاء الموجودين على السفينة.
وتقل سفينة حنظلة 15 ناشطاً مؤيداً للفلسطينيين وتحمل مساعدات إنسانية.
وتحدثت اللجنة المنظمة لرحلة السفينة، عن محاولة تخريب تعرضت لها "حنظلة" لعرقلة رحلتها حتى قبل انطلاقها من ميناء غاليبولي الإيطالي، فما قصة "حنظلة"؟ ولماذا تحمل السفينة اسمه؟
يُستوحى اسم "حنظلة" من الشخصية الكاريكاتيرية الأشهر التي أطلقها الرسام الفلسطيني ناجي العلي في عام 1969.
فمن هو ناجي العل
في المخيم نما وعيه السياسي، ونتيجة مشاركته في المظاهرات ونشاطه السياسي أُلقيَ به في السجن في لبنان. وعلى جدران زنزانته تطورت موهبته في التعبير بالرسم، ثم التحق بمعهد الفنون اللبناني لفترة حتى لم يعد قادراً على تحمل المصروفات.
في عام 1961 نشر له الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني ثلاثة أعمال في مجلة "الحرية" اليسارية الفلسطينية.
في عام 1963 انتقل الى الكويت وظل يرسم لعدد من الصحف على مدى 11 عاماً.
وفي عام 1969 ظهرت شخصيته الكاريكاتيرية الأشهر "حنظلة" للمرة الأولى
عاد إلى الكويت للعمل في وظيفة دائمة في جريدة "القبس" الكويتية، وبعد مضايقات رقابية كثيرة انتقل إلى لندن ليرسم للطبعة الدولية من الصحيفة.
في 22 يوليو/تموز 1987 أُطلقت النار عليه خارج مكاتب الصحيفة في لندن، وتوفي بعدها بخمسة أسابيع، ولم تكشف ملابسات اغتياله حتى الآن.
كتاب في الذكرى
وتحت عنوان "طفل في فلسطين: رسوم ناجي العلي" جمع ابنه وأصدقاؤه مجموعة من رسومه، صُنّفت ضمن موضوعات شكلت أبواب الكتّاب.
ويقول رسام الكاريكاتير الأمريكي الشهير جو ساكو في المقدمة "كانت انتقاداته اللاذعة موحية سياسياً بشدة، إلا أن حنظلة هو الذي يعطيها بعداً شخصياً لدى قُرّاء ناجي العلي".
ويَعتبر جو ساكو أن لناجي العلي فضلاً في تمكنه من إعداد كتابه الساخر "فلسطين" الذي نال عنه أرفع الجوائز، وهو عبارة عن تقارير صحفية بالرسوم الكرتونية عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.
يضم الكتاب مختارات من الرسوم عن قضيته الأساسية؛ فلسطين. وكذلك عن حقوق الإنسان ـ ليس في فلسطين فحسب، بل في العالم العربي ـ وعن السلام والمقاومة وأمريكا والنفط وغيرها.
احتفاء ورثاء
لم يتوقف الاهتمام بناجي العلي بين قطاع واسع من المثقفين والفنانين العرب، وسجلت السينما العربية حياته في فيلم من بطولة الفنان المصري الراحل نور الشريف
من لم يمت بالسيف مات بطلقة
من عاش فينا عيشة الشرفاء
أما الشاعر العراقي مظفر النواب فوصف العلي:
ترسمُ صمتاً نظيفاً
فإن المدينة تحتاج صمتاً نظيفاً
وترسمُ نفسك مُتجهاً للجنوب
البقاع
العروبة
كل فلسطين !!
قتلت ناجي العلي لما رسم صورة
يواجه الحزن فيها براية مكسورة
لما فضحني ورسمني صورة طبق الأصل
ما عرفشي يكذب... ولا يطلع قليل الأصل
الناس بترسم بفُرشة... وهوه ماسك نصل
حنظلة
ومع مُضي هذه المدة الطويلة لا تزال رسومه حاضرة في ذاكرة الكثيرين من قرائه العرب الذين طالعوها في الصحف والمجلات أثناء حياته أو عبر معارض كثيرة منذ وفاته
ورغم مرور السنين وتغير الأوضاع، يظل هناك للطفل الفلسطيني الذي يعطي ظهره للجمهور، في رسوم العلي، ما يشهده ويشهد عليه.
واشتهرت رسومات ناجي العلي الكاريكاتيرية بانتقاداتها الحادة واللاذعة، لكن بلغة راقية، ورسومات سلسة مشحونة وموحية في الوقت ذاته.
ولم يقتصر هجومه وانتقاده على إسرائيل وأمريكا مثلاً، لكنه طال العرب وحتى الفلسطينيين، وكان معبراً إلى حد كبير عن تيار غالب في العالم العربي، حتى أن صحيفة نيويورك تايمز قالت عنه يوماً: "إذا أردت أن تعرف رأي العرب في أمريكا فانظر في رسوم ناجي العلي".
وقال عنه الاتحاد العالمي لناشري الصحف: "إنه واحد من أعظم رسامي الكاريكاتير منذ نهاية القرن الثامن عشر".