نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


شكوك حول التوصل الى اتفاق فلسطيني - أسرائيلي ونتانياهو يعد ب"إدهاش" المشككين




القدس - ماريوس شاتنير - اعتبرت اسرائيل الاحد انه يمكن التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين من خلال استئناف المفاوضات المباشرة رغم خيبة امل السلطة الفلسطينية التي كانت تامل الحصول على ضمانات والشكوك في انها لن تكون سوى نسخة معادة من سابقاتها.وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو للصحافيين لدى بدء جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية "يمكنني ان اتفهم موقف المشككين. لكننا ننوي ان ندهشهم شرط ان يكون لدينا شريك جاد" في المفاوضات.


رئيس الوزراء الاسرائيلي
رئيس الوزراء الاسرائيلي
واضاف ان "اتفاق السلام مع الفلسطينيين صعب لكنه ممكن" معتبرا ان مثل هذا الاتفاق يجب ان يقوم "على ترتيبات امنية" مرضية لاسرائيل وعلى اعتراف الفلسطينيين باسرائيل "دولة للشعب اليهودي لحل مشكلة اللاجئين في اطار دولة فلسطينية" و"وضع حد نهائيا للنزاع".

وفور اعلان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة استئناف المفاوضات المباشرة، بعد توقفها لمدة 20 شهرا، رحب نتانياهو بالدعوة التي جاءت "دون شروط مسبقة".
واشاد حزبه الليكود (يمين) بهذا "النجاح الدبلوماسي" في بيان، وراى فيه الدليل على ان نتانياهو كان "على حق في الصمود وعدم الرضوخ للضغوط" بشان تجميد الاستيطان.

في المقابل لم تعط السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس موافقتها الا ليل الجمعة السبت في ختام اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدأ بتأخر ساعتين عن موعده المقرر.
وبحسب صحيفة "الشرق الاوسط" فان كلينتون لم تشر الى بيان اللجنة الرباعية وقالت ان المفاوضات ستتم من دون شروط مسبقة ما اثار غضب عباس.

وفي بيان اعلنت اللجنة الرباعية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) الجمعة دعمها لمفاوضات مباشرة "تفضي الى اتفاق يتم التفاوض بشأنه بين الجانبين وينهي الاحتلال الذي بدأ في 1967 ويسفر عن قيام دولة فلسطينية مستقلة وديموقراطية تعيش بسلام جنبا الى جنب مع اسرائيل والدول المجاورة".

وبحسب الصحيفة فان تأخير انعقاد اللجنة التنفيذية كان بسبب الاتصالات المتكررة التي اجراها مسؤولون اميركيون مع عباس لطمانته.
وقد عبرت الجامعة العربية الاحد عن "قلقها البالغ من التفسير الاسرائيلي" لاسس المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين واعتبار انها ستسانف بدون شروط مسبقة.

واضافت الجامعة العربية ان "من شأن" هذا التفسير الاسرائيلي "ان يؤدي الى الدخول مرة اخرى في دائرة مفرغة من المفاوضات التي لا تحقق الهدف المطلوب وتدعو الدول العربية وكافة الدول المعنية الى التنبه لذلك".
وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قال الجمعة ان مضي اسرائيل بالاستيطان يعني ان "المفاوضات ستتوقف". وهدد عريقات انه "اذا ما استانفت اسرائيل الاستيطان بعد تاريخ 26 ايلول/سبتمبر (تاريخ انتهاء صلاحية القرار الاسرائيلي بتجميد الاستيطان)، فان الجانب الفلسطيني سيوقف المفاوضات".

وقال ان على اسرائيل ان تختار بين السلام والاستيطان، موضحا ان عباس ابلغ الاميركيين وكل الاطراف العربية والدولية بهذا الموقف "لانه لن يكون مفاوضات مع الاستيطان".
وكانت اسرائيل اعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة عشرة اشهر تنتهي في 26 ايلول/سبتمبر.
وقد تلقت الصحافة الاسرائيلية بفتور اعلان استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين قريبا مذكرة بالخلافات الجوهرية التي لا تزال قائمة بين الجانبين.

وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الواسعة الانتشار ان المفاوضات المباشرة بدأت في 1993 في اوسلو وواشنطن واستمرت في كامب ديفيد في العام الفين وفي طابا بمصر في 2001 وانابوليس (الولايات المتحدة) في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 من دون ان تفضي الى نتيجة حتى الان.
وبررت لامبالاة الرأي العام الاسرائيلي باعلان استئناف المفاوضات في واشنطن "بانه جرى تبادل الكثير من الكلام طوال 17 عاما وسال الكثير من الحبر وايضا الكثير من الدماء".

واشادت صحيفة "اسرائيل هايوم" القريبة من رئيس الوزراء باعادة تحريك المفاوضات من دون التعهد مسبقا بتجميد الاستيطان.
وكتبت الصحيفة "انه نجاح لكنه موقت" محذرة من تعليق آمال مبالغ فيها للتوصل الى اتفاق نظرا الى التباين في وجهات النظر بين المواقف الاسرائيلية والفلسطينية.
واعتبر النائب اليساري السابق يوسي بيلين مهندس اتفاقات اوسلو في تصريح للاذاعة العسكرية انه "ليس هناك فرصة للتوصل الى تسوية شاملة في الاطار الحالي".
وذكر بان نتانياهو لن يقبل باخلاء كبير للمستوطنات الذي يعد العقبة الاساسية امام استئناف المفاوضات

الملفات الكبرى في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي

بعد 17 عاما من انطلاق عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية في اوسلو سنة 1993، لا تزال خلافات عميقة قائمة بين الجانبين بشان الحل النهائي تثير شكوكا حول ما ستفضي اليه المفاوضات المباشرة التي ستنطلق في الثاني من ايلول/سبتمبر المقبل في واشنطن.

1- انشاء دولة فلسطينية وسلطاتها:

يريد الفلسطينيون اعلان دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة تتمتع بكل صفات السيادة، بينما تطالب اسرائيل بان تكون هذه الدولة منزوعة السلاح وان تراقب مجالها الجوي وحدودها الخارجية.

2- ترسيم حدود الدولة الفلسطينية ومصير المستوطنات:

رسميا، يطالب الفلسطينيون بانسحاب اسرائيلي من كل الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ حزيران/يونيو 1967 بما فيها القدس الشرقية.

ولكن الفلسطينيين مستعدون للقبول بتعديلات طفيفة لهذه الحدود على اساس تبادل اراض مع اسرائيل.
وترفض اسرائيل تماما العودة الى حدود ما قبل حرب حزيران/يونيو 1967، وتريد ضم مناطق توجد فيها ابرز المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ويعيش فيها القسم الاكبر من 300 الف مستوطن خارج القدس.

ويطالب الفلسطينيون بوقف بناء المستوطنات خلال المفاوضات، لكنهم ما عادوا يعتبرون ذلك شرطا مسبقا.
وفككت اسرائيل في 2005 كل مستوطنات قطاع غزة واربع مستوطنات معزولة في شمال الضفة الغربية.
واعلن رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 تجميدا مؤقتا وجزئيا للاستيطان في الضفة الغربية لمدة عشرة اشهر تنتهي في 26 ايلول/سبتمبر.

3- وضع القدس:

احتلت اسرائيل في 1967 القدس الشرقية، القسم العربي من المدينة واعلنت ضمه. وتعتبر الدولة اليهودية المدينة عاصمتها "الموحدة والابدية".
الا ان السلطة الفلسطينية تطالب بان تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المقبلة وتؤكد ان هذا الامر غير قابل للتفاوض. ويعيش 200 الف اسرائيلي في مستوطنات يهودية اقيمت على اراضي القدس الشرقية التي يصل عدد سكانها الفلسطينيين الى 260 الفا.


وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك كسر احدى المحرمات اسرائيليا عندما اقترح للمرة الاولى خلال مفاوضات كامب ديفيد في 2000 تقاسم السيادة على القدس الشرقية.
وقد عرض وضع الاحياء العربية على اطراف المدينة تحت سيادة فلسطينية على ان تحظى الاحياء الاخرى بقسط كبير من الحكم الذاتي.
واقترح باراك ايضا في كامب ديفيد اقرار وضع خاص للمسجد الاقصى في القدس الشرقية غير ان باراك رفض اي سيادة فلسطينية على المكان.

وتصر اسرائيل على الاحتفاظ بالسيطرة على "الحوض المقدس" الذي يضم المدينة القديمة وفيها ابرز الاماكن المقدسة للديانات الثلاث. ويعارض الفلسطينيون ذلك تماما.

4- مصير اللاجئين:

يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين باكثر من اربعة ملايين، وهم ابناء واحفاد نحو 700 الف فلسطيني طردوا او اضطروا للنزوح من الاراضي التي اقيمت عليها دولة اسرائيل في 1948.
ويطالب الفلسطينيون، بدعم من العالم العربي، بان تعترف اسرائيل بحق اللاجئين بالعودة الى ديارهم بموجب القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة.
وترفض اسرائيل بشدة "حق العودة" الذي قد ينهي الطابع اليهودي لدولة اسرائيل. الا انها تعلن في المقابل موافقتها على استقرار هؤلاء اللاجئين في الدولة الفلسطينية المستقبلية.

5- التحكم بموارد المياه:

تسيطر اسرائيل على 80% من مساحات المياه الجوفية الواقعة في الضفة الغربية. ويطالب الفلسطينيون بتقاسم عادل للمياه.

6- الطابع اليهودي لدولة اسرائيل:

يطالب رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو بان يعترف الفلسطينيون باسرائيل باعتبارها "الدولة اليهودية للشعب اليهودي". ويرفض الفلسطينيون هذا الطلب الذي يعتبر القبول به تراجعا عن "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين وتفريطا بحقوق العرب الذين يعيشون داخل اسرائيل.

لمفاوضات المباشرة الاسرائيلية الفلسطينية منذ عملية اوسلو

يشكل استئناف المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، المقرر في الثاني من ايلول/سبتمبر في واشنطن، الجولة الاخيرة من مفاوضات السلام التي بدات في اوسلو عام 1993.
وفي كل من المراحل السابقة، لم تحقق هذه المباحثات تقدما كافيا للتوصل الى اتفاق شامل، ما يحيل المفاوضات الى النقطة التي توقفت عندها قبل بضعة اشهر او سنوات.

- 13 ايلول/سبتمبر 1993: بعد ستة اشهر من المفاوضات السرية والمباشرة في اوسلو، تبادلت اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية الاعتراف ووقعتا في واشنطن اعلان مبادىء بشان حكم ذاتي فلسطيني انتقالي لخمس سنوات. وجرت حينها مصافحة تاريخية بين رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

- 4 ايار/مايو 1994: التصديق على اتفاق الحكم الذاتي لغزة واريحا (الضفة الغربية) في القاهرة. اسرائيل تنسحب من 70% من اراضي قطاع غزة ومن جيب اريحا.

- 28 ايلول/سبتمبر 1995: التوقيع في واشنطن على اتفاق انتقالي "اوسلو 2" لتوسيع نطاق الحكم الذاتي في الضفة الغربية ينص على سلسلة من عمليات الانسحاب الاسرائيلية.

- 23 تشرين الاول/اكتوبر 1998: في واي بلانتيشن (الولايات المتحدة) التوصل الى اتفاق بشان ترتيبات انسحاب اسرائيلي من 13% من اراضي الضفة الغربية.

- 11-25 تموز/يوليو 2000: في قمة كامب ديفيد (الولايات المتحدة) تتعثر المباحثات بين الفلسطينيين والاسرائيليين بسبب مشكلة القدس واللاجئين. وبعد شهرين تندلع الانتفاضة الثانية.

- كانون الاول/ديسمبر 2000: مباحثات في طابا (مصر) على اساس خطة سلام مقدمة من الرئيس الاميركي بيل كلينتون. ورغم تحقيق تقدم غير مسبوق لم تترجم هذه المباحثات باتفاق حيث هزم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في انتخابات شباط/فبراير 2001 امام الزعيم اليميني ارييل شارون.

- 30 ابريل/نيسان 2003: اعلان "خارطة الطريق" التي وضعتها اللجنة الرباعية للشرق الاوسط وتقضي بقيام دولة فلسطينية قبل 2005 بعد وقف اعمال العنف الفلسطينية وتجميد الاستيطان الاسرائيلي. اقرار الخطة في الرابع من حزيران/يونيو 2003 في قمة العقبة (الاردن) من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ورئيس الوزراء الفلسطيني حينها محمود عباس في حضور الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش.

- 27 تشرين الثاني/نوفمبر: في انابوليس (الولايات المتحدة) يتفق الاسرائيليون والفلسطينيون على العمل بهدف التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية 2008. ومن خلال العشرات من جلسات التفاوض حقق الطرفان تقدما بشان تبادل اراض في الضفة الغربية وتقاسم السيادة على الاماكن المقدسة في القدس.

الا ان المفاوضات توقفت عندما شنت اسرائيل حربا دامية اطلق عليها اسم عملية "الرصاص المصبوب" على قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس لوقف اطلاق الصواريخ.


ماريوس شاتنر
الاحد 22 غشت 2010