تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


مئات آلاف البرتغاليين يهربون من الأزمة المالية إلى مستعمرات بلادهم السابقة






لشبونة - سينيكا تارفاينين وإيميليو رابولد - اعتاد مواطنو المستعمرات البرتغالية السابقة على مدار عقدين من الزمان السفر هناك بحثا عن حياة أفضل، ولكن الآن الأمور بدأت تتغير، فالكثير من البرتغاليين بدءوافي ترك بلدهم الفقير بسبب الأزمة والسفر إلى البرازيل أو أنجولا، في ظل جودة الأوضاع الاقتصادية هناك مقارنة بوطنهم حيث ارتفعت نسبة البطالة وتراجع الأداء الاقتصادي وتشاؤم التوقعات بالنسبة لمستقبل البرتغال بشكل كبير للغاية.


مئات آلاف البرتغاليين يهربون من الأزمة المالية إلى مستعمرات بلادهم السابقة
وخلال السنوات الخمس الأخير هاجر ما يقرب من 500 ألف برتغالي، وفقا لما نقلته جريدة (دياريو دي نوتيسياس) نقلا عن مصادر رسمية، وهذا الرقم ليس بالقليل خاصة وأن تعداد الشعب البرتغالي كله عشرة ملايين ونصف مليون نسمة، ولهذا يقول الخبراء أن هذه تعتبر من أكبر موجات الهجرة التي تشهدها البلاد.
 
ويقدر أن حوالي ثلاثة ملايين ونصف مليون برتغالي يقيمون حاليا في الخارج، بما فيهم أشخاص منحدرين عن من هاجروا في الفترة بين 1900 و1975 ، ويختار المهاجرون الجدد في الجزء الجنوبي من العالم دولا مثل البرازيل وأنجولا وموزمبيق، وفي الجانب الآخر دول مثل كندا والولايات المتحدة.
 
 وتقول آنا، /27 عاما/  والتي كانت تعمل سكرتيرة قبل أن يصيبها وباء البطالة "لقد فقدت الأمل، البرتغال التي أعرفها الآن لا يوجد بها أمل في المستقبل، لدي صديقة مقيمة في البرازيل منذ 10 شهور، تقول أن الاقتصاد مزدهر للغاية وتوجد وظائف جيدة للجميع".
 
 
 وسجلت البرازيل نموا اقتصاديا بلغت نسبته 7.5% في 2010 وعلى الرغم من أن النمو تراجع العام الماضي إلا أن البرازيل مهتمة بالتعاقد مع متخصصين برتغاليين في الهندسة والمعمار، وذلك لضمان سرعة الانتهاء من استعدادات مونديال 2014 وأوليمبياد 2016 بريو دي جانيرو.
 
ووفقا لأرقام الحكومة البرازيلية الرسمية، فإن عدد البرتغاليين الذين يطلبون إقامة دائمة تزايد من 276 ألف و700 شخص إلى 3.330 ألف في الفترة بين كانون أول/ ديسمبر  2010   وحزيران /يونيو 2011.
 
وتعتبر البرازيل منذ عقود من أكثر المقاصد الاعتيادية بالنسبة للبرتغاليين قبل وبعد إعلان الاستقلال في 1822، وبالمثل فإن للبرتغاليين تاريخ طويل مع أنجولا، حيث كانوا موجودين فيها بأعدادكبيرة تصل إلى مئات الآلاف في العصر الاستعماري، لكن رحل أغلبهم بعد إعلان البلد الأفريقي استقلاله في 1975 ومعاناته لثلاثة عقود تقريبا من الحرب الأهلية.
 
 ورفعت المصادر النفطية لأنجولا نموها الاقتصادي بحوالي 10%، وتزداد الحاجة لمهندسين ناطقين بالبرتغالية وخبراء اقتصاديين ومدرسين وعمال فنادق ومتخصصين في مجال البناء والتشييد، ويعيش حاليا ما يقرب من 130 ألف برتغالي في أنجولا، التي تكثر بها الشركات البرتغالية أيضا.
 
ويعتبر البعض مثل المواطن البرتغالي أنطونيو فرنانديس الذي قرر السفر لأنجولا للعمل في شركة متخصصة في مجال الطاقة، أن "أكثر الأنشطة الاقتصادية ربحا بالنسبة للبرتغال هي تصدير الأشخاص".
 
وكان رئيس الوزراء البرتغالي بدرو باسوس كويليو قد شجع المدرسين مؤخرا على الهجرة، وهو الأمر الذي علقت عليه الأمينة العامة للاتحاد الأوروبي للنقابات بقولها إن الحكومة يجب أن تكون "محبطة للغاية" ليتحدث مسئول كبير بها بهذه الصورة عن شيء يتعلق بالسفر خارج البلاد.
 

وتعاني البرتغال من أزمة اقتصادية حادة وتراجع كبير حيث وصلت نسبة مؤشر البطالة إلى 15% في الوقت الذي تتوقع خلاله الحكومة تراجع الاقتصاد بنسبة 3ر3% العام الجاري، كل هذا يحدث في الوقت الذي يتم فيه اجراء استقطاعات اجتماعية لخفض عجز الموازنة ليصل إلى 9ر5%، كل هذا بجانب تزايد المخاوف من حاجة البلاد لحزمة إنقاذ ثانية.
 
ويختلف المهاجرون البرتغاليون عن أولئك الذين سافروا إلى ألمانيا وفرنسا بين عقدي الخمسينيات والتسعينيات، حيث لا يبحث أي منهم عن عمل منخفض الأجر، فأغلبهم شباب مؤهلين بصورة أفضل ويتحدثون لغات متنوعة، ويمثلون ظاهرة هروب العقول المتميزة، التي أصبحت تهدد البرتغال.
 
وعلى الرغم من أن الكثير من المهاجرين البرتغاليين نجحوا في الخارج بشكل كبير، إلا أن آخرين يحذرون بشدة من المشاكل التي يتضمنها الانتقال لبلد آخر، حيث يقول أنطونيو فرناندس "هنالك من يصل ويصاب بإحباط منذ الأسبوع الأول ولا يتحمل رؤية شوارع مليئة بالقمامة أو الخوف من الخروج ليلا والازدحام المروري والفساد في بعض المؤسسات"، في إشارة إلى أنجولا التي وصفها بأنها ليست "بلاد للفتيات المدللات".
 
وعلى الرغم مما قاله فرناندس، تجدر الإشارةإلى أن أغلب الذين يسافرون لأنجولا لا يقدمون على هذا الأمر دون وجود العقود الموقعة في أيديهم قبل ركوب الطائرة مما يعطي شعورا بالأمان عن من يقررون السفر لدول أوروبية أخرى للبحث عن عمل، فهؤلاء هم من يواجهون خطر الفشل بصورة أكبر.
 
يقول ألبانو ريبيرو، زعيم نقابة (إس سي بي) لعمال البناء، إن شروط العمل الحالية في بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا تجعل البرتغاليين يعملون في ظروف تشبه "العبودية" على حد تعبيره، حيث يعملون 12 ساعة يوميا ويعيشون في ظروف قاسية، بل وأن بعض البرتغاليين الذين يعملون في مزارع إسبانيا تعرضوا للضرب.
 
 ولم تقف الحكومة مكتوفة الأيدي أمام هذه الأمور حيث أن لها خططا مستقبلية ولكنها للأسف ليست على المدى القصير بل الطويل والمتوسط، حيث ترتكز أغلبها على تنشيط السياحة، واستغلال جودة المناخ البرتغالي والمساحات الكثيرة المثالية لإقامة ملاعب الجولف والمنتجعات القادرة على جذب أفضل فئات السائحين.
 
ولا يجب أيضا نسيان أن البرتغال تعتبر بمثابة المكان المثالي لممارسة الصيد وركوب الأمواج وركوب الخيل والدراجات الهوائية في الجبال، هذا بخلاف تنوع الخمور والزيوت والطعام التي تقدمها، حيث يقول  الشيف الإسباني العالمي الحاصل على ثلاثة من نجمان ميشلان، فيران أدريا، والذي يعتبر من قبل الكثيرين أفضل طاهي في التاريخ، إن البرتغال لديها أشهى مأكولات بحرية في العالم.

سينيكا تارفاينين وإيميليو رابولد
الاربعاء 30 مايو 2012