جاء هذا التقدم الحوثي بعد مواجهات عنيفة استمرت لحوالي شهر ونصف في مديرية الغيل بمحافظة الجوف التي استطاع الحوثيون حينها السيطرة عليها والانتقال بشكل سريع إلى مدينة الحزم.
ونجح الحوثيون في تحقيق هذا التقدم الميداني بعد أسابيع فقط من سيطرتهم على معظم مديرية نهم الجبلية الاستراتجية الواقعة شرقي صنعاء على بعد قرابة 50 كيلو مترا من وسط العاصمة اليمنية الواقعة تحت سيطرتهم منذ نهاية العام 2014.
وفي مؤتمر صحفي للمتحدث العسكري للحوثيين يحي سريع، صرح بأن جماعته باتت مسيطرة بشكل كامل على محافظة الجوف المرتبطة بالحدود السعودية، ما عدا بعض المناطق الصحراوية.
من جانبه، قلل الجيش اليمني من هذا الانتصار الحوثي، وقال ناطقه الرسمي العميد عبده مجلي إن قواته عازمة على استعادة ما خسرته بالجوف وفي مختلف المناطق في البلاد، مشيرا إلى أن هذه التطورات ليست نهاية المعركة مع الحوثيين.
هذه الخسائر الكبيرة التي منيت بها القوات الحكومية، سببت نكسة معنوية للجيش الوطني الداعم لسلطات هادي، وسببت موجة من التساؤلات لدى الشارع اليمني الذي بات ينظر للواقع بأنه يسير لصالح الحوثيين.
عوامل الانتكاسة
تقول فاطمة أبوالاسرار، وهي باحثة سياسية في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن هناك عده عوامل أدت الى توسع الحوثيين مؤخرا في عدة مناطق باليمن.
وأضافت في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، أن من بين هذه العوامل، قيام الحوثيين بتغيير استراتيجيتهم من دفاعيه الى هجوميه منذ بداية العام الماضي.
وتابعت:" بدأ الحوثيون بالهجوم على المناطق الجنوبية كقاعده العند العسكرية، ومن ثم توجهوا إلى معقل قبائل حجور في محافظة حجة شمال غربي البلاد، وامتدوا أيضا الى محافظة الضالع وسط اليمن".
وذكرت أن الحوثيين فتحوا جميع هذه الجبهات وإدارة عمليات مدمرة من دون أي مقاومة كبيرة، لأن الحكومة والتحالف العربي عليهم التزامات دوليه تجبرهم علي التهدئة العسكرية.
وأضافت:" هنا استمر الحوثيون في قدراتهم العسكرية خلال التهدئة التي طلبتها الأمم المتحدة التي من خلالها ركزت على محافظة الحديدة غربا فقط في اتفاق ستوكهولم".
وأفادت أبو الأسرار أن الجماعة الحوثية استغلت الخلافات الداخلية والصراعات القبلية لصالحها، وبدأت بدخول تحالفات مع بعض شيوخ القبائل الذين لهم تأثير في محافظة الجوف، ما سبب انشقاقا في الصف العسكري للقوات الحكومية.
وبينت أن التراجع العسكري للقوات الحكومية في محافظة الجوف، جاء أيضا بسبب التباين في المواقف العسكرية بين محافظها أمين العكيمي وبقية القادة العسكريين هناك.
وأضافت الباحثة اليمنية أن:" الحوثيين استخدموا في هذه الحرب صواريخ باليستية و طائرات مسيرة، وهي قدرات لا يسهل التصدي لها بسهولة من قبل القوات الحكومية".
واختتمت بالقول:" دخول الحوثيين بسهولة إلى مدينة الحزم بالرغم من أن المقاتلين من القبائل كانوا على مشارف المدينة يحاربون بقوة ضدهم، يثير علامة استفهام حول الطريقة التي استطاع الحوثيون الدخول بها من دون مقاومة كبيرة".
تغيرات استراتيجية
الانتكاسة التي منيت بها القوات الحكومية اليمنية جعلت البعض يشير إلى وجود خلل مستمر في استراتيجية الحكومة الشرعية التي باتت على خلاف مع مكونات في الجنوب، فيما أصبح لدى الحوثيين قدرات عسكرية متطورة.
ويقول يعقوب العتواني، وهو كاتب يمني مهتم بالجانب السياسي، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية(د. ب. أ)، إنه لم يكن تراجع القوات الحكومية مؤخرا فصلا خارج سياق السياسة والحرب في اليمن؛ بل هو تتويج لتغيرات استراتيجية يمكن تعقبها إلى قبل سنوات من الآن.
وأضاف:" توقف التقدم العسكري للقوات الحكومية على الطرف الشرقي لصنعاء قبل أربع سنوات، وساهمت سنوات الجمود هذه في خلق وتعميم حالة من الارتياب لدى هذه القوات في حقيقة امتلاكها لزمام هذه الحرب وإدارتها وفقا للمعطيات الميدانية التي كانت حينها تشير بشكل واضح إلى إمكانية مواصلة التقدم وتحرير العاصمة صنعاء من الحوثيين ، فيما تكرر هذا المشهد لاحقا في جبهات أخرى كالحديدة وتعز".
وتابع العتواني:"هناك أيضا ما حدث في الجنوب العام الماضي، وخروج العاصمة المؤقتة عدن من سيطرة الشرعية بعد صدامات مباشرة للقوات الحكومية هناك مع قوات المجلس الانتقالي الممثل للمشروع الإماراتي في الجنوب، وهو الأمر الذي كشف طبيعة العلاقة المفككة والمتناقضة بين التحالف العربي من جهة وبين الحكومة الشرعية من جهة أخرى ، وعزز من أجواء انعدام الثقة داخل الجبهة المضادة للحوثيين في كل مكان".
ومضى قائلا:" هذا بالإضافة إلى امتلاك الحوثيين لأسلحة جديدة ساهمت في إعادتهم بقوة إلى المعركة، مثل الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية التي أصبحوا يعتمدون عليها كثيرا ، وتمكنوا بفضلها من استهداف مواقع مهمة للقوات الحكومية في المناطق المحررة ومناطق ذات حساسية اقتصادية وعسكرية كبيرة داخل السعودية نفسها".
ضعف الحكومة
يرى الشارع اليمني بأن التحالف العربي بقيادة السعودية يعد المسؤول الأول عن تراجع أو تقدم الحكومة اليمنية الشرعية، كونه ما يزال هو المتحكم الفعلي في قرار السلطات الشرعية، بشكل شبه كامل.
ويقول المواطن عبدالله منصور في تصريح لــ( د. ب. أ)، إن القوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي باتت تعاني من ضعف حاد في مجالات عديدة بسبب الصراع فيما بينها وعدم وجود قرار موحد.
وأضاف:" لم يستطع التحالف إنشاء قوات يمنية حكومية على هدف وقرار واحد ، وهو الأمر الذي ساعد الحوثيين في استغلال هذا التباين وهذا التفكك في التقدم العسكري كونهم جبهة واحدة رغم مناهضة معظم السكان لهم".
وتابع:" التحالف هو من يفترض أن يتم تحميله المسؤولية كون الحكومة الشرعية أصبحت مجرد تابع له وليست حليفا أو شريكا له في مواجهة الحوثيين".
وبين أن المواطنين اليمنيين معظمهم لا يؤيدون الحوثيين، ويتعرضون لنكسة نفسية بشكل متكرر بسبب تقدم الحوثيين، والسبب أن التحالف حتى اليوم لا يريد للحرب أن تنتهي ولا يرغب في انتصار الشرعية التي تمر بحالة ضعف كبير.
ونجح الحوثيون في تحقيق هذا التقدم الميداني بعد أسابيع فقط من سيطرتهم على معظم مديرية نهم الجبلية الاستراتجية الواقعة شرقي صنعاء على بعد قرابة 50 كيلو مترا من وسط العاصمة اليمنية الواقعة تحت سيطرتهم منذ نهاية العام 2014.
وفي مؤتمر صحفي للمتحدث العسكري للحوثيين يحي سريع، صرح بأن جماعته باتت مسيطرة بشكل كامل على محافظة الجوف المرتبطة بالحدود السعودية، ما عدا بعض المناطق الصحراوية.
من جانبه، قلل الجيش اليمني من هذا الانتصار الحوثي، وقال ناطقه الرسمي العميد عبده مجلي إن قواته عازمة على استعادة ما خسرته بالجوف وفي مختلف المناطق في البلاد، مشيرا إلى أن هذه التطورات ليست نهاية المعركة مع الحوثيين.
هذه الخسائر الكبيرة التي منيت بها القوات الحكومية، سببت نكسة معنوية للجيش الوطني الداعم لسلطات هادي، وسببت موجة من التساؤلات لدى الشارع اليمني الذي بات ينظر للواقع بأنه يسير لصالح الحوثيين.
عوامل الانتكاسة
تقول فاطمة أبوالاسرار، وهي باحثة سياسية في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن هناك عده عوامل أدت الى توسع الحوثيين مؤخرا في عدة مناطق باليمن.
وأضافت في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، أن من بين هذه العوامل، قيام الحوثيين بتغيير استراتيجيتهم من دفاعيه الى هجوميه منذ بداية العام الماضي.
وتابعت:" بدأ الحوثيون بالهجوم على المناطق الجنوبية كقاعده العند العسكرية، ومن ثم توجهوا إلى معقل قبائل حجور في محافظة حجة شمال غربي البلاد، وامتدوا أيضا الى محافظة الضالع وسط اليمن".
وذكرت أن الحوثيين فتحوا جميع هذه الجبهات وإدارة عمليات مدمرة من دون أي مقاومة كبيرة، لأن الحكومة والتحالف العربي عليهم التزامات دوليه تجبرهم علي التهدئة العسكرية.
وأضافت:" هنا استمر الحوثيون في قدراتهم العسكرية خلال التهدئة التي طلبتها الأمم المتحدة التي من خلالها ركزت على محافظة الحديدة غربا فقط في اتفاق ستوكهولم".
وأفادت أبو الأسرار أن الجماعة الحوثية استغلت الخلافات الداخلية والصراعات القبلية لصالحها، وبدأت بدخول تحالفات مع بعض شيوخ القبائل الذين لهم تأثير في محافظة الجوف، ما سبب انشقاقا في الصف العسكري للقوات الحكومية.
وبينت أن التراجع العسكري للقوات الحكومية في محافظة الجوف، جاء أيضا بسبب التباين في المواقف العسكرية بين محافظها أمين العكيمي وبقية القادة العسكريين هناك.
وأضافت الباحثة اليمنية أن:" الحوثيين استخدموا في هذه الحرب صواريخ باليستية و طائرات مسيرة، وهي قدرات لا يسهل التصدي لها بسهولة من قبل القوات الحكومية".
واختتمت بالقول:" دخول الحوثيين بسهولة إلى مدينة الحزم بالرغم من أن المقاتلين من القبائل كانوا على مشارف المدينة يحاربون بقوة ضدهم، يثير علامة استفهام حول الطريقة التي استطاع الحوثيون الدخول بها من دون مقاومة كبيرة".
تغيرات استراتيجية
الانتكاسة التي منيت بها القوات الحكومية اليمنية جعلت البعض يشير إلى وجود خلل مستمر في استراتيجية الحكومة الشرعية التي باتت على خلاف مع مكونات في الجنوب، فيما أصبح لدى الحوثيين قدرات عسكرية متطورة.
ويقول يعقوب العتواني، وهو كاتب يمني مهتم بالجانب السياسي، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية(د. ب. أ)، إنه لم يكن تراجع القوات الحكومية مؤخرا فصلا خارج سياق السياسة والحرب في اليمن؛ بل هو تتويج لتغيرات استراتيجية يمكن تعقبها إلى قبل سنوات من الآن.
وأضاف:" توقف التقدم العسكري للقوات الحكومية على الطرف الشرقي لصنعاء قبل أربع سنوات، وساهمت سنوات الجمود هذه في خلق وتعميم حالة من الارتياب لدى هذه القوات في حقيقة امتلاكها لزمام هذه الحرب وإدارتها وفقا للمعطيات الميدانية التي كانت حينها تشير بشكل واضح إلى إمكانية مواصلة التقدم وتحرير العاصمة صنعاء من الحوثيين ، فيما تكرر هذا المشهد لاحقا في جبهات أخرى كالحديدة وتعز".
وتابع العتواني:"هناك أيضا ما حدث في الجنوب العام الماضي، وخروج العاصمة المؤقتة عدن من سيطرة الشرعية بعد صدامات مباشرة للقوات الحكومية هناك مع قوات المجلس الانتقالي الممثل للمشروع الإماراتي في الجنوب، وهو الأمر الذي كشف طبيعة العلاقة المفككة والمتناقضة بين التحالف العربي من جهة وبين الحكومة الشرعية من جهة أخرى ، وعزز من أجواء انعدام الثقة داخل الجبهة المضادة للحوثيين في كل مكان".
ومضى قائلا:" هذا بالإضافة إلى امتلاك الحوثيين لأسلحة جديدة ساهمت في إعادتهم بقوة إلى المعركة، مثل الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية التي أصبحوا يعتمدون عليها كثيرا ، وتمكنوا بفضلها من استهداف مواقع مهمة للقوات الحكومية في المناطق المحررة ومناطق ذات حساسية اقتصادية وعسكرية كبيرة داخل السعودية نفسها".
ضعف الحكومة
يرى الشارع اليمني بأن التحالف العربي بقيادة السعودية يعد المسؤول الأول عن تراجع أو تقدم الحكومة اليمنية الشرعية، كونه ما يزال هو المتحكم الفعلي في قرار السلطات الشرعية، بشكل شبه كامل.
ويقول المواطن عبدالله منصور في تصريح لــ( د. ب. أ)، إن القوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي باتت تعاني من ضعف حاد في مجالات عديدة بسبب الصراع فيما بينها وعدم وجود قرار موحد.
وأضاف:" لم يستطع التحالف إنشاء قوات يمنية حكومية على هدف وقرار واحد ، وهو الأمر الذي ساعد الحوثيين في استغلال هذا التباين وهذا التفكك في التقدم العسكري كونهم جبهة واحدة رغم مناهضة معظم السكان لهم".
وتابع:" التحالف هو من يفترض أن يتم تحميله المسؤولية كون الحكومة الشرعية أصبحت مجرد تابع له وليست حليفا أو شريكا له في مواجهة الحوثيين".
وبين أن المواطنين اليمنيين معظمهم لا يؤيدون الحوثيين، ويتعرضون لنكسة نفسية بشكل متكرر بسبب تقدم الحوثيين، والسبب أن التحالف حتى اليوم لا يريد للحرب أن تنتهي ولا يرغب في انتصار الشرعية التي تمر بحالة ضعف كبير.