نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


مخاوف من تنصل النظام اللليبي من وعود اطلاق سجناء "الجماعة المقاتلة"رغم نبذهم للعنف




امستردام - طارق القزيري – قال وسيط المفاوضات بين الجماعة المقاتلة الليبية، والنظام الليبي، إن بقاء قادة الجماعة وأعضائها داخل السجون الليبية، بات أمر غير مقبول، ولا يجوز شرعا، وفيما يبدو تخوفا من تنصل الدولة من وعودها، بالإفراج عن المذكورين مضيفا إن الكرة في ملعب النظام الليبي لتنفيذ وعودها بعدما قامت الجماعة وقادتها بما عليهم.


د. علي الصلابي
د. علي الصلابي
ففي حديث صحافي قال د. علي الصلابي الذي شارك في الحوار والتوسط بين الأجهزة الأمنية الليبية ومعتقلي الجماعة في أحد سجون العاصمة طرابلس أن "قادة الجماعة المقاتلة وإن لم يكونوا معروفين كعلماء في العالم الإسلامي، فإنهم شخصيات معروفة في الفكر الجهادي، بل وضمن القلة الأكثر تأثيرا في هذا ولهم وزنهم الفكري في مضمار التنظير للجهاد وحمل السلاح".

ونشرت صحف ليبية وعربية ومواقع انترنت وثيقة للمراجعات الفقهية التي قام بها قادة الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا، والتي أبانت فيها عن موقف جديد بالكامل أعلنت عبره تخليها عن استخدام العنف والقوة المسلحة للتعامل مع الدولة ونظام حكم العقيد القذافي.

كما تم تسريب رسالة قيل إن قادة الجماعة قد أرسلوها للعقيد القذافي لتهنئته بشهر رمضان وتقدموا عبرها بالاعتذار قائلين بحسب الرسالة "ونحن نأمل أن يكون ردَكم على اعتذارنا هو قول يوسف عليه السلام لإخوته/ لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين". ولم يتم تأكيد صلة الرسالة بقادة الجماعة بشكل رسمي وحول هذه المراجعات نقل الصلابي أن ثمة علماء مختلفين من المغرب والسعودية وليبيا أبدوا رضاهم عن وثيقة المراجعات واصفين اياها بأنها علمية ومتينة من حيث المنهج والإطار الذي كتبته فيه هذه المراجعات". وأضاف الصلابي "ومن خلال معرفتي بالأشخاص أنفسهم و لقاءاتي بهم بينت لي أنهم لم يكتبوا شيئا بلا رغبتهم ووفقا لاجتهادهم الشخصي. وخلال الحوار فقد كان سقف الحوار مرتفعا جدا، وذكر في خلال ذلك أن الدولة كانت أيضا مسئولة عن ظهور الفكر الجهادي والعنيف".

وردا على سؤال بأنه إذا بدأ أن ثمة هزيمة ميدانية للجهاديين ألا يمكن اعتبار هذه الوثيقة مجرد صك براءة للأنظمة الحاكمة رغم كل ما فيها من عيوب؟. قال الصلابي أن الوثيقة "ليست صك براءة بل رجوع للحق، وكذلك فهي محاولة لمنع الأجيال القادمة من الوقوع في نفس الأخطاء، وبالتالي فهي لا تعني السكوت عن أخطاء الحكام، ومظالمهم". كما قال الاعتذار لمن؟ وحول مبرر الاعتذار للعقيد القذافي دون المجتمع والشعب الليبي الذي تضرر فعلا، ودفع ثمن العنف أكثر من السلطة او العقيد نفسه، رأى الصلابي إن هذه وجهة نظر يمكن أن تنقل للمعنيين بالاعتذار لليبيين، كمجتمع وكأفراد تضرروا من جراء عمليات الجماعة المقاتلة، وأن النصيحة مطلوبة دائما والذكرى كما تنفع المؤمنين" وفقا للسيد الصلابي.

ونفى الصلابي أن يكون خلو المراجعات من حديث عن الديمقراطية وتصور لتعددية سياسية او مطالبة بها، قائلا "المرحلة والوثيقة تتحدث عن فكر مرحلة ما وتسعى لمراجعته، والتنظير لمرحلة جديدة بالنسبة لهم". وقالت صحيفة الخبر الجزائرية عقب صدور الوثيقة أن ثمة ترقبا ايجابيا في الأجهزة الأمنية بإمكانية تراجع الجهاديين الليبيين الذي ينشطون مع القاعدة في منطقة شمال أفريقيا وأن قوات الأمن تترقب " ردود فعل ''إيجابية'' من حين لآخر، سيما في منطقة الشرق والصحراء، حيث رصد نشاط لأجانب من دول شرقية بجوار الجزائر."وهذا ما يؤكده الصلابي بقوله "الكثير من العلماء والمفكرين الذين اطلعوا على المراجعات يرون أنها ستكون لها تأثير في العالم العربي الإسلامي، والشباب المسلم".

"ويرى الصلابي أن قادة الجماعة قد أبرأوا ذمتهم، وقاموا بما عليهم من نبذ العنف، ولأن المراجعات كانت من اجل نبذ العنف، والخروج من السجن، بالنسبة لأعضاء وقادة الجماعة، فالكرة الآن في ملعب الدولة، وبعد ما وقع لم يعد ممكنا، ولا جائزا شرعا بقاء هولاء وراء القضبان، وأن قضية الحرية لابد أن يتم الدفاع عنها، وأن المراجعة ليست مطلوبة من هولاء فقط بل من كل المجتمع من القادة والحكام، إلى عموم الناس".


طارق القزيري – إذاعة هولندا العالمية
الاربعاء 9 سبتمبر 2009