
محافظ حضرموت محاطا بمجموعة من ضباط الجيش والامن السياسي
واتفق المحللون في تصريحات لـ"الهدهد الدولية" أن العملية كانت دقيقة جداً وشكلت ضربـة قويـة لقوات الأمن اليمنية، وهو ما يعزز "فرضية" اختراق القاعدة للأجهزة الأمنية في اليمــن، بحيث أستطاعت القاعدة أن تستهدف أبرز ثلاثة من قيادة الأمن في حضرموت. على أن الصحفي المتخصص في شؤون الإرهاب عبدالإله حيدر شائع قال "إن مسألة الاختراق أصبحت حقيقة ولها شواهد، ولم تعد فرضية".
وأضاف شائع في تصريحه لـ"صحيفة الهدهد الدولية" الاختراق من طبيعة حروب العصابات، وفي هذه العملية واضح، وعملية استهداف المحققين الكوريين التي وقعت بصنعاء كانت أوضح، لكن الاختراق من القاعدة للأجهزة الأمنية الأبرز هو اختراق الأمير محمد بن نايف، ولقوة هذا الاختراق كاد أن يودي بحياته".
الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمد عايش من جانبه، يعتبر الحديث عن اختراق القاعدة للأجهزة الأمنية في اليمن "حديث مألوف، والفرضية مطروحة دوما، وفي كثير من المنعطفات الحادة في تاريخ القاعدة باليمن وعملياتها المختلفة كانت تظهر المزيد من المؤشرات على وجود مثل هذا الاختراق، وأحياناً بدرجات مخيفة". وقال لـ"صحيفة الهدهد الدولية" لا استبعد أن تكون العملية الأخيرة في حال كانت القاعدة من يقف خلفها قد تمت بمساعدة من "الداخل" وعبر الاختراق نفسه".
وأضاف محمد عايش قوله "علينا أن تتذكر أن آخر أكبر عملية نفذتها القاعدة في صنعاء في أكتوبر العام الماضي وهاجمت خلالها السفارة الأمريكية، وتسربت معلومات بعدها عن تفاصيل عديدة تجعل من نظرية الاختراق نظرية منطقية جدا وحتى الأمريكان حينها بدأؤو في التحقيق حول إحتمال ضلوع عناصر من القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب في تلك العملية،وهي القوات التي أشرفت على إنشائها وتدريبها في اليمن الولايات المتحدة نفسها".
وأكد الصحفي المتخصص في شؤون الإرهاب عبدالإلـه حيدر أن القاعدة تمتلك أذرعاً طويلة داخل الأجهزة الأمنية ليس اليمنية فحسب بل حتى السعودية، مضيفاً في حديثه لـ"الهدهد الدولية" أن تمكن القاعدة من اختراق القصر الملكي والأجهزة الأمنية في السعودية – في إشارة منه إلى العملية التي استهدفت نائب وزير الداخلية السعودي - وكذلك قدرتها على اختراق الأمن اليمني يؤكد أنها اتجهت إلى عملية الاغتيالات والتصفية النوعية لشخصيات وقيادات أمنية وانها تملك أذرعا طويلة داخل تلك الأجهزة".
وكانت وزارة الداخلية اليمنية أعلنت الثلاثاء مقتل ثلاثة ضباط واثنين من مرافقيهم، في حين لم توجه حتى الآن اتهاماتها لأي جهة، واكتفت بتوعد الجناة وملاحقتهم لتقديمهم للمحاكمة لنيل جزائهم العادل. غير أن الرد كان أسرع من قبل جماعة تابعة لتنظيم القاعدة، حيث أعلنت اليوم الخميس مسؤوليتها عن مقتل ثلاثة ضباط واثنين من مرافقيهم.
وقال بيان لـ "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" نشرته مواقع على شبكة الأنترنت "أن سرية عبدالله باتيس (...) قامت بكمين موفق على موكب لكبار المسئولين الأمنيين بولاية حضرموت (...) وذلك في منطقة خشم العين، عند الساعة الثانية وخمس وخمسين دقيقة بعد الظهر". الثلاثاء. وأضاف البيان "تأتي هذه العملية نصرة لإخواننا الأسرى في سجون حضرموت وصنعاء وغيرها، وانتقاما من كل من تسول له نفسه النيل من المجاهدين".
وعبدالله باتيس هو أحد أعضاء التنظيم الخمسة الذين قتلوا في عملية عسكرية نفذها الأمن اليمني ضد خلية للقاعدة في منطقة تريم بمحافظة حضرموت العام الماضي، وقتل فيها أيضاً قيادي بارز في التنظيم يدعى حمزة القعيطي.
واعتبر الصحفي حيدر تسمية القاعدة للمجموعة التي نفذه عملية الاغتيال للقادة الأمنيين في حضرموت بسريـة عبدالله باتيس، دليل على أن القاعدة عازمة على تصفية من يتعرض لها أو يعرقل مشروعها في المنطقـة".
اللافت أيضاً أن هذه العملية جاءت بعد أقل من أسبوع على دعوة أطلقها زعيم تنظيم القاعدة ناصر الوحيشي – يمني الجنسية- لأنصاره عبر مقال نشرته مجلة صدى الملاحم الإلكترونية الصادرة عن التنظيم، دعاهم فيها إلى استهداف المسؤولين الحكوميين في الشرق الأوسط. الأمر الذي جعل مراقبين يرجحون أن تكون عملية اغتيال القادة الأمنيين بحضرموت على صلة بهذه الدعوة الصريحـة.
لكن المحلل السياسي محمد عايش يعتقد أن "عملية القاعدة لم تكن قد جاءت استجابة لهذه الدعوة فقط، بل أن لها أبعاد جغرافية تتعلق بحقيقة أن محافظة حضرموت بشكل عام هي الساحة الأبرز منذ أشهر للملاحقات الأمنية الناشطة ضد القاعدة المنتشرة هناك، وهو الواقع السائد منذ منتصف العام الماضي على الأقل والذي حدث خلاله وفقا لإعلانات الحكومة الكشف عن خليتين تتبعان القاعدة في مدينة سيئون، وتفكيكهما، إضافة إلى مقتل القيادي في القاعدة حمزة القعيطي وأربعة من رفاقه في تريم حضرموت أغسطس العام الماضي".
الراجح أن مقتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة باليمن حمزة القعيطي في العاشر من أغسطس 2008، شكل نصراً ً لقوات الأمن اليمنية، أو هكذا اعتبرتـه السلطات المحلية وكذلك الولايات المتحدة التي تعتبر اليمن من أبرز حلفائها بالمنطقة في مكافحة الإرهاب. وقد أعلنت اليمن حينذاك أن القعيطي هو العقل المدبر لأبرز الهجمات الإرهابية التي استهدفت البلاد خلال السنوات الأخيرة، منذ تمكـن هو و22 من رفاقه من الفرار من سجن الأمن السياسي بصنعاء في فبراير 2006.
وحيث أعتقد البعض حينها أن هذه الضربـة كانت قويـة وأضعفت القاعدة، إلا أن الأيام أثببت سريعاً بأن التنظيم لم يهزم تماماً. وفي الحقيقة، فبعد ثمانية أيام من موته هددت ألويـة جند اليمن – أحد أذرع القاعدة- بالانتقام لمقتل القعيطي وتنفيذ سلسلة هجمات تستهدف مسؤلين أمنيين.
هذا أيضاً ما أكدت عليه القاعدة في بيانها بشأن عملية الاغتيال التي نفذتها الثلاثاء الفائت، وقالت "أن العملية (...) انتقاما من كل من تسول له نفسه النيل من المجاهدين". وهي إشارة إلى الملاحقات التي يتعرضون لها من قبل الأجهزة الأمنية بالمحافظـة بما فيها عملية تريـم.
وأضاف الصحفي عبدالإله حيدر "أن عملية قتل المسؤولين الأمنيين في محافظة حضرموت تأتي ضمن سلسلة الاستهداف التي بدأت بقتل مسؤولين أمنيين في مأرب 2007 و2008 ، وضمنها استهداف المسؤول الأمني الأبرز إقليميا الأمير محمد بن نائف نائب وزير الداخلية السعودي في سبتمبر 2009".
وإذ لم يستبعد المحلل السياسي محمد عايش أن تكون لهذه العملية علاقـة بتوعد القاعدة الانتقامي من المسؤولين الأمنيين، إلا أنه أعتبر هذا "ليس كل شيء". وأرجـعها إلى جزء مما أسماها "لعبة القط والفأر" الناشبة بين القاعدة وقوات الأمن في هذه المنطقة المترامية الأطراف – حضرموت- وهي اللعبة التي يتسابق فيها الطرفان (الحكومة والقاعدة) على تحقيق الضربة الأقوى".
وأكد عايش أن عملية القاعدة الأخيرة التي استهدفت القادة الأمنين تعادل على الأقل - إن لم تفوق- الضربـة التي كانت تلقتها القاعدة العام الماضي وأدت إلى مقتل القيادي فيها القعيطي.
كان يخشى المراقبون الغربيون من أن تستغل القاعدة انشغال الحكومة اليمنية بالقتال في صعدة لترسيخ قدميها في البلاد، وتحويله إلى نقطة إنطلاق لباقي دول المنطقة خصوصاً المملكة العربية السعودية، غير هذه العملية ستجعل من تلك المخاوف واقعاً ملموساً فيما يبدو.
ويتفق محمد عايش مع هذا الطرح، ويضيف "ليس القاعدة فقط من تستغل انشغال الحكومة بحرب صعدة، بل أيضا كثيرا من التنظيمات المتطرفة التي هي في العادة الحاضن المنتج للجماعات الجهادية كجماعة القاعدة، تجد في ما يحدث في صعدة فرصة ذهبية للعمل والتمدد ومراكمة الموارد الداعمة لها"
وعلى عكس الاتهامات التي أطلقها مسؤولون يمنيون في أوقات سابقة بأن ثمة ارتباط بين القاعدة والمتمرديـن الحوثيين، يرى عايش أن القاعدة تستغل حاجة الحكومة إليها لدعم قتالها ضد الحوثيين.
وهذا الحديث يخالف تماماً تصريحات للرئيس علي عبدالله صالح الذي قال في مقابلة مع قناة MBC في وقت سابق "أن ما يحدث في صعدة يؤكد أن هناك وجود للقاعدة مع الحوثيين، (...) تنظيم القاعدة لهم ارتباطاً كاملاً بالحوثيين"
وقلل عايش من هذه الاتهامات، مستنداً إلى التباين الأيدلوجي بين القاعدة السنية المتطرفة وبين الحوثيين الشيعة، وقال "هذه الاتهامات كلها هي جزء من التعبئة الرسمية للرأي العام ضد هؤلاء الخصوم للحكومة".
وأضاف "أن الحديث عن علاقة الحوثيين والحراك الجنوبي بالقاعدة يتخذ شكل التحريض ضدهما للأطراف الإقليمية وللمجتمع الدولي بشكل عام، لكن الحكومة لم تقدم حتى الآن إثباتات على ذلك، كما أن العالم لم ينصت إلى أي من هذه الاتهامات".
وأضاف شائع في تصريحه لـ"صحيفة الهدهد الدولية" الاختراق من طبيعة حروب العصابات، وفي هذه العملية واضح، وعملية استهداف المحققين الكوريين التي وقعت بصنعاء كانت أوضح، لكن الاختراق من القاعدة للأجهزة الأمنية الأبرز هو اختراق الأمير محمد بن نايف، ولقوة هذا الاختراق كاد أن يودي بحياته".
الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمد عايش من جانبه، يعتبر الحديث عن اختراق القاعدة للأجهزة الأمنية في اليمن "حديث مألوف، والفرضية مطروحة دوما، وفي كثير من المنعطفات الحادة في تاريخ القاعدة باليمن وعملياتها المختلفة كانت تظهر المزيد من المؤشرات على وجود مثل هذا الاختراق، وأحياناً بدرجات مخيفة". وقال لـ"صحيفة الهدهد الدولية" لا استبعد أن تكون العملية الأخيرة في حال كانت القاعدة من يقف خلفها قد تمت بمساعدة من "الداخل" وعبر الاختراق نفسه".
وأضاف محمد عايش قوله "علينا أن تتذكر أن آخر أكبر عملية نفذتها القاعدة في صنعاء في أكتوبر العام الماضي وهاجمت خلالها السفارة الأمريكية، وتسربت معلومات بعدها عن تفاصيل عديدة تجعل من نظرية الاختراق نظرية منطقية جدا وحتى الأمريكان حينها بدأؤو في التحقيق حول إحتمال ضلوع عناصر من القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب في تلك العملية،وهي القوات التي أشرفت على إنشائها وتدريبها في اليمن الولايات المتحدة نفسها".
وأكد الصحفي المتخصص في شؤون الإرهاب عبدالإلـه حيدر أن القاعدة تمتلك أذرعاً طويلة داخل الأجهزة الأمنية ليس اليمنية فحسب بل حتى السعودية، مضيفاً في حديثه لـ"الهدهد الدولية" أن تمكن القاعدة من اختراق القصر الملكي والأجهزة الأمنية في السعودية – في إشارة منه إلى العملية التي استهدفت نائب وزير الداخلية السعودي - وكذلك قدرتها على اختراق الأمن اليمني يؤكد أنها اتجهت إلى عملية الاغتيالات والتصفية النوعية لشخصيات وقيادات أمنية وانها تملك أذرعا طويلة داخل تلك الأجهزة".
وكانت وزارة الداخلية اليمنية أعلنت الثلاثاء مقتل ثلاثة ضباط واثنين من مرافقيهم، في حين لم توجه حتى الآن اتهاماتها لأي جهة، واكتفت بتوعد الجناة وملاحقتهم لتقديمهم للمحاكمة لنيل جزائهم العادل. غير أن الرد كان أسرع من قبل جماعة تابعة لتنظيم القاعدة، حيث أعلنت اليوم الخميس مسؤوليتها عن مقتل ثلاثة ضباط واثنين من مرافقيهم.
وقال بيان لـ "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" نشرته مواقع على شبكة الأنترنت "أن سرية عبدالله باتيس (...) قامت بكمين موفق على موكب لكبار المسئولين الأمنيين بولاية حضرموت (...) وذلك في منطقة خشم العين، عند الساعة الثانية وخمس وخمسين دقيقة بعد الظهر". الثلاثاء. وأضاف البيان "تأتي هذه العملية نصرة لإخواننا الأسرى في سجون حضرموت وصنعاء وغيرها، وانتقاما من كل من تسول له نفسه النيل من المجاهدين".
وعبدالله باتيس هو أحد أعضاء التنظيم الخمسة الذين قتلوا في عملية عسكرية نفذها الأمن اليمني ضد خلية للقاعدة في منطقة تريم بمحافظة حضرموت العام الماضي، وقتل فيها أيضاً قيادي بارز في التنظيم يدعى حمزة القعيطي.
واعتبر الصحفي حيدر تسمية القاعدة للمجموعة التي نفذه عملية الاغتيال للقادة الأمنيين في حضرموت بسريـة عبدالله باتيس، دليل على أن القاعدة عازمة على تصفية من يتعرض لها أو يعرقل مشروعها في المنطقـة".
اللافت أيضاً أن هذه العملية جاءت بعد أقل من أسبوع على دعوة أطلقها زعيم تنظيم القاعدة ناصر الوحيشي – يمني الجنسية- لأنصاره عبر مقال نشرته مجلة صدى الملاحم الإلكترونية الصادرة عن التنظيم، دعاهم فيها إلى استهداف المسؤولين الحكوميين في الشرق الأوسط. الأمر الذي جعل مراقبين يرجحون أن تكون عملية اغتيال القادة الأمنيين بحضرموت على صلة بهذه الدعوة الصريحـة.
لكن المحلل السياسي محمد عايش يعتقد أن "عملية القاعدة لم تكن قد جاءت استجابة لهذه الدعوة فقط، بل أن لها أبعاد جغرافية تتعلق بحقيقة أن محافظة حضرموت بشكل عام هي الساحة الأبرز منذ أشهر للملاحقات الأمنية الناشطة ضد القاعدة المنتشرة هناك، وهو الواقع السائد منذ منتصف العام الماضي على الأقل والذي حدث خلاله وفقا لإعلانات الحكومة الكشف عن خليتين تتبعان القاعدة في مدينة سيئون، وتفكيكهما، إضافة إلى مقتل القيادي في القاعدة حمزة القعيطي وأربعة من رفاقه في تريم حضرموت أغسطس العام الماضي".
الراجح أن مقتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة باليمن حمزة القعيطي في العاشر من أغسطس 2008، شكل نصراً ً لقوات الأمن اليمنية، أو هكذا اعتبرتـه السلطات المحلية وكذلك الولايات المتحدة التي تعتبر اليمن من أبرز حلفائها بالمنطقة في مكافحة الإرهاب. وقد أعلنت اليمن حينذاك أن القعيطي هو العقل المدبر لأبرز الهجمات الإرهابية التي استهدفت البلاد خلال السنوات الأخيرة، منذ تمكـن هو و22 من رفاقه من الفرار من سجن الأمن السياسي بصنعاء في فبراير 2006.
وحيث أعتقد البعض حينها أن هذه الضربـة كانت قويـة وأضعفت القاعدة، إلا أن الأيام أثببت سريعاً بأن التنظيم لم يهزم تماماً. وفي الحقيقة، فبعد ثمانية أيام من موته هددت ألويـة جند اليمن – أحد أذرع القاعدة- بالانتقام لمقتل القعيطي وتنفيذ سلسلة هجمات تستهدف مسؤلين أمنيين.
هذا أيضاً ما أكدت عليه القاعدة في بيانها بشأن عملية الاغتيال التي نفذتها الثلاثاء الفائت، وقالت "أن العملية (...) انتقاما من كل من تسول له نفسه النيل من المجاهدين". وهي إشارة إلى الملاحقات التي يتعرضون لها من قبل الأجهزة الأمنية بالمحافظـة بما فيها عملية تريـم.
وأضاف الصحفي عبدالإله حيدر "أن عملية قتل المسؤولين الأمنيين في محافظة حضرموت تأتي ضمن سلسلة الاستهداف التي بدأت بقتل مسؤولين أمنيين في مأرب 2007 و2008 ، وضمنها استهداف المسؤول الأمني الأبرز إقليميا الأمير محمد بن نائف نائب وزير الداخلية السعودي في سبتمبر 2009".
وإذ لم يستبعد المحلل السياسي محمد عايش أن تكون لهذه العملية علاقـة بتوعد القاعدة الانتقامي من المسؤولين الأمنيين، إلا أنه أعتبر هذا "ليس كل شيء". وأرجـعها إلى جزء مما أسماها "لعبة القط والفأر" الناشبة بين القاعدة وقوات الأمن في هذه المنطقة المترامية الأطراف – حضرموت- وهي اللعبة التي يتسابق فيها الطرفان (الحكومة والقاعدة) على تحقيق الضربة الأقوى".
وأكد عايش أن عملية القاعدة الأخيرة التي استهدفت القادة الأمنين تعادل على الأقل - إن لم تفوق- الضربـة التي كانت تلقتها القاعدة العام الماضي وأدت إلى مقتل القيادي فيها القعيطي.
كان يخشى المراقبون الغربيون من أن تستغل القاعدة انشغال الحكومة اليمنية بالقتال في صعدة لترسيخ قدميها في البلاد، وتحويله إلى نقطة إنطلاق لباقي دول المنطقة خصوصاً المملكة العربية السعودية، غير هذه العملية ستجعل من تلك المخاوف واقعاً ملموساً فيما يبدو.
ويتفق محمد عايش مع هذا الطرح، ويضيف "ليس القاعدة فقط من تستغل انشغال الحكومة بحرب صعدة، بل أيضا كثيرا من التنظيمات المتطرفة التي هي في العادة الحاضن المنتج للجماعات الجهادية كجماعة القاعدة، تجد في ما يحدث في صعدة فرصة ذهبية للعمل والتمدد ومراكمة الموارد الداعمة لها"
وعلى عكس الاتهامات التي أطلقها مسؤولون يمنيون في أوقات سابقة بأن ثمة ارتباط بين القاعدة والمتمرديـن الحوثيين، يرى عايش أن القاعدة تستغل حاجة الحكومة إليها لدعم قتالها ضد الحوثيين.
وهذا الحديث يخالف تماماً تصريحات للرئيس علي عبدالله صالح الذي قال في مقابلة مع قناة MBC في وقت سابق "أن ما يحدث في صعدة يؤكد أن هناك وجود للقاعدة مع الحوثيين، (...) تنظيم القاعدة لهم ارتباطاً كاملاً بالحوثيين"
وقلل عايش من هذه الاتهامات، مستنداً إلى التباين الأيدلوجي بين القاعدة السنية المتطرفة وبين الحوثيين الشيعة، وقال "هذه الاتهامات كلها هي جزء من التعبئة الرسمية للرأي العام ضد هؤلاء الخصوم للحكومة".
وأضاف "أن الحديث عن علاقة الحوثيين والحراك الجنوبي بالقاعدة يتخذ شكل التحريض ضدهما للأطراف الإقليمية وللمجتمع الدولي بشكل عام، لكن الحكومة لم تقدم حتى الآن إثباتات على ذلك، كما أن العالم لم ينصت إلى أي من هذه الاتهامات".