
الحرية المفقودة والموءودة في عالمنا العربي هي المخرج
المزيد من التشظي
كما يؤكد الدكتور نبيل حداد العائد للتو من بيت لحم بفلسطين، حيث شارك في المؤتمر الإسلامي المسيحي الأول، أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين مثالية متميزة، ويؤكد الدكتور حداد بأن المسيحيين في الأردن غير قلقين على أنفسهم، وإنما هناك حرص الا يحدث ما حدث في مصر والعراق، مؤكدا أيضا أن ما يصيب المسيحيين في العراق ومصر يصيب المسلمين أيضا ويصيب كل الأمة. ويصف الدكتور حداد ما حدث للمسيحيين في العراق ومصر قائلا: "هذا الخطر غريب وجديد، وهو خطر ترهيبي عنيف، ولا يصيب المسيحيين فقط بل يصيب المسلمين، ومحاولة للمس بمصر ووحدتها".
ويرى الروائي المصري رؤوف مسعد أنه من الجائز إذا استمر اضطهاد المسيحيين في مصر أن يؤدي ذلك إلى انقسام البلاد، وخاصة أن السلاح منتشر في منطقة الصعيد، بينما يرى شعلان شريف أن المقارنة بين المجتمعات العربية من ناحية وتركيا وإيران من ناحية أخرى، توضح حجم الانهيار الذي تعاني منه المجتمعات العربية، خاصة وأن إيران وتركيا تشبهان المجتمعات العربية في تراثها الثقافي، وبالرغم من إنهما يعانيان من مشاكل ولكن من المستبعد جدا أن يشهدا شيئاَ شبيهاً بما يحدث في العراق ومصر، ويضيف شعلان قائلا:
"ما يحدث في البلدان العربية هو عودة إلى ما قبل إرهاصات الحداثة والدولة، إذا كان العرب في بداية القرن العشرين يبذلون جهودهم لدخول العصر، فإنهم في أواخر القرن العشرين يبذلون جهودهم للخروج من العصر. وأنا أعتقد أن هذا تحقق بالفعل، وعدنا إلى ما قبل عصر الحداثة، وإلى ما قبل الدولة، وعدنا إلى مكونات أولية متصادمة ومتصارعة، ليس على الماء والكلأ كما كان يحدث، وإنما على رموز، وعلى من هو الأقدم هنا، ومن هو الذي يجب أن تسمى البلاد باسمه، وهذه الصراعات لا تؤدي باتجاه أي توحد، وإنما إلى كثير من التشظي".
صراع الهويات
كما يرى شريف أن الصراعات والانقسامات ستزداد في المستقبل، فإذا كان الصراع الآن بين الشيعة والسنة، وبين المسلمين والمسيحيين، فسيكون في المستقبل بين الشيعة والشيعة، وبين السنة والسنة، وبين الطوائف المسيحية، في حين يرى مسعد أن هناك تشابها بين ما يجري في البلاد العربية، وبين ما حدث في أوروبا عندما انقسمت إلى دول قومية، وشهدت صراعا دمويا بين الكاثوليك والبروتستانت، ثم صراعا بين الشعب والكنيسة والمؤسسة الملكية، كما يرى أن الشعوب العربية ومن بينها مصر غير جاهزة لدخول العصر، سواء على مستوى الشعوب، الكنيسة، والدولة
مضيفا: "الكنيسة والأزهر والدولة ما زالوا يعيشون في القرون السابقة، ولكن الميزة في الإسلام والأزهر أنه لا توجد هيكلية ومرجعية مثل التي توجد في الكنيسة، باستثناء مرجعية النص والحديث الصحيح". ولا يرى مسعد أن ما يجري في البلدان العربية سيفضي إلى عصر تنوير عربي، وذلك لأن عصر التنوير الأوروبي صاحبته اكتشافات علمية، ومنجزات فكرية وفلسفية ليست موجودة لدينا.
لماذا يغيب العلمانيون من المشهد العربي الذي احتله بالكامل المتطرفون الدينيون، وزعماء الطوائف؟ يجيب شعلان شريف قائلا:"أكبر حزبين علمانيين أنجبهما العراق أسسهما اثنان من المسيحيين العرب، وهما حزب البعث، والحزب الشيوعي، الذي أسسه يوسف سلمان يوسف المعروف باسم فهد وهو مسيحي، بينما أسس ميشيل عفلق حزب البعث، ولم يجد المسلمون العراقيون أي مشكلة للانضمام لهذين الحزبين، لأن الصراع في ذلك الوقت كان صراعا سياسيا وطبقيا حقيقيا، أما الصراع في منطقتنا منذ عشرين سنة فهو صراع الهويات، وليس صراع الأفكار ولا صراعا طبقيا، والعلماني لا دور له في مثل هذه الصراعات، فهو لا يمكن أن يمثل الشيعة ولا السنة مثلاً، وبالتالي فالعلماني الآن إما شخص يحلم بالمستقبل، أو شخص يحن إلى الماضي".
الديانة في الجيب
من جهته يروي رؤوف مسعد فترة من شبابه عندما انضم للحزب الشيوعي بالرغم من أنه ابن قس انجيلي بروتستانتي، قائلا أن الكثير من المسيحيين والنوبيين انضموا لهذا الحزب، ولم يكن الانتماء الديني عاملا مهما على الإطلاق، ويرى أن ما يجري الآن في مصر سببه إجراءات عبد الناصر، عندما وضع خانة الديانة في بطاقة الهوية، "ومنذ ذلك الوقت أصبح المواطن المصري يحمل ديانته في جيبه"، ولكن بعد مجيء السادات أصبح الوضع أكثر سوأ، وخاصة عندما قال أنه رئيس مؤمن لدولة إسلامية، مؤكدا أن كل الصراعات أديرت بشكل سيء وخاسر، من صراع الحرب، والسلام، والتنمية، وهكذا انتقل الجميع إلى صراع الهوية
كما يؤكد الدكتور نبيل حداد العائد للتو من بيت لحم بفلسطين، حيث شارك في المؤتمر الإسلامي المسيحي الأول، أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين مثالية متميزة، ويؤكد الدكتور حداد بأن المسيحيين في الأردن غير قلقين على أنفسهم، وإنما هناك حرص الا يحدث ما حدث في مصر والعراق، مؤكدا أيضا أن ما يصيب المسيحيين في العراق ومصر يصيب المسلمين أيضا ويصيب كل الأمة. ويصف الدكتور حداد ما حدث للمسيحيين في العراق ومصر قائلا: "هذا الخطر غريب وجديد، وهو خطر ترهيبي عنيف، ولا يصيب المسيحيين فقط بل يصيب المسلمين، ومحاولة للمس بمصر ووحدتها".
ويرى الروائي المصري رؤوف مسعد أنه من الجائز إذا استمر اضطهاد المسيحيين في مصر أن يؤدي ذلك إلى انقسام البلاد، وخاصة أن السلاح منتشر في منطقة الصعيد، بينما يرى شعلان شريف أن المقارنة بين المجتمعات العربية من ناحية وتركيا وإيران من ناحية أخرى، توضح حجم الانهيار الذي تعاني منه المجتمعات العربية، خاصة وأن إيران وتركيا تشبهان المجتمعات العربية في تراثها الثقافي، وبالرغم من إنهما يعانيان من مشاكل ولكن من المستبعد جدا أن يشهدا شيئاَ شبيهاً بما يحدث في العراق ومصر، ويضيف شعلان قائلا:
"ما يحدث في البلدان العربية هو عودة إلى ما قبل إرهاصات الحداثة والدولة، إذا كان العرب في بداية القرن العشرين يبذلون جهودهم لدخول العصر، فإنهم في أواخر القرن العشرين يبذلون جهودهم للخروج من العصر. وأنا أعتقد أن هذا تحقق بالفعل، وعدنا إلى ما قبل عصر الحداثة، وإلى ما قبل الدولة، وعدنا إلى مكونات أولية متصادمة ومتصارعة، ليس على الماء والكلأ كما كان يحدث، وإنما على رموز، وعلى من هو الأقدم هنا، ومن هو الذي يجب أن تسمى البلاد باسمه، وهذه الصراعات لا تؤدي باتجاه أي توحد، وإنما إلى كثير من التشظي".
صراع الهويات
كما يرى شريف أن الصراعات والانقسامات ستزداد في المستقبل، فإذا كان الصراع الآن بين الشيعة والسنة، وبين المسلمين والمسيحيين، فسيكون في المستقبل بين الشيعة والشيعة، وبين السنة والسنة، وبين الطوائف المسيحية، في حين يرى مسعد أن هناك تشابها بين ما يجري في البلاد العربية، وبين ما حدث في أوروبا عندما انقسمت إلى دول قومية، وشهدت صراعا دمويا بين الكاثوليك والبروتستانت، ثم صراعا بين الشعب والكنيسة والمؤسسة الملكية، كما يرى أن الشعوب العربية ومن بينها مصر غير جاهزة لدخول العصر، سواء على مستوى الشعوب، الكنيسة، والدولة
مضيفا: "الكنيسة والأزهر والدولة ما زالوا يعيشون في القرون السابقة، ولكن الميزة في الإسلام والأزهر أنه لا توجد هيكلية ومرجعية مثل التي توجد في الكنيسة، باستثناء مرجعية النص والحديث الصحيح". ولا يرى مسعد أن ما يجري في البلدان العربية سيفضي إلى عصر تنوير عربي، وذلك لأن عصر التنوير الأوروبي صاحبته اكتشافات علمية، ومنجزات فكرية وفلسفية ليست موجودة لدينا.
لماذا يغيب العلمانيون من المشهد العربي الذي احتله بالكامل المتطرفون الدينيون، وزعماء الطوائف؟ يجيب شعلان شريف قائلا:"أكبر حزبين علمانيين أنجبهما العراق أسسهما اثنان من المسيحيين العرب، وهما حزب البعث، والحزب الشيوعي، الذي أسسه يوسف سلمان يوسف المعروف باسم فهد وهو مسيحي، بينما أسس ميشيل عفلق حزب البعث، ولم يجد المسلمون العراقيون أي مشكلة للانضمام لهذين الحزبين، لأن الصراع في ذلك الوقت كان صراعا سياسيا وطبقيا حقيقيا، أما الصراع في منطقتنا منذ عشرين سنة فهو صراع الهويات، وليس صراع الأفكار ولا صراعا طبقيا، والعلماني لا دور له في مثل هذه الصراعات، فهو لا يمكن أن يمثل الشيعة ولا السنة مثلاً، وبالتالي فالعلماني الآن إما شخص يحلم بالمستقبل، أو شخص يحن إلى الماضي".
الديانة في الجيب
من جهته يروي رؤوف مسعد فترة من شبابه عندما انضم للحزب الشيوعي بالرغم من أنه ابن قس انجيلي بروتستانتي، قائلا أن الكثير من المسيحيين والنوبيين انضموا لهذا الحزب، ولم يكن الانتماء الديني عاملا مهما على الإطلاق، ويرى أن ما يجري الآن في مصر سببه إجراءات عبد الناصر، عندما وضع خانة الديانة في بطاقة الهوية، "ومنذ ذلك الوقت أصبح المواطن المصري يحمل ديانته في جيبه"، ولكن بعد مجيء السادات أصبح الوضع أكثر سوأ، وخاصة عندما قال أنه رئيس مؤمن لدولة إسلامية، مؤكدا أن كل الصراعات أديرت بشكل سيء وخاسر، من صراع الحرب، والسلام، والتنمية، وهكذا انتقل الجميع إلى صراع الهوية