نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


نقاب الطنطاوي...تلميحات "لخرف الإمام الأكبر" والإخوان يطالبون بمحاسبته في البرلمان




القاهرة - مروة غريب - بالأمس القريب أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التي قال فيها إنه لا يعتبر أن النقاب رمزا دينيا بل رمزا لاستعباد المرأة ، ردود فعل متباينة من رجال الدين المسلمين ، داخل وخارج فرنسا ، واليوم يخرج فضيلة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ليعلن أنه سيصدر قرارا يمنع دخول المنقبات إلى المعاهد الأزهرية.


شيخ الازهر الذي يلقب بالامام الأكبر
شيخ الازهر الذي يلقب بالامام الأكبر
جاء ذلك في اعقاب أمر أصدره طنطاوي /81 عاما/ لتلميذة بالمرحلة الإعدادية ، خلال جولة تفقدية قام بها في أحد المعاهد الأزهرية مع بداية العام الدراسي للوقوف على انتظام الدراسة في ظل انتشار فيروس (إيه/إتش 1 إن 1) المعروف بأنفلونزا الخنازير ، بخلع النقاب وقال لها إن النقاب "مجرد عادة ولا علاقة له بالدين الإسلامي من قريب أو بعيد" ، كما أعلن أنه سيصدر قرارا بمنع المنقبات من دخول المعاهد الأزهرية.

وصرح مصدر من مكتب شيخ الأزهر ، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن مجمع البحوث الإسلامية سيعقد اجتماعا مطلع الأسبوع المقبل لاتخاذ قرار نهائي في هذا الصدد. يذكر أن شيخ الأزهر كان قد سافر إلى طاجكستان مساء الأحد للمشاركة في احتفالها بالإمام أبي حنيفة النعمان وعاد إلى مصر ليلة الثلاثاء.

وقال محمد النجيمي ، الأستاذ بالمعهد السعودي العالي للقضاء والخبير في المجمع الفقهي الدولي ، لـ (د.ب.أ) :"مع الاحترام لصديقنا سماحة الشيخ طنطاوي ، إلا أن النقاب ليس من العادات كما قال وإنما هو مذكور في الحديث الشريف". واستدل النجيمي على ذلك بنهي الحديث الشريف المرأة من ارتداء النقاب في فترة الحج فقط ، ما يعني أن المرأة كانت ترتديه أمام الرسول في باقي الأوقات وأقرها الرسول على ذلك ، كما رأى عدد من علماء الحديث أن النقاب واجب.

واعتبر النجيمي منع المنقبات من دخول الأزهر "خطرا فاحشا ، لأننا ندعو إلى احترام الأديان والمذاهب".
وكانت الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة أدانت على لسان النائب حمدي حسن ، الأمين العام المساعد للكتلة ، ما فعله طنطاوي الذي قال للطالبة بحسب ما نقلته صحيفة "المصري اليوم" المستقلة : "أنا أعرف في الدين أحسن منك ومن اللي خلفوكي".

وأشار حسن إلى أن الأخطر هو ما وجهه طنطاوي للفتاة عندما خلعت النقاب ؛ حيث قال لها: "لو كنتِ جميلة أو حلوة شوية كنتِ عملتِ إيه؟". وكشف محسن راضي النائب في البرلمان المصري عن جماعة الإخوان المسلمين في اتصال هاتفي مع (د.ب.أ) أن الكتلة تعتزم استدعاء شيخ الأزهر إلى البرلمان "كي يضبط أحاديثه ويقدم اعتذارا ويراجع تصريحاته الخاصة بمثل هذه المواقف".

واعتبر راضي أنه من "المفروض أن يكون هناك متحدث باسم مشيخة الأزهر لأن الرجل كبر .. وربما يؤدي السن إلى ضعف الذاكرة". وقال راضي إن طنطاوي ، بمثل هذه التصريحات ، "يسيء إلى المؤسسة الدينية في مصر". وحول ما تناقلته تقارير إعلامية من أن من سلطات رئيس الجمهورية تعيين شيخ الأزهر وليس من سلطاته عزله قال راضي :"من يعين يعزل". وعن توقعه للاسباب وراء المظاهرات التي شهدتها جامعة الأزهر اليوم الأربعاء وهل جاءت على خلفية تصريحات شيخ الأزهر ، التي لا يعلم أحد هل ستطول طالبات الجامعة أم لا ، أو أن سببها كان الاعتداءات التي يتعرض لها المسجد الأقصى ، أجاب النائب :"أعتقد أنه الأمرين معا".

وليست هذه هي المرة الأولى التي يثير فيها الشيخ طنطاوي ، الذي يرأس مشيخة الأزهر منذ عام 1996 بعد عشر سنوات قضاها مفتيا للديار المصرية ، حالة من الجدل ، فقد سبق وقال إنه لا يعرف الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ، بعد انتقادات وجهت اليه عقب مصافحته لبيريز خلال مؤتمر لحوار الأديان استضافته نيويورك.
ودافع طنطاوي عن نفسه قائلا : "لقد كانت مصافحة عابرة .. مر علي العشرات من الأشخاص وصافحت كل من مد يده ، صافحته (يقصد بيريز) دون أن أعرفه" ، وتساءل :" "وإذا عرفته، فهل مصافحتي له تخرجني من الملة؟" ، وجاء ذلك بالتزامن ا مع العملية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. وجاء هذا التأكيد على عكس ما ذكرته الصحف الإسرائيلية من أن طنطاوي هو الذي بادر بيريز بالمصافحة.

من جهتها ، قالت آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية في تصريحات لصحيفة "القبس" الكويتية نشرتها اليوم "إحقاقا للحق إنني لا أوافق على ما سلكه شيخ الأزهر، وكان يكفيه ان يصدر امرا بمنع النقاب في المعاهد وجامعة الأزهر لانه ليس فريضة اسلامية وهو موروث ورثناه منذ عهود بعيدة من توراة العهد القديم". وأضافت: "الحقيقة ان من ينظر الى النصوص الاسلامية يتأكد ان الاسلام لم يأمر بالنقاب على الاطلاق" ، إلا أنها عابت على شيخ الأزهر جرحه لمشاعر فتاة صغيرة.

وقالت وفاء ، الطالبة بالمرحلة الثانوية الأزهرية والمنقبة ، "لم نسمع عن منع دخول بنات ترتدين ملابس غير لائقة إلى المعهد ، فكيف يمنعون من ترتدي زيا تراه واجبا عليها أو مستحبا؟". الملفت للنظر أن هذا الإعلان تزامن مع مطالبة وزير التعليم العالي في مصر ، هاني هلال ، بمنع تسكين الطالبات المنقبات داخل المدن الجامعية ، بعد ما أثير عن تستر رجال بالنقاب للتسلل إلى داخل المدن ، وما يسببه ذلك من خطر على الطالبات. وقالت مروة ، المعلمة بأحد المعاهد الازهرية ، "لم يتلق المعهد منشورا رسميا بقرار شيخ الأزهر حتى الآن إلا أن ثمة حالة من التخبط من مجرد تصور الفكرة.. فالمعهد به العديد من العمال والمدرسين ، فكيف نمنع فتاة ترى النقاب من ارتدائه؟".

وعلى الرغم من أن الكثير من علماء الأمة أيدوا شيخ الأزهر في قراره باعتباره "ولي الأمر والأعلم بأمور الدين" ، لا تكمن المشكلة الأكبر في تفجير قضايا خلافية لم يستطع العلماء حلها عبر قرون ، وإنما لان ذلك جاء في وقت الأحرى فيه أن تركز الامة على قضايا أكثر إلحاحا وأهمية في حياتنا مثل الخوف من تفشي وباء أنفلونزا الخنازير ، والأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى.

كما يرى الكثيرون ان مسلك العالم الجليل لا ينسجم مع ما يدعو إليه الإسلام من تسامح ولين في الخطاب والتوجيه مستشهدين بالاية الكريمة "وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" ، كما أن شيخ الأزهر دائما ما يركز في خطبه على قيم التسامح وخلق المسلم ، وعلى ما نص عليه القرآن من أنه : "لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك".

مروة غريب - د ب ا
الاربعاء 7 أكتوبر 2009