نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


ولكنها تدور...أربعة قرون على منظار غاليليو الذي أعاد صاحبه النظر بموقع الكون وعلومه وفلسفاته




باريس - اني هوتفوي - ها هي اربعة قرون تمر منذ ان رفع غاليليو منظاره الفلكي الى السماء وراح يكتشف ان ثمة جبال على سطح القمر على غرار كوكب الارض وان اقمارا عدة تدور حول كوكب المشتري ... ما شكل نقطة بداية لمسار علم الفلك الحديث.


غاليليو غاليلي العالم الذي غير تاريخ العلوم والفلك
غاليليو غاليلي العالم الذي غير تاريخ العلوم والفلك
وفي اطار السنة العالمية لعلم الفلك تنظم "ليالي غاليليو" في العالم اجمع احتفالا بذكرى هذه الاكتشافات الاولى، بين 22 و25 تشرين الاول/اكتوبر. وسيدعو علماء فلك الناس في مواقع فلكية عدة من اجل مشاهدة فوهات البراكين على سطح القمر ورقصة الباليه التي تؤديها اقمار كوكب المشتري.

وقال مؤرخ العلوم جيروم لامي ان "غاليليو لم يخترع المنظار الفلكي" بيد انه تمكن من تطوير اداته الجديدة شيئا فشيئا" اذ كانت بسيطة جدا في البدء.
وكان صانعو نظارات هولنديون انجزوا في الماضي ما يشبه مناظير بعيدة المدى بغية الاستخدام العسكري.

وقد بدأ غاليليو الذي ولد في بيزا في العام 1564 واصبح استاذ علم الهندسة والفلك في جامعة بادوفا في العام 1592، يهتم بالمنظار الفلكي في مطلع العام 1609، قبل ان يعمل على تطويره ويعرضه في 21 آب/اغسطس في جمهورية البندقية على انه اختراع شخصي.
واوضح لامي "ان نوعية المنظار لم تكن جيدة فكان من الطبيعي نسبيا ان يكون اداء هذه الاداة موضع شك لدى من عاينوها".

الى ذلك واجه غاليليو معارضة "فلسفية". ولفت لامي الى ان العلماء كانوا قلقين لجهة "امكانية تطوير حواسنا". من جهة ثانية بدت المشاهدات التي وصفها غاليليو غير منسجمة مع سماء كان يعتقد حتى تلك اللحظة انها غير متغيرة وتامة.
ففي تلك المرحلة كان ما برح للفيلسوف اليوناني ارسطو اثر كبير في النفوس فهو من قال ان ثمة فصل مطلق بين عالم الارض الذي تشوبه نواقص والمتغير والعالم السماوي التام والابدي والذي تبدأ حدوده من جرم القمر. وكان يعتقد ايضا ان الارض لا تتحرك في مركز الكون.

ولذلك فان اكتشاف منحدرات تذكر "بمنطقة مشابهة لبوهيميا" وفق تعابير غاليليو على سطح القمر "الجسم السماوي" الذي يعتقد انه تام، يعد تشكيكا في نظريات ارسطو.
وتمكن غاليليو في كانون الثاني/يناير من العام 1610 من مشاهدة اربعة اقمار حول المشتري الامر الذي سيمنحه حججا تساعده في دفاعه عن نظرية كوبرنيك القائلة بأن الارض تدور حول الشمس. فان كان ثمة اقمار تدور حول المشتري كما يدور القمر حول الارض، فهذا يعني ان كوكب الارض ليس مركز الدوران الوحيد في الكون.

ومنذ آذار/مارس 1610 ضمن غاليليو مشاهداته المؤيدة لنظرية كوبرنيك كتابا باللاتينية عنوانه "سيديروس نونسيوس" (الرسول السماوي) مخصصا للعلماء.
ففي تلك الحقبة اعتبرت كتابات كوبرنيك (1473-1543) المدافعة عن نظرية ان الشمس هي مركز العالم بمثابة نموذج رياضي وليست وصفا دقيقا للواقع، لاسيما ان الكنيسة لم تكن حرمتها بعد، غير انها اقدمت على ذلك في العام 1615. وفي اعقاب ذلك استدعى البابا غاليليو الى روما وطلب منه الكف عن نشر هذه النظرية.

بيد ان غاليليو نشر في العام 1632 كتابا يطال جمهورا اوسع (نقاش حول اكبر نظامين في العالم) اظهر فيه تفضيله للنظام الكوبرنيكي. وبناء عليه شكل الكتاب التهمة التي حاكمته على اساسها الكنيسة في العام 1633. ومنع كتاب غاليليو من الاسواق وتوجب عليه انكار معتقداته والقول انها اكاذيب ففعل ذلك لكن يؤثر عنه انه كان ينكر نظرياته ثم يعود للاستغراب قائلا عن عدم ثبات الارض : ولكنها تدور .

وبعد اربعة قرون ينظر الى غاليليه على انه "اول عالم حديث" لانه استند الى مشاهدات، بينها تلك الدقيقة جدا حول البقع الشمسية، بغية اختبار صحة نموذج علمي، على ماافاد لامي.



آني هوتفوي
الثلاثاء 20 أكتوبر 2009