نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


أئمة خلف القضبان....إطروحة جامعية عن الرعاية الروحية للمساجين المسلمين في هولندا




امستردام - محمد أمزيان – ربما هذه هي الصورة المثلى لما قد يتمناه بعض أنصار المعادين للوجود الإسلامي في هولندا ، أن يرى الإمام وراء القضبان. لكن لا علاقة لهذا العنوان بالموضوع، فالأمر يتعلق بأطروحة جامعية حول مهنة الإمامة والرعاية الصحية للسجناء المسلمين تحت عنوان: ’إمام وراء القضبان‘. "لا فرق بين الإمامة في المساجد وبين الإمامة والإرشاد الديني في السجون"، يقول محمد أجواو الذي ناقش يوم الأربعاء (9 يونيو) أطروحته في جامعة تيلبورخ (جنوب) الهولندية.


أئمة خلف القضبان....إطروحة جامعية عن الرعاية الروحية للمساجين المسلمين في هولندا
حقل الرعاية الروحية للسجناء المسلمين في سجون هولندا ما يزال حقلا مجهولا، ولم يخضع بعد لدراسة أكاديمية متأنية. وهذا على عكس الدراسات التي تناولت وضعية أئمة المساجد بصفة عامة. وفي دراسته يحاول الباحث محمد أجواو المتخصص في دراسة اللاهوت، والمشرف على الرعاية الروحية الإسلامية بوزارة العدل منذ 2007، استيضاحه انطلاقا من التجارب والممارسات اليومية للأئمة. والحاجة الآن لم تعد فقط إيجاد أئمة لعمارة المساجد، بل وكذلك لإرشاد المسلمين في السجون والمستشفيات، يقول محمد أجواو في لقاء مع القسم العربي بإذاعة هولندا العالمية:

"في السابق كان تساؤل المسلمين في هولندا هو: كيف نوفر الأئمة للمساجد؟ ولكن مع مرور الوقت كثر عدد المسلمين في المستشفيات وفي الجيش وفي السجون مع الأسف. فأصبحت هنالك رغبة وضرورة لتوفير ما نسميه في هولندا بالرعاية الروحية، يعني الإمامة في هذه المجالات التي هي مجالات خارجة عن نطاق المساجد ومنها السجون".

مشروع الرعاية الروحية للمسلمين في هذه المجالات العامة ليس بجديد، فقد شرع العمل به منذ 1995. وكان الأئمة يخصصون ساعات قليلة في الأسبوع لهذا العمل الذي أصبح الآن مهنة تخصص لها بعض الأئمة الذين أصبحوا موظفين.

النفس اللوامة
لا تختلف وظيفة الإمام في المسجد عنها في الميدان العام كالسجون والمؤسسة العسكرية والمستشفيات، يقول السيد أجواو.

"في المسائل العامة الإمام هو الإمام، بحيث لا بد له أن يقوم بدور الإمامة، على سبيل المثال: يصلي بالناس صلاة الجمعة ويعطي لهم دروسا في الحديث والفقه والوعظ والإرشاد الديني. المسلمون في السجون والجيش لديهم رغبة في وجود هذه الوظيفة. وظيفة الإمام إذن لا تختلف بين المسجد والسجن. لكن كيفية تقديم الخدمات تختلف، لأن المسلم الذي يكون في المستشفى أو في السجن أو في الجيش تختلف حاجاته عن المسلم الذي يكون حرا".

ولكن هل تسهم خدمات الإمام في تقويم سلوك المجرم؟ يجب الباحث محمد أجواو بأن نتائج أبحاثه تبين أن هناك فعلا تحسنا في سلوك نزلاء السجون، لكن لا يعني ذلك ضمان عدم عودتهم للانحراف. هي النفس اللوامة التي تأمر بالشر، حسب السيد أجواو.

"بحسب نتائج البحث هناك تأثير بدون شك، ولكن هل التأثير يكون مباشرا أو على المدى البعيد؟ هذا لم يتضح من الدراسة. فدور الإمام هو تنبيه المجرم لما قام به، وأن هذا الطريق هو طريق ضال ولا بد أن يرجع إلى الطريق المستقيم. وإصلاح النفس يمكن أن يعتمد على القيم الدينية، وهذا ما يطلبه السجناء أنفسهم من الإمام، بالإضافة إلى التخفيف من وقع السجن على السجين".
تنوع
عمدت وزارة العدل إلى توظيف الأئمة في مشروع الرعاية الروحية للسجناء، وراعت في قبول الموظفين الروحيين تنوع الوجود الإسلامي في هولندا. فهناك أئمة مغاربة وأتراك وإندونيسيين وسوريناميين وغيرهم. وكانت الحكومة الهولندية فتحت قبل بضع سنوات أبواب تكوين أئمة داخل هولندا بدل استيرادهم من الخارج. ومؤخرا حصلت الجامعة الإسلامية في روتردام من الجهات الرسمية على الاعتراف لها بتكوين الأئمة.

وكان تعيين علي الداودي إماما للمسلمين العاملين في الجيش الهولندي، أثار خلال السنة الماضية انتقادات من جانب بعض الأحزاب السياسية، وخاصة من قبل أحزاب اليمين. وكان "إمام الجيش" كما أصبح يعرف في وسائل الإعلام الوطنية، قد جلب إليه الأنظار قبل تعيينه بشنه هجوم لاذع على الحكومة الهولندية وخاصة على رئيس الحكومة يان بيتر بالكننده، لمشاركة هولندا في القوات الدولية العاملة في أفغانستان. أما السيد الداودي، ومن يدافع عنه، فقد تمسك بحقه في حرية التعبير، إذ كان ينشر آراءه وأفكاره في الصحف لكونه كاتبا وصاحب رأي.

هذه الدراسة وما توصلت إليه من نتائج وقدمتها من توصيات، من شأنها الإسهام في تعميق النقاش حول وجود الإسلام في هولندا ودوره في الميدان العمومي. وهي كذلك تزود المهتمين بما يغذي نقاشهم ويعمقه من مادة وأدوات، لاسيما بعد أن النقاش حول الإسلام أضحى مادة سياسية بامتياز.

محمد أمزيان – إذاعة هولندا العالمية
السبت 12 يونيو 2010