وزير الثقافة المغربي السابق محمد الاشعري
وخلال تقديم الرواية الجديدة أخيرا في المكتبة الوطنية بالرباط، أجمع كل الكتاب والنقاد، الذين تطرقوا إليها،على الإشادة بها شكلا ومضمونا، و الملاحظ أن كلهم من أصدقاء الأشعري، وهم المهدي أخريف، وعبد الفتاح الحجمري، وعبد الكريم الجويطي.
اخريف اعتبر العمل الروائي الجديد، بمثابة امتداد لرواية الأشعري المعنونة ب" جنوب الروح"، رغم المسافة الزمنية التي تفصل بينهما، وهي مرور14 سنة على الأولى، مشيرا كذلك إلى ما تقدمه رواية " القوس والفراشة" من نقد لما يتفاعل حاليا في المشهد السياسي والاجتماعي المغربي.
في نفس السياق، أوضح عبد الفتاح الحجمري ما تنطوي عليه الرواية من تجاذبات في الحياة السياسية، مما يضفي على الرواية وأجوائها وشخوصها مسحة سياسية واضحة، من خلال انشغال أبطالها بالديمقراطية والسلطة ونقد الرشوة والبيروقراطية والفساد، وغيرها من الممارسات التي تسيء إلى قواعد اللعبة السياسية برمتها.
وقال الحجمري، إن الرواية تقدم في العمق جوابا على سؤالين، هما:"لماذا حاضرنا على ماهو عليه، ولماذا ننتمي إلى سلالة الخوف والقلق؟" قبل أن يخلص إلى هذه النتيجة، وهي "أن العالم الذي نحيا فيه أصبح فاسدا، ونحن غدونا غرباء فيه."
وألقى عبد الكريم الجويطي عرضا عن الرواية بعنوان" الشعر لترويض الخراب"، قال فيه إنها مسبوكة في حكي شاعري شفاف، تتطرق إلى الفضائح السياسية والمزايدات العقارية، وإلى ظاهرة "الشباب المتعطش للذهاب إلى الجنة"، في تلميح إلى أولئك الذين يفجرون أنفسهم في العمليات الانتحارية.
وختم عرضه بوصف الرواية بأنها" رواية مذهلة كتبت بألم كبير،" على حد تعبيره.
ولدى تناوله الكلمة في ختام هذه الأمسية، قال الأشعري إن روايته "ليست سوداوية، ولكنها تستفيد من السواد الكبير الذي نلتقي به كل يوم في حياتنا،"
مضيفا أنه يعتبر دائما "أن تطور كثير من الأشياء، كنت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، يبني كثيرا من الأشياء، ولكنه يتسبب في انهيار كثير منها."
ومضى الأشعري متسائلا:" كيف يمكن للناس الذين يعيشون الانهيارات أن يعيدوا بناء حياتهم من جديد،ولو بطريقة مضادة لما كانوا عليه، وكيف يستعيدون شهوة الحياة؟"
وفسر الأشعري كلامه بأن هذا السؤال ارتبط في ذهنه بحالة طارئة في مجتمعنا، وهي أن الناس يخشون كثيرا أن يسقط ابناءهم في دائرة الانحراف (التدخين ، والجريمة، والعنف)، دون أن يتوقع أي واحد منهم أن ابنه قد ينخرط في تنظيم ظلامي، أو أن يموت من أجل قضية في مكان بعيد عن وطنه؟ في إشارة إلى أحد أبطال الرواية،ياسين الفرسيوي، الشاب الذي مات في عملية انتحارية في أفغانستان.
وبعد هذا التساؤل حول الكيفية التي يواجه بها الإنسان مثل هذا الانهيار، قال الأشعري إن الحل الأفضل في تصوره،هو أن يعيد المرء بناء حكايته، وان يعيش من خلال واقع يبتكره لنفسه.
يذكر أن رواية "القوس والفراشة" الصادرة في 333 صفحة من الحجم المتوسط، الصادرة عن المركز الثقافي العربي،تحفل بمصائر ووقائع درامية حدثت لأفراد عائلة واحدة،هي عائلة الفرسيوي، ومن عناوينها الإصابة بالعمى، والانتحار، والموت، والسجن بسبب الانتماء السياسي لليسار، وذلك عبر ثلاثة أجيال من عائلة واحدة، توزعت بها سبل الحياة في مناح شتى، وأدت الثمن كبيرا...
الرباط 29يناير 2010
اخريف اعتبر العمل الروائي الجديد، بمثابة امتداد لرواية الأشعري المعنونة ب" جنوب الروح"، رغم المسافة الزمنية التي تفصل بينهما، وهي مرور14 سنة على الأولى، مشيرا كذلك إلى ما تقدمه رواية " القوس والفراشة" من نقد لما يتفاعل حاليا في المشهد السياسي والاجتماعي المغربي.
في نفس السياق، أوضح عبد الفتاح الحجمري ما تنطوي عليه الرواية من تجاذبات في الحياة السياسية، مما يضفي على الرواية وأجوائها وشخوصها مسحة سياسية واضحة، من خلال انشغال أبطالها بالديمقراطية والسلطة ونقد الرشوة والبيروقراطية والفساد، وغيرها من الممارسات التي تسيء إلى قواعد اللعبة السياسية برمتها.
وقال الحجمري، إن الرواية تقدم في العمق جوابا على سؤالين، هما:"لماذا حاضرنا على ماهو عليه، ولماذا ننتمي إلى سلالة الخوف والقلق؟" قبل أن يخلص إلى هذه النتيجة، وهي "أن العالم الذي نحيا فيه أصبح فاسدا، ونحن غدونا غرباء فيه."
وألقى عبد الكريم الجويطي عرضا عن الرواية بعنوان" الشعر لترويض الخراب"، قال فيه إنها مسبوكة في حكي شاعري شفاف، تتطرق إلى الفضائح السياسية والمزايدات العقارية، وإلى ظاهرة "الشباب المتعطش للذهاب إلى الجنة"، في تلميح إلى أولئك الذين يفجرون أنفسهم في العمليات الانتحارية.
وختم عرضه بوصف الرواية بأنها" رواية مذهلة كتبت بألم كبير،" على حد تعبيره.
ولدى تناوله الكلمة في ختام هذه الأمسية، قال الأشعري إن روايته "ليست سوداوية، ولكنها تستفيد من السواد الكبير الذي نلتقي به كل يوم في حياتنا،"
مضيفا أنه يعتبر دائما "أن تطور كثير من الأشياء، كنت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، يبني كثيرا من الأشياء، ولكنه يتسبب في انهيار كثير منها."
ومضى الأشعري متسائلا:" كيف يمكن للناس الذين يعيشون الانهيارات أن يعيدوا بناء حياتهم من جديد،ولو بطريقة مضادة لما كانوا عليه، وكيف يستعيدون شهوة الحياة؟"
وفسر الأشعري كلامه بأن هذا السؤال ارتبط في ذهنه بحالة طارئة في مجتمعنا، وهي أن الناس يخشون كثيرا أن يسقط ابناءهم في دائرة الانحراف (التدخين ، والجريمة، والعنف)، دون أن يتوقع أي واحد منهم أن ابنه قد ينخرط في تنظيم ظلامي، أو أن يموت من أجل قضية في مكان بعيد عن وطنه؟ في إشارة إلى أحد أبطال الرواية،ياسين الفرسيوي، الشاب الذي مات في عملية انتحارية في أفغانستان.
وبعد هذا التساؤل حول الكيفية التي يواجه بها الإنسان مثل هذا الانهيار، قال الأشعري إن الحل الأفضل في تصوره،هو أن يعيد المرء بناء حكايته، وان يعيش من خلال واقع يبتكره لنفسه.
يذكر أن رواية "القوس والفراشة" الصادرة في 333 صفحة من الحجم المتوسط، الصادرة عن المركز الثقافي العربي،تحفل بمصائر ووقائع درامية حدثت لأفراد عائلة واحدة،هي عائلة الفرسيوي، ومن عناوينها الإصابة بالعمى، والانتحار، والموت، والسجن بسبب الانتماء السياسي لليسار، وذلك عبر ثلاثة أجيال من عائلة واحدة، توزعت بها سبل الحياة في مناح شتى، وأدت الثمن كبيرا...
الرباط 29يناير 2010


الصفحات
سياسة








