
رجال الامن اكثر من المواطنين في تالة التي شهدت اعنف الاشتباكات مع الشرطة
وقال بن علي في خطاب عبر التلفزيون انه قرر "مضاعفة طاقة التشغيل وإحداث موارد الرزق وتنويع ميادينها ودعمها في كل الاختصاصات خلال سنتي 2011 و2012" معلنا انه "بذلك ترتفع طاقة التشغيل الجملية خلال هذه الفترة الى 300 ألف موطن شغل جديد" علاوة على 50 الف فرصة عمل وعدت بتوفيرها مؤخرا منظمة ارباب العمل في المناطق الداخلية.
وقد استدعت السلطات التونسية الاثنين السفير الاميركي لديها وقالت انها "تستغرب" تعليقات الولايات المتحدة على الازمة الاجتماعية في تونس، على ما افادت وكالة تونس افريقيا للانباء (وات) الحكومية.
واوضح المصدر ذاته ان السفير الاميركي في تونس غوردون غراي تم استدعي الاثنين من قبل وزيرة الدولة للشؤون الخارجية سعيدة شتيوي التي عبرت عن "استغراب" الحكومة التونسية لترديد وزارة الخارجية الاميركية صدى "معلومات جمعت من عناصر معادية" لتونس.
وفي خطاب بن علي التطميني قال الرئيس التونسي ان هذا المجهود سيتيح توفير عمل ل"كل حاملي الشهادات العليا الذين تجاوزت مدة بطالتهم عامين قبل موفى سنة 2012. نعم قبل موفى سنة 2012 واتعهد بذلك".
وقال ان هذا المجهود يهدف ايضا الى "تشغيل اكبر عدد من العاطلين عن العمل من غير حاملي الشهادات العليا وكذلك من بين فاقدي الشغل من كل الفئات والجهات".
وندد الرئيس بن علي في الان نفسه ب"عصابات ملثمة" نفذت "عملا إرهابيا لا يمكن السكوت عنه" في مناطق الوسط الغربي من البلاد.
وشهدت ثلاث مدن في هذه المنطقة هي القصرين وتالة والرقاب اعمال عنف الاثنين في مؤشر على استمرار الاضطرابات التي انطلقت في منتصف كانون الاول/ديسمبر من مدينة سيدي بوزيد (265 كلم غربي العاصمة) اثر انتحار بائع متجول كان يعمل بدون ترخيص، اثر مصادرة بضاعته.
وتعددت منذ ذلك التاريخ التظاهرات ومحاولات الانتحار.
وخلفت اعمال الشغب السبت والاحد 14 قتيلا على الاقل بحسب السلطات واكثر من 20 قتيلا بحسب مصادر المعارضة.
واوردت منظمة العفو الدولية حصيلة اكبر لاعمال العنف هذه حيث ذكرت ان 23 شخصا "قتلوا بايدي رصاص قوات الامن" السبت والاحد.
وفي مؤشر آخر على استمرار الاضطرابات قررت السلطات اغلاق المدارس والجامعات "حتى اشعار آخر" في كامل انحاء البلاد في الوقت الذي شهد فيه يوم الاثنين تظاهرات في وسط العاصمة خصوصا في الحرم الجامعي في المنار حيث اشارت مصادر جامعية الى اصابة طالب بجروح وتوقيف ثمانية آخرين.
وتنادى آلاف الشبان التونسيين للتظاهر عبر موقع فايسبوك الذي حل فيه العلم التونسي الملطخ بالدم محل صورهم على حساباتهم في هذا الموقع الاجتماعي على الانترنت.
وشهدت مدينة القيروان (وسط) الاثنين تظاهرات انطلقت من جامعة رقادة التي تبعد 10 كلم عن المدينة وتحولت الى صدامات مع قوات الامن في وسط المدينة، وسجلت حوادث اخرى في هذه المنطقة التي تعاني ايضا من البطالة، بحسب شهود.
وفي خطابه الى الشعب اعلن الرئيس التونسي ايضا "عقد ندوة وطنية" حول العمل في شباط/فبراير كما اعلن اعفاء اي مشروع يؤدي الى توفير فرص عمل في الجهات من الضرائب وذلك لمدة عشر سنوات.
واتهم بن علي "مناوئون مأجورون، ضمائرهم على كف اطراف التطرف والإرهاب التي تسيرها من الخارج" و"أياد لم تتورع عن توريط أبنائنا من التلاميذ والشباب العاطل فيها" بالتسبب في الاضطرابات داعيا الاسر التونسية الى حماية ابنائها من "هؤلاء المشاغبين والمفسدين بتكثيف الإحاطة بهم وتوعيتهم بمخاطر توظيفهم واستغلالهم من قبل هذه المجموعات المتطرفة".
واضاف في هذا السياق "أياد تحثّ على الشغب والخروج إلى الشارع بنشر شعارات اليأس الكاذبة، وافتعال الأخبار الزائفة؛ استغلت بدون أخلاق حدثا أسفنا له جميعا، وحالة يأس نتفهمها كانت جدّت بسيدي بوزيد منذ أسبوعين" في اشارة الى حالة انتحار سيدي بوزيد.
واتهم بن علي هؤلاء "المناوئين الماجورين" المسيرين "من خارج" البلاد من قبل "اطراف لا تكن الخير لبلد حريص على العمل والمثابرة" معربا في الان نفسه "عن بالغ أسفنا للوفيات والاضرار التي نجمت عن هذه الأحداث" وعن "تعاطفنا مع أسر المتوفين".
وكما اسلفنا استدعت السلطات التونسية الاثنين السفير الاميركي لديها وقالت انها "تستغرب" تعليقات الولايات المتحدة على الازمة الاجتماعية في تونس، على ما افادت وكالة تونس افريقيا للانباء (وات) الحكومية.
واوضح المصدر ذاته ان السفير الاميركي في تونس غوردون غراي استدعي الاثنين من قبل وزيرة الدولة التونسية للشؤون الخارجية سعيدة شتيوي التي عبرت عن "استغراب" الحكومة التونسية لترديد وزارة الخارجية الاميركية صدى "معلومات جمعت من عناصر معادية" لتونس.
وقالت المسؤولة التونسية "نحن نتساءل ازاء رد فعل السلطات الاميركية ازاء مظاهرة زعم انها سلمية، تم خلالها القاء زجاجات حارقة وتخريب مقرات وحرقها".
كما عبرت شتيوي عن "استغراب" تونس ازاء "مزاعم لا اساس لها بتعطيل الوصول الى المواقع الاجتماعية على الانترنت في تونس".
واضافت المسؤولة "كنا نامل ان نرى الولايات المتحدة تبرهن عن الموضوعية والتفهم ازاء تمشينا وابداء اشارات في رغبة اكثر وضوحا في النهوض بالتعاون مع تونس".
واكدت شتيوي ان التظاهرات "اتخذت في بعض الحالات، طابعا عنيفا ما فرض رد فعل شرعي للحفاظ على النظام العام وامن المواطنين".
واكدت ان "الوصول الى المواقع الاجتماعية حر ومتاح للجميع في تونس" واعربت عن رفضها "للاستخدام غير المشروع لهذه الشبكات خصوصا للتحريض على الكراهية والعنف والارهاب وتخريب المواقع الرسمية".
وقالت المسؤولة التونسية ان "القراصنة" الذين تم توقيفهم بعد الهجوم على مواقع رسمية تونسية تم الافراج عنهم في حين اعلنت انه تم توجيه التهمة لاثنين منهم "بمحاولة التخريب المتعمد لمواقع الكترونية رسمية تونسية".
وكانت الخارجية الاميركية اقرت الاثنين ان سفيرها في تونس استدعي من قبل الحكومة التونسية بعد تعليق واشنطن على الازمة الاجتماعية في هذا البلد.
وردا على سؤال عما اذا كانت "المحادثة" بين السفير غوردون غراي والحكومة كانت في سياق "استدعاء"، قال المتحدث فيليب كراولي "هذا توصيف صحيح".
واكد "انها محادثة تاتي اثر تعليقاتنا الاسبوع الماضي".
واضاف كراولي "نواصل دعوة الجميع الى ضبط النفس" مجددا تاكيد قلق واشنطن حيال "العنف الجاري".
و شهدت بلدات الوسط الغربي التونسي حيث تم دفن القتلى الذين سقطوا في اضطرابات غير مسبوقة نهاية الاسبوع الماضي احتجاجا على البطالة، الاثنين يوم غضب وسط الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وصيحات الغضب.
وفي الرقاب، قرب مدينة سيدي بوزيد (265 كلم جنوبي العاصمة)، سار نحو ثلاثة آلاف شخص وسط مشاعر الغضب والحداد حتى منزل منال بوعلاقي الشابة التي قتلت الاحد برصاصة في الظهر.
وقال مراسل وكالة فرانس برس ان الشرطة تدخلت وفرقت المسيرة باطلاق الرصاص المطاطي لمنع المتظاهرين من المرور عبر منازل بقية الضحايا.
كما منعت قوات الامن دفن الضحايا الذين سقطوا الاحد بالرصاص في "مقبرة الشهداء" بالمدينة التي شلت الحركة فيها تماما في هذا اليوم الذي هو ايضا يوم سوقها الاسبوعي.
وقال سليمان الرويسي، الاستاذ المدافع عن حقوق الانسان، ان الجيش فصل بين الشرطة والمتظاهرين في هذه البلدة التي تناثرت في شوارعها اغلفة الرصاص.
وفي مدنية تالة اطلقت الشرطة الرصاص المطاطي لتفريق متظاهرين قدموا للاحتجاج على "اعتقالات واسعة" وعمليات تفتيش في منازل الضحايا، بحسب ما ذكر شاهد لوكالة فرانس برس.
وكانت مدينة القصرين (77 الف ساكن) التي تبعد 290 كلم عن العاصمة و65 كلم عن الحدود مع الجزائر، مسرحا لمواجهات بين متظاهرين تحصنوا بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية)، وبين الشرطة.
وقال الصادق محمودي، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل، ان التجار اغلقوا محلاتهم في حين هتف سكان معربين "عن الغضب على النظام" الذي اتهموه بالتسبب في "مجزرة بحق الشعب".
وتحصن العديد من الاشخاص في مقر النقابة هربا من اطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب المحمودي الذي شاهد سيارات اسعاف تجوب المدينة.
وقال المصدر ذاته ان "الامر بلغ بالشرطة حد القاء قنابل مسيلة للدموع في حمام للنساء".
واضاف ان رجلا كان اصيب بالرصاص الاحد قضى متأثرا بجروحه الاثنين في المستشفى الذي وضع تحت حماية الجيش.
كما اشار المحمودي الى "عدد كبير" من الجرحى ادخلوا قسم الانعاش في المستشفى وقالت مصادر طبية ان المستشفى يعاني من نقص في الدم.
وفي العاصمة التونسية فرقت شرطة مكافحة الشغب بالهراوات تظاهرة شارك فيها عشرات من الشبان في ساحة "الباساج" وسط المدينة.
وكان هؤلاء تنادوا للتجمع في هذه الساحة عبر موقع فايسبوك الاجتماعي الذي وضعوا فيها محل صورهم على حساباتهم، صورة للعلم التونسي ملطخ بالدم، في اشارة احتجاج على اعمال العنف الاخيرة.
وخلفت اعمال العنف غير المسبوقة احتجاجا على البطالة التي شهدتها تونس نهاية الاسبوع الماضي 14 قتيلا على الاقل بحسب السلطات واكثر من 20 قتيلا بحسب مصادر المعارضة.
وسجلت الاثنين تظاهرات ومواجهات بحسب ما ذكر شهود لوكالة فرانس برس وذلك بمدن فريانة والرديف قرب قفصة (350 كلم جنوب غربي العاصمة) والقيروان ومنطقتها (وسط غربي) والكاف (شمال غربي).
و عمد الاتحاد الاوروبي، بعد الولايات المتحدة، الى تشديد اللهجة الاثنين حيال تونس بعد القمع الدامي للتحركات الشعبية في هذا البلد مطالبا باحترام افضل لحقوق الانسان كشرط لاستمرار المفاوضات لتعزيز العلاقات معه.
فقد دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون الى "الافراج فورا" عن المتظاهرين المعتقلين في الوقت الذي تحولت فيه حركة الاحتجاج التي تشهدها البلاد منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر الماضي على انتشار البطالة الى احداث شغب دامية في اليومين الماضيين.
واوقعت اعمال العنف هذه 14 قتيلا، كما تقول الحكومة التونسية، واكثر من 20 وفقا لمصادر في المعارضة.
وقالت المتحدثة باسم الوزيرة الاوروبية مايا كوتشيانتشيك "ندعو الى ضبط النفس في اللجؤ الى القوة واحترام الحريات الاساسية. وندعو خاصة الى الافراج فورا عن المدونين والصحافيين والمحامين وغيرهم من المحتجزين الذين كانوا يتظاهرون سلميا في تونس".
وذكرت بان الاتحاد الاوروبي يتفاوض حاليا مع تونس بشان تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين مشيرة الى ان هذا الامر "يتطلب التزامات متزايدة بشان جميع الموضوعات وخاصة في مجال حقوق الانسان والحريات الاساسية".
ومنذ ايار/مايو 2010 يتفاوض الاتحاد الاوروبي، الذي تربطه بالفعل اتفاقية شراكة مع تونس منذ 1995، على منحها "وضعا متقدما" اسوة بما يحظى به المغرب بالفعل.
وتطالب تونس بهذا الوضع منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2008. وهو يتيح لها خصوصا تكثيف الحوار السياسي والعلاقات التجارية. وتحظى تونس بالفعل بتمويل اوروبي ضخم في اطار سياسة الجوار مع الاتحاد الاوروبي.
ومع اطلاق المفاوضات بشان الوضع المتقدم في ايار/مايو الماضي اشار المفوض الاوروبي ستيفان فولي الى موافقة الطرفين على "عدم وجود مواضيع محرمة" بما في ذلك قضايا حقوق الانسان والحريات الاساسية.
واعتبر فولي ان المفاوضات يجب ان تتناول ايضا قضية تدفق المهاجرين.
وفي باريس طالب الاتحاد الدولي لجمعيات حقوق الانسان الاثنين بتعليق مفاوضات "الوضع المتقدم" مع تونس اثر اعمال العنف هذه.
كما خرجت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، عن صمتها الاثنين معربة عن الاسف لاعمال العنف. ودعا متحدث باسم وزارة الخارجية الى "التهدئة".
وكانت واشنطن اعربت منذ الاسبوع الماضي عن قلقها حيال الاضطرابات الاجتماعية في تونس واستدعت السفير التونسي محمد صلاح تقية لتبلغه مطلبها بضرورة احترام الحريات الفردية وخاصة في مجال الوصول الى الانترنت.
واعرب مسؤول اميركي عن القلق خاصة "لما يبدو تدخلا من قبل الحكومة التونسية في الانترنت، وخاصة في صفحات الفيسبوك".
وكان موقع فيسبوك، الذي يتواصل من خلاله اجتماعيا نحو نصف مليار شخص، قد ابلغ الادارة الاميركية بتعرضه لعملية قرصنة.
وقد انطلقت اعمال الشغب من سيدي بوزيد بعد اقدام بائع متجول شاب على الانتحار حرقا احتجاجا على مصادرة بضاعته من الفاكهة والخضر لانه لا يملك تصريحا.
وقد استدعت السلطات التونسية الاثنين السفير الاميركي لديها وقالت انها "تستغرب" تعليقات الولايات المتحدة على الازمة الاجتماعية في تونس، على ما افادت وكالة تونس افريقيا للانباء (وات) الحكومية.
واوضح المصدر ذاته ان السفير الاميركي في تونس غوردون غراي تم استدعي الاثنين من قبل وزيرة الدولة للشؤون الخارجية سعيدة شتيوي التي عبرت عن "استغراب" الحكومة التونسية لترديد وزارة الخارجية الاميركية صدى "معلومات جمعت من عناصر معادية" لتونس.
وفي خطاب بن علي التطميني قال الرئيس التونسي ان هذا المجهود سيتيح توفير عمل ل"كل حاملي الشهادات العليا الذين تجاوزت مدة بطالتهم عامين قبل موفى سنة 2012. نعم قبل موفى سنة 2012 واتعهد بذلك".
وقال ان هذا المجهود يهدف ايضا الى "تشغيل اكبر عدد من العاطلين عن العمل من غير حاملي الشهادات العليا وكذلك من بين فاقدي الشغل من كل الفئات والجهات".
وندد الرئيس بن علي في الان نفسه ب"عصابات ملثمة" نفذت "عملا إرهابيا لا يمكن السكوت عنه" في مناطق الوسط الغربي من البلاد.
وشهدت ثلاث مدن في هذه المنطقة هي القصرين وتالة والرقاب اعمال عنف الاثنين في مؤشر على استمرار الاضطرابات التي انطلقت في منتصف كانون الاول/ديسمبر من مدينة سيدي بوزيد (265 كلم غربي العاصمة) اثر انتحار بائع متجول كان يعمل بدون ترخيص، اثر مصادرة بضاعته.
وتعددت منذ ذلك التاريخ التظاهرات ومحاولات الانتحار.
وخلفت اعمال الشغب السبت والاحد 14 قتيلا على الاقل بحسب السلطات واكثر من 20 قتيلا بحسب مصادر المعارضة.
واوردت منظمة العفو الدولية حصيلة اكبر لاعمال العنف هذه حيث ذكرت ان 23 شخصا "قتلوا بايدي رصاص قوات الامن" السبت والاحد.
وفي مؤشر آخر على استمرار الاضطرابات قررت السلطات اغلاق المدارس والجامعات "حتى اشعار آخر" في كامل انحاء البلاد في الوقت الذي شهد فيه يوم الاثنين تظاهرات في وسط العاصمة خصوصا في الحرم الجامعي في المنار حيث اشارت مصادر جامعية الى اصابة طالب بجروح وتوقيف ثمانية آخرين.
وتنادى آلاف الشبان التونسيين للتظاهر عبر موقع فايسبوك الذي حل فيه العلم التونسي الملطخ بالدم محل صورهم على حساباتهم في هذا الموقع الاجتماعي على الانترنت.
وشهدت مدينة القيروان (وسط) الاثنين تظاهرات انطلقت من جامعة رقادة التي تبعد 10 كلم عن المدينة وتحولت الى صدامات مع قوات الامن في وسط المدينة، وسجلت حوادث اخرى في هذه المنطقة التي تعاني ايضا من البطالة، بحسب شهود.
وفي خطابه الى الشعب اعلن الرئيس التونسي ايضا "عقد ندوة وطنية" حول العمل في شباط/فبراير كما اعلن اعفاء اي مشروع يؤدي الى توفير فرص عمل في الجهات من الضرائب وذلك لمدة عشر سنوات.
واتهم بن علي "مناوئون مأجورون، ضمائرهم على كف اطراف التطرف والإرهاب التي تسيرها من الخارج" و"أياد لم تتورع عن توريط أبنائنا من التلاميذ والشباب العاطل فيها" بالتسبب في الاضطرابات داعيا الاسر التونسية الى حماية ابنائها من "هؤلاء المشاغبين والمفسدين بتكثيف الإحاطة بهم وتوعيتهم بمخاطر توظيفهم واستغلالهم من قبل هذه المجموعات المتطرفة".
واضاف في هذا السياق "أياد تحثّ على الشغب والخروج إلى الشارع بنشر شعارات اليأس الكاذبة، وافتعال الأخبار الزائفة؛ استغلت بدون أخلاق حدثا أسفنا له جميعا، وحالة يأس نتفهمها كانت جدّت بسيدي بوزيد منذ أسبوعين" في اشارة الى حالة انتحار سيدي بوزيد.
واتهم بن علي هؤلاء "المناوئين الماجورين" المسيرين "من خارج" البلاد من قبل "اطراف لا تكن الخير لبلد حريص على العمل والمثابرة" معربا في الان نفسه "عن بالغ أسفنا للوفيات والاضرار التي نجمت عن هذه الأحداث" وعن "تعاطفنا مع أسر المتوفين".
وكما اسلفنا استدعت السلطات التونسية الاثنين السفير الاميركي لديها وقالت انها "تستغرب" تعليقات الولايات المتحدة على الازمة الاجتماعية في تونس، على ما افادت وكالة تونس افريقيا للانباء (وات) الحكومية.
واوضح المصدر ذاته ان السفير الاميركي في تونس غوردون غراي استدعي الاثنين من قبل وزيرة الدولة التونسية للشؤون الخارجية سعيدة شتيوي التي عبرت عن "استغراب" الحكومة التونسية لترديد وزارة الخارجية الاميركية صدى "معلومات جمعت من عناصر معادية" لتونس.
وقالت المسؤولة التونسية "نحن نتساءل ازاء رد فعل السلطات الاميركية ازاء مظاهرة زعم انها سلمية، تم خلالها القاء زجاجات حارقة وتخريب مقرات وحرقها".
كما عبرت شتيوي عن "استغراب" تونس ازاء "مزاعم لا اساس لها بتعطيل الوصول الى المواقع الاجتماعية على الانترنت في تونس".
واضافت المسؤولة "كنا نامل ان نرى الولايات المتحدة تبرهن عن الموضوعية والتفهم ازاء تمشينا وابداء اشارات في رغبة اكثر وضوحا في النهوض بالتعاون مع تونس".
واكدت شتيوي ان التظاهرات "اتخذت في بعض الحالات، طابعا عنيفا ما فرض رد فعل شرعي للحفاظ على النظام العام وامن المواطنين".
واكدت ان "الوصول الى المواقع الاجتماعية حر ومتاح للجميع في تونس" واعربت عن رفضها "للاستخدام غير المشروع لهذه الشبكات خصوصا للتحريض على الكراهية والعنف والارهاب وتخريب المواقع الرسمية".
وقالت المسؤولة التونسية ان "القراصنة" الذين تم توقيفهم بعد الهجوم على مواقع رسمية تونسية تم الافراج عنهم في حين اعلنت انه تم توجيه التهمة لاثنين منهم "بمحاولة التخريب المتعمد لمواقع الكترونية رسمية تونسية".
وكانت الخارجية الاميركية اقرت الاثنين ان سفيرها في تونس استدعي من قبل الحكومة التونسية بعد تعليق واشنطن على الازمة الاجتماعية في هذا البلد.
وردا على سؤال عما اذا كانت "المحادثة" بين السفير غوردون غراي والحكومة كانت في سياق "استدعاء"، قال المتحدث فيليب كراولي "هذا توصيف صحيح".
واكد "انها محادثة تاتي اثر تعليقاتنا الاسبوع الماضي".
واضاف كراولي "نواصل دعوة الجميع الى ضبط النفس" مجددا تاكيد قلق واشنطن حيال "العنف الجاري".
و شهدت بلدات الوسط الغربي التونسي حيث تم دفن القتلى الذين سقطوا في اضطرابات غير مسبوقة نهاية الاسبوع الماضي احتجاجا على البطالة، الاثنين يوم غضب وسط الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وصيحات الغضب.
وفي الرقاب، قرب مدينة سيدي بوزيد (265 كلم جنوبي العاصمة)، سار نحو ثلاثة آلاف شخص وسط مشاعر الغضب والحداد حتى منزل منال بوعلاقي الشابة التي قتلت الاحد برصاصة في الظهر.
وقال مراسل وكالة فرانس برس ان الشرطة تدخلت وفرقت المسيرة باطلاق الرصاص المطاطي لمنع المتظاهرين من المرور عبر منازل بقية الضحايا.
كما منعت قوات الامن دفن الضحايا الذين سقطوا الاحد بالرصاص في "مقبرة الشهداء" بالمدينة التي شلت الحركة فيها تماما في هذا اليوم الذي هو ايضا يوم سوقها الاسبوعي.
وقال سليمان الرويسي، الاستاذ المدافع عن حقوق الانسان، ان الجيش فصل بين الشرطة والمتظاهرين في هذه البلدة التي تناثرت في شوارعها اغلفة الرصاص.
وفي مدنية تالة اطلقت الشرطة الرصاص المطاطي لتفريق متظاهرين قدموا للاحتجاج على "اعتقالات واسعة" وعمليات تفتيش في منازل الضحايا، بحسب ما ذكر شاهد لوكالة فرانس برس.
وكانت مدينة القصرين (77 الف ساكن) التي تبعد 290 كلم عن العاصمة و65 كلم عن الحدود مع الجزائر، مسرحا لمواجهات بين متظاهرين تحصنوا بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية)، وبين الشرطة.
وقال الصادق محمودي، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل، ان التجار اغلقوا محلاتهم في حين هتف سكان معربين "عن الغضب على النظام" الذي اتهموه بالتسبب في "مجزرة بحق الشعب".
وتحصن العديد من الاشخاص في مقر النقابة هربا من اطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب المحمودي الذي شاهد سيارات اسعاف تجوب المدينة.
وقال المصدر ذاته ان "الامر بلغ بالشرطة حد القاء قنابل مسيلة للدموع في حمام للنساء".
واضاف ان رجلا كان اصيب بالرصاص الاحد قضى متأثرا بجروحه الاثنين في المستشفى الذي وضع تحت حماية الجيش.
كما اشار المحمودي الى "عدد كبير" من الجرحى ادخلوا قسم الانعاش في المستشفى وقالت مصادر طبية ان المستشفى يعاني من نقص في الدم.
وفي العاصمة التونسية فرقت شرطة مكافحة الشغب بالهراوات تظاهرة شارك فيها عشرات من الشبان في ساحة "الباساج" وسط المدينة.
وكان هؤلاء تنادوا للتجمع في هذه الساحة عبر موقع فايسبوك الاجتماعي الذي وضعوا فيها محل صورهم على حساباتهم، صورة للعلم التونسي ملطخ بالدم، في اشارة احتجاج على اعمال العنف الاخيرة.
وخلفت اعمال العنف غير المسبوقة احتجاجا على البطالة التي شهدتها تونس نهاية الاسبوع الماضي 14 قتيلا على الاقل بحسب السلطات واكثر من 20 قتيلا بحسب مصادر المعارضة.
وسجلت الاثنين تظاهرات ومواجهات بحسب ما ذكر شهود لوكالة فرانس برس وذلك بمدن فريانة والرديف قرب قفصة (350 كلم جنوب غربي العاصمة) والقيروان ومنطقتها (وسط غربي) والكاف (شمال غربي).
و عمد الاتحاد الاوروبي، بعد الولايات المتحدة، الى تشديد اللهجة الاثنين حيال تونس بعد القمع الدامي للتحركات الشعبية في هذا البلد مطالبا باحترام افضل لحقوق الانسان كشرط لاستمرار المفاوضات لتعزيز العلاقات معه.
فقد دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون الى "الافراج فورا" عن المتظاهرين المعتقلين في الوقت الذي تحولت فيه حركة الاحتجاج التي تشهدها البلاد منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر الماضي على انتشار البطالة الى احداث شغب دامية في اليومين الماضيين.
واوقعت اعمال العنف هذه 14 قتيلا، كما تقول الحكومة التونسية، واكثر من 20 وفقا لمصادر في المعارضة.
وقالت المتحدثة باسم الوزيرة الاوروبية مايا كوتشيانتشيك "ندعو الى ضبط النفس في اللجؤ الى القوة واحترام الحريات الاساسية. وندعو خاصة الى الافراج فورا عن المدونين والصحافيين والمحامين وغيرهم من المحتجزين الذين كانوا يتظاهرون سلميا في تونس".
وذكرت بان الاتحاد الاوروبي يتفاوض حاليا مع تونس بشان تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين مشيرة الى ان هذا الامر "يتطلب التزامات متزايدة بشان جميع الموضوعات وخاصة في مجال حقوق الانسان والحريات الاساسية".
ومنذ ايار/مايو 2010 يتفاوض الاتحاد الاوروبي، الذي تربطه بالفعل اتفاقية شراكة مع تونس منذ 1995، على منحها "وضعا متقدما" اسوة بما يحظى به المغرب بالفعل.
وتطالب تونس بهذا الوضع منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2008. وهو يتيح لها خصوصا تكثيف الحوار السياسي والعلاقات التجارية. وتحظى تونس بالفعل بتمويل اوروبي ضخم في اطار سياسة الجوار مع الاتحاد الاوروبي.
ومع اطلاق المفاوضات بشان الوضع المتقدم في ايار/مايو الماضي اشار المفوض الاوروبي ستيفان فولي الى موافقة الطرفين على "عدم وجود مواضيع محرمة" بما في ذلك قضايا حقوق الانسان والحريات الاساسية.
واعتبر فولي ان المفاوضات يجب ان تتناول ايضا قضية تدفق المهاجرين.
وفي باريس طالب الاتحاد الدولي لجمعيات حقوق الانسان الاثنين بتعليق مفاوضات "الوضع المتقدم" مع تونس اثر اعمال العنف هذه.
كما خرجت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، عن صمتها الاثنين معربة عن الاسف لاعمال العنف. ودعا متحدث باسم وزارة الخارجية الى "التهدئة".
وكانت واشنطن اعربت منذ الاسبوع الماضي عن قلقها حيال الاضطرابات الاجتماعية في تونس واستدعت السفير التونسي محمد صلاح تقية لتبلغه مطلبها بضرورة احترام الحريات الفردية وخاصة في مجال الوصول الى الانترنت.
واعرب مسؤول اميركي عن القلق خاصة "لما يبدو تدخلا من قبل الحكومة التونسية في الانترنت، وخاصة في صفحات الفيسبوك".
وكان موقع فيسبوك، الذي يتواصل من خلاله اجتماعيا نحو نصف مليار شخص، قد ابلغ الادارة الاميركية بتعرضه لعملية قرصنة.
وقد انطلقت اعمال الشغب من سيدي بوزيد بعد اقدام بائع متجول شاب على الانتحار حرقا احتجاجا على مصادرة بضاعته من الفاكهة والخضر لانه لا يملك تصريحا.