ووصفت هذه البؤرة بأنها "واحدة من أكثر الخطوات الاستيطانية خطورة خلال الأشهر الأخيرة"، معتبرة أنها "تمثل رأس حربة في مشروع زاحف يهدف إلى تهويد المناطق الرعوية المفتوحة، وخنق المجتمعات البدوية الأصيلة التي تعيش هناك منذ عقود طويلة".
وأضافت المنظمة أن "المستوطنين نصبوا خياما، وأحضروا معدات حفر وتسوية، وبدأوا بإحاطة المكان بأسيجة حديدية".
وشددت على أن هذا المشهد بات يتكرر في مختلف مناطق (ج)، "حيث تخلق بؤرة استيطانية بأبسط الوسائل لكنها سرعان ما تتحول إلى موقع محصن، ثم إلى مستوطنة".
وأشارت "منظمة البيد" إلى أن هذه البؤرة المستحدثة هي الخامسة من نوعها التي يتم إنشاؤها على امتداد طريق المعرجات.
وأوضحت أن "الهدف ليس فقط السيطرة على قطعة أرض، بل خلق كتلة استيطانية تتحكّم فعليًا بممر حيوي يربط شمال الضفة بجنوبها، ويفصل أريحا عن وسط الضفة".
وشددت على أن "البؤرة الجديدة ليست خيمة عشوائية، إنها مشروع سياسي بغطاء رعوي يهدف بشكل مباشر إلى تفكيك المجتمعات البدوية ودفعها للهجرة الطوعية تحت الضغط المتراكم".
وأكدت منظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو" أن "المستوطنين يتحركون كأذرع غير رسمية لحكومة الاحتلال، مدعومين بالسلاح والموازنات الضخمة وبنية قانونية إسرائيلية، في مقابل مجتمعات بدوية فقيرة تُحاصرها القيود".
وتفيد تقارير فلسطينية بأن عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.
وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 988 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت نحو 191 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.