
وقال أريست ميرديكا سيرات رئيس اللجنة الوطنية لحماية الأطفال "إن ادمان السجائر بين الشباب وصل إلى مستوى ينذر بالخطر ويتطلب إجراء حكوميا عاجلا" وقال "من الضروري عدم ترك الآباء والأطفال بمفردهم في مواجهة الهجمة الشرسة لصناعة التبغ".
وأفادت وسائل الإعلام المحلية أن الطفل إلهام هادي /8 أعوام / من إقليم جاوة الغربية بدأ التدخين قبل أربع سنوات والآن يدخن علبتي سجائر يوميا وقال عمر والد الطفل للتليفزيون المحلي "إنه لا يرغب في الذهاب إلى المدرسة". وأضاف " إنه يمضي الوقت في التدخين واللعب كل يوم" وإلهام ليس أصغر أندونيسي معروف بأنه مدمن تدخين.
ففي عام 2010 ، لفت فيلم فيديو للطفل ألدي ريزال /عامان/ وهو يدخن سيجارة اهتماما دوليا بعد انتشاره على شبكة الأنترنت . وقد تم إرسال الطفل الذي قيل إنه يدخن 40 سيجارة يوميا إلى مركز تأهيل وقد تخلى عن العادة بعدهاوذكر تقرير لوزارة الصحة أن 29% من الأندونيسيين في سن العاشرة فما فوق يدخنون ما متوسطه 12 سيجارة يوميا.
وقال التقرير إن 10% منهم بدأ التدخين ما بين سن العاشرة و14 عاما فيما بدأت نسبة 1ر0% في سن الخامسة وتقوم الحكومة بصياغة مرسوم من شأنه حظر إعلانات السجائر وعمليات الرعاية ، ولكن مزارعي التبغ ورجال الصناعة يعارضون هذه الخطوة.
وتسمح اندونيسيا بالإعلان عن السجائر في التليفزيون و في إعلانات الشوارع والصحافة المكتوبة رغم إنه من المحظور نشر صور علب السجائر والمدخنين في الإعلانات وتقوم شركات السجائر بشكل معتاد برعاية الحفلات الموسيقية والمناسبات الرياضية.
وقد سعى وزير الشئون الاجتماعية أجونج لاكسونو إلى تخفيف المخاوف بأن أي رقابة صارمة على التبغ قد تؤدي إلى فقد الكثير من الناس لوظائفهم . وقال "إن المرسوم لا يحظر على الناس زراعة الدخان أو التدخين ، ولكنه يحاول تنظيمها لمنع الأضرار عن الذين لا يدخنون ومنهم الأطفال" ووفقا لتقدير رسمي ، يتسبب التدخين في قتل حوالي 400 ألف أندونيسي كل عام.
وتوضح البيانات التي تنشرها اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين أن 70% من المدخنين في البلاد يأتون من العائلات ذات الدخل المنخفض وأن الإنفاق على التدخين يأتي في المرتبة الثانية على قائمة أعلى النفقات العائلية بعد الطعام وتبلغ تكلفة علبة بها 10 سجائر نحو دولار واحد ، لكن يعيش نحو نصف الشعب الأندونيسي بأقل من دولارين يوميا.
وقال فؤاد بارادجا رئيس المؤسسة الأندونيسية لمكافحة التدخين إن الجهود الخاصة بمحاربة التدخين تزداد صعوبة بتأثير جماعة الضغط الخاصة بصناعة التدخين ذات التأثير القوي.
وليست اندونيسيا طرفا أو دولة موقعة على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التدخين. وقد وقع على الإطار الخاص بمكافحة التدخين 168 دولة من بين الدول الأطراف في الاتفاقية الإطاريةوعددها 174دولة .
وقال "إن الحكومة تفضل الإنصات إلى لوبي صناعة التبغ". وأضاف "إنهم يعتقدون إنه إذا فرضت اندونيسيا سياسات قوية لمكافحة التدخين فإن صناعة السجائر سوف تندثر ويفقد الناس وظائفهم".
ويتساءل بارادجا عما إذا كان من الواقع الاعتقاد بأن ملايين المدخنين الأندونيسيين سوف يقلعون فجأة عن العادة السيئة إذا فرض تشريع لمكافحة التدخين وقال "إننا نريد مجرد حماية الجيل الصغير من أخطار التدخين".
وقد صدر الشهر الماضي كتاب يدافع عن صناعة السجائر المحلية ويزعم الكتاب وهو بعنوان "قتل اندونيسيا:المؤامرة العالمية لتدمير سجائر القرنفل" إن حملات مكافحة التدخين هي خطة أجنبية لقتل أنواع السجائر المحلية المصنوعة من خليط من التبغ والقرنفل ومكسبات طعم أخرى ولقى الكتاب استحسان المشاهير وأساتذة الجامعات والباحثين والصحفيين.
وقال الكتاب "إن صناعة السجائر الاندونيسية المميزة والتي عاشت لأكثر من قرن تتعرض لهجوم تحت ذريعة الصحة العالمية" وأضاف "إن المصانع الصغيرة أغلقت أبوابها بينما تتدفق على البلاد في نفس الوقت العقاقير الخاصة بمنع التدخين والتي تنتجها الشركات متعددة الجنسيات" وأستبعد بارادجا المعلومات الخاصة بنظرية المؤامرة وقال "أنا لا اعتقد فيما يقولون". وأضاف "أنا اعتقد في الجهاز الضخم للأبحاث الذي يقوم به علماء دوليون والتي توضح أن التدخين ضار بالصحة".