نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


اشحن روحك في دير ...محاولات ألمانية لتلميع صورة الأديرة والتشجيع على مساكنة الرهبان




بون - أندرياس هايمان - من أشهر الأبيات الشعرية التي وردت في مسرحيات الكاتب الكبير شكسبير ويتم اقتباسها كثيرا عبارة تقول : " توجه إلى دير " ومع ذلك فإن هذه العبارة نادرا ما تكون نصيحة ودية من صديق، حيث أن الصورة الشائعة عن الدير أنه ليس مكانا لطيفا وأنه لا يناسب الأزمنة الحديثة


اديرة في قلب الجبال
اديرة في قلب الجبال
وقد يواجه الرهبان المتاعب في تجنيد أعضاء جدد في سلك الرهبنة، غير أن ثمة أعدادا متزايدة من الأشخاص يظهرون اهتماما بقضاء بعض الوقت وراء أسوار الدير، سواء كانت الفترة تقع في عطلة نهاية الأسبوع أو تمتد إلى أسبوعين.

ويوضح أرنولف سالمن عضو الرابطة الألمانية للطائفة الكاثوليكية في بون أن نحو 300 دير في ألمانيا وحدها تتيح برنامجا للزوار، ومن بينها دير فراونشميسي في بافاريا ودير كارمل سانت تيريزا في بيركنفيردر بالقرب من برلين.

وتفخر بعض بيوت العبادة بوجود تسهيلات رائعة فيها، وعلى سبيل المثال يوجد بدير ماريا ليش بإقليم إيفيل ورشة خاصة به لصب الأجراس وفندق بالإضافة إلى حديقة معتادة تحفل بأشجار الفاكهة.

ويتجه ضيوف هذه الأديرة للحصول على مكان منعزل يستريحون فيه من الروتين اليومي الذي يدورون في فلكه ويشعرون بداخله بالهدوء والسكينة، كما أن هذه الأديرة تلبي رغبات الأشخاص الذين يهدفون إلى معرفة بعضهم البعض في الوقت الذي يتعلمون فيه شيئا عن الطقوس الدينية وإيقاع الحياة المكرسة للمثاليات الدينية.

وحول دير سان موريشيوس التابع للمذهب البندكتيني في قرية نايدرالتايخ بولاية بافاريا عنبر النوم السابق بالمدرسة الداخلية التابعة له إلى نزل للزوار.

وكانت الاعتبارات العملية حول كيفية الاستفادة المثلى من هذه المساحة هي الدافع في البداية لاتخاذ هذه الخطوة، ويوضح الأب فينسنز بروس المشرف على الدير أنه من ناحية أخرى سأل الرهبان أنفسهم ما هو دورهم الحقيقي ؟

وكان الجواب أن جزءا من هذا الدور هو نقل الأفكار الروحية إلى الناس والسماح لهم بالمشاركة في حياة الدير، وأضاف بروس إن البرنامج في نايدرالتياخ وعنوانه " إقامة قصيرة في دير" يستهدف فقط الضيوف من الذكور، ويقيم المبتدئون عادة لمدة 14 يوما والأشخاص العائدين لمدة أسبوع.

وفتح دير نايدرالتياخ أبوابه منذ نحو خمسين عاما أبوابه للزائرين العاديين ، ويقول الأب فينسنز إن الأشخاص الذين جاءوا في البداية كانوا فقط من ذوي التنشئة الكاثوليكية أما اليوم فتأتي تشكيلة أكثر اتساعا من الأشخاص، ويضيف إن جميع شرائح الناس يأتون لزيارة الدير سواء كانوا من البروتستانت أو هؤلاء الذين هجروا الكنيسة بشكل رسمي أو الأشخاص الذين لديهم اهتمامات بالأديان الشرقية، ويكون الشيء الأساسي هو الاهتمام بمصاحبة الرهبان وهم يقومون بواجباتهم اليومية.

وهذ يعني الاستيقاظ في الساعة الخامسة فجرا أو التجمع من أجل أداء الصلاة أربع مرات في اليوم، ويختلف الدافع في اختيار حياة الدير حتى ولو كان ذلك لفترة صغيرة من الزمن، ويوضح الأب فينسنز إن الأشخاص الذين يزورون الدير يكونون مهتمين في المقام الأول بإعادة شحن طاقاتهم الروحية، ويسعى الكثيرون منهم لمجرد الابتعاد عن الوقوع تحت سيطرة الاستدعاء بواسطة خطين للهاتف المحمول ورسائل البريد الإليكتروني.

ويضيف إن الحاجة هذه الأيام للإبتعاد عن ضغوط الحياة اليومية غالبا ما تصاحب الشعور المنتشر بالإحباط إزاء طريقة إدارة الحياة في العالم المعاصر.

ويبحث الكثير من الضيوف عن حقيقة أنفسهم ويستغلون وجودهم في الدير للتفكير في القضايا التي يتجاهلونها أثناء ممارستهم حياتهم اليومية الحافلة بالضغوط.

ويوضح الأب فينسنز أنه لا يمكن مقارنة الإحساس بالاسترخاء الناتج عن الإقامة بالدير بمثيله الناتج عن الإقامة لمدة أسبوع بمزرعة أو منتجع صحي ذلك لأنه في الحالة الأخيرة تبدأ المتاعب الداخلية في الظهور بعد تلاشي المظاهر الخارجية للإرهاق.

ويستقبل دير موينستبرشوارزاخ الواقع بين منطقتي فولكاش وكيتزينجين الضيوف بصورة دائمة وهناك اهتمام مستمر بادارته على مستوى عال . ويقول الاخ جيكوبس جيجر " إننا غالبا ما نعاني من عدم توفر أماكن ونضطر لرد بعض الضيوف والمجموعات على أعقابهم". ومن المقرر بحلول عام 2011 مضاعفة عدد الاسرة المتاحة تقريبا إلى حوالي 150 سريرا.

وعادة لا تمنح الأولوية للاقامة في الدير للسائحين او ركاب الدراجات العابرين الذين يبحثون فقط عن حجرة لقضاء الليلة. وأضاف جيكوبس" إننا نهتم بدرجة أكبر بتوفير مناخ روحي مناسب لأولئك الذين يبحثون عن شىء ما".

ونتيجة لذلك لا توجد أجهزة تليفزيون في حجرات النوم رغم أن قليلا من الاشخاص ممن يأتون إلى الدير يتوقون إلى أن يكون هناك جهاز تليفزيون". وقال جيكوبس " إنهم يهتمون بصفة عامة بتوفر جو من السكون يمكنهم من أخذ نفس عميق والشعور بالارتياح".

أندرياس هايمان
الاربعاء 20 أكتوبر 2010