نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


الأديرة والكنائس والمزارات المسيحية في لبنان تستقطب أعدادا كبيرة من المهتمين بالسياحة الدينية




بشوات - رنا موسوي - يطلقون عليها اسم "سيدة بشوات العجائبية"، لانها "تشفي المرضى وتصنع العجائب"، وقد تحول مزار العذراء مريم هذا في شرق لبنان الى نقطة استقطاب لعدد كبير من زوار هذا البلد المتعدد الطوائف والاديان الذي يسعى الى تطوير السياحة الدينية


الأديرة والكنائس والمزارات المسيحية في لبنان تستقطب أعدادا كبيرة من المهتمين بالسياحة الدينية
وتنتشر بكثافة الاديرة والكنائس والمزارات المسيحية في بلد يبقى معقلا للمسيحيين في العالم العربي، رغم تضاؤل عدد هؤلاء وتحول المسلمين فيه الى اكثرية.
وتقول ماري كيروز التي تملك محلا لبيع التذكارات في بشوات "في الماضي، كانت السياحة في منطقة البقاع تقتصر على بعلبك وزحلة. وكنا نحن منسيين تماما".
وتوسعت شهرة "سيدة بشوات" المميزة بفستانها الازرق الغامق المرصع بالنجوم الذهبية، لتشمل كل لبنان وخارجه منذ 2004 حين تحولت الى "مركز حج" مقصود بعد شهادات عدة راجت حول "عجائب" اتتها وادت الى شفاء مرضى.
وتقول ماري (40 عاما) التي يزخر محلها الصغير بالمسابح وعلاقات المفاتيح واساور حفرت عليها صورة العذراء، "اليوم، يأتي السياح والحجاج بالمئات. ونحن نعمل على مدار السنة".
وترى ماري وزوجها يعقوب الذي يملك مطعما في بشوات، ان اكبر "اعجوبة" قامت بها "سيدة بشوات" هي قرار الدولة اللبنانية بتزفيت طرق القرية البالغ عدد سكانها حوالى خمسئة، وبتركيز اعمدة كهربائية عليها.
ونتيجة ادراكها "للاهمية الانسانية والاقتصادية والمتزايدة للسياحة الدينية"، اختارت وزارة السياحة هذه السنة القيام بحملة ترويجية لمراكز الحج الديني، بحسب ما تقول المديرة العامة للوزارة ندى السردوك
واضافت "لدينا ثروة لا تقدر بثمن، وهي تعدد الاديان".
واوضحت ان الوزارة ستطلق في نهاية ايلول/سبتمبر كتابا بعنوان "دروب الايمان" هو بمثابة دليل لعشرين طريقا توصل الى مراكز دينية مقدسة اسلامية ومسيحية، بالاضافة الى فيلم يبرز جمال هذه المواقع.
وتعتبر الاديرة التي عاش فيها رهبان وراهبات اعلنتهم الكنيسة الكاثوليكية قديسين من لبنان، وهم شربل والحرديني ورفقا، من ابرز مراكز الحج المسيحي. يضاف اليها اماكن رمزية مثل قانا في الجنوب حيث قام يسوع بالاعجوبة الاولى التي يتحدث عنها الكتاب المقدس بتحويله الماء الى خمر.
وقرب قانا، تقع مغدوشة حيث مزار للعذراء يطلق عليه اسم "سيدة المنطرة"، اذ يقول التقليد ان مريم ام يسوع كانت تنتظر ابنها في هذا الموقع خلال جولاته في قرى الجليل الاعلى في فلسطين التي يشكل جنوب لبنان امتدادا لها.
وفي البقاع (شرق)، مغارة مار مارون، ابو الموارنة، الطائفة المسيحية الاكبر في لبنان.
ويقع الى شمال بيروت على تلة تشرف على البحر، معبد "سيدة حريصا" المقصود من السياح من كل الجنسيات.
ويجذب وادي قنوبين او وادي قاديشا في الشمال، المعروف ايضا لدى العامة ب"وادي القديسين"، العدد الاكبر من الزوار اللبنانيين والاجانب.
وادرجت اليونيسكو العام 1998 الوادي على لائحة "التراث العالمي".
ويوضح النائب البطريركي والزائر الرسولي لموارنة اوروبا المطران سمير مظلوم لوكالة فرانس برس ان الوادي "مركز تاريخي مهم جدا بالنسبة الى مسيحيي الشرق"، معتبرا ان مسيحيي لبنان "يشكلون قوة وملجأ بالنسبة الى المسيحيين في العالم العربي".
ويشير الى ان الموارنة الاوائل الذين قدموا الى لبنان من سوريا في القرن الخامس كانوا يختبئون في مغاور الوادي المحفورة في الصخور هربا من الاضطهاد. وكذلك البطاركة الموارنة الذين لعبوا دورا مهما في تاريخ لبنان.
ويضيف مظلوم ان "ان عددا متزايدا من السياح والحجاج الغربيين ينظمون رحلات الى هنا".
وتقول ماري المتطوعة للعمل في محل التذكارات في دير "سيدة قنوبين" الواقع في عمق الوادي "رايت خلال هذا الصيف العديد من الزوار الخليجيين".
في دير "مار اليشع" عند مدخل الوادي، محل لبيع المونة البلدية والنبيذ المصنوع في الدير. وفي المنطقة مطاعم تعتمد في جزء كبير من اعمالها على زوار الوادي.
ويشرح فرز طوق الذي يملك مع عائلته فندقا في بشري القريبة، ان عائلته ستتولى ادارة فندق جديد بني حديثا عند مدخل الوادي.
واشار الى ان فكرة بناء الفندق مصدرها البطريركية المارونية التي مقرها الصيفي في بلدة الديمان المتاخمة للوادي. اما التمويل فمن السفارة الاسبانية. والهدف من انشاء الفندق الصغير استضافة الزوار الراغبين بزيارة كل المغاور والاديرة في الوادي سيرا على الاقدام والتي يتعذر الوصول اليها بالسيارة.
وقالت السردوك ان الوزارة "تشجع ابناء القرى على تحويل قسم من منازلهم الى بيوت ضيافة"، ما يؤمن دخلا اضافيا لهم و"يثبتهم في قراهم".
وقال غيلبرت (28 عاما) الاميركي من اصل لبناني الذي يقوم بزيارة للوادي مع صديقه الاميركي برنت وشقيقه سيرج، "الوادي رائع. انه لبناني بامتياز. يشعر المرء هنا بالانتماء، وليس الوضع كما في الولايات المتحدة".
واضاف "الشعور الديني يستيقظ هنا حيث يمكن سماع صوت جرس الكنيسة والاستمتاع بالطبيعة في الوقت نفسه".
وفي لبنان ايضا، مراكز حج اسلامية عديدة، بينها مقام الست خولة بنت الحسين الذي يقصده حجاج شيعة وبينهم الكثير من الايرانيين، ومقام النبي ايلا في ابلح ومزار النبي شيت في بعلبك (شرق)، وموقع خلوات البياضة للدروز شرق بيروت.
وتقول السردوك، في اشارة الى الانقسامات الطائفية الحادة في لبنان، "لا يفترض ان تكون الاديان سبب بلائنا، بل هي نعمة وبركة

أ ف ب
الثلاثاء 15 سبتمبر 2009