نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


التقحيص أو القيادة الجنونية ... ظاهرة شبابية باتت تؤرق الكويتيين




الكويت - أحمد المصري - انطلق فهد بسيارته باتجاه دوار العارضية في محافظة الفروانية جنوب مدينة الكويت حيث وجد أصدقاءه يستعرضون بسيارتهم وسط حضور كبير من الشباب ، فانطلق متحمسا وبسرعة عالية وسط زملائه وفوجئ بسيارة تعبر الدوار "الميدان" فاصطدم بها وانقلب عدة مرات ولفظ أنفاسة الأخيرة.


التقحيص أو القيادة الجنونية ... ظاهرة شبابية باتت تؤرق الكويتيين
لم يخطر ببال فهد ولا أصدقائه ان النهاية ستكون قاسية رغم جنونية ما يقومون به فهي بالنسبة لهم هواية وترفيه وإشباع غريزة دون الالتفاف إلى مخاطر "التقحيص" والتي تتمثل في تهديد حياتهم والآخرين ممن يمرون بالشارع وإيذاء الناس من أهل المنطقة.
 و "التقحيص" هو استعراض الشباب بالسيارات من خلال السرعات الجنونية والدوران  بالسيارة عدة مرات أثناء السرعات العالية .
 
 ويستعد الشباب هذه الأيام بعد الانتهاء من  امتحاناتهم  التنسيق مع بعضهم البعض للخروج في سرب من السيارات للقيام بعملية التقحيص وهي الهواية الخطيرة التي يعشقها الكثير من شباب الخليج لتفريغ  بعض " طاقاتهم " ويمارسونها في الشوارع بالميادين الواسعة والطرق  بعيدا عن أعين ذويهم. 
 
تلاحق وزارة الداخلية المستهترين الذين يقومون بهذه الأفعال من خلال الغرامات التي تفرضها واحتجاز السيارات ولكن الأهالي يعتبرون أن هذا قليل لردع الظاهرة التي انتشرت في الكويت بحسب قول ابو عثمان .
 
واتهم ابو عثمان في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)  الجهات الأمنية  بالتقصير  لمنع هذه الظاهرة ، وقال "إذا كانت هناك غرامة مالية كبرى أو حبس لرجع هؤلاء الشباب عن هذه الأفعال التي تهدد حياة المارة وتزعج أهالي المناطق السكنية". 
 
اما عبدالله الهاجري من أهالي منطقة العارضية اكثر المناطق التي يستهدفها الشباب للتقحيص فإنه يقول " نعاني من هذه الظاهرة فقد شهدنا العديد من الحوادث التي يقوم بها  هؤلاء الشباب المستهتر بالإضافة إلى سيل الشائم التي نسمعها اذا تعرضنا لهم لذلك نناشد الداخلية التصدي بحزم لهذه الظاهرة".
 
ويقول عبدالعزيز جاسم من سكان منطقة الدوحة والتي يذهب إليها الشباب للتقحيص أيضا  "عندما نرى نزول المطر نحزن على عكس البشر الذين يفرحون لإنه خير ولكن نزول المطر بالنسبة لنا مرتبط بتجمع الشباب في المنطقة لممارسة التقحيص وإزعاجنامن خلال الأصوات العالية التي تصدر من البريكات /الفرامل/ وأصوات التواير/ العجل/" .
 
وأضاف أن بعض الشباب يقوم بصب " الديزل " على الأرض  وذلك لزيادة سرعة دوران السياره وهو ما يعرض المارة لكوارث قد تصل إلى الموت.
 
 ويقول شاب يقوم بالتقحيص يدعى حمد العنزي "إننا نقوم بالترفيه عن انفسنا أثناء التقحيص وأنا أحب أن  أبهر زملائي بالحركات التي أقوم بها بالسيارة ".
 
 أما عايد المطيري فيقول "إننا نعلم ان التقحيص فيه خطورة على حياتنا لكني اكون حذرا أثناء التقحيص بحيث لا أضر أحدا ولكن قد يكون أحد المارة غير منتبه وهنا تحدث الصدمات".
 
 ويرى فارس العجمي أن التقحيص "وناسة" لا يستطيع ان يحرم نفسه منها رغم تشديد الوالد والأخوة عليه لردعه عن ممارسته ، ويقول "أقوم من فترة وأخرى بالذهاب إلى زملائي لأمارس هذه الهواية".
 
 ورغم أن الإدارة العامة للمرور تسعى للحد من هذه الظاهرة بتشديد العقوبات على الشباب الذين يمارسونها  إلا أنها تزداد يوما بعد يوم .
 
 
ويقول مصدر أمني في وزارة الداخلية لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) "إننانحاول تشديد العقوبات على الشباب الذين يقومون بتهديد أرواح المارة للخطر من خلال عملية التقحيص.
 
وأشار إلى أنهم يقومون في حالة ضبط المتقحصين بسحب السيارة شهرين وغرامة مالية تقدر بحوالي 60 دينارا ( 215 دولارا تقريبا ) عن مخالفتين هما استهتار ورعونة وتعرض حياة الناس للخطر  بالإضافة إلى تحويل السائق إلى نيابة الأحداث لأنه في الغالب يقود بدون رخصة.
 
من جانبها قالت اختصاصية الطب النفسي بمستشفى الطب النفسي فاتن ميرزا  لـ ( د. ب. أ ) "بما أن من يمارسون ذلك السلوك هم من فئة المراهقين فإننا نتكلم عن مرحله عمريه تمتاز بالعناد والاستقلالية والتمرد والاندفاعية والرعونة والطيش وكلها انفعالات وسلوكيات يهدف منها المراهق تكوين هوية شخصية تختلف عن شخصية ابويه بأفكارهما وقيودهما".
 
 وترى أن أفكار وآراء وتصرفات شلة الأصدقاء هي النموذج الذي يحتذي به المراهق ويقلدهم كون أن تلك الشلة هي خارج إطار تقاليد وتعاليم الأسرة  كما أنه يشعر بالفخر والإنجاز بذاته كونه استطاع كسر تلك القيود والتمرد عليها مع شعوره بالأمن.
 
 
 وأضافت ميرزا  أن الأهل رغم اعتراضهم علي تصرفات ابنهم  إلا انهم أول من يهرعون لنجدته وحمايته إذا وقع في مصيبه لذلك  يتمادى بسلوكياته غير اللائقة في المجتمع .
 وأشارت إلى أن تلك التصرفات لم تأت صدفه فهي حصيلة ثقافة البيئة والمجتمع الذي تربي به وشاهد جيرانه ورفقاء الدراسة وأقربائه يقومون به ويمارسونه علي سبيل التفاخر بالشجاعة والرجولة وعدم الخوف من الموت والاعتقاد بأن لهم القدرة علي تدارك الاخطاء وتفادي الضرر للآخرين وإذا كان يمارس " التقحيص " مئة مرة واخطأ مرة فهذا باعتقاده سوء حظ وخسارة غير محسوبة.
 
 وأكدت أن أغلب المراهقين لا يقدرون قيمة المال ولا الجهد ولا الوقت ولا العلم وكذلك لا يقدرون معني الموت وخسران الحياة ولأن المراهق من السهل التغرير به لسطحية أفكاره وعدم نضجه وتضارب انفعالاته فتراه يتورط بكثير من السلوكيات السلبية والخاطئة معتقدا أنه تبني الفكر الصحيح لأن نصائح أهله قديمه وبالية.
 
وقالت " لذلك نرى المراهق يدخن أو يدمن أو يسرق أو يمارس التقحيص للتعبير عن شجاعته بمواجهة الموت وفحولته بالتحكم بمقود السيارة ويديره كيفما يشاء دون الشعور بالمسؤولية تجاه أرواح الآخرين  طالما هناك من يصفق له في كل مره ينجح بها".

أحمد المصري
الاربعاء 12 يونيو 2013