نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


الدولة تتسول مُرشحاً!






الآن.. والآن فقط.. تدرك الدولة أنها أخطأت خطأ العُمر، عندما دفعت بالفريق أحمد شفيق خارج سباق الرئاسة.. كان الرجل منذ البداية قادراً على إدارة معركة انتخابية محترمة، وكان قادراً على أن يحصد عدداً مُعتبراً من الأصوات، ولم يكن فى الوقت نفسه سيهدد فرصة الرئيس فى الفوز، فى شىء!.



 ولا تقولوا من فضلكم إن الرجل فكر مع نفسه، بهدوء، وإنه هو الذى ابتعد، أو إنه هو الذى فضّل أن يكون خارج السباق.. لا تقولوا هذا أبداً.. لا تقولوه لأن أحداً لا يصدقه، ولأن القول به ينطوى على إهانة لعقل كل مصرى، ويحمل استهانة بكل مواطن يراقب الحال من بعيد، ويفهم تماماً ماذا يجرى، حتى وإن التزم الصمت ولم يتكلم!
وحين خرج شفيق ببيان يقول فيه إنه قرر عدم الترشح، للأسباب كذا، وكيت، بدت أسبابه غير مقنعة بالمرة، وكتبتُ هذا المعنى هنا، وقلت ما معناه إنى أحترم الرجل، وأحمل له تقديراً هو يعرفه، ولكنى فى الوقت ذاته لست مقتنعاً بأسبابه فى عدم الترشح.. ولو كان قد قال إنه يبتعد ويحتفظ بالأسباب لنفسه لكان أفضل جداً، ولكان ذلك أدعى إلى اللياقة، ثم إلى احترام عقول المصريين!.
كانت الانتخابات ستنطلق بالرئيس، مرشحاً لفترة ثانية، ومع شفيق مرشحاً منافساً، يليق بالرئيس، ويليق بمصر، ويليق ببلد عرف الانتخابات ومجالس الشورى منذ قرن من الزمان ونصف القرن!.
وكان الرئيس سيفوز.. ولم يكن شفيق سيهدد فوزه فى شىء!.
ولكن المشكلة أن فى الدولة مَنْ لا يزال يريد فوزاً بنسبة تصل إلى ٩٩٪‏، دون أن يفهم أن هذه نسبة فات زمانها، ولم تعد ممكنة، ولا مقبولة، ولا حتى مُستساغة!.
وليس سراً أن فوز الرئيس.. أو أى مرشح آخر فى المستقبل.. بنسبة كهذه، أو بنسبة قريبة منها، سوف يظل مسألة مضحكة، وسوف يكون باباً من أبواب التندر وإطلاق النكات بين الناس!.
ولابد أن الفريق شفيق يتابع المشهد الانتخابى.. الآن.. وهو يضحك ملء فمه.. يتابعه ولسان حاله يقول إن دولة بوزن مصر، وبتاريخها، كانت ولا تزال، فى غنى عن كل هذا العك!.
والحقيقة أنى أستغرب جداً كلاماً يقال عن أنه لا عيب فى أن تكون الانتخابات بلا منافس له وزن، أمام الرئيس، وأنه لا عيب فى أن يكون الأمر استفتاء عليه فى غيبة أى منافسين من ذوى الأوزان!.
أستغرب هذا للغاية، وأراه قبولاً بمنطق مبارك فى عدم تعيين نائب طوال ثلاثين عاماً فى الحكم، لأنه لم يكن يجد- على حد تعبيره ذات مرة- رجلاً يصلح لأن يكون نائباً!.
وهو منطق يعنى، فى حالة مبارك، وفى حالتنا هذه الأيام، أن البلد قد خلا من الرجال!.. هذا معناه بكل بساطة، وبكل وضوح.. ولا يمكن لمصرى أن يقبل بهذا المعنى، ولا يمكن الإقرار به بأى حال!
فماذا كانت النتيجة لهذا المستوى البائس من الأداء كله على بعضه؟!.. النتيجة أن الدولة تتسول مرشحاً ينافس لوجه الله!.
والأكيد أن مصر أكبر من هذا العبث!.
--------------
المصري اليوم

سليمان جودة
الثلاثاء 30 يناير 2018