نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


الرياض تعطل لعبة «الثلاث ورقات» الإيرانية




شهدت المفاوضات الممددة في لوزان السويسرية خلال الأيام الماضية المزيد من شد الحبال بين إيران والقوى الدولية الست بزعامة الولايات المتحدة، ليس فقط بسبب محاولة طهران الحصول على مكاسب إضافية على خلفية إدراك مفاوضيها مدى حاجة باراك أوباما إلى اتفاق ينزع من يد الكونغرس فرصة فرض عقوبات إضافية تقوض مسار التفاوض بأكمله، بل أيضاً لرغبتها في تبديد الصورة التي رسمها لها التدخل السعودي – العربي في اليمن وأظهرها عاجزة عن المواجهة وحماية حلفائها.


فالتشدد الإيراني «المفاجئ» الذي أربك تفاؤل الأميركيين المعلن، ومنع التوصل إلى اتفاق أولي مكتوب يمهد الطريق أمام صفقة شاملة في نهاية حزيران (يونيو)، ودفع المفاوضين إلى الاكتفاء بالإشارة إلى «تقدم» في بعض النقاط، نجم أساساً عن رغبة طهران في امتصاص ارتدادات التغيير الكبير الحاصل في ما تعتبره «الفناء الخلفي» العربي لنفوذها، بعدما باتت بحاجة إلى وقت لالتقاط أنفاسها وإعادة ترتيب الأولويات والملفات
لكن كيف قلبت عملية «عاصفة الحزم» الحسابات الإيرانية في الملف النووي؟
حرصت طهران منذ بدء المفاوضات مع مجموعة 5+1 على الاستفادة القصوى من الاسترخاء الذي ولدته فكرة التفاوض في الغرب، واقتناع دوله بإمكان لجم قدراتها النووية من دون اللجوء إلى حلول عسكرية مكلفة، ما عنى غض الطرف عن كل ما يحصل خارج هذا الملف، وشمل ذلك على نحو رئيسي الاندفاعات الإيرانية الإقليمية. ولأن إدارة أوباما التي تقود المفاوضات كانت الأكثر حرصاً على نجاحها، لأسباب تتعلق بالداخل الأميركي وبتأكيد عقيدة الرئيس في لا جدوى التدخلات العسكرية الخارجية، فإنها كانت الأكثر عرضة للابتزاز الذي جعل واشنطن تقف متفرجة على انخراط إيران المتصاعد في العراق وسورية ولبنان، وأخيراً اليمن.
نجحت إيران في الربط بين ملفات (أوراق) ثلاثة هي القدرات النووية والعلاقات مع الغرب والنفوذ الإقليمي، وجيّرت هذا الربط لمصلحتها تماماً، عندما باشرت عملية تفاوضية مضنية وتفصيلية في الملفين الأولين، وقدمتهما على أنهما «الجزرة» الموعودة التي يمني الغرب نفسه بالحصول عليها ويركز جهده على اللحاق بها، في وقت انطلقت هي لتوسيع دورها وترسيخ نقاط ارتكازها في المنطقة، بهدف خلق أمر واقع يصعب تغييره لاحقاً، ويمكن شرعنته في إطار مبادلة شاملة مع الأميركيين وحلفائهم. ثم كانت في كل جولة مفاوضات جديدة تستخدم الملفات الإقليمية الملتهبة للضغط أكثر على المفاوضين الغربيين.
لكن تبين عملياً أن للورقة الإقليمية وجهين، وأن «الفراغ» الأميركي الذي أتاح لطهران التحرك بملء حريتها في الحيز الجغرافي المجاور، بل والبعيد، يتيح لغيرها أيضاً حرية التحرك نفسها. وهذا ما أدركته السعودية التي رأت أن تجاوز إيران الخطوط الحمر وتهديدها الأمن الخليجي خصوصاً والعربي عموماً، بدفعها «الحوثيين» إلى انقلاب عسكري متدرج على مبادرة الحل الخليجية في اليمن، يمكن تداركه باللجوء إلى مبدأ القوة نفسه، ومعالجة الخلل في التوازن الإقليمي بأدوات إقليمية، طالما أن القوى الدولية لم ولن تتحرك لدرئه.
الأكثر أهمية أن التدخل السعودي – العربي في اليمن فضح لعبة «الثلاث ورقات» الإيرانية، عندما كشف مأزق طهران: فهي من جهة لا ترغب فعلياً في التوصل إلى اتفاق يلجم قدراتها النووية، لكنها تواصل ملهاة التفاوض للحيلولة دون تشديد العقوبات، وبأمل تخفيفها، ومن جهة ثانية لم تعد تستطيع استغلال الهامش الذي تتيحه المفاوضات في مناورات إقليمية، وبالتالي لم يعد للتفاوض في لوزان الجدوى نفسها.
------------
الحياة
 
الأحرف المتبقية: 1000

حسان حيدر
الخميس 2 أبريل 2015