تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


السوريون يتندرون على المرشحين والتوقيت ومهزلة انتخابات مجلس الشعب




دمشق - جوني عبو - " هزلت ، مسخرة ، " هذه هي اكثر الكلمات التي يستخدمها السوريون المعارضون أو الوسطيون منهم بل وأحيانا بعضا من جمهور الموالاة إذا ما تقدمت اليهم وسألتهم رأيهمفي المرشحين لانتخابات مجلس الشعب بينما قلة من الموالاة تعتبر العملية المرتقب حصولها في 7 أيار/ مايو هي " مقبولة أو جيدة " في ظل الظروف الراهنة .


السوريون يتندرون على المرشحين والتوقيت ومهزلة انتخابات مجلس الشعب
ووسط غياب كثيف في الإقبال على الترشح للدور التشريعي الأول للعام الجاري 2012 الذي لم يتجاوزحجم الإقبال فيه على أكثر من سبعة آلاف مرشحا ومرشحة يصل منهم إلى مقاعد مجلس الشعب 250 ممثلا عن مختلف فئات الشعب السوري الذي يقترب تعداده العام من  25 مليون نسمة
 
وتقول السلطات ان " الجديد في انتخاب أعضاء مجلس الشعب للدورة الحالية هي مشاركة الأحزاب السياسية المرخصة قانونا بطريقة جماعية أو إفرادية " وسمحت السلطات بالترخيص لتسعة أحزاب تؤكد المعارضة انها من " ملحقات السلطات بنسبة كبيرة " .
 
يقول احمد الزهيري الذي يعمل في أحد المحال التجارية مقابل البرلمان السوري وسط العاصمة " لن أشارك في التصويت ، لا أثق بأن صوتي له تأثير ، النتائج كما في السابق معروفة سلفا هذه مهزلة وليست عملية انتخابية برغم أننا في عصر متقدم إلا أن السلطات السورية تبدو كمن يعيش في واد منعزل إلى حد كبير "
 
أما معد ديب وهو موظف قطاع عام كما يقول " لست معارضا لكنني احسب على الموالاة ولا أريد تغييب عقلي ، المرشحون لا يمثلونني.. انظر الصور من حولنا هؤلاء مهرجين ... يعتمدون في صورهم على الأساليب التروجية التي تخلو من اي برنامج انتخابي يهمني كمواطن سوري ، نعم انا مع الإصلاحإلي أقصى حد المواطنة والوطنية هي المقياس بالنسبة لي وليس اي شيء آخر ... "
 
ويعلن المرشح جورج شاهين عن شعارا له " بخوف من الله وايمان ومحبة بسورية " أتقدم إلى مجلس الشعب قائلا  " اذا نجحت سأكون وسيطا حيويا بين الناس والسلطات التنفيذية لدي رؤية نقدية للأمور تخولني ان أسعي لتطوير الحياة العامة لأبناء بلدي ".
 
 ولا توحي شوارع المدن السورية وخاصة العاصمة ان هناك اهتماما واضحا من السكان بهذه العملية الانتخابية فحجم اللافتات والصور والإعلانات الطرقية متواضعة جدا سيما ان الأوضاع الاقتصادية المتدهورة نسبيا لا تشجع على إقبال المرشحين أو الناخبين على الانخراط في هذه العملية فضلا عن الانقسام السياسي والاجتماعي الحاصل في البلاد .
 
ويقول المرشح محمد قبنض لوكالة الأنباءالألمانية(د.ب.أ) ،وهو رجل أعمال متخصص في قطاع الإنتاج الفني  " أريدان أحارب الفساد والبطالة ، أوفر من خلال اشركاتي آلاف فرص العمل للسوريين ، اريد ان ادعم بلدي وقائدي الرئيس بشار الأسدورغم إنني من حلب الا إنني اقيم في دمشق منذ عشر سنوات ولذلك ترشحت عن دمشق .. سورية كلها بلدي أنا لا افرق بين مواطني أو اي من مدن وطني " على حد قوله .
 
ويستخدم عدد من المرشحين شعارات تتماهي مع المرحلة الحالية محاولين استمالة كتل اجتماعية تحسب على الانتفاضة مثل " حرية عدالة مساواة ديمقراطية شفافية محاربة الفساد والبروقراطية وكسر الاحتكار... " وهم يعرفون ان هناك صعوبة في تنفيذها واقعيا .
 
تقول هدى. م ، وهي سيدة تهتم بالشأن العام " البعض يريد الضحك على الناس من خلال استثمار الحراك العام ضد السلطات لذلك يضعون الى جانب صورهم مصطلحات مثل حرية وديمقراطية وتطوير .. هذه الشعارات والمصطلحات اكبر منهم في بلد مثل سورية ، ستبقى خبرا على لوحاتهم الإعلانيةفقط ... كيف يمكن ذلك والسلطات تسير في خياراها الأمني والعسكري الذي أعلنته .
 
ويستخدم البعض شعارات " الحرية مبدئي، معنا الحرية لها معنى " و  " ثقتكم بنا غالية ومطالبكم محقة " وعدد من المرشحين الشباب يعلن " صوت الشباب المتحمس ، صوت الطلبة والشباب ،صوت الشباب الواعد " .
 
ووضعت احد السيدات المرشحات شعارا لها " المرأة العصرية في الزمن الصعب " وأطلقت أخرى شعار " عين على الفساد في زمن الإصلاح " وهي موظفة حكومية .وتنوعت طروحات المرشحين وتباينت بحسب خلفية المرشح العلمية ومؤهلاته، ووضع بعض مرشحي قطاع العمال والفلاحين شعاره الانتخابي "صوت الحق: إيد بإيد مع العمال والفلاحين الكادحين " وكتب آخر " صوت العدالة والتنمية " فيما يستخدم البعض شعارات قريبة جدا من السلطات " الوطن أمانتنا ومعاً للإصلاح وبناء سورية المتجددة" فيما أنشأ مجموعة من الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صفحة بعنوان مهازل مرشحي مجلس الشعب ، مخصصة لانتقاد وفضح أي مخالفة للقانون يقوم بها المرشحون " .
 
ورغم ان القوانين تعاقب  المرشحين اللذين لا يلتزمون بنشر صورهم وبياناتهم في أماكن مخصصة لذلك إلا أن حجم الالتزام يبدو ضحلا جدا ويتضح أن " المشهد مليء بالفوضى والعشوائية المتخلقة " وفق صف العديد من السوريين .
 
وترفض قوى المعارضة الرئيسة في الداخل "المشاركة بانتخابات مجلس الشعب في ظل العنف والقمع المتواصل‫ من قبل السلطة " وفق ما أعلنت .
 
‎ويؤكد المنسق العام للهيئة الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المحامي حسن عبد العظيم لوكالة الأنباءالألمانية" ان الهيئة قطعاً لن تشارك في الانتخابات .. فنحن منذ بداية شهر نيسان/إبريل 2011 لم نقبل بأي حوار أو لقاء أو مشاركة في ظل العنف والقمع المتواصل قلنا للسلطات أوقفوا العنف والقتل، اسحبوا الجيش والآليات، أطلقوا سراح المعتقلين، اعترفوا بالأزمة وبمطالب شعب يريد الحرية والديمقراطية والكرامة ..وعند ذلك نضع الحلول السياسية بدلاً من الحلول الأمنية ، لكنهم لم يستمعوا إلينا ".
 
من جهته، يرى رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين  "نحن ضد هذه الانتخابات وسنقاطعها" .ويضيف المعارض السياسي حسين في تصريحه للـ( د .ب أ  ) أن إجراءها يعطي مؤشرا خطيرا ، وأن السلطة لا تتجه نحو حلول توافقية مع المعارضة هذا الإجراء المنفرد من السلطة يعني بوضوح عرقلة جميع المبادرات السياسية المطروحة والتي أعلنت ترحيبها بها، وآخرها مهمة  كوفي أنان ويجب التذكير ان لدينا على الأرضعشرات المراقبين الدوليين مهمتهم  بالدرجة الأولى وقف إطلاق النار و الإشرافعلى باقي بنود مبادرة انان.إن البلاد تعيش حالة أمنية غاية في التعقيد لا تسمح بإجراء أي نوع من أنواع الانتخابات " .
 
وبعكس ذلك انخرطت بعض القوى السياسية في الانتخابات وهي التي " تقدم نفسها على انها معارضة " مثل فصيل من الحزب السوري الاجتماعي الذي يتزعمه علي حيدر وحزب الإرادةالشعبية الاشتراكي الذي يتزعمه قدري جميل مؤكدين على ان برنامجهم  يحمل " الخروج الآمن من الأزمة ورفض كل أشكال التدخل الخارجي ورفض العنف والعنف المضاد وصولاً الى المصالحة الوطنية وان المجلس منبر  للدفاع عن السيادة الوطنية وعن مصالح الشعب الاجتماعية والاقتصادية " وفق تعبيرهم .ويقول جميل الذي يوصف بأن له علاقات متينة مع السلطات المحلية " على الرغم من معارضتنا لقانون الانتخابات الذي ما زال بحاجة لتغيير جوهري لان الانتخابات هي بين صور وأسماء، لا بين برامج وسياسات ومع ذلك نشارك حتى يكون المجلس الجديد منبرا نستثمره لطرح أفكارنا وبرامجنا السياسية ... " ،ويدافع البعض عن المرشحين بالقول " ليس مطلوبا منهم ان يكونوا في هذه الأيام  مثل " فانوس علي بابا الواقع أصعب منهم والأزمةاكبر من الجميع "
 
وفي تعليق له على حالة مرشحي مجلس الشعب كتب رجل الأعمال فراس طلاس نجل وزير الدفاع السوري الأسبق قائلا " أثناء العاصفة ما يعج به الهواء هو القش والأكياس الفارغة ، لذلك ظهرت هذه التشكيلة من مرشحي مجلس الشعب مع محبتي واحترامي للبعض منهم" .
 
و ينتخب الأعضاء في المجلس كل 4 سنوات بشكل مباشر من الشعب في المحافظات السورية وهي المرة الأولى التي تحدث فيها هذه الانتخابات دون ان يكون " حزب البعث القائد في الدولة والمجتمع " وفق الدستور السابق ، الا ان كل الترجيحات تشير الى انه سيكون " الكتلة الأكبر في المجلس الجديد وسيعيد تشكيل الحكومة لأنه الأكبر عددا بين الأحزاب المتشكلة حديثا التي لا تملك قواعد شعبية وهو الأمرالذي سيعيد حزب البعث إلى الواجهة بطريقة " الحاكم بحكم الأمرالواقع " وفق ما هو متداول .

جوني عبو
الاربعاء 25 أبريل 2012