
النجمتان تحية كاريوكا وسعاد حسني
وتضم المسابقة الرسمية للافلام الوثائقية 15 شريطا تراوحت بين الكلاسيكي والمجدد. وعرض امس شريطان وثائقيان اولهما ضمن المسابقة "كاريوكا" لنبيهة لطفي والثاني للبناني محمد سويد وقدم في تظاهرة "عروض من سينما العالم".
ويجمع بين العملين التفاتهما الى الماضي ومحاولتهما التذكر كما الكثير من الاعمال العربية التي يقدمها المهرجان هذا العام وجاء معظمها استعاديا يلح على الذاكرة في مواجهة حاضر متحول بسرعات قياسية.
هذه كانت حالة فيلم "كاريوكا" للمخرجة اللبنانية المصرية نبيهة لطفي. وقد قدم امس ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان بعد ان انطلق انتاجه في 2007. وقد واجهت مخرجة الفيلم صعوبات جمة على الصعيد الانتاجي قبل ان تتمه مباشرة قبل انطلاق المهرجان.
وجاء هذا الفيلم المنتظر حول ايقونة مصرية غير عادية، عاديا في طرحه وتناوله لتلك القديسة الراقصة التي طبعت بشخصيتها ونضالها وفنها ومواقفها الجريئة تاريخ مصر الفني والسياسي والاجتماعي على مدى ثمانين عاما تزوجت خلالها 13 مرة واثارت اهتماما دفع مفكرا مثل ادوار سعيد ليكتب عنها مقالة يستشهد بها الى اليوم.
ويتضمن الشريط شهادات لكتاب وفنانين عايشوا تلك الفنانة التي حظيت بشهرة واسعة وغدت سيدة مصر الاولى في الرقص الشرقي بين جيل الرائدات قبل ان تنتهي منسية فقيرة مثل الكثيرين من فناني وكتاب مصر.
وينطوي الشريط كذلك على شهادات لاصدقاء ومقربين من كاريوكا خاصة اولئك الذي عايشوها في نهاية حياتها مثل ابنة اختها رجاء الجداوي التي اعتمد الفيلم بعضا من ارشيفها عن بدوية محمد كريم ابنة مدينة الاسماعيلية التي صار اسمها تحية بعد ان تعلمت الفن في مدرسة اللبنانية بديعة مصابني.
اما كاريوكا حسبما يروي الفيلم معززا بالصورة فهي لقب اطلقه عليها معجبوها حين برعت في تأدية رقصة الكاريوكا البرازيلية التي راح جمهورها يطلب تكرارها مرات ومرات لتصير لقبا ملازما لتحية.
وقالت نبيهة لطفي "اقتربت من تحية كاريوكا فعليا ايام الاعتصام في نقابة الفنانين في مصر. اما خلال فترة التصوير والمقابلات التي اجريتها فلم اجد احدا تكلم عنها بسوء".
وتروي في الفيلم ان محبتها لكاريوكا بدأت وهي طفلة في الثامنة حين شاهدتها لاول مرة على الشاشة الفضية في مدينة صيدا اللبنانية.
وقتها ادت كاريوكا دور "نادوجا"(1944) بعد دور في مسرحية "لعبة الست" مع نجيب الريحاني. وقد جلب لها دورها الكثير من الشهرة لتنتقل بعدها الى السينما التي زادت في شهرتها وتدفع متابعيها ليطلقوا عليها لقب "مارلين مونرو العرب".وقالت المخرجة بمناسبة عرض فيلمها للمرة الاولى "من زمان كنت اريد صنع فيلم عن كاريوكا التي احببتها منذ رايتها اول مرة على الشاشة ولكني اكتشفت اني لست الوحيدة التي اعشق كاريوكا".
ومن العبارات التي تستدعي الانتباه والتي ينقلها الشريط قولها بخصوص زوجها الاخير فايز حلاوة "عشت عشرين سنة مع رجل اكتشفت اني لم احبه". وهو الزوج الذي انفصلت عنه رغم سنها المتقدمة وامتلكت شجاعة البدء من جديد. اما شريط "ما هتفت لغيرها" للبناني محمد سويد فهو محاولة استعادية اخرى اكثر فنية في المقاربة واكثر بناء في المفهوم.
ويعود هذا الشريط الذي قدم ضمن تظاهرة "عروض السينما العالمية" وسبق عرضه في مهرجانين "ايام بيروت السينمائية" و"نما في بيروت" تجربة الحركة الطلابية الفتحاوية في بيروت ولبنان بين الامس واليوم مقارنة بتجارب الشعوب الاخرى وبالتجاوب او التناقض مع مدينتي هانوي ودبي.
وياتي هذا العمل بعد ثلاثية المخرج الاوتوبيوغرافية ليعود دائما الى الماضي في وقت لا يريد فيه احد ان يتذكر وفي زمن معولم لم تعد فيه "مسألة الاستفادة من تجارب الشعوب" قائمة او مطروحة.
وكانت هذه المقولة في الماضي وخاصة في فترة السبعينات قادت عددا من الحزبيين الى هانوي للتعلم من خبرات الآخرين تجارب يمكن تطبيقها على الثورة الفلسطينية. ويلتقي المخرج عددا من هؤلاء الاشخاص ويسترجع معهم معالم افكار وتطلعات ذلك الماضي القريب القائم بجانب حاضر متناقض التوجهات. و تتعدد خطوط القص في الشريط اذ بجانب الشهادات التي لا يغيب عنها الصوت الاوتوبيوغرافي للمخرج الذي يروي سيرته ضمن عديد السير.
اما الكاميرا فتتنقل بين هانوي حيث تتبع خطى ابن "ابو حسن هانوي" الثوري الذي كتب بعض الملاحظات عن ماضيه في تلك المفكرة الحمراء قبل ان يرحل ويتركها لابنه لكنها لم تكن لتكفي للتعرف على ذلك الماضي.
بين احلام وتطلعات الاب وبحث الابن تجوب الكاميرا الامكنة لكن هانوي لم تعد هانوي بينما النقاش قائم لا زال على الساحة اللبنانية حول المثال الذي يجب احتذاؤه "هانوي ام هونغ كونغ".
وتدخل مدينة دبي على خط النقاش في الفيلم بوضفها مثالا ناجزا آمنا وموئلا للشباب الذي لم يعد يبحث الا عن هذا الرخاء الذي يعوضه عن سعادة البحث والتفكير لكنها تبدو مثالا مقحما على سيرورة الفيلم.
ومثلما لم يبق شيء في مذكرة الوالد الحمراء من تجربته الثورية التي لم يرثها احد ولا حتى الابن الذي قصد الى فيتنام للتعرف على ذلك الماضي... هناك ايضا لا احد يريد ان يتذكر.
ويجمع بين العملين التفاتهما الى الماضي ومحاولتهما التذكر كما الكثير من الاعمال العربية التي يقدمها المهرجان هذا العام وجاء معظمها استعاديا يلح على الذاكرة في مواجهة حاضر متحول بسرعات قياسية.
هذه كانت حالة فيلم "كاريوكا" للمخرجة اللبنانية المصرية نبيهة لطفي. وقد قدم امس ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان بعد ان انطلق انتاجه في 2007. وقد واجهت مخرجة الفيلم صعوبات جمة على الصعيد الانتاجي قبل ان تتمه مباشرة قبل انطلاق المهرجان.
وجاء هذا الفيلم المنتظر حول ايقونة مصرية غير عادية، عاديا في طرحه وتناوله لتلك القديسة الراقصة التي طبعت بشخصيتها ونضالها وفنها ومواقفها الجريئة تاريخ مصر الفني والسياسي والاجتماعي على مدى ثمانين عاما تزوجت خلالها 13 مرة واثارت اهتماما دفع مفكرا مثل ادوار سعيد ليكتب عنها مقالة يستشهد بها الى اليوم.
ويتضمن الشريط شهادات لكتاب وفنانين عايشوا تلك الفنانة التي حظيت بشهرة واسعة وغدت سيدة مصر الاولى في الرقص الشرقي بين جيل الرائدات قبل ان تنتهي منسية فقيرة مثل الكثيرين من فناني وكتاب مصر.
وينطوي الشريط كذلك على شهادات لاصدقاء ومقربين من كاريوكا خاصة اولئك الذي عايشوها في نهاية حياتها مثل ابنة اختها رجاء الجداوي التي اعتمد الفيلم بعضا من ارشيفها عن بدوية محمد كريم ابنة مدينة الاسماعيلية التي صار اسمها تحية بعد ان تعلمت الفن في مدرسة اللبنانية بديعة مصابني.
اما كاريوكا حسبما يروي الفيلم معززا بالصورة فهي لقب اطلقه عليها معجبوها حين برعت في تأدية رقصة الكاريوكا البرازيلية التي راح جمهورها يطلب تكرارها مرات ومرات لتصير لقبا ملازما لتحية.
وقالت نبيهة لطفي "اقتربت من تحية كاريوكا فعليا ايام الاعتصام في نقابة الفنانين في مصر. اما خلال فترة التصوير والمقابلات التي اجريتها فلم اجد احدا تكلم عنها بسوء".
وتروي في الفيلم ان محبتها لكاريوكا بدأت وهي طفلة في الثامنة حين شاهدتها لاول مرة على الشاشة الفضية في مدينة صيدا اللبنانية.
وقتها ادت كاريوكا دور "نادوجا"(1944) بعد دور في مسرحية "لعبة الست" مع نجيب الريحاني. وقد جلب لها دورها الكثير من الشهرة لتنتقل بعدها الى السينما التي زادت في شهرتها وتدفع متابعيها ليطلقوا عليها لقب "مارلين مونرو العرب".وقالت المخرجة بمناسبة عرض فيلمها للمرة الاولى "من زمان كنت اريد صنع فيلم عن كاريوكا التي احببتها منذ رايتها اول مرة على الشاشة ولكني اكتشفت اني لست الوحيدة التي اعشق كاريوكا".
ومن العبارات التي تستدعي الانتباه والتي ينقلها الشريط قولها بخصوص زوجها الاخير فايز حلاوة "عشت عشرين سنة مع رجل اكتشفت اني لم احبه". وهو الزوج الذي انفصلت عنه رغم سنها المتقدمة وامتلكت شجاعة البدء من جديد. اما شريط "ما هتفت لغيرها" للبناني محمد سويد فهو محاولة استعادية اخرى اكثر فنية في المقاربة واكثر بناء في المفهوم.
ويعود هذا الشريط الذي قدم ضمن تظاهرة "عروض السينما العالمية" وسبق عرضه في مهرجانين "ايام بيروت السينمائية" و"نما في بيروت" تجربة الحركة الطلابية الفتحاوية في بيروت ولبنان بين الامس واليوم مقارنة بتجارب الشعوب الاخرى وبالتجاوب او التناقض مع مدينتي هانوي ودبي.
وياتي هذا العمل بعد ثلاثية المخرج الاوتوبيوغرافية ليعود دائما الى الماضي في وقت لا يريد فيه احد ان يتذكر وفي زمن معولم لم تعد فيه "مسألة الاستفادة من تجارب الشعوب" قائمة او مطروحة.
وكانت هذه المقولة في الماضي وخاصة في فترة السبعينات قادت عددا من الحزبيين الى هانوي للتعلم من خبرات الآخرين تجارب يمكن تطبيقها على الثورة الفلسطينية. ويلتقي المخرج عددا من هؤلاء الاشخاص ويسترجع معهم معالم افكار وتطلعات ذلك الماضي القريب القائم بجانب حاضر متناقض التوجهات. و تتعدد خطوط القص في الشريط اذ بجانب الشهادات التي لا يغيب عنها الصوت الاوتوبيوغرافي للمخرج الذي يروي سيرته ضمن عديد السير.
اما الكاميرا فتتنقل بين هانوي حيث تتبع خطى ابن "ابو حسن هانوي" الثوري الذي كتب بعض الملاحظات عن ماضيه في تلك المفكرة الحمراء قبل ان يرحل ويتركها لابنه لكنها لم تكن لتكفي للتعرف على ذلك الماضي.
بين احلام وتطلعات الاب وبحث الابن تجوب الكاميرا الامكنة لكن هانوي لم تعد هانوي بينما النقاش قائم لا زال على الساحة اللبنانية حول المثال الذي يجب احتذاؤه "هانوي ام هونغ كونغ".
وتدخل مدينة دبي على خط النقاش في الفيلم بوضفها مثالا ناجزا آمنا وموئلا للشباب الذي لم يعد يبحث الا عن هذا الرخاء الذي يعوضه عن سعادة البحث والتفكير لكنها تبدو مثالا مقحما على سيرورة الفيلم.
ومثلما لم يبق شيء في مذكرة الوالد الحمراء من تجربته الثورية التي لم يرثها احد ولا حتى الابن الذي قصد الى فيتنام للتعرف على ذلك الماضي... هناك ايضا لا احد يريد ان يتذكر.