
يبدو أن شهر أكتوبر يسري مهيبا في ردهات قلب المحامي أحمد الأينوبلي هذه الأيام، محركا حوله وخلفه جمع من الأحداث والناس، فيوم 21 أكتوبر 2009 كان تاريخ ذكرى عيد ميلاده الواحد والخمسين.
أكتوبر الحافل بالأحداث العربية ورموزها صادف أن يشهد على ولادة الأينوبلي للمرة الثانية ليلحقه بقائمة طويلة كان لها مع أكتوبر حكاية حين أدخله التاريخ السياسي من بابه الكبير مرشحا للرئاسة في تونس.
بدأ مرشح الرئاسية أحمد الأينوبلي حياته السياسية مناضلا في الحركة الطلابية ضمن التيار القومي، ثم التحق سنة 1992 بالحزب الديمقراطي الوحدوي واضطلع بعدة مسؤوليات داخل الحزب إلى أن تم انتخابه سنة 2006 أمينا عاما.
في مكتبه بمقر حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي إستقبلنا مرشح الرئاسية، رجل عفوي وهادىء صارم نوعا ما، يتمتع بكاريزما عالية وثقة في النفس تفسر الهدوء الغريب الذي يسكنه به فضلا عن الحنكة السياسية.
* هل لنا بتفسير لما تعنيه "المعارضة الموالية" وهي الصفة التي أطلقت على حزبكم؟
- فعلا منذ سنوات قليلة انتشر أو أشيع توصيف داخل تونس يصنف الأحزاب السياسية، بما يسمونه بالمعارضة الجدية وبمعارضة الموالاة. هذا التصنيف في حقيقة الأمر لم يصدر من المراقبين السياسيين ولا من قبل الإعلام ولا من الدارسين السياسيين، بل جاء من بعض القوى السياسية التي وصفت حالها بالمعارضة الجادة وصنفتنا بالموالاة.
* وما معيارها في ذلك التصنيف ؟
- معيارها دخولنا للبرلمان وحصولنا على التمويل العمومي، إرتكزوا على هذا العنصر لوصفنا بالموالين لأنهم لم يحصلوا على مقاعد في البرلمان، باختصار أرادوا تحميلنا أخطائهم السياسة في الساحة.
ثم من نصّب هذه الأحزاب والقوى السياسية لتصنفنا بالموالين، هذا توصيف غير أخلاقي سياسيا، وهو مهمة الشعب وحده ومهمة المختصين السياسيين.
* كثيرا ما رددتم في مداخلاتكم أن برنامجكم الإنتخابي واقعي نأى بنفسه عن الشعاراتية والمزايدات المجانية لكنه كان عميقا شخص المشكلات وطرح البدائل الملموسة والممكنة، لمن هذه الإشارت العميقة ؟
- هذا ردنا أيضا لما سبق، في رأيينا أن أكبر معيار يصنف به أي حزب سياسي لدى الدارسين هو البرنامج السياسي العام أو الإنتخابي، وأنا أدعو هذه القوى والأحزاب أن تتّطلع على برنامجنا الإنتخابي الذي طرحنا فيه بديلنا المجتمعي ويتناقض في جوانب كثيرة منه مع جوانب السلطة والحكومة أهمها الجانب التنموي والاقتصادي.
نحن إنتهجنا نهجا مخالفا أي إعتبرنا طرحنا ضرورة توخي خيار تنموي يعتمد على أن تكون الدولة الفاعل الرئيس في النشاط الإقتصادي والضامن للتكافؤ بين الجهات والفئات من خلال التوزيع العادل للثروة وللجهد الوطني وتفرض المحافظة على السلم الاجتماعية. ونحن نعارض التفويت في مؤسسات القطاع العام وخاصة تلك التي تنشط في مجال القطاعات الاستراتيجية للمجموعة الوطنية والخدمية للمواطن مثل الطاقة والماء والغذاء والصحة والتعليم.
نحن لسنا بالمعارضة البكائية، ولا نستعطف الشعب لأن الشعب في حاجة إلى رجال أقوياء ليس "لبكائين شكائين"، نحن معارضة تطرح بدائل ممكن تحويلها إلى واقع ملموس لو نفذت، لسنا معارضة تهرب إلى الأمام بالمزايدات ولسنا جمعية حقوقية ولسنا من الذين يهربون بالصراخ العالي إلى الأمام ويتركون المجتمع والشعب في الخلف.
نحن الذين طالبنا في برنامجنا الدولة الفرنسية بالإعتذار الرسمي لشعب تونس عن عقود الاستعمار والهيمنة البغيضة وتعويضه عن الأضرار التي ألحقتها سياسيتها بمجمل النسيج الوطني ماديا ومعنويا. وفي الوقت الذي نطالب نحن بذلك غيرنا لا يعرف من تونس وأرضها سوى المرسى والمطار وباريس.
فمن يصفنا بالموالاة وقربنا من السلطة ولديه شجاعة "المعارضة الجديدة" فاليطالب فرنسا بالإعتذار، كما عليهم أن يتجاوزوا معنا إن كانت لهم جرأة إلى خط الممانعة وإعلانهم المساندة المطلقة للمقاومة في فلسطين والعراق والتصدي لمحاولات التطبيع مع دولة الكيان الصهوني ومساعدة الحركة الوطنية الفلسطينية على التوحد حول هدف التحرر والعودة .
* في شق آخر هناك من يرى في حزبكم الجدية ماذا تقولون لهؤلاء؟
- نحن نعمل على توسيع الحريات العامة وحقوق الانسان وترسيخ قيم الحرية والمواطنة وتثبيت قيم الجمهورية وأركان مؤسساتها، ومن يرى في برنامجنا الجدّية والصدق فلينحاز إلى خياراتنا وندعوه إلى أن يتمسك معنا بالثوابت الوطنية، وندعو النخب التى تؤمن بعملنا أن تقوم بدورها كاملا في النهوض باستحقاقات شعبها.
وأن تساهم بجدية وفاعلية في أن ترتقي بالوطن على كامل المسارات السياسية والاقتصادية والإجتماعية والثقافية خاصة لإعتقادنا الراسخ بأن نخب الشعب، أي شعب كان هي طلائع تستكشف للشعب طرق الحياة الفضلى.
* كيف تقرأون حظوظكم في انتخابات بعد الغد 25 أكتوبر 2009 ؟
- لا أستطيع التكهن، ولكن متأكدون من أننا قمنا بحملتنا الإنتخابية بهمة عالية ومسؤولية، كما أن برنامجنا إتسم بالجدية والواقعية من وجهة نظرنا طبعا، وهذا يجعلنا نتطلع للأفضل ونأمل أن ينحاز الناخب إلى جانبنا بما يحقق بعض المكاسب السياسية وإن تحققت سيساعدنا ذلك على القيام بدورنا في المستقبل.
* هل تعرضتم لبعض الصعوبات أو المضايقات ؟
- نحن لم نترك المجال لأي جهة بأن تتذرع بأي سبب كي تعطل مسيرتنا إحترمنا القانون ونفذناه كما جاء في مجلة الإنتخابات، فضلا عن قيامنا بدورة تكوينية في هذا المجال لإجتناب كل ما من شأنه أن يخل بالقانون السائد أو المعمول به، نحن إحترمنا القانون فاحترمنا غيرنا.
* حظوظكم في التشريعية وافرة للحصول على مقاعد في البرلمان مقابل الأحزاب الأخرى، ولدى شخصكم حظوة أيضا لدى البعض قد تحصلون على مجموعة محترمة من الأصوات في الرئاسية هل نراكم يوما في خطة سياسية مرموقة ؟
- ابتسامة هادئة...
أكتوبر الحافل بالأحداث العربية ورموزها صادف أن يشهد على ولادة الأينوبلي للمرة الثانية ليلحقه بقائمة طويلة كان لها مع أكتوبر حكاية حين أدخله التاريخ السياسي من بابه الكبير مرشحا للرئاسة في تونس.
بدأ مرشح الرئاسية أحمد الأينوبلي حياته السياسية مناضلا في الحركة الطلابية ضمن التيار القومي، ثم التحق سنة 1992 بالحزب الديمقراطي الوحدوي واضطلع بعدة مسؤوليات داخل الحزب إلى أن تم انتخابه سنة 2006 أمينا عاما.
في مكتبه بمقر حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي إستقبلنا مرشح الرئاسية، رجل عفوي وهادىء صارم نوعا ما، يتمتع بكاريزما عالية وثقة في النفس تفسر الهدوء الغريب الذي يسكنه به فضلا عن الحنكة السياسية.
* هل لنا بتفسير لما تعنيه "المعارضة الموالية" وهي الصفة التي أطلقت على حزبكم؟
- فعلا منذ سنوات قليلة انتشر أو أشيع توصيف داخل تونس يصنف الأحزاب السياسية، بما يسمونه بالمعارضة الجدية وبمعارضة الموالاة. هذا التصنيف في حقيقة الأمر لم يصدر من المراقبين السياسيين ولا من قبل الإعلام ولا من الدارسين السياسيين، بل جاء من بعض القوى السياسية التي وصفت حالها بالمعارضة الجادة وصنفتنا بالموالاة.
* وما معيارها في ذلك التصنيف ؟
- معيارها دخولنا للبرلمان وحصولنا على التمويل العمومي، إرتكزوا على هذا العنصر لوصفنا بالموالين لأنهم لم يحصلوا على مقاعد في البرلمان، باختصار أرادوا تحميلنا أخطائهم السياسة في الساحة.
ثم من نصّب هذه الأحزاب والقوى السياسية لتصنفنا بالموالين، هذا توصيف غير أخلاقي سياسيا، وهو مهمة الشعب وحده ومهمة المختصين السياسيين.
* كثيرا ما رددتم في مداخلاتكم أن برنامجكم الإنتخابي واقعي نأى بنفسه عن الشعاراتية والمزايدات المجانية لكنه كان عميقا شخص المشكلات وطرح البدائل الملموسة والممكنة، لمن هذه الإشارت العميقة ؟
- هذا ردنا أيضا لما سبق، في رأيينا أن أكبر معيار يصنف به أي حزب سياسي لدى الدارسين هو البرنامج السياسي العام أو الإنتخابي، وأنا أدعو هذه القوى والأحزاب أن تتّطلع على برنامجنا الإنتخابي الذي طرحنا فيه بديلنا المجتمعي ويتناقض في جوانب كثيرة منه مع جوانب السلطة والحكومة أهمها الجانب التنموي والاقتصادي.
نحن إنتهجنا نهجا مخالفا أي إعتبرنا طرحنا ضرورة توخي خيار تنموي يعتمد على أن تكون الدولة الفاعل الرئيس في النشاط الإقتصادي والضامن للتكافؤ بين الجهات والفئات من خلال التوزيع العادل للثروة وللجهد الوطني وتفرض المحافظة على السلم الاجتماعية. ونحن نعارض التفويت في مؤسسات القطاع العام وخاصة تلك التي تنشط في مجال القطاعات الاستراتيجية للمجموعة الوطنية والخدمية للمواطن مثل الطاقة والماء والغذاء والصحة والتعليم.
نحن لسنا بالمعارضة البكائية، ولا نستعطف الشعب لأن الشعب في حاجة إلى رجال أقوياء ليس "لبكائين شكائين"، نحن معارضة تطرح بدائل ممكن تحويلها إلى واقع ملموس لو نفذت، لسنا معارضة تهرب إلى الأمام بالمزايدات ولسنا جمعية حقوقية ولسنا من الذين يهربون بالصراخ العالي إلى الأمام ويتركون المجتمع والشعب في الخلف.
نحن الذين طالبنا في برنامجنا الدولة الفرنسية بالإعتذار الرسمي لشعب تونس عن عقود الاستعمار والهيمنة البغيضة وتعويضه عن الأضرار التي ألحقتها سياسيتها بمجمل النسيج الوطني ماديا ومعنويا. وفي الوقت الذي نطالب نحن بذلك غيرنا لا يعرف من تونس وأرضها سوى المرسى والمطار وباريس.
فمن يصفنا بالموالاة وقربنا من السلطة ولديه شجاعة "المعارضة الجديدة" فاليطالب فرنسا بالإعتذار، كما عليهم أن يتجاوزوا معنا إن كانت لهم جرأة إلى خط الممانعة وإعلانهم المساندة المطلقة للمقاومة في فلسطين والعراق والتصدي لمحاولات التطبيع مع دولة الكيان الصهوني ومساعدة الحركة الوطنية الفلسطينية على التوحد حول هدف التحرر والعودة .
* في شق آخر هناك من يرى في حزبكم الجدية ماذا تقولون لهؤلاء؟
- نحن نعمل على توسيع الحريات العامة وحقوق الانسان وترسيخ قيم الحرية والمواطنة وتثبيت قيم الجمهورية وأركان مؤسساتها، ومن يرى في برنامجنا الجدّية والصدق فلينحاز إلى خياراتنا وندعوه إلى أن يتمسك معنا بالثوابت الوطنية، وندعو النخب التى تؤمن بعملنا أن تقوم بدورها كاملا في النهوض باستحقاقات شعبها.
وأن تساهم بجدية وفاعلية في أن ترتقي بالوطن على كامل المسارات السياسية والاقتصادية والإجتماعية والثقافية خاصة لإعتقادنا الراسخ بأن نخب الشعب، أي شعب كان هي طلائع تستكشف للشعب طرق الحياة الفضلى.
* كيف تقرأون حظوظكم في انتخابات بعد الغد 25 أكتوبر 2009 ؟
- لا أستطيع التكهن، ولكن متأكدون من أننا قمنا بحملتنا الإنتخابية بهمة عالية ومسؤولية، كما أن برنامجنا إتسم بالجدية والواقعية من وجهة نظرنا طبعا، وهذا يجعلنا نتطلع للأفضل ونأمل أن ينحاز الناخب إلى جانبنا بما يحقق بعض المكاسب السياسية وإن تحققت سيساعدنا ذلك على القيام بدورنا في المستقبل.
* هل تعرضتم لبعض الصعوبات أو المضايقات ؟
- نحن لم نترك المجال لأي جهة بأن تتذرع بأي سبب كي تعطل مسيرتنا إحترمنا القانون ونفذناه كما جاء في مجلة الإنتخابات، فضلا عن قيامنا بدورة تكوينية في هذا المجال لإجتناب كل ما من شأنه أن يخل بالقانون السائد أو المعمول به، نحن إحترمنا القانون فاحترمنا غيرنا.
* حظوظكم في التشريعية وافرة للحصول على مقاعد في البرلمان مقابل الأحزاب الأخرى، ولدى شخصكم حظوة أيضا لدى البعض قد تحصلون على مجموعة محترمة من الأصوات في الرئاسية هل نراكم يوما في خطة سياسية مرموقة ؟
- ابتسامة هادئة...