نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


باسيل يُعاقب الأمم المتحدة






لا يبدو أن جبران باسيل، صُهر رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، تعلّم كثيراً من الدبلوماسية خلال السنوات التي أمضاها على رأس وزارة الخارجية اللبنانية.


  والحقيقة أننا في لبنان اعتدنا بعد الحرب على وزراء خارجية من الصنف غير الممتاز، لكن هؤلاء، ورغم عيوبهم، حافظوا في الحد الأدنى على العلاقات الخارجية للبنان، ولم يفتحوا أبواب حرائق جديدة علينا. كانت هذه الحرائق من اختصاص قوى وشخصيات أخرى خارج الوزارة. لكن كل ذلك تغير مع دخول باسيل وزيراً الى مبنى الخارجية اللبنانية. مواقفه الخارجة عن السياق في اجتماعات الجامعة العربية، فتحت على لبنان أبواب الانتقادات العربية. لم يكن دبلوماسياً، بل كان في الخارجية كما يحاول جاهداً أن يكون في البترون، سياسياً شعبوياً.

بيد أن باسيل يتصرف وكأن لبنان دولة كبرى لها أساطيل في الجو والبحر، واقتصادها ينمو باضطراد. بعد نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس، دعا إلى عقوبات على الولايات المتحدة، وهي خطوة ترددت الدولة العظمى روسيا في الإقدام عليها. ولولا أن العالم لم يضحك اثر هذه الدعوة، لكان الرد الأميركي مختلفاً (تردد أن هناك من طالب في واشنطن باجراءات عقابية). عند كل مشاركة في اجتماع عربي أو دولي، يصيبنا الخوف مما سيُقدم عليه وزير الخارجية، وأي ردود فعل ستلي تصريحاته. حتى في الاجتماعات المغلفة، لم يخل الواقع من إحراج، كمثل حادثة "وينا كارولين" في اجتماع مع وزير خارجية عربي، أو الايماءات الجنسية في اجتماع مع وزير خارجية أوروبي، أو تركه وزير خارجية أميركيا ريكس تيلرسون منتظراً لربع ساعة قبل وصول الرئيس اللبناني ووزير الخارجية للقائه.

اليوم، نقف أمام إجراءات لم نر مثيلاً لها منذ سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان نهاية تسعينات القرن الماضي. في تهديد أطلقه من افطار في  البترون، دائرته الانتخابية، أعلن وزير الخارجية اللبنانية إجراءات عقابية ضد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. لبنان البلد الواقف على شفير الهاوية المالية، سيُعاقب الأمم المتحدة، وهي المنظمة الدولية المُساهمة في إرساء الاستقرار على حدوده الجنوبية، والتي تُوفر خدمات أساسية تعجز عنها الدولة اللبنانية، لمئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين والسوريين. بكلام آخر، يريد الوافد الى السياسة اللبنانية من باب المُصاهرة، معاقبة مفوضية اللاجئين التي فازت بجائزتي نوبل للسلام عام 1954 و1981، لجهودها في حماية اللاجئين من الموت والجوع والمرض وتوفيرها التعليم لملايين المعوزين.

ألا يعرف رأس الدبلوماسية اللبنانية، الكلفة المعنوية المترتبة على أي اجراءات عقابية ضد مفوضية اللاجئين؟ إذا لم يكن على إطلاع، فعليه أن يعرف بأن لبنان بأسره سيُشيطن في الاعلام العالمي بعد الإعلان عن هذه الإجراءات. كيف سيطلب بعدها لبنان مساعدات من المجتمع الدولي لإنماء اقتصاده المترهل؟

يُحضّر وزير الخارجية اللبناني لاعلان ممثلة المفوضية في لبنان ميراي (ميمي) جيرار، شخصاً غير مرغوب فيه. لن يطردها، لكنه سيتجه الى عدم تجديد اقامتها وفريقها العامل معها. لماذا؟ لأن المفوضية أدت واجبها بأن نصحت بعض اللاجئين السوريين بعدم العودة الى سوريا نتيجة غياب أي ضمانات اقتصادية وانسانية. هل يضمن لبنان عدم تعرض هؤلاء اللاجئين الى التعذيب والخطف من هذا النظام؟ وهل يضمن لهم أيضاً توافر المسكن أو اعادة اعمار بيوتهم المدمرة؟ ليست المفوضية قادرة على توفير أدنى متطلبات الحياة لهؤلاء اللاجئين في سوريا، وبالتالي من واجبها مصارحتهم بعدم وجود ضمانات كافية للعودة.

في افطاره أمس، تحدث باسيل عن تحقيق في خصوص تخويف مفوضية اللاجئين النازحين الراغبين بالعودة طوعاً "ووثقنا المعلومات وهناك شهود". ثم أعلن أن "مفوضية اللاجئين تواجه ال​سياسة​ اللبنانية القائمة على رفض التوطين واندماج السوريين النازحين في لبنان ورغم تنبيهنا استمرت العملية، ولذلك أعلن عزمي اعتباراً من يوم غد على القيام بأول اجراء بحق المفوضية".

منذ الإعلان، بدأت الاتصالات الغربية تتوالى وتحذر. والأرجح أن باسيل الطامح إلى تحقيق حيثية سياسية له مستقلة عن عمّه الرئيس، سيُحاول الدفع بهذا الاتجاه المعلن، ولن يستجيب للضغوط. السؤال هو كيف سيرد المجتمع الدولي علينا، وكم ستكون كلفة اجراءات الوزير الصهر على لبنان هذه المرة؟
--------
المدن


مهند الحاج علي
الجمعة 8 يونيو 2018