تداول اسم بومبيو بكثرة في الفترة الأخيرة بعد اللقاء التاريخي مع زعيم كوريا الشمالية ولقاءاته الشخصية به وكذلك دوره في انسحاب إدارة ترمب من الاتفاق النووي وهجومه المكثف والناري على النظام في طهران وخصوصاً خطابه الأخير الذي يعتبر بحق خطاباً تاريخياً. ومن حسن الحظ أن توجد شخصية مثل بومبيو في هذا التوقيت بالذات. رجل يملك مبادئ أخلاقية للعالم يسعى لتطبيقها بالطرق الواقعية. يملك فهماً عميقاً ورؤية واضحة نحو الأخطار واللاعبين السيئين الذين يهددون النظام الدولي واستقراره مثل القاعدة وحزب الله والنظام الإيراني.
لكن بومبيو عرف مفاتيح نفسية ترمب رغم احتمالية أن يهدده ويخدش غروره بذكائه وشهاداته. بومبيو يجتمع أيضا مع ترمب في أنه اكتسب ذكاءه أيضا من الشارع وليس فقط من الكتب والمناهج الأكاديمية وهذا ما يريده ترمب في إدارته. شخصيات ذكية وقوية قريبة من قلبه وبعيدة عن النخبة الأميركية في واشنطن ونيويورك التي تحتقره وتسعى للإطاحة به. في شبابه قرأ بومبيو كتب الفيلسوفة والمسرحية الروسية الأصل آين راند وتأثر بها. وهذا ربما قرّبه أكثر من ترمب الذي يصلح أن يكون أحد أبطال مؤلفاتها لأنه يعكس فلسفتها التي تؤمن بالفردية والمصلحة الذاتية والرأسمالية غير المقيدة وتزدري الإيثار الأخلاقي حتى إنها وصفت بـ"قديسة الأسواق".
بومبيو جمهوري العقيدة أكثر من ترمب رجل الأعمال المنغمس لعقود بعالم الإعلام والمال قبل أن يقرر أن يدخل السياسة ويستغل قدراته التجييشية الكبيرة للفوز بالرئاسة. ترمب أثبت أنه حيوان سياسي وماكينة دعائية انتخابية. أما جمهورية بومبيو فهي صميمية مبدئية داخلياً وخارجياً. فعندما عمل في التجارة أدرك كيف يدمر التدخل الحكومي قطاع الأعمال وصرح مرة أنه ذاهب إلى واشنطن لتغيير ذلك. مع تخفيض الضرائب وتحجيم الحكومة وضد برامج الدعم والحفاظ على تعاليم الآباء المؤسسين نقية كما كتبت. خارجياً يعد صقورياً مؤمناً بالاستثناء الأميركي وأهمية الحفاظ على النظام الدولي ومكافحة القوى التي تسعى لهدمه حتى لو كانوا أفراداً. لم يتردد بالمطالبة بإعدام إدوارد سنودن الذي سرب مواد خطيرة وسرية للغاية من وكالة الأمن القومي. عمقت تجربته بالكونغرس والاستخبارات والخارجية بعد ذلك قناعاته وطريقة عمله. وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه الجاسوس الأول الذي أصبح الدبلوماسي الأول في تناقض بين المهمتين ولكنه أثبت كفاءته في الاثنين.
من يعرفونه يقولون إنه مؤدب وليس ضعيفاً. معسول اللسان ولكن صلب. دبلوماسي ولكن ثابت. يفاوض ولكن لا ينسى القضايا أو المبادئ الكبيرة. يعرف كيف يرضي رئيسه ولكن لا يتحول إلى ألعوبة بيده وصدى لصوته، يعرف كيف يقول رأيه الصريح بدون أن يجرح نرجسية ترمب. ولهذا السبب وجد فيه الرئيس الأميركي شخصية موثوقة يسمع منها ويقتنع برأيها. يؤمن بفكرة القوة وسحق الخصوم إذا تطلب الأمر. عندما كان رئيساً للاستخبارات أمر بمهمات سرية لملاحقة وقتل عناصر خطيرة من طالبان وهو أمر جديد حيث تخصص هكذا عمليات خطيرة لعناصر القاعدة فقط. يذكر أنه قال مرة: "لا يمكن أن ننجز مهمتنا بدون أن نكون قساة". في الجاسوسية والدبلوماسية الهدف واحد والقوة يمكن أن تستخدم في أي وقت خصوصاً بعد مرحلة أوباما التي اتسمت بالتردد والتي انتقدها مراراً. بومبيو كان ناقدا شرسا لهيلاري كلينتون وموقفها من الهجوم الإرهابي على القنصلية في بنغازي الذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز. وعندما أعلنت ترشيحها للرئاسة أعلن أنه سيقف مع أي جمهوري يتصدى لها مهما كان.
ويبدو أن بومبيو يملك التأثير الأكبر على ترمب منذ أن كان رئيساً للاستخبارات. كوّن علاقة مقربة وصادقة مع رئيسه توثقت أكثر خلال الجلسات اليومية التي كان يقضيها معه يخبره بالأخطار التي تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة. الكيمياء بين الرجلين ركبت على عكس سلفه ريكس تيلرسون الذي عزله ترمب بعد أن بدا كثور عنيد نطح مالكه مرارا. شخصية جامدة تفتقد أبسط المهارات الوظيفية وهو أن ينفذ أجندة رئيسه، لذا أقاله بتغريدة في عز نومه. وكذلك مستشار الأمن القومي مكماستر الذي لم يقرأ جيداً شخصية مديره وكرهه ترمب بسبب سلوكه المتعجرف ونجومه المرصعة على صدره ومصطلحاته الأكاديمية الكبيرة. لكن بومبيو عرف مفاتيح نفسية ترمب رغم احتمالية أن يهدده ويخدش غروره بذكائه وشهاداته. بومبيو يجتمع أيضا مع ترمب في أنه اكتسب ذكاءه أيضا من الشارع وليس فقط من الكتب والمناهج الأكاديمية وهذا ما يريده ترمب في إدارته. شخصيات ذكية وقوية قريبة من قلبه وبعيدة عن النخبة الأميركية في واشنطن ونيويورك التي تحتقره وتسعى للإطاحة به. في شبابه قرأ بومبيو كتب الفيلسوفة والمسرحية الروسية الأصل آين راند وتأثر بها. وهذا ربما قرّبه أكثر من ترمب الذي يصلح أن يكون أحد أبطال مؤلفاتها لأنه يعكس فلسفتها التي تؤمن بالفردية والمصلحة الذاتية والرأسمالية غير المقيدة وتزدري الإيثار الأخلاقي حتى إنها وصفت بـ"قديسة الأسواق".
بومبيو جمهوري العقيدة أكثر من ترمب رجل الأعمال المنغمس لعقود بعالم الإعلام والمال قبل أن يقرر أن يدخل السياسة ويستغل قدراته التجييشية الكبيرة للفوز بالرئاسة. ترمب أثبت أنه حيوان سياسي وماكينة دعائية انتخابية. أما جمهورية بومبيو فهي صميمية مبدئية داخلياً وخارجياً. فعندما عمل في التجارة أدرك كيف يدمر التدخل الحكومي قطاع الأعمال وصرح مرة أنه ذاهب إلى واشنطن لتغيير ذلك. مع تخفيض الضرائب وتحجيم الحكومة وضد برامج الدعم والحفاظ على تعاليم الآباء المؤسسين نقية كما كتبت. خارجياً يعد صقورياً مؤمناً بالاستثناء الأميركي وأهمية الحفاظ على النظام الدولي ومكافحة القوى التي تسعى لهدمه حتى لو كانوا أفراداً. لم يتردد بالمطالبة بإعدام إدوارد سنودن الذي سرب مواد خطيرة وسرية للغاية من وكالة الأمن القومي. عمقت تجربته بالكونغرس والاستخبارات والخارجية بعد ذلك قناعاته وطريقة عمله. وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه الجاسوس الأول الذي أصبح الدبلوماسي الأول في تناقض بين المهمتين ولكنه أثبت كفاءته في الاثنين.
من يعرفونه يقولون إنه مؤدب وليس ضعيفاً. معسول اللسان ولكن صلب. دبلوماسي ولكن ثابت. يفاوض ولكن لا ينسى القضايا أو المبادئ الكبيرة. يعرف كيف يرضي رئيسه ولكن لا يتحول إلى ألعوبة بيده وصدى لصوته، يعرف كيف يقول رأيه الصريح بدون أن يجرح نرجسية ترمب. ولهذا السبب وجد فيه الرئيس الأميركي شخصية موثوقة يسمع منها ويقتنع برأيها. يؤمن بفكرة القوة وسحق الخصوم إذا تطلب الأمر. عندما كان رئيساً للاستخبارات أمر بمهمات سرية لملاحقة وقتل عناصر خطيرة من طالبان وهو أمر جديد حيث تخصص هكذا عمليات خطيرة لعناصر القاعدة فقط. يذكر أنه قال مرة: "لا يمكن أن ننجز مهمتنا بدون أن نكون قساة". في الجاسوسية والدبلوماسية الهدف واحد والقوة يمكن أن تستخدم في أي وقت خصوصاً بعد مرحلة أوباما التي اتسمت بالتردد والتي انتقدها مراراً. بومبيو كان ناقدا شرسا لهيلاري كلينتون وموقفها من الهجوم الإرهابي على القنصلية في بنغازي الذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز. وعندما أعلنت ترشيحها للرئاسة أعلن أنه سيقف مع أي جمهوري يتصدى لها مهما كان.
من أحاديث بومبيو وخطاباته القوية يمكن أن نفهم موقف الإدارة الأميركية الصلب والواضح من طهران. لم تكن فكرة جديدة في عقل بومبيو، فقد كان معارضاً بشدة للاتفاق النووي. وبعد إعلان فوز ترمب كتب تغريدة تحتفل بالنصر وتعبر عن مدى كراهيته العميقة للنظام الإيراني: "أتطلع إلى نقض هذا الاتفاق الكارثي المعقود مع أكبر نظام داعم للإرهاب في العالم." وفي كلمته الأخيرة قال مخاطباً الإيرانيين المشتتين حول العالم وفي الداخل إن إدارة ترمب تشارككم ذات الحلم بنهاية هذا الكابوس الذي يشكله النظام الإيراني وبعون الله وجهدنا سيتحقق هذا الحلم ويأتي هذا اليوم. ضجت القاعة بالتصفيق ومن المؤكد أن ملايين خارجها صفقوا يحلمون أيضا بنهاية الكابوس الذي اقترب من 40 عاماً.
----------
العربية نت