نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


تستجدي اليهود وتتهم العرب بسرقة الغيوم .. طهران تتخبط





يعيش النظام الإيراني هواجس السقوط وذلك منذ نشأته، ولطالما تمدد شر هذا النظام إلى مناطق مختلفة في الشرق الأوسط للحفاظ على نفسه وسلطته، إذ هدر مبالغ طائلة لزعزعة استقرار دول عربية عدة بهدف الوصول إلى غايته الكبرى في السيطرة على العاصمة المقدسة مكة المكرمة لتقود الأمة الإسلامية والعربية من خلفها كما يحلو لها ضمن رؤى جلها شريرة، وكان من الأولى لهم صرف هذه الأموال على التعليم والصحة والبنية التحتية، لكنه أنفق أمواله على التسليح الذي لم تطلق منه طلقة واحدة على أي عدو صريح أو محتمل، فكانت رصاصات هذا النظام توجه لأبناء البلد والجيران، لكن وبعد نحو ثلاثة عقود على انقلابه أي ما أسماه ويسميه "الثورة"، تسعى أروقة الحكم الإيرانية جاهدة لإقناع الإيرانيين والقليل من رعاة الطائفية العرب، بأنها الدولة الممانعة الأولى في المنطقة ضد أي مشروع غربي يفرض إملاءاته وتعليماته على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.


 
جار السوء النظام الإيراني أوهم شعبه والطائفيين بأنه على صفيح ساخن من المواجهة مع الغرب، إذ حرص النظام الإيراني ومرشده صاحب العمامة الأكثر وحشية ودموية في العالم، على أن يختلقوا المشكلات الداخلية والخارجية لتكون ضمان بقائهم في سدة الحكم. إن المتتبع لسيرة نظام الملالي التاريخية يدرك أن السياسات الإيرانية قامت على تهميش غالبية الشعب الإيراني من العرقيَن الآذري والعربي، إذ تبلغ نسبتهما في المجتمع الإيراني نحو 60 في المائة، فيما منحت السلطة للأقلية الفارسية والتي تبلغ نسبتها بنحو 40 في المائة من تعداد الشعب الإيراني، بل وسرقت خيرات الآخرين من نسيج الشعب واستنزفت طاقاتهم وقدراتهم، كما احتلت أراضي عربية وقتلت أبناءها ونهبت خيراتها كالأحواز مثلا، التي احتلها الإيرانيون في عشرينيات القرن الماضي، وفيها خيرات طبيعية كثيرة، تقوم حكومات طهران بسرقة جل هذه الخيرات، إذ يشكل إسهامها في النفط والغاز 90 في المائة من إنتاج إيران الكلي، إضافة إلى الاعتماد على مواردها المائية والزراعية، فيما تعيش الأحواز تهميشا كبيرا أدى إلى انعدام التعليم والصحة في مناطقهم وحظر التعامل في اللغة العربية لغتهم الأصلية، فيما تعلق المشانق وتفيض زنازين السجون بأبناء الأحواز العربية.

التوسع
تسعى سلطة العمائم في طهران، من خلال بث الحروب والدمار في المنطقة إلى التوسع بأفكارها لجمع الولاءات، وهذا ما يظهر جليا في لبنان واليمن وسورية والعراق، فالذي لم تحققه في ثماني سنوات في حربها مع العراق حققته في نشر الطائفية ببضعة شهور، كما عملت على استغلال الجهل وضعف التعليم في اليمن إلى فرض أجندتها على أقلية طائفية، دمرت بلادها لتمرير المشروع الإيراني، وباسم "المقاومة" و"الموت لأمريكا" دمرت سورية، واغتصبت حرية لبنان بفعل ميليشيات ولاؤها الأول والأخير لعمامة لطالما تورطت بالدم وتجارة الحشيش، لكن هذا التوسع المنقوص ركز على تدمير الآخرين، ونسي التقويم الداخلي مما جعل الضائقة تتوسع نحو الانهيار الداخلي.
كما واجهت المملكة العربية السعودية التوسع الإيراني باللين والقوة، وذلك من خلال نهج الإسلام المبني على حفظ حق الجيرة، كما تجاهلت المملكة وقيادتها الرشيدة التجاوزات الإيرانية وقلة الأصل وإنكار حق الجيرة، وقابلت الإساءة بالخير لكن تعنت النظام الإيراني، قادها لبداية انهيار في اليمن بعد تحرك المملكة إلى وقف جماح طموحها في الانتصار للشرعية اليمنية بوجه الأداة الإيرانية "ميليشيات الحوثي"، كما عملت القيادة السعودية على فتح الأبواب المغلقة لكل الإخوة العرب الذين لطالما عانوا النظام الإيراني وتدخلاته، فضخت الدماء مجددا إلى العروق العراقية بفتح الحدود ودعم العملية السياسية فيها، وبجهود مباركة من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد دعمت المملكة الحركة السياسية في لبنان، من خلال الحفاظ على هيبة مؤسسات الدولة والجيش اللبناني من طغيان الميليشيات المسلحة هناك التي كثيرا ما تغولت على سيادة الدولة في لبنان.

من تحت الحزام
دائما ما حاولت السلطة في إيران من الحصول على شرف المواجهة، لكن مفهوم الحروب تغير هذه الأيام، فسلاح العقوبات الاقتصادية لا يقل فتكا عن سلاح الطائفية الذي استخدمته في بعض الدول العربية، إذ سيتكلف الاقتصاد الإيراني خسائر يومية بقيمة 10 ملايين دولار يوميا، بمجموع 30 مليار دولار سنويا عند تفعيل العقوبات الاقتصادية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة أخيرا عقب انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني، ما سيشكل ضربة قاسية وموجعة للنظام الإيراني الذي يعيش مخاوف كبيرة جراء الأزمة الاقتصادية التي تعصف في البلاد، بسبب التدخل العسكري ودعم الميليشيات في سورية واليمن، ما أدى إلى إجهاد خزانة الدولة، الذي قابله الشعب الإيراني أخيرا بالخروج في مظاهرات شعبية واسعة جابت جميع أنحاء البلاد ابتداء من العاصمة طهران، جمعت فيها الأغنياء والفقراء على رأي واحد وهو ضرورة التخلص من هذا النظام الذي لطالما جلب الويلات والخيبات للبلاد.
وزاد الطين بلة التلميحات الروسية بالتخلي عن إيران في سورية، إذ تداولت وسائل إعلام روسية مقربة من مركز صنع القرار، أن الجيش الروسي طالب إيران بسحب ميليشياتها في المناطق التي تمت السيطرة عليها، وذلك بعد أن نسبت طهران أن ما يتم تحقيقه على الأراض السورية من قتل وتدمير إنجازا لها متغافلة الدور الروسي، كما أن هذا الموقف الروسي الذي سيعلن عنه قريبا سيكون ضمن تسوية أمريكية روسية في سورية مقابل التخلي الأمريكي عن مسلحي درعا أو ما تسمى جبهة الجنوب، وبهذا ستتكلف إيران خسائر كبيرة في نفوذها في سورية ما يضعف دورها في المنطقة.

البهلوان السياسي
وُصِفت السياسة الإيرانية الخارجية بالتزامن مع إعلان الاتفاق النووي حينها، بأنها سياسة فذة ورشيقة وتغلبت على السياستين الأوروبية والأمريكية، بعد أن اعتبروا التوقيع مع إيران نصرا سياسيا ظفر به وزير الخارجية محمد جواد ظريف، لكن السياسة الخارجية الإيرانية هي محض بهلوان يقوم به مهرج لا يملك أي خيارات، إذ صدرت تلميحات من الحرس الثوري الإيراني بإغلاق مضيق هرمز بوجه حركة النقل البحري العالمية لاستخدامها كورقة ضغط على أمريكا، بهدف تجاوز الأزمة الحالية، ولا شك في أن هذه التلميحات استهلكت من قبل في عهد "أحمدي نجاد" آلت بها للخضوع تحت البند السابع، فاللجوء للسياسات النافقة بحد ذاتها تهريج وبهلوانات سياسية لن تجر البلاد إلا لمزيد من العقوبات.
وفي تطور لافت، وعلى غير العادة، تطور التهريج السياسي الإيراني ليقرع أفنية السياسة الإسرائيلية للاستجداء بها للخلاص من الأزمة، إذ تغزل "روحاني" بالعلاقات التاريخية مع اليهود خلال المؤتمر الصحافي مع المستشار النمساوي "سباستيان كورتس" في فيينا، أملا في الحصول على سلام مع إسرائيل.
ووصل الإفلاس السياسي الإيراني إلى القول: "بعض الدول الأوروبية مدينة تاريخيا لليهود، وهذا لا يعنينا، واليهود مدينون لنا نحن الإيرانيين"، يرمي إلى أن الإيرانيين أنقذوا اليهود في بابل قبل بضعة آلاف سنة، لذلك فهم مدينون دوما لإيران والإيرانيين.
وأضاف "لدينا دوما علاقات وثيقة وجيدة جدا مع يهود العالم، لكن الصهاينة باعتبارهم مجموعة محتلة وظالمة تمارس الاضطهاد على الناس، وهدفنا النهائي واحد وهو إحلال الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط الحساسة جدا، والدعم الذي يمكن للبلدين أن يقدماه من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وتقديم المساعدات الإنسانية، أملا في توطيد وتنمية العلاقات بين إيران والنمسا".

هلوسات
تظهر حالة التخبط التي تعيشها السلطة في إيران حجم المأزق الذي تعيشه هذه الأيام، حيث طغت تصريحات إعلامية من مسؤولين إيرانيين على نتاج الكوميديا الإيرانية منذ نشأة البلاد حتى يومنا هذا، إذ اتهموا دولة عربية مجاورة بـ "سرقة الغيوم"، والتلاعب بها، وتفريغ حمولاتها من المطر قبل الوصول إلى إيران باستخدام تقنيات بالغة التطور، وخبراء إيرانيون يسخرون من هذه التصريحات.
وقال رئيس جهاز الدفاع المدني الإيراني، الجنرال غلام رضا جلالي، إن دولة عربية مجاورة تتلاعب بالطقس وتقف وراء الجفاف الذي يضرب إيران بسبب سرقتها للغيوم الإيرانية.
وأضاف جلالي، في تصريحات نقلتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أخيرا، أن المناخ المتغير في إيران تحوم حوله الشبهات، مؤكدا أن "التدخل الأجنبي يلعب دورا في تغير المناخ".
وأكد أن "إسرائيل وبلدا آخر في المنطقة (لم يسمه)، لديهما فرق مشتركة تعمل على توجيه الغيوم، التي تدخل الأجواء الإيرانية بحيث تكون غير محملة بالأمطار".
واستند جلالي في تصريحاته إلى مسح أظهر أن جميع المناطق الجبلية الواقعة بين أفغانستان والبحر المتوسط تغطيها الثلوج باستثناء الجبال الواقعة في إيران، فهل يتحدث عاقل بكلام كهذا؟ ربما هناك مزيد من تلك الهلوسات في قادم الأيام! الله يعلم.
----------
الاقتصادية

محمود عبدالعزيز
الاثنين 9 يوليوز 2018