نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


ثورة رياضية في قطر وطموح بلا حدود لأن تكون عاصمة الرياضة في العالم




الدوحة - إجناثيو انكابو - تعيش قطر حالة من ثورة رياضية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث تحتضن سنويا مسابقات دولية في التنس والجولف وسباقات الدراجات وسيارات الفئة الأولى (فورمولا1) فضلا عن الأحداث والبطولات العالمية الرياضية التي ستحتضنها خلال العقد المقبل بما فيها كأس العالم 2022 إلا أن تلك الدولة الصغيرة والغنية بصورة كبيرة لا تزال تطمح إلى المزيد.


ثورة رياضية في قطر وطموح بلا حدود لأن تكون عاصمة الرياضة في العالم
يقول الأمين العام للجنة الأوليمبية القطرية، سعود بن عبدالرحمن آل ثاني "هذا البلد يعشق الرياضة ويمتلك رؤية واسعة ومصادر ضرورية لجعل هذه الرؤية حقيقة وملموسة على الأرض الواقع".
 
ونظمت قطر في 2006 دورة الألعاب الأسيوية وفي 2012 مونديال ألعاب القوى في الصالات المغلقة بخلاف دورة الألعاب العالمية عام 2011 وفي التحديات المقبلة سيتوجب عليها تنظيم مونديالات السباحة في الأحواض الصغيرة عام 2014 وكرة اليد عام 2015 ودراجات الطريق عام 2016 وكأس العالم عام 2022 ، وهو ما يتطلب استثمارات بقيمة 65 مليار دولار، وفقا لشركة الاستشارات الأمريكية (ميريل لينش).
وتمتلك قطر كل ما يلزم لكي يخرج التنظيم بصورة جيدة وينتظر المسئولون أن تؤدي استضافة كل هذه المسابقات للإسهام في إنشاء طريق قوي وصلب نحو تحقيق الحلم الكبير وهو جعل الدوحة العاصمة في يوم من الأيام مقرا ممتازا لاستضافة دورة الألعاب الأوليمبية.
ولا تعيش قطر حالة من الثراء فيما يتعلق بالنفط والغاز فقط، بل ناطحات السحاب والفنادق الخمس نجوم والسيارات الفارهة والمنشآت والأحداث الرياضية، حيث لا يوجد بها تقريبا أي نسبة للبطالة ولديها ربع احتياطي العالم من الغاز و13% من احتياطي العالم من النفط، وعلى الرغم من هذا فإن مساحتها لا تتعدى 11 ألف و586 كلم مربع، بمعنى آخر أن مساحة الولايات المتحدة تبلغ 850 أضعاف مساحة البلد العربي.
 
حينما خرجت قطر من تحت عباءة الحماية البريطانية في 1971 كان تعداد شعبها 100 ألف نسمة بالكاد وهو الرقم الذي يقترب اليوم من مليوني شخص، بالرغم من أن هذا يظل قليلا بالنسبة لدولة بل وربما أيضا بالنسبة لعاصمة في أي من دول العالم.
على الرغم من كل هذا إلا أن الطابع الاسلامي والعربي في سكان قطر قد يكون عائقا أمام بعض الأوروبيين للتفكير فيها كدولة حديثة، حيث لا تزال ماثلة في أذهانهم صورة الصحراء بل وربما الخيام،  في كل ما يتعلق بما هو عربي، فضلا عن بعض النقاط الخلافية فيما يتعلق بالملف الديمقراطي فيها، بجانب غياب أي بيانات بارزة تاريخيا في السيرة الذاتية لها بمجال الرياضة.
 
على الصعيد الرياضي كانت دورة الألعاب الأوليمبية الماضية في لندن، أول أوليمبياد تشارك فيها قطر بتمثيل نسائي، هذا فضلا عن كون الشاب معتز عيسي برشم صاحب انجاز كسر 12 عاما من الصيام عن التتويج بميدالية أوليمبية حينما فاز لقطر ببرونزية الوثب العالي، كما يعتبر الرياضي متعدد المواهب ناصر العطية بطل رالي داكار في السيارات عام 2011 وصاحب برونزية الرماية في أوليمبياد لندن الماضية بطلا في بلاده.
 
وتعتبر العقبة الكبيرة أمام طموح قطر، أنها لا تبرز في الرياضات صاحبة الشعبية الجارفة، فهي تحتل المرتبة 106 في كرة القدم، وأفضل لاعب تنس لديها موسى شنان زايد يحتل المركز رقم ألف و 903 في تصنيف رابطة لاعبي التنس المحترفين، فضلا عن أنها طوال تاريخها الأوليمبي لم تفز سوى بأربع ميداليات كلها برونزية.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب. أ ) يقول  المغربي كريم علمي، مدير بطولة الدوحة للتنس إن "قطر تستثمر الكثير في التعليم والبنية التحتية والصحة والرياضة التي تعتبر من ضمن المحاور الرئيسية، ولكن يجب على الجيل الجديد أن يتمتع بعقلية رياضية، المشكلة في أن العقلية هنا لا تتشابه مع نظيرتها الأوروبية فيما يتعلق بالرياضة، لا بد من خلق ثقافة رياضية ولكن هذا الأمر لا يحدث في 10 سنوات، بل يحتاج إلى جيل إلى 30 أو 25 عاما مثلا، يجب تكييف العقلية، النظام في قطر مختلف والثقافة أيضا، في البداية يجب أن يتم تعليم الآباء مع الأبناء وتثقيفهم رياضيا لينقلوا هذه العقلية إلى الجيل التالي".
 
الواقع يقول إن قطر بدأت تتخذ خطوات جادة في هذا المشروع، ومن ضمنها أكاديمية (أسباير) الواقعة في مجمع رياضي حديث يأمل المسئولون أن يشهد ولادة وتأهيل رياضيين وأبطال المستقبل، على أن يكونوا جميعا من الصفوة.
 
وفي الوقت الذي يزداد خلاله طوفان ناطحات السحاب بقطر، على سبيل المثال شهد 2012 افتتاح 14 فندقا راقيا، ومن ثم فإن اللجنة الأوليمبية تستعد لتحديها الكبير المقبل وهو أوليمبياد 2024 ، حيث ستكون هذه ثالث مرة تحاول خلال احتضان دورة الألعاب الأوليمبية عقب الفشل في الفوز بشرف تنظيم دورتي 2016 و 2020 المقبلتين، حيث يقول رئيس اللجنة الأوليمبية القطرية حول هذا الأمر "لقد حاولنا مرتين وسنستمر في المحاولة، لن نستسلم".
ويتعجب البعض من قدرة قطر على إغراء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على استضافة مونديال 2022 وفشلها في القيام بنفس الأمر مع اللجنة الأوليمبية الدولية لاستضافة إحدى الدورات على الرغم من توفر الماديات اللازمة، بل تخطيها في بعض الأحيان حدود ما هو مطلوب، حيث يقول عبد الرحمن آل ثاني حول هذا الأمر في حوار مع قناة (سي إن إن) "الرياضة لديها قدرة عظيمة لدولة مثل قطر لوضعها على الخريطة العالمية في الكثير من الأصعدة".
من ناحيته أعرب مدير بطولة الدوحة للتنس، كريم علمي عن اندهاشه من مستوى تنظيم دورة الألعاب الأسيوية عام 2006 المرتفع حيث قال "كنت متخوفا، شعرت أن خوض هذه المغامرة جاء مبكرا، إلا أن النتيجة كانت مفاجئة"، مدافعا في نفس الوقت عن سياسة قطر فيما يتعلق بالرياضة حيث قال "توجد الكثير من الدول الأخرى التي تتمتع بثروات وأموال، إلا أن القيام بشيء جيد هو أمر آخر".
وبمرور الوقت يظهر المزيد من الأشخاص الذين يعرفون كيف يضعون قطر على خريطة العالم بشكل مؤثر وبصورة أكبر، وهذا ضمن عوامل أخرى بفضل الملايين التي تضخها مؤسسة (قطر سبورت إنفستمنت) التي يملكها ولي العهد، وكانت أخر صفقاتها في عالم كرة القدم هي أندية باريس سان جيرمان الفرنسي ومالاجا الإسباني وكاس إيوبين، أحد أندية دوري الدرجة الثانية في بلجيكا.
كل هذا بجانب عوامل أخرى جعلت اسم قطر ينتشر عالميا عن طريق برشلونة الإسباني بسب رعاية مؤسسة قطر في بداية الأمر للفريق والآن الخطوط الجوية القطرية، مع الأخذ في الاعتبار الثقل الذي يحمله نجوم الفريق الكتالوني عالميا وعلى رأسهم البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي والساحر أندريس إنييستا.
وسيتوجب على قطر مواجهة تحديات في تنظيم المونديال أبرزها المناخ حيث أن درجةالحرارة شهري حزيران /يونيو وتموز /يوليو وهو الوقت الذي يشهد استضافة البطولة يقترب من 50 درجة، وإن كانت اللجنة القطرية المنظمة تعهدت بإنشاء ملاعب مكيفة، فعلى ما يبدو أنه لا يوجد شيء يقدر على كبح الطموح القطري.

إجناثيو انكابو
الاربعاء 20 فبراير 2013