نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


جهود حكومية وصلوات شعبية لإنقاذ الغابات المطيرة في الجنوب المكسيكي




سان كريستوبال دي لاس كاساس(المكسيك) - فرانز سميتس - تمتلأ كنيسة سان خوان تشامولا بكاملها بالمصلين، ويجلس مئات الأشخاص متقاربين في مجموعات صغيرة على بساط ناعم مفروش على الأرضية منسوج من أشواك الصنوبر الطويلة.


جهود حكومية وصلوات  شعبية لإنقاذ الغابات المطيرة في الجنوب المكسيكي
وترتدي السيدات تنورات طويلة مصنوعة من صوف الأغنام الأسود بينما يضع الرجال على رؤوسهم قبعات واسعة ذات حواف مطوية وهي شائعة بين سكان المكسيك.  
 ويأتي هذا التجمع بمناسبة الإحتفال بعيد القديسة الراعية للمدينة وهي السيدة مريم العذراء، ويعد الاحتفال أحد أهم الأعياد الدينية لدى قومية تزوتزيل بالجنوب المكسيكي التي تنتمي لشعب المايا الذي كان يسكن منطقة أمريكا الوسطى وله حضارة قديمة كانت سائدة قبل وصول الأسبان إلى المنطقة.
 
وفي يوم الأحد هذا قام عدة آلاف من أبناء قومية تزوتزيل التي تعد أكبر مجموعة عرقية من سكان المنطقة الأصليين والتي تعيش في ولاية شيباس المكسيكية برحلة حج من الجبال المحيطة بمدينة سان كريستوبال دي لاس كاساس إلى هذه الكنيسة.
 
ويسيطر قس الكنيسة أنجل جوستافو لوبيز ماريسكال على الأوضاع فيها، وهو يستعد للإحتفال بإقامة القداس وسط خليط بهيج من الموسيقى والغناء والإنشاد والرقص.
 
 ويشق القس طريقه مرتديا رداء الكهنوت ذي اللون البيج عبر زحام الجمهور، ثم يضع يده اليسرى فوق رؤوس النساء والأطفال بينما يشير بيده اليمنى بعلامة البركة ويقول القس في وقت لاحق : " إننا نحترم ثقافتهم، فلديهم طريقتهم الخاصة للصلاة وهم يؤدونها بالرقص، هذه هي صلاتهم ".
 
كما يتمايل القس أنجل هو الآخر مع النغمات ويصيح ناطقا بكلمة معتادة لبدء المواعظ والصلوات الكنسية والتي تعني التسبيح لله من خلال مكبر للصوت استعدادا لبدء القداس، ويصيح القس عبر مكبر الصوت الصغير الذي يمسكه في يده والذي لا يمكنه أن يعلو على الضجيج : " فليباركنا الرب " ويحمل خدام المذبح الذين يرتدون ملابس مصنوعة من جلود الأغنام اللبان العربي ويضعونه فوق المذبح.
 
ويقول القس في موعظته : " من حسن الحظ أن هناك عددا قليلا للغاية  من حالات الطلاق بينما يوجد قدر كبير من مشاعر الحب بيننا، غير أنني اتوسل إليكم ألا تضربوا زوجاتكم " ثم يضيف القس متحدثا بلغة التزوتزيل " إضربوهن برفق قليلا عند الضرورة القصوى ".
 
وتقف دونخا سويلا لتلتقط ورقة من نبات الأوركيد في قرية سان نيكولاس التي تقع على بعد نحو 200 كيلومتر في اتجاه الجنوب بالقرب من بحيرات مونيبيلو على الحدود مع جواتيمالا.
 
وقد أسست سويلا التي تبلغ من العمر 34 عاما وهي من أبناء قومية تيزلتال المتفرعة من المايا جمعية تعاونية بالإشتراك مع 30 سيدة أخرى تحت إسم " أوركويديريو سينكو لاجوس "، وكان حريق هائل قد التهم في منتصف التسعينيات من القرن الماضي قطاعا كبيرا من الغابات المحيطة بالبحيرات.
 
وتتذكر سويلا قائلة : " إننا ذهبنا إلى الغابة وجمعنا النباتات لننقذها من الإحتراق، ثم جلبناها إلى حدائقنا وأعدنا زراعتها فيها "، والآن تقوم النساء بإعادة نباتات الأوركيد إلى أماكن الغرس التي تتكون غالبا من جذوع الأشجار المتآكلة وصناديق خشبية مغطاة بالطحالب المستخدمة كسماد والتي وضعت على منحدر توجد به أشجار الغابات بكثافة ويطل على القرية.
وتوضح سويلا أن نباتات الأوركيد تحب جذوع الأشجار، ويعد الحفاظ على هذه النباتات هو الأسلوب الذي تتبعه لإنقاذ الغابة، وتقول : " إن هذه هي مهمتنا، كما أننا نهدف إلى العيش على موارد الغابة مع عدم تدميرها ".   
   وهذا الأمر يعد ضروريا بشكل حيوي في المنطقة المحيطة بغابة لاكاندون المطيرة والتي تضم محمية مونتيس أزولس الحيوية.
 
ومنذ نحو مئتي عام بدأ البشر يستوطنون ويستغلون مرة أخرى هذا الغابة الكثيفة الأشجار والنائية التي تقع في الجزء الشرقي من ولاية تشيباس بعد مغادرة أبناء المايا منذ ألف عام للمنطقة والذين كانوا قد شيدوا مدنا لهم على شكل الأهرامات فيها.
 
ووصل أبناء قومية لاكاندونز الذين ينتمون إلى المايا قادمين من ولاية يوكاتان إلى المنطقة في القرن الثامن عشر، وأعقبتهم مجموعة من المبشرين والباحثين ومزيد من أبناء المايا من مناطق أخرى بولاية تشيباس، وبدأوا في قطع أشجار الغابات لإفساح المكان لإقامة المزارع.
 
ثم جاء بعد ذلك أعداد كبيرة من مربي الماشية الذين يقومون إلى يومنا هذا بإحراق أعداد من الأشجار وتحويل الأراض إلى مراعي لمواشيهم، وبالإضافة إلى ذلك تم إقامة مصانع للأسمنت لإستغلال الحجر الجيري بالجبال وليس أمام غابة لاكاندون المطيرة فرصة كبيرة للبقاء على قيد الحياة في حالة عدم وقف الدمار.

فرانز سميتس
السبت 9 مارس 2013