نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


حزب الوفد المصري يجدد نفسه ويعود بانتخابات حقيقية واستقطاب للكهول والشباب




القاهرة - فادي عاكوم - مرحلة جديدة افتتحها حزب الوفد المصري للاحزاب المصرية والعربية، فهذا الحزب العريق عاد وجدد نفسه وفرض نفسه كورقة هامة على الساحة السياسية بعد قيامه بخطوات كثيرة كان اهمها واولها الانتخابات التي جرت لاختيار رئيس له، وما تلاها من استقطابات لقيادات جديدة وتحركات عديدة لاصدقاء الحزب للم شمل كهول السياسة والمخضرمين وتجميع للعقول الشابة


مقر حزب الوفد
مقر حزب الوفد
فبغض النظر عما اذا كان الحزب معارضا او مواليا للسلطة او اذا ليبراليا او متطرفا، خاض حزبيو الوفد معركة انتخابية شرسة اكثر ما تميزت به الديمقراطية الفعلية التي لونتها، والتي اسفرت عن فوز فوز الدكتور سيد البدوي بفارق 209 صوتا عن الرئيس السابق للحزب محمود اباظة، فلا تزوير ولا انشقاقات رافقت النتيجة وانتهت المعركة مع اعلان النتيجة ليتابع الجميع معركة تجديد هذا الحزب العريق، وهذه الخطوة بحد ذاتها ستكون دافعا للعديد من الشبان للدخول في الحزب للتعطش الكبير السائد للحياة الحزبية الحقيقية، خصوصا وان تجارب الاحزاب الماضية مع الديمقراطية فشلت خصوصا تلك المعارضة منها، وهنا لا بد من الاشارة الى ان وصف حزب الوفد بانه معارض ربما يتضمن الكثير من المغالطات، فابنهاية هو حزب مصري ومصر بشكل عام والتغيير والاصلاح بشكل خاص هو هدفه الاساسي، وهو اساسا ما يتفق مع المفهوم العام للسلطة، فكيف يكون معارضا؟؟؟.

الخطوة الثانية التي تلت الانتخابات والتي لها الاهمية الكبرى في طريق ادخال الدماء الجديدة، هي حركة الاستقطابات الواسعة، فقد تم الاعلان منذ ايام عن انضمام رجل الاعمال المصري رامي لكح الى الحزب، وتنبغي الاشارة ان للكح شعبية كبيرة ليس فقد بين الاقباط كونه واحدا منهم، بل على الصعيد الشعبي ولا شك ان انضمامه للحزب سيكون مكسبا كبيرا على صعيد توسيع القاعدة الشعبية مع التركيز على الشبابية منها، خصوصا وان شعبية لكح كانت لتؤهله انشاء حزبه الخاص مع ازديادها في الفترة الاخيرة التي عاد بها الى مصر بعد انتهاء ازمة ديونه وجدله مع البنوك، ويتوقع البعض بان يكون لكح من ضمن مرشحي الحزب لمجلس الشعب في دورته القادمة، وغني عن القول ان فوزه سيكون شبه مضمون.

اما الخطوة الجميلة التي قام بها الوفد لاعادة ثقله الثقافي المستفطب للعقول المخضرمة قراره باقامة صالون ثقافي للفقيه الدستوري الدكتور يحي الجمل ومن المتوقع ان ينجح الصالون نجاحا كبيرا نظرا للاحترام الشديد الذي يكنه الشارع الثقافي المصري للدكتور الجمل الذي تتحول مناقاشاته لرسائل الدكتوراه الى مهرجانا شديد الازدحام لسماع ارائه ومداخلاته مع طريقته المميزة بادارة النقاش التي لا تخلو من الحزم والكلام اللاذع احيانا والتي كان اخرها مناقشة دكتوراه النائب الفلسطيني السجين مروان البرغوتي، وسيكون الموعد الاول للصالون في الثامنة من يوم الثلاثاء 29 يونيو – حزيران بعنوان "تعالوا نتعلم كيف نختلف".


الخطوة الرائعة والتي تتضمن الكثير من المعاني السياسية والاجتماعية تنظيم الحزب امسيات شعرية يحييها الشاعر السياسي احمد فؤاد نجم في الاقاليم تحت شعار "ليلة وفدية" وستكون بواكيرها في الاقصر وقنا واسوان، ومن المتوقع ان تستقطب هذه الليالي جمهورا كبيرا نظرا لما يتمتع به شعر نجم من شعبية في الاوساط الشعبية، وتنبغي الاشارة ايضا انه من بين المنضمين الجدد الى الحزب المؤرخ السياسي الدكتور ماجد فرج المتخصص في الفترة الملكية والذي علق على انضمامه في هذا الوقت بالتحديد بانه لم يشعر بحاجته للانضمام للوفد الا في الوقت الحالي وفي ظل ظروف الحزب الحالية وحالة الحراك السياسي التي احدثتها الانتخابات على رئاسة الحزب.

خطوات جميلة وجبارة تليق بهذا الحزب المصري العريق تاتي في ظل حراك سياسي مهم تشهده منطقة الشرق الاوسط ومصر تحديدا مع اتهامات غربية وغير غربية بانعدام الديمقراطية الصحيحة، افليس حزب الوفد تعبيرا عن الديمقراطية، واليست الخطوات التي يقوم بها تعتبر نموذجا صحيحا للعمل الحزبي البناء والهادف وهو الامر الذي نفتقده في الكثير من الاحزاب العربية التي انحرفت عن مساراتها الاساسية التي قامت من اجلها وتراكضت وراء اجندات اقليمية وعالمية؟...


للتذكير فقط:

يعد حزب الوفد الجديد امتداداً طبيعيا لحزب الوفد الذي أسسه سعد زغلول، وخطرت لسعد زغلول فكرة تأليف الوفد المصري للدفاع عن قضية مصر سنة 1918م حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد الهدنة بعد الحرب العالمية الأولى. وتشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد وآخرين، وأطلقوا على أنفسهم (الوفد المصري). وقد جمعوا توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية وجاء في الصيغة: "نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول و.. في أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلاً في استقلال مصر تطبيقاً لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولةبريطانيا العظمى". اعتقل سعد زغلول ونفي إلى مالطة هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919م فانفجرت ثورة 1919م في مصر التي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول والتمكين لحزب الوفد. وبقي حزب الوفد الذي هو حزب الأغلبية، أو كما أطلق عليه الحزب الجماهيري الكبير يتولى الوزارة معظم الوقت في مصر منذ عام 1924م وحتى عام 1952 وتولى رئاسته بعد وفاة سعد زغلول الزعيم مصطفى النحاس، إلى ان قامت الثورة بحل الأحزاب السياسية

فادي عاكوم
الاربعاء 16 يونيو 2010