نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


حصان متغير الألوان و الأشكال يتحول الى ظاهرة فنية وسجل تاريخي لمدينة فريبورخ الألمانية




فريبورج (ألمانيا) - دورين فيدلر- أصبح تمثال لحصان شكلا يلتف حوله آلاف المعجبين في مدينة فريبورج التي تقع في الجنوب الغربي من ألمانيا ومن خارجها حيث تحول إلى قماشة معدة للرسم الزيتي يمارس عليها الفنانون الموهوبون وأصحاب المواهب المتواضعة أنشطتهم وإبداعاتهم الفنية المختلفة.


التمثال المتحول
التمثال المتحول
وهذا التمثال الذي يمثل حصانا يعدو ويعرف باسم هولباين تتعرض جوانبه على الدوام لطبقات من الطلاء تصور لمحات متنوعة وكتابات مختلفة، وقد تلاشت الكتلات التي تسجل التهاني بأعياد الميلاد أو الاعترافات بمشاعر الحب الخالد لتفسح الطريق أمام زخارف وأشكال جديدة، ويمكن رؤية الحصان هولباين أحيانا وقد كساه اللون الأبيض الطاهر أو وهو يرتدي فانلة ذات خطوط تنتمي لفريق كرة القدم المحبب لأحد الأشخاص.

ويقرر السكان المحليون ببساطة وهم مسلحون بطلاء الرش متى يحين الوقت لإضفاء كساء جمالي على هذا المهر باعتباره قطعة فريدة أصلية من الفن الشعبي، وغالبا ما تكون هوية الفنانين غير معروفة غير أنه في جميع الحالات تغمض الشرطة عينيها عما يحدث وبالتالي لا يخشى أحد من أن توجه إليه تهمة تشويه أو تخريب الممتلكات العامة.
وفي الحقيقة فإن هذا الحصان الجميل يعد أكبر قليلا من المهر وهو يقف فوق قاعدة تمثال مربعة في ضاحية هولباين عند نقطة يلتقي فيها الطريق الذي يحمل اسمه مع طريق شوانسلاندستراسه المؤدي إلى تلال الغابة السوداء الرائعة.

وبدأت حياة الحصان هولباين العملية المتقلبة في الثمانينيات من القرن الماضي عندما تم تحويله بالرسم إلى حيوان وحيد القرن أبيض اللون ثم إلى فيل بأذنين كبيرين عريضين، وبعد ذلك تم طلاؤه ليبدو كأنه يرتدي لباس البحر بقطعة واحدة ثم بزي لاعب كرة القدم مثل ذلك الذي كان يرتديه اللاعب الألماني السابق كريستيان زيجه، وذات مره تم لف التمثال بشكل ينم عن اللاهوتية كما تم مرة أخرى تغطيته بألواح الخشب لكي يشبه الحصان الخشبي الذي نشره أبناء طروادة بذكاء أثناء الحرب كما جاء في الملحمة الإغريقية الشهيرة.

وتم الكشف لأول مرة عن تمثال الحصان هولبيان وهو من أعمال النحات فيرنر جويرتنر عام 1936، وتم وضعه تحت رعاية هيئة المتنزهات والحدائق المحلية بعد ذلك بأربعة أعوام، وكان اهتمام الجمهور بهذا العمل الفني مصدرا دائما للسعادة بالنسبة لجويرتنر كما يشير إلى ذلك نجله مارتن ويقول إن والده كان يتمتع بروح عالية من الدعابة ولم يكن يشعر بالضيق إزاء الإضافات التي كان يتعرض لها عمله الفني.

ولعدة سنوات ظل المتطوعون من رابطة محلية لكبار السن يجهدون أنفسهم في إزالة الديكورات غير المرغوب فيها من التمثال وأعادوا هولباين إلى مجده القديم، وفي عام 1987 عندما اصطدمت سيارة بالتمثال تحمل مجلس مدينة فريبورج تكلفة إصلاح التمثال بالكامل، وخلال الأعوام العشرة اللاحقة كان يتم إزالة الطبقات السميكة من الطلاء غير أن التصريح بالإضافات الفنية كان له الغلبة منذ ذلك الحين.

بل إن شهرة الحصان هولباين ساعدت على طبع مجموعة من البطاقات البريدية تحمل صوره إلى جانب تأليف كتاب عنه كما تم تصميم موقع إليكتروني خاص به، وفي عام 1996 أصبح محلا لنزاع قضائي حول من الذي يكون له حق عملية تصويره التي تسجل مراحل تغطيته بالألوان الكثيرة، وقد قضت المحكمة بأنه من حق أي شخص أن يلتقط صورا فوتوغرافية لأي تمثال عمومي بشرط ألا يكون مشتركا في عملية تغيير ملامحه، وبينما كان الحصان هولباين ينتظر صدور الحكم غطاه أحد الهواة برداء ملون بخطوط توحي بالسجن ثم برداء مثل ذلك الذي يرتديه القضاة.
ويوضح كارل هاينز شميت المتحدث باسم الشرطة أن رجال الشرطة المحليين يتعاملون بعقلية مفتوحة مع هذه الممارسات الفنية، كما أن هولباين يعد شيئا ثقافيا وبالتالي يسمح لأي شخص يمتلك الموهبة الفنية بتغيير مظهره، بينما يقول متحدث باسم مجلس المدينة إنه لا تتم مقاضاة أي شخص يتعامل معه الحصان باعتباره نوعا من الجداريات.

ويمكن القول أن الحصان شارك في تأريخ العديد من الأحداث خلال الأعوام الماضية بما فيها عملية الخصخصة المثيرة للجدل للشقق السكنية المحلية كذلك الصراع في الشرق الأوسط وغرق منصة البترول برنت سبار واختفاء طبقة الأوزون وسباق الدراجات الفرنسي والاختبارات النووية حيث تم تسجيل هذه التطورات والأحداث على جسمه، وأحيانا كان الحصان موقعا لعدد من الإعلانات التجارية.

دورين فيدلر
الاثنين 12 أكتوبر 2009