نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


حكاية أغنية حالمة للبيتلز






أغنية لكل العصور... تبدو جملة (ما فوقنا غير السماء) على مدخل مطار ليفربول، عبارة بلهاء عند من لا يعرفون تاريخها وموقعها في الضمير العالمي، اما اصحاب المعرفة الجيدة بتراث فرقة "البيتلز" التي انطلقت من تلك المدينة فيدركون على الفور ان الجملة الرومانسية الطموحة التي لا تعترف بسلطة الارضيين مهما كان جبروتهم مقتطعة من اشهر اغنية عالمية لجون لينون فأغنية (ايماجن) التي حصلت على مئات الجوائز وكانت الاولى على مدار حقب وعند جميع الاجيال تعود دوما للواجهة لسبب اخر غير السبب الذي اعادها الى بؤرة الاهتمام بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 .


  من كتب كلمات تلك الاغنية التي تتحدث عن الاخوة البشرية ونبذ الحروب والاحقاد وتمهيد مستقبل العالم للعيش بسلام ووئام ؟
هذا هو السؤال الذي يظهر ويختفي ولم يجد جوابه الحقيقي الار عام 2003 في البرنامج التلفزيوني ـ ارينا ـ الذي بثته القناة الثانية في التلفزيون البريطاني في العشرين من سبتمبر (ايلول) وقد كان هناك من يقول قبل هذا البرنامج ان حبيبة جون لينون اليابانية ـ اوكو اونو ـ هي التي كتبت كلمات اشهر اغنية في التاريخ الحديث.
وقبل ذلك البرنامج كانت صحيفة ـ صنداي يايمز ـ استبقت الحدث بتحقيق اعتمد معظمه على ذلك البرنامج الوثائقي مع مصادر اخرى واستنتجت محقة ان لينون نفسه اعترف في مقابلة تلفزيونية قبل اغتياله بيومين بان اونو هي صاحبة الكلمات وانه قام بتعديلات بسيطة على النص الذي اخذه من ديوانها (جريب فروت) الصادر عام 1965 .
ويقول اصدقاء الارملة الطروب ان أغنية ـ تخيل ـ مبنية على معاناة اونو وشقيقها في اليابان اثناء الحرب العالمية الثانية، فهناك وعند طفلين جائعين كان الخيال وحده يحول كسرة الخبز الى وليمة كما شاهدنا في احداث سوريا وتجويع اطفالها وحديث اطفال حمص عن الخيار وكأنه فاكهة من الجنة بعيدة المنال .
وما تزال ارملة لينون تؤكد الى اليوم ان خيالها هو الذي يساعدها دوما على النجاة فحين تشتد حولها الظروف القاهرة تستنجد بالخيال لينقلها الى عوالم اخرى بعيدا عن المشاكل والارق والقلق ونميمة الناس المؤذية.
وفي الاغنية التي تشجع على فتح الافاق الانسانية على مداها امام الحب والسلام والاخوة الخالية من المصالح والجشع نجد تحريضا على المبالغة في استخدام الخيال فلابأس ان يقول عنك المشككون انك مجرد حالم لانهم ذات يوم سيتبعونك الى عالم بلا حدود ٫ وبلا دول وايديولوجيات وودون ملكيات وجمهوريات ٫وكراهيات تدفعك الى ان تقتل احدا في سبيل مصلحة او تموت في سبيل عقيدة، والغريب ان هذه الاغنية التي اعتبرت ضد الكنيسة وانها خلقت انجيلا جديدا ومختلفا للعلمانيين ما لبثت ان تحولت الى ما يشبه الاناشيد الكنسية التي تغرف من نبع المحبة والسلام وتتم تلاوتها في المواسم الدينية .
وليس المهم من كتب هذه الكلمات، الأهم انها عاشت ولمست ارق وارهف الاوتار في النفس البشرية ٫ فاحلم وتخيل وتصور واسرح في احلام اليقظة وبالغ في استخدام المخيلة فهي بلغة محيي الدين عربي أجمل مخلوقات الله وكيف لا تكون؟ ووحدها بقواها السحرية الباهرة قادرة على ان تنقلنا بعيدا عن البشاعات التي تحيط بنا ولولاها لما كان هناك مهرب ولا ملاذ من دوائر الشر والبلادة ٫ والكراهية فالخيال حصان الحلم والمخيلة بوابة الأمل الجميل بعالم جديد اشهى وابهى وانقى من هذا العالم واحلى.

د .محيي الدين اللاذقاني
الاربعاء 2 ماي 2018