نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


دار مار الياس لرعاية المسنين في حلب واحة في جحيم الحرب




حلب (سوريا) - دار مار الياس لرعاية المسنين في وسط حلب (شمال سوريا)، محرومة من الكهرباء والهاتف منذ ستة اشهر، لكنها ما زالت واحة امان في مدينة كبيرة عصفت بها حرب مدمرة.


دار مار الياس لرعاية المسنين في حلب واحة في جحيم الحرب
ويعمد المسيحييون في هذه المدينة وبعض المحسنين الاثرياء ومتمردون الى تقديم مواد غذائية وادوية الى المسنين العشرة يوميا ويتألف دار مار الياس الذي تأسس في 1963 من عشرين غرفة تحوط برواق خلف باب من الحديد الاسود، في شارع ضيق يتناثر فيه الحطام والخرطوش الفارغ. وهي تقع على بعد امتار من خط الجبهة بين الجيش والمتمردين الذين يخوضون حرب عصابات في المدن منذ الصيف ،وقالت الاخت صونيا (75 عاما) الام الرئيسة لهذه المؤسسة "نستقبل المتروكين والمحتاجين". واضافت ان الدار "واحة للاستفادة من الحياة".
وذكرت ايفان وهبة (66 عاما) التي انضمت الى الدار قبل تسع سنوات لانها عجزت عن دفع ايجار منزلها "اذا ما شعرنا بالجوع فثمة دائما شيء نأكله".
وقال ميشال الاوبري (53 عاما) الذي لجأ الى دار مار الياس مع زوجته صاربي ماغاريان عندما اصابت قذيفة منزلهما "نحن مجموعة صغيرة لكننا نشكل كتلة ونتساعد. وهذا ما يجعلنا اقوياء".
ويقوم طبيب احيانا بزيارة الدار "وثمة مستوصف صغير قريب"، كما قالت الاخت ماري. واضافت "اذا ما احتجنا الى الادوية او التحاليل، تدفع الطائفة المسيحية كل التكاليف الطبية".
وغالبا ما يلتقي نزلاء الدار لتجاذب اطراف الحديث حول فنجان من القهوة في الغرفتين المشتركتين الوحيدتين اللتين تنعمان بالدفء المنبعث من مواقد الحطب في الدار.
لكن قرقعة آلة الحرب ليست بعيدة. وقالت الاخت ماري "نسمع اطلاق النار واصوات الانفجارات على مدار الساعة. وعندما لا نسمع اصوت اطلاق النار يساورنا القلق".
وقال ميشال الاوبري الذي يؤكد انه لا يغادر الدار إلا لشراء مواد غذائية "تخيفنا كثيرا القنابل والمعارك واحيانا نسمعها قريبة جدا من الدار. ساعتئذ يتعذر علي ان اخلد الى النوم".
واضاف "قبل ايام كنت امشي في الشارع فلامست رصاصة قناص قدمي" ولم تنج الدار نفسها من الحرب. فقد دمرت قذيفتان سقطتا على المبنى المجاور، نوافذها وباب المدخل.
واوضحت الاخت ماري "يقع حطام كل يوم في الباحة عندما تنفجر قذائف على مقربة" من الدار. وتعرب عن الاسف لتعذر حصولها على اخبار عما يحصل في بقية انحاء البلاد. وقالت "نحن معزولون عن العالم".
وعلى رغم المخاطر، تسهر هذه الاستاذة السابقة للغة الانكليزية بكل ما اوتيت من قوة ونشاط على المسنين في الدار. وتقول "عندما انزل الى الشارع ارى القناصة واقول لهم الا يطلقوا النار علي".
وقبل الحرب، كان المسنون يستقبلون ذويهم "لكن مع اندلاع المعارك، يخافون من المجيء لزيارتنا. ولا نستطيع تغيير الدار، ليس لدينا مكان آخر نذهب اليه. في اي حال، الحرب تشمل كل انحاء حلب".
واذ يضمر سكان آخرون في حلب الحقد على المتمردين الذين ادخلوا الحرب الى مدينتهم، يعمد مسنون الى كيل المديح للقائد حطاب الزعيم المحلي للجيش السوري الحر الذي يزورهم باستمرار.
وقالت صاربي ماغاريان "يجلب لنا المتمردون الخبز الطازج يوميا، يعاملوننا معاملة جيدة". واكدت "هم مسلمون ونحن مسيحيون لكن يجب الا يكون ديننا سببا للانقسام. نحن جميعا اخوة".
وخلصت الاخت ماري الى القول "نصلي كل يوم من اجل السلام. وعندما تقترب القذائف، نختبىء في الكنيسة لانها اكثر الاماكن امانا في الدار".

ا ف ب
السبت 5 يناير 2013