نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


ذكر بثياب انثى في ضيافة اسرة خليجية




الدوحة - نور محمد - حلقات مسلسل الخادمات الأسييويات في البيوت الخليجية لا ينقصها التجديد و التنوع ، فمن السرقات و الانحرافات الاخلاقية الي تعذيب الاطفال و ممارسة السحر و الشعوذة و حتى وصلت عدة مرات الى جرائم القتل ، الهدهد حصلت على قصة مختلفة حول مخدومة تكتشف بعد سته أشهر أن خادمتها رجل مكتمل الذكورة وليست كما تقول اوراقها أنثى.


ذكر  بثياب انثى  في ضيافة اسرة خليجية
ليس أكثر من خادمات المنازل موضوعاً يثار في كل المجالس الخليجية ، و ليس كمثله حديث يشكل حجر الاساس في كل الجلسات ، سواء النسائية او الرجالية ، و لن حكاية الخادمة الرجل تختلف في غرابتها ، و على الرغم من التكتم الذي احاطت به الاسرة محور الحكاية ومحاولة السلطات الرسمية لملمة القصة ، مراعا لسمعة الاسرة و حفاظا على صورتها امام المجتمع ، الا ان صحيفة الهدهد الدولية استطاعت ان تمسك خيوط الحكاية وقد جرت فصولها كما يلي :
ككل بيت خليجي ، إحتاجت السيدة (س) الى خادمة منزلية ، فتوجهت الى أحد مكاتب استقدام العماله المنتشرة و التى تتسابق في نشر اعلاناتها في الصحف المحلية ، مشيرة الى مصداقيتها و الى الوقت القياسي الذي يستغرقة جلب العمالة ولا ينسي الاشارة أيضا الى دقة المواعيد التي ما عاد من أحد على الإطلاق يثق فيها وذلك بعد تجارب و خبرات متراكمة من التعامل مع تلك المكاتب ، لكن السيدة "س" التي لا تملك سوى هذه الوسيلة ، توجهت الي واحد من هؤلاء المؤكدين التزامهم تجاه (العميل) و العميل هنا هو صاحب التأشيرة ، و تأشيرة الخادمة أو السائق وثيقة هامة تُثمن بسعر عال ، ولأن السيدة "س" عميل للمكتب ، قدم لها مجموعة من النماذج التي يصف كلاً منها خادمة من حيث الطول و العرض و السن و الحالة الإجتماعيه و اللغات التي تجيدها و الخبرات السابقة داخل أو خارج الخليج ، كما لا بد من توضيح المهارات التي تمتلكها الخادمة المعروضة على الورق أمام عملاء مكتب جلب العماله ، والمهارات أساسيه جدا لعملية الاختيار ، فمن تجيد رعاية الاطفال تصلح للاسرة الصغيرة في بداية التكوين ، في حين أسر أخرى تهتم بخادمة تجيد الطبخ فقط ، أو التنظيف فقط إذا كانت الاسرة قد أدخلت نظام التخصص و أعتمدت توصيف وظيفي لكل خادمة في المنزل و الذي يصل فيه عدد الخادمات الى ثلاث و هذا من الطبيعي ، و قد يرتفع الى أربعة في بعض الحالات ، أما مرتب الخادمة فلا يجب ان يقل عن الحد الذى طالب به بلد الخادمة الآسيوية أو الأفريقية .
السيدة "س" اختارت خادمة رأت فيها المواصفات التى تطلبها في الخادمة ، ودفعت مبلغا يقارب ال 2000 دولار أمريكي مع تأشيرة الدخول لمسؤول مكتب جلب العماله وبقيت على الإنتظار ضمن طابور من العملاء المحترمين الذين يتم تدليلهم حتى دفع التأشيرة طبعاً ، و بعد ثلاث شهور من الإنتظار – رغم وعود المكتب بأن لا حاجة لأكثر من إسبوعين لتصل الخادمة المنقذة – تصل أخيراً الخادمة بطلة القصة ، لتبدأ مرحلة أخرى من تخليص الاوراق الثبوتية و إجراءات الإقامة و إصدار بطاقة شخصية – برسوم تبلغ حوالي 150 دولار للعام ، هذا بالتوازي مع إجراءات الفحص الطبي للتأكد من الخلو من الأمراض المنقولة و المعدية ، ناهيك عن عدة مشاوير لشراء مستلزمات الحياة لضيف المنزل الجديد ، حيث تكاد الخادمة تصل بلا حقيبة على اعتبار ان كل الضروريات و الكماليات يلتزم بها الكفيل ، و قد التزمت "س" بتوفير الضروريات و الكماليات ، من فرشاة الاسنان الى كريمات الشعر و اليدين الي الملابس – بجميع أنواعها - لتبدأ الخادمة في الإعتياد على الأجواء الجديدة وممارسة عملها كمساعدة في الاعمال االمنزلية من تنظيف الغرف الى غسيل الملابس و كيها .
في حالة السيدة "س" ، فقد ألفت الخادمة البيت الذي تشارك أهله الاقامة به ، و سريعاً ما صار لها الحق في دخول غرف بنات السيدة "س" المراهقات لترتيب الأسرة ومسح الغبار و كنس الأرضيات إضافة الى رص الغسيل في الدواليب الخاصة بالصبايا الجميلات ، و اللاتي كن يتصرف بحرية تامة داخل البيت الذي ترأ س مجلس إدارته السيدة الوالدة (س) ، فكن يرتدين البجامات و ملابس النوم المريحة و الشفافة مع الإعتبار ان الخادمة الجديدة إمراة مسلمة لا بأس من مشاهدتها لما يجب ستره عن الآخرين .
أدت الخادمة مهامها المنزلية على خير وجة ، و مضى على تواجدها السلسل في بيت المخدومة ستة أشهر ، و انقضت بذلك الأشهر الثلاث الأولى التي يعتبرها مكتب جلب العمالة فترة "ضمان" يمكن إعادة الخادمة خلاله على حساب المكتب إذا لم تلقى الرضى من الكفيل ، بعد ستة أشهر ، شكت الخادمة الى مخدومتها من مغص معوى حاد ، فما كان من السيدة الا أن تسارع بها الى الطبيب ، الذي أراح الخادمة الى السرير و أرخى الستار ، و قام بإجراء الفحص الأكلينيكي الأولي .... ثم انه أزاح الستار و قد ارتسمت على وجهه علامات دهشة و غضب يداريه و قبل أن تسأل "س" عن النتيجة ، بادر بالقول : ياسيدتي ، خادمتك ذكر.
ليُسقط في يد "س" و آل بيتها جميعاً ، و ليصير عنوان الفلم الشهير " في بيتنا رجل" عنوان الحكاية الجديدة ، رجل آسيوي أراد العمل في الخليج فلم يفلح العثور على عمل كسائق أو حارس ، ووجد ان الطلب على الخادمات أكثر ألحاحاً ، فلجأ الى التزوير وسيلة متاحة ، و ساعده جسمه النحيل و الخطوط الانثوية في وجهه الى الى التنكر السريع و المتقن ، لتصير "س و بناتها " ضحية ، و لتصير حكايتة حديث المجالس .
أما البطلة "س" التي صارت تضرب أخماساً بأسداس ، و هي تتذكر كيف كان الخادمة /الرجل يعد الطعام و يرتب الطاولة و يرص الأطباق أمام العائلة التي أغلب أفراها من المراهقات ، و كيف سُمح له بدخول غرف النوم للترتيب و التنظيم ، تكاد لا تصدق أنها كانت تأوي رجلأ في ثوب خادمة ، و ليس أمام السيدة الا محاولة التناسي للمضى قدماً ، و التقدم الى مكتب آخر تقرأ إعلاناته في الصحف ، حول المصداقية و الالتزام ، لترفق التأشيرة التي عادت الى يدها بعد ترحيل الخادم/الخادمة الى بلادة بكل إحترام ، و تقدير حتى لا تنزعج العلاقات الدولية بين البلدين لأجل حادث فردي عابر ككل الحوادث التي تتسبب فيها الخادمات الشريفات ، ليس أمام "س" الا ان تعود فتختار من بين النماذج المقدمة لها نموذج يتطايق مع متطلباتها في الخادمة المطلوبة ، ليس امامها الا أن تدفع مبلغ 2000 دولار أمريكي و من ثم الانتظار لشهور آخرى و آخرى على أمل ان تحصل في النهاية على خادمة أمرأة ، ففي الخليج لا غنى عن الخادمة اذ يرفع الجميع ذات الشعار " الخادمات شر لا بد منه "

الدوحة - نور محمد
الاربعاء 18 مارس 2009