نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


"سوق الصفافير" الكويتي تاريخ طويل له محبوه في عالم المعادن




الكويت - أحمد المصري - يحتفظ سوق الصفافير بمكانته لدى الكويتيين لما يحمله بين أروقته وزواياه من ذكريات قديمة لاتزال عالقة في نفوس رواده ومحبيه الذين يتوافدون عليه من كل حدب وصوب لشراء احتياجاتهم مثل الأواني المنزلية والكاسات والأباريق والفوانيس والصناديق الخشبية المكسية بالنحاس المزخرف وهي أشياء تحمل الطابع الاصيل وتعبر عن موروثات الكويتيين .


"سوق الصفافير" الكويتي
"سوق الصفافير" الكويتي
أضحى سوق الصفافير بما يحمله من تاريخ طويل قبلة لمعظم الزوار من الكويتيين والخليجيين لكي يتابعوا من خلاله التطورات والجديد في عالم المعادن والاستمتاع بالماضي الجميل والقصص المرتبطة بكل قطعة في السوق.

ويعد سوق الصفافير في الكويت من أقدم الأسواق الشعبية القديمة وأحد معالمها التاريخية ، جرى نقله من داخل سوق السلاح في المباركية بالكويت العاصمة إلى منطقة شرق الصناعية في ستينيات القرن الماضي ، ويضم السوق 140محلا كلها حاليا مفتوحة وتدب فيها الحياة حيث يسمع صوت الضرب والطرق الكاسر بشكل غير متجانس طوال ساعات العمل .

يقول عبدالله معرفي لوكالة الانباء الالمانية ( د. ب.أ )والذي يعمل في السوق منذ عام 1962 إن الصفافير تعني تصفير النحاس وتلميعه أي تنظيفه وبالتالي تعود تسميته إلى مادة النحاس الأصفر الذي تصنع منه الأواني المنزلية والكاسات والملاعق والأباريق وإطارات الصور والفوانيس والقدور والصناديق الخشبية المرصعة بالنحاس التي تستخدمها النساء في تخزين بعض الأغراض والأشياء الخاصة بها.

ويضيف أن النحاس يعد المادة الأساسية للصناعات التي يشتهر بها السوق، ويسمى أصحاب المهنة الصفارون ولابد ان يكونوا من المهرة ، كان السوق في الخمسينيات داخل سوق السلاح في المباركية وبعد ذلك تم نقله إلى منطقة شرق الصناعية في مطلع الستينيات ومساحته لا تتجاوز 200 متر مربع، والآن خصص له مكان في منطقة الشويخ غير أن أصحاب المحال يرفضون الانتقال لأنه صغير لا يسع المحل فيه لقطعة حديد طولها ستة أمتار .

ويرى معرفي أن نقل السوق لا يمثل مشكلة أو صعوبة بالنسبة للزبائن في الوصول إليه لكن المشكلة تكمن في صغر مساحة المحال فيه والتي لا تكفي حتى لمباشرة العمل فيها .
وتحدث معرفي عن تطوير وتغيرات وإضافات جميلة على القطع لجذب الناس لذلك يحتاج العمل في هذه الحرفة إلى فن ودقة وصناع يتميزون بالمهارة والخبرة التي تمكنهم من تحقيق الجودة مع الاحتفاظ بالروح الاساسية للقطعة.
ويقول " يأتي الكويتيون للسوق لشراء ما يلزمهم من منتجات اساسية مثل المناقل ولوازمها واوتاد الخيام وخزانات الماء ودلال القهوة وصناديق الحديد وشوايات اللحم وغيرها من الأواني المخصصة للطبخ والمصنعة من الالمنيوم والحديد".

ويقول مجيد حسن على الذي يعمل في السوق منذ عام 1959 "كنت أصنع الخزانات الصغيرة للماء وكان عليها طلب كبير من الزبائن ولكن اليوم الحال اختلف عن الماضي، فقديما كانت الصناعات محدودة وبسيطة، أما اليوم فتعقدت الامور من حيث الاهتمام بالشكل والزخرفة والديكور إضافة إلى ما يطلبه الزبون من تصاميم وديكورات.

ويتابع " كان في السابق هناك اقبال من الكويتيين على تعليم هذه الحرفة حيث كان الكويتي يعمل بيده كل انواع الاواني المنزلية لكن ابناءهم الآن لا يفضلونها نظرا لضعف دخلها وتغيير الحالة الاقتصادية كما أن الزبائن كانوا في السابق يتوافدون بكثرة على السوق حتى اننا لم نكن نستطيع الجلوس لشرب كوب شاي والآن التكنولوجيا جلعت الناس تستغني عن الاغراض الحرفية القديمة وأصبح العالم يتغير، الناس زمان كانت تستخدم الطشت الذي نصنعه باليد في الغسيل ولكن بعد صناعة الغسالة استغنوا عنه " .

ويضيف " لم تختلف الصنعة الآن عن زمان ، فلا توجد أي آلة نستخدمها غير ماكينة اللحام لان كل شيء يتم صنعه بالأيدي وكنا نستطيع ان ننتهي من صناعة خزان ماء في يوم واحد وكان حجمه 20 في 20 واحيانا لا توجد ماكينة لحام فكنا نستخدم مادة "البلاك" في اللحام نشتريها من سوق السلاح بسعر رخيص وكانت المكاسب اكثر من الآن ، بينما الآن كل شيء يأتي جاهزا من الصين التي تقوم بتصدير كل شيء" .

ويقول إن عدد المحلات في السوق حوالي 140 جميعها مملوك للدولة التي تؤجرها بثمن قليل للكويتيين، وأغلبها كان مغلقا لكن الآن بعد نقل السوق أصبحت مفتوحة بالكامل ، ويأتي الزبائن إلى السوق من كل المحافظات ويزداد توافدهم خصوصا هذه الأيام مع دخول فصل الشتاء ويشترون كل شيء يحتاجونه من شوايات وصناديق وغيرها من أجل الاستخدام في موسم البر الذي يبدأ في اول شهر تشرين ثان/نوفمبرمن كل عام حيث يخرج الكويتون وعائلاتهم في الصحراء بالخيم من اجل الترفيه.

وأشار إلى أن الصناعة في السوق تطورت حاليا حيث يجري انتاج المراجيح الحديدية والمظلات والابواب والمباخر والمرشات التي تستخدم كديكورات في المعارض والبيوت وكذلك الصناديق الحديدية إلى جانب الطاولة الخشبية المطعمة بالنحاس التي تستخدم في التخزين وهي تجذب الخليجيين ويقبلون علي شرائها باستمرار وأضاف أن رواد السوق من الشباب وكبار السن أيضا.

ويقول رمي من الهند ويعمل في السوق منذ 10 أعوام إن المواد الخام المستخدمة في الصناعة يجري حاليا استيرادها من السعودية واليابان والهند ولكن أفضل الأنواع هي الياباني.
ويحصل رمي على راتب 250 دينارا كويتيا اي ما يعادل 700 دولار امريكي وهو متخصص في صناعة الصندوق الذي يأتي خشب ثم يقوم بطلائه بالنحاس وزخرفته بالنحاس ثم صباغته باللون ووضعه في الفرن لكي يتماسك.
ويقول " هناك طلب على هذا الصندوق وسعره يختلف من صندوق لآخر على حسب الحجم ، فهناك صندوق ثمنه 5 دينار وصندوق ثمنه 20 دينارا بينما الصندوق 80 في 45 ثمنه 40 دينارا ، وهناك طاولة الشاي ويبلغ ثمنها من 125 إلى 130 دينارا لأنها تلبيس نحاس " .

ويشير إلى أن الاغراض المكسية بالنحاس من الصندوق والطاولة المطلية بالنحاس تجذب الزبائن من خارج الكويت خاصة من السعودية وقطر والإمارات الذين يتوافدون على السوق أكثر من الكويتيين ويأخذون كميات كبيرة .

اما عباس الايراني والمتخصص في صناديق حصالة الاطفال يقول إن هذه الحرفة كانت مربحة في السابق أما الان ليست مربحة بسبب ما يجلبه التجار من الصين ، ويقول الكويتي عمر العازمي وهو من رواد المكان إن السوق يعتبر جزءا من التراث الكويتي القديم ففيه تصنع الاواني القديمة والصناديق المطلية بالنحاس بشكل زخرفي رائع مضيفا أن أفراد عائلته الكبيرة اعتادوا على القدوم إلى السوق عبر السنين لشراء كل ما يلزم البيت مؤكدا أن الصناعة اليدوية افخم واقوى من المستوردة .

أحمد المصري
الثلاثاء 5 نونبر 2013