نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


سياسيون تسللوا في غياب نظام مدني ...حملة وطنية لفصل الدين عن الدولة في العراق




لندن - انطقلت الحملة الوطنية لفصل الدين عن الدولة في العراق وهي حملة لإقناع العراقيين أن أفضل وسيلة لحكم العراق هي عبر تبني نظام مدني لا يُستغل فيه الدين لتحقيق مصالح شخصية وحزبية لبعض السياسيين الذي لا يستطيعون الفوز بأصوات الناس إلا عبر استخدام الدين الذي هو ملك للجميع وليس لفئة معينة.ويقول حميد الكفائي مدير مركز الدراسات الاجتماعية والاعلامية واحد منسقي الحملة ان الكثير من القادة الحاليين ماكانوا ليصلوا إلى أي منصب أو موقع قيادي لو أنهم عرضوا برامجهم السياسية على الناس، وهم في الحقيقة لا يمتلكون أي برنامج سياسي، لكنهم لجأوا لأساليب أخرى أدت إلىتعميق الفرقة بين العراقيين الذين عاشوا كشعب واحد لآلاف السنين. هذه الحملة لا تمتلك أي وسائل غير الإقناع عبر الحوار المباشر ووسائل الإعلام وهي منفتحة أمام اي فكرة يمكن أن تقود إلى إشاعة الوئام والسلام بين الناس جميعا. الموقِّعون على الحملة هم من طليعة المجتمع العراقي من كل الأديان والطوائف والتوجهات السياسية، من الرجال والنساء، وكثيرون منهم لم يدخلوا السياسة من قبل ولا يعتزمون دخولها وليس لهم أي هدف سوى رؤية عراق مزدهر مستقر ومتطور يبقى فيه الدين ساميا بقيمه السمحاء ورجاله الأفاضل بينما يحاسب أو يكافأ فيه السياسيون على طريقة إدارتهم للبلد، الذي هو ملك للجميع وليس لأتباع دين أو مذهب أو توجه سياسي معين، فمن أخطأ يترك الإدارة ومن نجح يستمر... لا نريد للدين أو رجاله - كما يقول بيان الحملة - أن يتحملوا وزر أخطاء السياسيين، بل نريدهم أن يبقوا مرشدين لجميع الناس وليسوا طرفا في جهة سياسية كما يراد لهم حاليا وتهدف الحملة الى جمع تواقيع تؤيد هذا التوجه الذي يرى فيه منسقوها حلا لازمات العراق المتلاحقة منذ الاستقلال


حميد الكفائي "يمين " أحد منسقي الحملة
حميد الكفائي "يمين " أحد منسقي الحملة
يدرك معظم العراقيين أن ولادة عراق ديمقراطي تزداد عسرا يوما بعد يوم، رغم تزايد رغبة الغالبية العظمى في الخروج من الازمات التي تعصف بالبلاد… وقد أصبح واضحا أن كل الجهود المخلصة للقضاء على الإرهاب وكشف الفساد وإلغاء التمييز، لم تصل إلى نتيجة حاسمة، ولن تصل ما دامت تتعامل مع نتائج المشاكل وليس جذورها.

المؤكد أن غالبية العراقيين يريدون نظاما متحضرا يخدمهم جميعا دون تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين أو التوجه السياسي، تماما مثل جميع الدول المتطورة، وهناك إدراك واسع أن معظم ازماتهم نابعة من استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية ومادية.

إذا كنا نريد بناء دولة متحضرة فعلينا أن ندرك أن جميع الدول المتحضرة تفصل بين الدين والسياسة، وأن جميع البلدان التي لا تفعل ذلك تعاني من أزمات شبيهة بالازمات التي نعاني منها.

لقد برهنت التجارب العملية عبر التأريخ، أن إقحام الدين في السياسة يهدف دائما إلى تحقيق مكاسب سياسية، وإلى إقصاء الخصوم عن الساحة، والخاسر الوحيد هم الناس العاديون الذين يحرمون من فرصة تصدي الأكفاء والخبراء المخلصين لإدارة شؤونهم.

لقد حان الوقت لتتوجه جميع الجهود نحو أساس المشكلة، بدلا من أن تدور في متاهات لن تفضي الى نتائج طيبة حاسمة، وأن نعلن عن حملة وطنية تتوجه الى جميع العراقيين للتوحد حول شعار وحيد صريح هو فصل الدين عن السياسة.

هذا الشعار يعني احتراما للدين وإعلاء لقيمه الروحية، وفي الوقت نفسه شفافية للسياسة وتفعيلا لمبدأ وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. وهو يعني أيضا إبعاد الدين عن السياسة لحمايته من صراعاتها، وحماية العمل السياسي من الذين يستغلون الدين لأغراض تضرُّ بالانسان ومصالحه الأساسية، ومما يدعو للتفاءل أن كثيرا من رجال الدين بدأوا يتفهمون هذا التوجه السليم ويؤيدونه، ويمتثلون لقيمهم الدينية بصورة تتلاءم مع قيم العصر ومتطلباته.

لقد حان الوقت لأن نكون صريحين مع أنفسنا ونواجه مشاكلنا بشجاعة ونبدأ العمل من أجل بناء دولة عصرية ذات دستور حر، يقوم على المبادئ والأسس الوطنية والإنسانية السليمة، وغير مهددة بالتحوّل الى دولة دينية أو طائفية أو عنصرية، تحت أي ذريعة. وهي في الوقت نفسه قادرة على احتضان كافة الأديان والطوائف والقوميات، كي يعيش الجميع بأخوة وسلام، رائدهم العراق وطناً للجميع.

إن الحملة الوطنية لفصل الدين عن السياسة، تنتظر جهود جميع العراقيين، التي ستتكلل حتما بالنجاح في تحقيق سلامة العمل السياسي، وسلامة الدين معاً، وإنصاف الناس جميعا والتعامل معهم على أساس المواطنة والانسانية.

فصل الدين عن السياسة، هو الشعار الوحيد الذي ترفعه هذه الحملة، وهي بلا زعماء ولا تسعى إلى أي دور سياسي، أو أية منفعة خاصة، وتأييد هذه الحملة لا يتعارض مع موقع الشخص المؤيد أو انتمائه لأي تجمع أو كتلة سياسية.

العراقيون جميعا، مواطنين عاديين وسياسيين وأكاديميين وإعلاميين ومثقفين ومهنيين ومعلقين وكتاب ورجال أعمال وناشطين في حقوق الإنسان، مدعوون الى تأييد هذه الحملة، التي لنا أمل كبير بأنها ستحقق هدفها حين تكون عنوانا كبيرا في الحياة السياسية، لتضع مسيرة بلادنا على طريق التقدم والازدهار.

نريد عراقا متحضرا، متسلحا بقوة العلوم الحديثة ومستلهما القيم السماوية السمحاء التي لا تفرق بين البشر، والتي تؤمن جميعا بأن خير الناس من نفع الناس.

جميع مؤيدي هذه الحملة، يمكنهم الترويج لها والحديث عنا في كل مناسبة، فهي حملتنا جميعا، طالما كنا ندور في محور فصل الدين عن السياسة، ونحن على ثقة بأن كل مؤيد للحملة يستطيع اقناع عدد من العراقيين بأن هذا هو السبيل الوحيد لانقاذ البلاد، ولو فعل كل منا ذلك فسوف نصل الى غالبية العراقيين في وقت قريب.

لندن - الهدهد
الخميس 20 يناير 2011