نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


صباح الخير من حلب... اذاعة "نسائم سوريا" صلة الوصل بين مجتمع المدينة





حلب - نطونيو بامبليغا
- صباح كل يوم، يحيي السوري وائل عادل من خلف ميكروفونه مستمعي اذاعة "نسائم سوريا"، التي يرغب في ان تكون صلة وصل بين الاحياء الخاضعة لسيطرة نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضين له في حلب كبرى مدن شمال البلاد.


صباح الخير من حلب... اذاعة "نسائم سوريا" صلة الوصل بين مجتمع المدينة
 
في بعض الاحيان، يطلق هذا الشاب البالغ من العمر 30 عاما عبارة "صباح الخير فييتنام" على مسامع الحلبيين، في اشارة الى فيلم أميركي شهير يحمل العنوان نفسه، ويروي قصة مذيع في اذاعة عسكرية إبان حرب فييتنام.

ويقول وائل لوكالة فرانس برس "منذ ان شاهدت الفيلم، رغبت دائما في ترداد هذه العبارة".

وفي استديو غلفت جدرانه بعلب الكرتون المخصصة للبيض كوسيلة لعزل الصوت، يحضر وائل أوراقه قبل بدء التسجيل، اذ يحول نقص التجهيزات دون قيام الناشطين الصحافيين في هذه المدينة التي مزقها النزاع السوري منذ اكثر من عام، بالقيام ببث مباشر.

ويعمد هؤلاء الى تسجيل برامجهم، قبل ان يقوم ببثها زملاؤهم الموجودين في الاراضي التركية.

ويقول وائل الحائز إجازة في فقه اللغة العربية من جامعة حلب قبل ان يصبح "مديرا" للاذاعة، "كنا نرغب في إجراء بث مباشر، لكن ذلك مستحيل لغياب مهندس للصوت او الوسائل التقنية التي تسمح لنا بذلك".

وعلى رغم تجهيزاتها شبه البدائية، تبث "نسائم سوريا" التي تأسست مطلع العام 2013، على مدار الساعة وسبعة ايام في الاسبوع، معتمدة على جهود ستة موظفين في سوريا ومثلهم في تركيا.

ويشير وائل الى انه شعر قبل تسعة اشهر بالحاجة الى تأسيس الاذاعة.

ويوضح انه "في حلب، لم يعد ثمة كهرباء او تلفزيون، وبات الناس لا يدركون ماذا يجري في مدينتهم او باقي انحاء البلاد" الغارقة في نزاع دام منذ منتصف آذار/مارس 2011.

وتوفر الاذاعة كذلك دعما معنويا للسكان. ويقول وائل بفخر "العديد من الناس يستمعون الى +نسائم سوريا+ حتى لا يشعروا بالوحدة".

خلال الشهر الاول من انطلاقها، اقتصر بث الاذاعة على شبكة الانترنت، قبل ان يتوسع تدريجيا بعد تثبيت هوائيين في حلب، واثنين آخرين في الرقة (شمال).

وحظيت الاذاعة بانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اذ تحظى بـأكثر من 26 ألف اشارة "لايك" ("اعجبني") على موقع "فيسبوك".

ويؤكد وائل ان "الاذاعة لم تكن معروفة في حلب على نطاق واسع، لانه لم يكن في امكان السكان الاستماع اليها في غياب الاتصال بشبكة الانترنت، لكننا اكتسبنا المستمعين رويدا رويدا"، مشيرا الى انه عمد كذلك الى نشر شعار الاذاعة في اماكن مختلفة من حلب للترويج لها.


ويقول وائل ان عددا من اصدقائه المقيمين في أحياء خاضعة لسيطرة نظام الرئيس بشار الاسد "يستمعون الى الاذاعة في شكل يومي".

ويؤكد ان "سائقي سيارات الاجرة هم أفضل المستمعين، لانهم يبقون المذياع شغالا طوال اليوم. عندما يتعرفون الى صوتي، اشعر بالفخر بما أقوم به".

وعانت الاذاعة من صعوبات في الاشهر الاولى ويقول باهر (22 عاما)، احد العاملين فيها، ان "الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي حال دون تمكننا من ارسال تقاريرنا الى تركيا".

حاليا، تقوم الاذاعة ببث ثلاثة برامج اسبوعية، احدها عن الحياة اليومية في المدينة، والثاني عن الصحة، ويستضيف طبيبا.

ويوضح باهر انه "بسبب انقطاع خطوط الاتصال الهاتفي في حلب، لم يعد في امكان أحد (من المستعمين) طرح الاسئلة، لذا نطلب مسبقا من الناس في الشوارع طرح اسئلتهم، ونقوم بالاجابة عنها في الاستوديو".

الا ان البرنامج الثالث للاذاعة هو الذي يحقق النجاح الابرز، اذ انه برنامج هزلي يسخر فيه ممثلان من الهموم اليومية في حلب.

ويقول باهر ان "الناس يعشقون هذا الامر، لانه من غير السهل ان يضحكوا في زمن الحرب".

اثناء قيادته سيارة الاجرة، يبحث ابو علي عن "نسائم سوريا" التي تبث عبر الموجة 98,5 "اف ام". ويقول "احب هذه الاذاعة لانه يمكننا الاستماع اليها كعائلة".

من جهته، يروي أبو حسن العامل في الاذاعة صعوبات المهنة.

ويوضح هذا الطالب الذي يتخصص في الصحافة "يخاف الناس اجمالا من التحدث الينا لانهم يتنقلون في الاحياء التي يسيطر عليها النظام، ويخشون ان يتم التعرف الى اصواتهم والزج بهم في السجون".

يضيف متهكما "وكأن النظام غير مشغول سوى بالاستماع الى الاذاعة".

ويقول ابو حسن ان مقاتلين معارضين من الجيش السوري الحر "هددونا بالسجن الاسبوع الماضي لاننا كنا نجري مقابلات مع الناس في الشارع. اتهمونا باننا مخبرون للنظام".

رغم ذلك، يبني وائل طموحات غير محدودة حول هذه الاذاعة التي تمثل كل ما لديه. ويقول "يوما ما، أرغب في إطلاق قناة تلفزيونية".

- نطونيو بامبليغا - ا ف ب
الخميس 26 سبتمبر 2013