
وفي إسلام آباد ، كان هناك غضب ازاء الاجراء احادي الجانب الذي قامت به واشنطن على الاراضي الباكستانية في الوقت الذي اصبحت فيه العلاقات المليئة بالمشاكل بالفعل بين الجانبين أكثر توترا.
وبعد مرور عام ، لايزال المسئولون الأمريكيون يطرحون تساؤلات عن عدم استطاعة السلطات الباكستانية التعرف على مكان اقامة بن لادن ، الكيفية التي تستطيع بها الدولتان التغلب على انعدام الثقة في العمل معا في المستقبل.
وقال عضو الكونجرس ادوار رويس في جلسة استماع هذا الشهر "لقد عاش أسامة بن لادن في خمسة منازل في باكستان وأنجب أربعة أطفال هناك ، وكانت برفقته زوجتان ، وولد اثنان من الاطفال في مستشفيات عامة ، وبرغم كل ذلك ، لم تعرف الحكومة الباكستانية شيئا واحدا عن مكان وجوده".
وبرغم ذلك ، أشار دبلوماسيون و مسئولون عسكريون أمريكيون الى أنه ليس هناك دليل على تواطؤ اسلام أباد.
وقال دانيل بنجامين مسئول بوزارة الخارجية الامريكية " نرى أن هذا أمر لافت للنظر ، لكن ليس لدينا حتى هذه اللحظة أي دليل يشير إلى أنه كان لدى الحكومة الباكستانية نفسها أي علم بمكان وجود بن لادن".
ولكن لم تكن غارة بن لادن وحدها هى التي أدت إلى مزيد من التدهور في العلاقات بعد سنوات من الصدام بشأن دولة أفغانستان المجاورة.
ففي كانون ثان/يناير عام 2011 ، تم اطلاق النار على شخصين محليين من جانب متعاقد مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي اي ايه) في لاهور وأعقبه الهجوم على بن لادن وقتل 24 جنديا باكستانيا في منطقة حدودية في تشرين ثان/نوفمبر الماضي.
وعلى الجانب الأمريكي ، تسبب انعدام الثقة في تعليق المساعدات العسكرية إلى باكستان العام الماضي.
وقال شجاع نواز مدير مركز جنوب آسيا بالمجلس الاطلنطي بواشنطن "انه الأثر التراكمي لهذه السلسلة من الأحداث التي حقا هوت بهذه العلاقة الى الدرك الاسفل".
فقد أغلقت باكستان جميع طرق امدادات حلف الناتو المارة عبر أراضيها وعلقت التعاون وكلفت البرلمان بوضع مبادئ ارشادية بشأن العلاقات المستقبلية ردا على الغارة الجوية على الحدود.
وبعد أسابيع من المناقشات ، اقترح المشرعون في 12 نيسان/ابريل الجاري السماح بمرور شحنات معظم الإمدادات ، ولكن ليس الأسلحة. وجعلوا تطبيع العلاقات مشروطا باعتذار الولايات المتحدة على الهجوم الحدودي وتعليق هجمات الطائرات بدون طيار.
وقال حسن عسكري محلل سياسي إن "بعض مطالب باكستان ، كالاعتذار وانهاء هجمات الطائرات بدون طيار ، تبدو كقائمة أمنيات.. حيث يجب موازنة هذه المطالب بما تتوقعه الولايات المتحدة من باكستان في المقابل".
ولم يعلق المسئولون الامريكيون علانية ، مشددين على أنه سيتم اجراء محادثات سرية ، ولكنهم أعربوا عن أملهم في امكانية تحسن العلاقات.
وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية " نمر بفترة صعبة إلى حد ما مع باكستان ونأمل حاليا في الخروج منها".
وأضاف "موقفنا بهذا الخصوص هو أننا مستعدون للاستماع لمخاوف (باكستان) ومحاولة معالجتها بافضل طريقة حسبما نستطيع".
وقال نواز إن العديد من المتغيرات قد تعوق احراز تقدم ، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية الأمريكية واحتمال اجراء انتخابات جديدة في باكستان وأفغانستان.
وأضاف أن "الخطوة الأولى في الواقع لكلا الجانبين تتمثل في محاولة إعادة بناء الثقة قبل اتخاذ أي إجراءات ملموسة ، وبحث نوع الأفعال وردود الأفعال التي بامكانها استعادة (تلك الثقة)".
و هناك أيضا القضية الشائكة المتمثلة في الهجمات بالطائرات بدون طيار والتي لم تعترف بها الولايات المتحدة رسميا. وذكرت صحيفة "دون" الباكستانية الاسبوع الماضي أن باكستان تجرى محادثات مع الولايات المتحدة حول "القيادة المشتركة" لحملة الطائرات بدون طيار.
و جزء من المشكلة يرجع إلى عدم رغبة باكستان في اتخاذ اجراءات ضد كبار قادة طالبان الذين لجأوا الى المنطقة القبلية في باكستان بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان. وعلى الرغم من حصولها على مليارات الدولارات لمحاربة المسلحين ، لم تقم باكستان ابدا بأي جهد قوي لتحييدهم.
وبدلا من ذلك ، أبقت وكالة المخابرات المشتركة الباكستانية على علاقات وثيقة مع حركة طالبان. واشتكت واشنطن في باديء الامر من ذلك ثم انتقدت باكستان علانية اخيرا لعدم بذلها جهد كاف لوقف الغارات عبر الحدود ، ولكنها لم تجد أذنا صاغية.
ونظرا لشعورها بالاحباط جراء عدم التعاون ، شنت وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي اي ايه) هجمات بطائرات بدون طيار أسفرت عن مقتل بعض المسلحين البارزين ، لكن باكستان تعارض الضربات الجوية باعتبارها انتهاكا لسيادتها وتسفر أيضا عن مقتل مدنيين أبرياء.
وقال حسن عسكري إن هناك مشاكل أعمق حيث أن إعادة فتح طرق الإمدادات لن يحل مشكلة انعدام الثقة المتزايدة وتضارب المصالح في أفغانستان.
وأضاف أن "المستقبل سيكون صعبا بسبب عدم الثقة المتبادلة ، وعدم تطابق وجهات نظر الجانبين بشأن مجموعة من القضايا مما سيؤدي الى استمرار التوتر في العلاقات االمستقبلية بينهما حتى بعدانسحاب أمريكا من أفغانستان".
وبعد مرور عام ، لايزال المسئولون الأمريكيون يطرحون تساؤلات عن عدم استطاعة السلطات الباكستانية التعرف على مكان اقامة بن لادن ، الكيفية التي تستطيع بها الدولتان التغلب على انعدام الثقة في العمل معا في المستقبل.
وقال عضو الكونجرس ادوار رويس في جلسة استماع هذا الشهر "لقد عاش أسامة بن لادن في خمسة منازل في باكستان وأنجب أربعة أطفال هناك ، وكانت برفقته زوجتان ، وولد اثنان من الاطفال في مستشفيات عامة ، وبرغم كل ذلك ، لم تعرف الحكومة الباكستانية شيئا واحدا عن مكان وجوده".
وبرغم ذلك ، أشار دبلوماسيون و مسئولون عسكريون أمريكيون الى أنه ليس هناك دليل على تواطؤ اسلام أباد.
وقال دانيل بنجامين مسئول بوزارة الخارجية الامريكية " نرى أن هذا أمر لافت للنظر ، لكن ليس لدينا حتى هذه اللحظة أي دليل يشير إلى أنه كان لدى الحكومة الباكستانية نفسها أي علم بمكان وجود بن لادن".
ولكن لم تكن غارة بن لادن وحدها هى التي أدت إلى مزيد من التدهور في العلاقات بعد سنوات من الصدام بشأن دولة أفغانستان المجاورة.
ففي كانون ثان/يناير عام 2011 ، تم اطلاق النار على شخصين محليين من جانب متعاقد مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي اي ايه) في لاهور وأعقبه الهجوم على بن لادن وقتل 24 جنديا باكستانيا في منطقة حدودية في تشرين ثان/نوفمبر الماضي.
وعلى الجانب الأمريكي ، تسبب انعدام الثقة في تعليق المساعدات العسكرية إلى باكستان العام الماضي.
وقال شجاع نواز مدير مركز جنوب آسيا بالمجلس الاطلنطي بواشنطن "انه الأثر التراكمي لهذه السلسلة من الأحداث التي حقا هوت بهذه العلاقة الى الدرك الاسفل".
فقد أغلقت باكستان جميع طرق امدادات حلف الناتو المارة عبر أراضيها وعلقت التعاون وكلفت البرلمان بوضع مبادئ ارشادية بشأن العلاقات المستقبلية ردا على الغارة الجوية على الحدود.
وبعد أسابيع من المناقشات ، اقترح المشرعون في 12 نيسان/ابريل الجاري السماح بمرور شحنات معظم الإمدادات ، ولكن ليس الأسلحة. وجعلوا تطبيع العلاقات مشروطا باعتذار الولايات المتحدة على الهجوم الحدودي وتعليق هجمات الطائرات بدون طيار.
وقال حسن عسكري محلل سياسي إن "بعض مطالب باكستان ، كالاعتذار وانهاء هجمات الطائرات بدون طيار ، تبدو كقائمة أمنيات.. حيث يجب موازنة هذه المطالب بما تتوقعه الولايات المتحدة من باكستان في المقابل".
ولم يعلق المسئولون الامريكيون علانية ، مشددين على أنه سيتم اجراء محادثات سرية ، ولكنهم أعربوا عن أملهم في امكانية تحسن العلاقات.
وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية " نمر بفترة صعبة إلى حد ما مع باكستان ونأمل حاليا في الخروج منها".
وأضاف "موقفنا بهذا الخصوص هو أننا مستعدون للاستماع لمخاوف (باكستان) ومحاولة معالجتها بافضل طريقة حسبما نستطيع".
وقال نواز إن العديد من المتغيرات قد تعوق احراز تقدم ، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية الأمريكية واحتمال اجراء انتخابات جديدة في باكستان وأفغانستان.
وأضاف أن "الخطوة الأولى في الواقع لكلا الجانبين تتمثل في محاولة إعادة بناء الثقة قبل اتخاذ أي إجراءات ملموسة ، وبحث نوع الأفعال وردود الأفعال التي بامكانها استعادة (تلك الثقة)".
و هناك أيضا القضية الشائكة المتمثلة في الهجمات بالطائرات بدون طيار والتي لم تعترف بها الولايات المتحدة رسميا. وذكرت صحيفة "دون" الباكستانية الاسبوع الماضي أن باكستان تجرى محادثات مع الولايات المتحدة حول "القيادة المشتركة" لحملة الطائرات بدون طيار.
و جزء من المشكلة يرجع إلى عدم رغبة باكستان في اتخاذ اجراءات ضد كبار قادة طالبان الذين لجأوا الى المنطقة القبلية في باكستان بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان. وعلى الرغم من حصولها على مليارات الدولارات لمحاربة المسلحين ، لم تقم باكستان ابدا بأي جهد قوي لتحييدهم.
وبدلا من ذلك ، أبقت وكالة المخابرات المشتركة الباكستانية على علاقات وثيقة مع حركة طالبان. واشتكت واشنطن في باديء الامر من ذلك ثم انتقدت باكستان علانية اخيرا لعدم بذلها جهد كاف لوقف الغارات عبر الحدود ، ولكنها لم تجد أذنا صاغية.
ونظرا لشعورها بالاحباط جراء عدم التعاون ، شنت وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي اي ايه) هجمات بطائرات بدون طيار أسفرت عن مقتل بعض المسلحين البارزين ، لكن باكستان تعارض الضربات الجوية باعتبارها انتهاكا لسيادتها وتسفر أيضا عن مقتل مدنيين أبرياء.
وقال حسن عسكري إن هناك مشاكل أعمق حيث أن إعادة فتح طرق الإمدادات لن يحل مشكلة انعدام الثقة المتزايدة وتضارب المصالح في أفغانستان.
وأضاف أن "المستقبل سيكون صعبا بسبب عدم الثقة المتبادلة ، وعدم تطابق وجهات نظر الجانبين بشأن مجموعة من القضايا مما سيؤدي الى استمرار التوتر في العلاقات االمستقبلية بينهما حتى بعدانسحاب أمريكا من أفغانستان".