زهرة الربيع والأنانية
«أنا وردة الربيع في وسط حقل من الورود المشابهة» فكرت الوردة وتابعت، «لا يمكن تقدير جمالي بالمطلق بين هذا الكم من الورود».
رد عليها الملاك الذي سمع ما قالته:
لكنك جميلة!
-نعم، غير أني أريد أن أكون متفردة!
وليتفادى الملاك شكواها، نقلها إلى ساحة في المدينة.
بعد مضي أيام زار المحافظ الساحة برفقة جنائني كي يتم تجديد الموقع، وألقى بتعليماته قائلا:
- لا شيء مهما في هذا المكان، احفر الأحواض وازرع زهر الغرنوقي.
وهنا صاحت وردة الربيع قائلة:
- لحظة من فضلك، إن فعلت ذلك ستقتلني!
فرد المحافظ:
- لو كان هناك الكثير منك، لكنا استطعنا تقديم تنسيق جميل. وللأسف ما من ورود تشبهك في المحيط، وأنت بمفردك لا تشكلين حديقة.
وأنهى كلامه باقتلاع جذور الوردة.
الشيهم * والتضامن
وصف القارئ ألفارو كونيغودوس، كيف ماتت العديد من الحيوانات من البرد خلال عصر الجليد، فاستوعبت فصيلة الشيهم الموقف وقررت التضامن فيما بينها، لتحظى بالدفء والحماية.
وما إن تجمعت حتى اشتبكت ظهورها مع بعضها البعض، فاضطرت إلى التفرق كل في سبيله. واستمرت في الموت بردا. لم يكن أمامها سوى خيارين، إما الاختفاء عن سطح الكرة الأرضية، وإما تحمل الاشتباك فيما بينها.
وبحكمة عادوا إلى التجمع، وتحملوا العيش مع جراحهم الصغيرة الناتجة من تقاربهم، لهدف أسمى وهو الدفء والبقاء.
وهكذا كتبت لهم الحياة.
* الشيهم: حيوان شائك من القوارض
------------------------------------
www.paulocoelhoblog.com


الصفحات
سياسة








