نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


قلق ورعب وحواجز أمنية والحياة تسير بطيئة كئيبة في دمشق




دمشق - جوني عبو - يشكل مقهى " الكمال" الشعبي في قلب العاصمة السورية دمشق، حالة خاصة بين مقاهي العاصمة، ليس بسبب أسعاره الزهيدة فقط في ظل غلاء فاحش متزايد في سورية، ولكن كونه أحد المقاهي النادرة الذي ما زال يفتح أبوابه حتى منتصف الليل برغم كل الظروف الأمنية الخطيرة حاليا .


قلق ورعب وحواجز أمنية والحياة تسير بطيئة كئيبة في دمشق
ورغم أن المقهى العريق ما زال يستقبل رواده حتى ساعة متأخرة، إلا أن هؤلاء يشغلون عددا قليلا من الطاولات، مقارنة بامتلائه في مثل هذه الأوقات عادة أو على مدار أيام السنة ، إذ يحوي المقهى الشعبي اكثر من ألف كرسي  ويتسع مع افتتاح صالته الصيفية إلى نحو1500 الى1000 كرسي في أوقات الذروةفي صالتيه الصيفية والشتوية وفق تأكيد أحد العاملين فيه.
يقول رياض وهو نادل في المقهى" منذ12 عاما اعمل هنا اقضي اغلب وقتي في خدمة الزبائن ، اعرفهم جيدا ويعرفوني ، اقدم طلباتهم دون أن يتكلموا فاحضرها بعدأن امسح لهم الطاولة ، أحيانا أتسامر مع احدهم في حال تأخر صديقه أو ضيفه ، زبائننا اليوميين اصبحوا كأهل البيت ... " .
في خلال الأزمة التي تطحن البلاد والعباد ، كما بات معروفا ، تأثرت المقاهي والمطاعم في دمشق  وفي غيرها من المناطق ،بشكل كبير لأكثر من سبب، فيما أصبح عدد كبير منها يغلق أبوابه مبكرا بعد تردي الوضع الأمني الذي أدى بدوره إلى تراجع العمل وإقبال السكان على زيارة المقاهيأو المطاعم فضلا عن تزايد رهيب في الأسعار.
ويرى هافال وهو شاب سوري كردي يقدم" جمرة الاركيلة او الشيشة" إنني أعاني كل يوم خلال طريق عودتي إلى المنزل، ويضيف في حديثه لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إنه يفضل لو أن المقهى يحذو حذو مطاعم دمشق الأخرى ويغلق باكرا حتى يجد مواصلات عامة تقله إلى بيته ،أو على الأقل اصل دون خوف وقلق".
ويضف الشاب الكردي الذي يسكن في غرفة صغيرة في إحدى الضواحي البعيدة عن عمله أن"الإكراميات" لم تعد كما كانت، أصبحت ضعيفة الناس بحاجةإلى المال كثيرا هذهالايام الجميع فقد عملهأو جزءاكبيرامنه ، لذلك كلما ذهبت إلى المنزل باكرا كلما كان أفضل ، لا اضطرإلىتاكسي، افضل استخدام السرفيس لانهاأرخص” .
والأمر اللافت في مقهى الكمال هذه الأيام هو التوسعة التي يقوم بها إذانه يجهز لإغلاق صالته الصيفية وضمها للصالة الشتوية ، في حين معظم السوريين يفرون من أتون العنف والحرب الطاحنة ،وهو الأمر الذي يثير الدهشةوالتساؤل لدى معظم رواد المقهى ؟
يجيب احمد احد الإداريين الماليين الذي يجلس في صدر المقهى يحاسب الزبائن ويراقب العمل وهو رجل كبير في السن نسبيا ، يجيب على هذا التساؤل قائلا" المقهى عمره عشرات السنين ، هو من معالم دمشق ، هذه المدينة مرت عليها الكثير من الظروف القاسية ، والحروب والغرباء كلهم رحلواوهي باقية ، السكان سيبقون على عاداتهم غالبا ، المقهى حياة بالنسبة لهم ، نحن نريدأن نعطي إحساساللناسإننا هنا باقون ، مهما اشتدت المحن ،نريدأن نقول لهم سنكون بخير يوما وان طال الوقت بعض الشيء ، لا تخافوا العائلة السورية تكبر...أنا لا أرىأن الأوضاع اليوم عادية لكني أبقىمتفائلا" .
أما سلسلة مطاعم ومقاهي" ساليه سوكريه " ذات اللون الشبابي غالبا ،عدلت من برنامج دوامها، رغم أنها تقع جغرافيا في حي الروضة الأمن نسبيا والقريب إلى القصر الرئاسي ، أصبحت تغلق أبوابها الساعة التاسعة مساء بدلا من الواحدة بعد منتصف الليل.
ويقول حسام ، وهو أحد المشرفين في الشركة صاحبة الامتياز، إن هذا القرار يعود لسبيين، أولهما اقتصادي ، متعلق بتراجع حركة العمل ، والثاني حفاظا على العاملين في فرعي المطعم في منطقة الروضة وساحة العباسيين.
ويوضح حسام لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) أن"فرع المطعم في ساحة العباسيين يشهد إقبالا ضعيفا للغاية منذ أشهر خلت" مضيفا أن الفرع الآخر في ساحة الروضة"يشهد هو الآخر إقبالا ضعيفا لكنه يبقى في منطقة أكثر أمانا وهدوءا".
أما إدارة مطعم الصديق في منطقة القنوات في دمشق العتيقة ، وهو أحد أشهر مطاعم اللحمة المشوية على الفحم"الشاورما"، قررت تعديل برنامج المطعمهي أيضا، فأعلنت يوم الجمعة كعطلة أسبوعية، فيما يقتصر استقبال الزبائنعلى الفترة من الواحدة حتى الخامسة عصرا، بعد أن كان المطعم في فترة سابقةيستقبل زبائنه بعد منتصفالليل ، حتى المقاهي والمطاعم التي تعمل ، تستمر بنصف أو ربع طاقتها في الأوقات العادية.
ومن إحصائية غير رسمية ،أو جولة ميدانية يتبينأن عشرات المقاهي والمطاعم في العاصمة وريفها أغلقتجراء دوامة العنف سيما تلك الواقعة في الريف والتي كانت ملاذا للعائلات السوريةأيام العطل ، ما سبب خسائر كبيرة في فرص العمل ودخولات السوريين وانعكس سلبا على أحوالهم الاجتماعية والنفسية.
ويرى العديد من رجال الأعمال والمستثمرين السوريين والعرب انه بات من الصعب هذه الأيام استمرار أي عمل في سورية، ليس مهن ترفيهية فقطأو مقاهي ومطاعم ، الحالة العامة حالة حرب والطرق تقطعت ، التضخم في العملة يزداد وعامل الأمان إلى تراجع كبير حالات الخطف وطلب الفدية في تزايد ، عمل البنوك شبه متوقف ،الحياة تسير ببطيء ، حركة المطارات شحيحة ، القلق والرعب والحواجز الأمنية في كل مكان .

جوني عبو
الاربعاء 12 ديسمبر 2012