نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


مجموعة الثماني تحولت الى ناد مغلق وبدأت تخسر بعض نفوذها لصالح الدول الصاعدة أقتصاديا




لاكويلا - دايف كلارك وآن شاون - بعدما كانت دول مجموعة الثمانية الثرية تهيمن بالامس على الساحة الدولية، باتت اليوم مرغمة على افساح المجال للدول الصاعدة التي باتت تشاطرها النفوذ وقد انضمت الى قمتها في لاكويلا بايطاليا.
ومع صعود الاقتصاديات الناشئة مثل الصين والبرازيل والهند، فقد هذا النادي المغلق الذي يضم الولايات المتحدة واليابان وكندا وفرنسا والمانيا وبريطانيا وايطاليا وروسيا سيطرته.


مجموعة الثماني تحولت الى ناد مغلق وبدأت تخسر بعض نفوذها لصالح الدول الصاعدة أقتصاديا
تشكلت مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني في سبعينيات القرن الماضي في اعقاب الازمات النفطية بهدف تنسيق السياسات الاقتصادية للديموقراطيات الصناعية الكبرى.
ويعتقد العديدون انه "لم يعد من الممكن ان تبقى تسوية المشكلات التي نواجهها حكرا على الدول الصناعية وحدها"، بحسب تعبير المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
ودعت مجموعة الدول الناشئة الخمس الكبرى (الصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل والمكسيك) في بيان الاربعاء الى "ادارة عالمية جديدة مبنية على التعددية".
ورأى المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان "اننا في مرحلة انتقالية بين .. مجموعة الثماني وصيغة اوسع تضم الدول الناشئة وممثلين عن الدول المتدنية الدخل. والشكل الذي ستتخذه هذه الصيغة في المستقبل لم يتضح بعد تماما على الارجح".
وطرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من جهته فكرة "مجموعة ال14" وفق صيغة فرضت نفسها بحكم الامر الواقع الخميس في لاكويلا.
وتضم مجموعة ال14 دول مجموعة الثماني ومجموعة الخمس زائد دولة ضيفة هي مصر.
وقال ساركوزي خلال مؤتمر صحافي في لاكويلا "اعربنا مع الرئيس (البرازيلي ايناسيو) لولا (دا سيلفا) عن عزمنا على تطوير مجموعة الثماني. هذا لا يعني ان مجموعة الثماني لا فائدة لها، بل من الواضح ان تمثيلها غير كاف" لمواجهة التحديات الكبرى المطروحة.
وقال "هناك مجموعة الثماني، ومجموعة الخمس ومجموعة الست. اقترحنا مع لولا ان نضم المجموعتين في اقرب وقت ممكن لتشكل مجموعة ال14".
غير ان هذه الصيغة تستبعد العديد من الاقتصاديات المهمة في افريقيا واميركا اللاتينية واسيا والعالم العربي.
وشهدت الاشهر الماضية بروز "مجموعة العشرين" التي تضم بلدان مجموعة الثماني ومجموعة الخمس اضافة الى الارجنتين واستراليا واندونيسيا والسعودية وكوريا الجنوبية وتركيا والاتحاد الاوروبي.
ومع اندلاع الازمة الاقتصادية العالمية، امسكت مجموعة العشرين فعليا بزمام الامور فيما بدت اجتماعات مجموعة الثماني بشكل متزايد بمثابة اجتماعات تحضيرية.
وقال مايكل فرومان مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما في المسائل الامنية ان قمة لاكويلا "تصادف تماما بين اجتماع مجموعة العشرين في لندن والاجتماع المزمع عقده في بيتسبرغ (بالولايات المتحدة) في نهاية ايلول/سبتمبر".
واضاف ان قمة لاكويلا "اقرب الى تبادل وجهات النظر بيننا في منتصف الطريق منها الى اتخاذ قرارات معينة".
ويخرج عن هذا الاجماع صوت واحد هو صوت اليابان حيث قال كازوو كوداما المتحدث باسم الحكومة اليابانية لبعض الصحافيين "ان دول مجموعة الثماني تحدد على انها ديموقراطيات صناعية. الصين لديها نظامها السياسي الخاص بها، لكن هل يمكننا وصفه بالديموقراطية؟"
وتخشى طوكيو ان تفقد مجموعة الثماني فاعليتها عند توسيعها الى بلدان اخرى وتساءل كوداما "هل يمكن لمجموعة من عشرين بلدا اجراء مناقشات جدية خلال ساعة؟" في اشارة الى الفترة التي استغرقها غداء اعضاء مجموعة الثماني الاربعاء.

على صعيد آخر تركت قمة مجموعة الثماني في لاكويلا الانطباع بانها فوتت فرصة احراز تقدم كبير في ملف المناخ قبل خمسة اشهر من الاتفاق المنتظر في كوبنهاغن بسبب عدم حصول التزامات على المدى المتوسط وذلك رغم التقدم الذي تحقق بخصوص خفض الانبعاثات الملوثة بحلول العام 2050.
وبعد اخذ علم بدراسات العلماء، وافق قادة دول مجموعة الثماني الاربعاء على ضرورة الحد من ارتفاع حرارة الارض بدرجتين مئويتين كحد اقصى، على ان يتم لهذا الغرض خفض الانبعاثات العالمية بمعدل النصف (50%) بحلول 2050، وبمعدل 80% بالنسبة للدول الصناعية مقارنة مع مستويات 1990.
ووصف الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يحضر اول قمة لمجموعة الثماني، ذلك بانه "توافق تاريخي". وقد اتاح الالتزام الاميركي اقناع اليابان وكندا وروسيا التي لم تلتزم ابدا في الماضي بمثل هذا الهدف.
وترأس اوباما في موازاة ذلك منتدى ابرز الاقتصادات حول المناخ والطاقة (16 دولة بينها مجموعة الثماني وكبرى الدول الناشئة اي التي تمثل 80% من الانبعاثات العالمية) وقد ايد المنتدى ايضا مستوى الدرجتين.
ورحب رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو بذلك قائلا ان "هذا الهدف اصبح محفورا في الرخام". وكانت دول الاتحاد الاوروبي وحوالى مئة دولة وافقت على ذلك.
لكن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي رحب ايضا بالالتزام بمستوى الدرجتين قال ان "نتائج قمة مجموعة الثماني غير كافية".

وقال "يجب ان يكون لدينا هدف على المدى المتوسط يؤكد اننا على الطريق الصحيح لبلوغ اهداف العام 2050" مضيفا "كان لدى قادة مجموعة الثماني فرصة فريدة قد لا تتكرر".

واعتبر المسؤول البرازيلي عن مفاوضات المناخ لويس البرتو فيغيريدو ماتشادو ان عدم تحديد التزامات للمستقبل القريب خيب آمال الدول الناشئة مثل البرازيل قائلا "لا يمكننا القبول بهذا الهدف للعام 2050 بدون التزام متين على المدى المتوسط". واعتبر ان القضية هي "مسالة مصداقية" الدول الغنية.


ذلك هو السبب الذي كان وراء عدول الدول الناشئة مثل الصين التي اصبحت اول ملوث عالمي من حيث انبعاثات ثاني اكسيد الكربون، عن المصادقة على هدف خفض الانبعاثات بنسبة 50% بحلول العام 2050.

لكن باراك اوباما اعتبر ان الدول النامية الكبرى عليها ايضا ان تشارك في الاتفاق المقبل حول المناخ.

واضاف "لان التوقعات تعتبر ان الدول الناشئة ستكون مسؤولة عن القسم الاكبر من الانبعاثات في المستقبل، فان مشاركتها الكثيفة هي شرط مسبق للحل".

واعلن ايضا ان وزراء مجموعة الثماني سيقدمون اقتراحات حول تمويل مكافحة الاحتباس الحراري خلال قمة مجموعة الثماني المرتقبة في ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة.

وقال "يجب ان نساعد الدول الاكثر تضررا على التكيف وخصوصا الدول التي لا تستطيع القيام بذلك بسبب نقص الموارد".

كما "نسعى الى تقديم مساعدة مالية كبرى لها" معوضا بذلك عدم صدور بيان عن مجموعة الثماني حول هذه النقطة الحساسة للدول النامية.
وقال الدن ماير مدير "اتحاد العلماء المعنيين" وهي منظمة غير حكومية اميركية، ان "عدم التوصل الى هدف بالارقام في اعلان منتدى الاقتصاديات الكبرى يثبت ان الدول النامية لا تثق بالدول الصناعية".
واضاف ان "قمة مجموعة العشرين هي الاخيرة قبل قمة كوبنهاغن. واذا اتاح هذا الاجتماع احراز تقدم جدي حول مسالة التمويل فذلك يمكن ان يغير المعطيات".
من جهته يراهن بان كي مون الذي "يرفض احتمال الفشل في كوبنهاغن"، على قمة المناخ التي ينظمها في ايلول/سبتمبر في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة لانتزاع التزامات جديدة من الدول الصناعية.


دايف كلارك وآن شاون
الجمعة 10 يوليوز 2009