نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


مخيمات شمال سورية مهددة بكورونامع الامكانات الطبية والغذائية




ادلب (سورية) - حذّر مسؤولون في القطاع الصحي ومسؤولون محليون في شمال سورية من كارثة حقيقة تنتظر مخيمات النازحين ، في حال تسجيل أي إصابة بفريوس كورونا، وذلك بعد أن تجاوز أعداد قاطني تلك المخيمات التي تتوزع شمال وشرق سورية نحو مليون شخص، وسط غياب أبسط مقومات الصمود في وجه الجائحة التي تسببت بانهيار أنظمة صحية في أوربا والولايات المتحدة.



 

وأكد مرام الشيخ وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة السورية في إدلب وريف حلب لوكالة الانباء الالمانية (د.ب) ضعف الامكانيات الطبية، لمواجهة المتطلبات الصحية لسكان المنطقة، وقال "بحسب الدراسات التي وضعت من قبل الفرق الطبية ووزارة الصحة فإنه في حال تم تسجيل إصابة واحدة في أحد المخيمات فإن العدوى ستنتقل إلى 2500 حالة، فيما لا يتجاوز عدد غرف العناية الفائقة في المنطقة الـ 220 سرير ".
واعتبر المسؤول الطبي أنّ "أي مواجهة محتملة مع الفيروس ستكون "إيجابية لصالحه" موضحًا أنّ " أعدد سكان شمال غرب سورية يبلغ أكثر 4.785 مليون نسمة وسبعمئة خمس وثمانون، 28% منهم يقطنون في المخيمات، البالغ عددها 1289 مخيمًا".

وأشار إلى أنّ جلّ ما تستطيع تقديمه الحكومة للسكان "هو مياه الشرب والصابون والمعقمات الكحولية" إضافة إلى " تحسين السلة الإغاثية وتدعيمها بالفيتامينات ومواد التعقيم" وأقرّ بـصعوبة العزل الصحي في المخيمات، قائلًا: " العزل في المخيمات غير ممكن على الأطلاق ، في حال وجود إصابة، سيتم عزل المخيم مهما كان عدد قاطنيه حتّى وإن زاد على مئة الف شخص".

يقظان الشيشكلي، مدير منظمة مرام للإغاثة والتنمية يتفق مع وزير الصحة في توصيف سوء الوضع الصحي في المخيمات، ويقول لــ(د.ب.أ) "الوضع الصحي صعب، و نحاول التوعية من خلال الفعاليات الاجتماعية وقيادات المخيمات، وكلّ جهة مؤثرة داخلها، إضافة إلى توزيع ملصقات إعلانية عن طريق وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية التي هي المرجعية في ذلك".

ويضيف الشيشكلي: أنّ" كل ما نستطيع تقديمه هو حملات التوعية؛ للحماية قبل وقوع الحدث ... نعمل مع المنظمات التي تقدم الخدمات الطبية لوضع خطة عمل لتقديم فحص للأشخاص المشتبه بهم".

تقف وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية المؤقتة عاجزة عن أجراء فحوص لكل الحالات المشتبه بها، وهو ما يؤكده وزير الصحة، بالقول: إنّ" لدينا جهاز تحليل واحد فقط في محافظة ادلب في مقر مركز الترصد الوبائي، بعد تأمين (كيتات) الفحص من قبل منظمة الصحة العالمية وأجرينا 232 حالة فقط، فيما يوجد مختبران في عفرين وجرابلس للفحوص الاولية".

وأوضح الدكتور الشيخ أن " وزارة الصحة بالتعاون مع منظمات تعنى بشؤون المخيمات أعدت خطة؛ لتدريب حوالي 600 شخص في القطاع الصحي، فيما يقوم 2500 متطوع بالتوعية الصحية في المخيمات"، وأنّ "من مهام المتطوعين التقصي عن الحالات، وأخذ مسحات تحليل، وعزل الحالات المشتبه بها"، وأنه "توجد وحدتي عزل"، مشيرًا إلى أنّ " الوزارة تعمل مع المنظمات المعنية لـتأسيس مركز صحي يضم 260 سرير بمواصفات عالمية في منطقة شيخ بحر في محافظة ادلب ".

تعاني مناطق ريفي حلب وادلب من انعدام المراكز الصحية والمشافي؛ إثر تدميرها خلال العمليات العسكرية والقصف، وقال المسؤول الطبي: إنه" بحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية تم تدمير162 مركزاً طبياً خلال عام 2018 و87 خلال 2019، عدا الذي دمر خلال العام الحالي، ما أسهم في سوء الخدمات الصحية ".
تتضاعف معاناة ساكني مئات المخيمات العشوائية والتي خارج التصنيف الأممي، ولا تتلقى مساعدات غذائية وصحية .

ويرى مدير فريق منسقي الاستجابة محمد حلاج أن" الخدمات الصحية عموماً مشكلة كبيرة لدى الجميع ، ونسبة العجز في القطاع الصحي تجاوزت الـ 77% بالمئة في قطاع المخيمات" وأنّ "معظم الخدمات الطبية التي تقدم داخل المخيمات تتم من خلال عيادات متنقلة أو عبر بعض المراكز الطبية القريبة منها".

ويؤكد حلاج لـ ( د. ب. أ ) أنّ "عدد المخيمات العشوائية يبلغ 366 مخيماً يسكنها نحو 183 الف نسمة"، وأنّ "وضع السكن فيها صعب جداً، والمسافة الي تفصل الخيم عن بعضها لا تتجاوز مترا واحدا، كما توجد ضمن الخيمة الواحدة أكثر من عائلة".

وأشار حلاج إلى إجراء فريقه لـ "استبيان في المخيمات مع بداية انتشار المرض في دول الجوار؛ حيث تبين أنّ نسبة كبيرة من السكان لا تعلم شيئًا عن الفيروس".

وانتقد حلاج غياب الدعم عن المخيمات العشوائية " المخيمات العشوائية لا يتم تقديم أي مساعدات غذائية لها من برنامج الغذاء العالمي، فيما تقدم بعض المنظمات مساعدات إنسانية، لكنها بالعموم قليلة جداً ولا تغطي نسبة 28% من الاحتياجات ".
وكشف مدير فريق منسقي الاستجابة التطوعي عن " تجاوز الكثافة السكانية في المخيمات الـ 1100 نسمة في كيلومتر مربع"، مفترضًا أنه في "حال تسجيل اصابة بالفيروس فإنّ العدوى تنتقل إلى أكثر من 2500 شخص، ويمكن أن يصل العدد الى ستة الاف شخص وفي الشهر الاول " مشيرًا إلى "مغادرة بعض السكان للمخيمات منن لديهم الامكانات المالية إلى البلدات والقرى خوفاً من انتشار فيروس كورونا ".

ويكمن الحل من وجهة نظر وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة السورية في "عودة النازحين الذين يتجاوز عددهم مليون شخص من مناطق ادلب وحلب وحماة إلى مدنهم وقراهم"، معتبرًا أن ذلك هو ـ "الحل الأمثل؛ لمواجهة (كوفيد 19)"، ومطالبًا بـ"مساعدتهم؛ لإعادة ترميم منازلهم التي دمرتها الة الحرب التابعة للنظام وروسيا ".

ويصف مدير مخيم عشوائي في ريف ادلب الوضع في المخيم بأنه " كارثي " ويقول : "لا يوجد مركز صحي... لا توجد خدمات صحية ..الخيمة مساحتها 16 ممترا مربعا يعيش في داخلها 10 اشخاص وبعض الخيم، تقطنها عائلتين".

ويقول مدير المخيم الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ ( د. ب. أ): إنّ "عدد سكان المخيم الذي يديره يتجاوز 4 آلاف شخص أغلبهم من منطقة سراقب...لا أحد منهم يسأل عن (كورونا)؛ ما يعنيهم حصولهم على سلة إغاثية... الموت جوعاً اصعب من الموت بالفيروس".

ويقول احمد عبد الله أحد سكان مخيم أطمه على الحدود السورية التركية في ريف ادلب الشمالي الغربي والذي يضم اكثر من 125 الف شخص " سمعنا بالفيروس عبر وسائل الإعلام، وحملات التوعية.. كلّ ما يمكن عمله هو العزل في الخيم؛ في ظل عدم وجود اجراءات حقيقية... كل مرة نسمع عن حالات مثل كل سنة حرارة ورشح ، ولكن هذا العام الخوف من فيروس كورونا ".

وتشكل مخيمات الكرامة والجولان وحربنوش ومعرة مصرين وقاح التي تمتد على الحدود السورية التركية أكبر منطقة مزدحمة وتعتبر أكثر ازدحامًا من قطاع غزة.

وفي شمال شرق سورية في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية تنتشر مخيمات عديدة البعض منها للسوريين والعراقيين وأخرى لعائلات مسلحي تنظيم داعش .

ويقول الدكتور جوان مصطفى الرئيس المشترك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية إنّ " عدد المخيمات في مناطق سيطرة قسد هي 11 مخيما وعدد القاطنين فيها يبلغ 105 آلاف أكبرها مخيم الهول الذي يعيش فيه حوالي 70 ألف، وهم عائلات مسلحي داعش ".

وأضاف الدكتور مصطفى: أنّ "الوضع الصحي في المخيمات هو في الأساس صعب وتوجد كثير من المشاكل ومع وجود فيروس كورونا أصبح الوضع أصعب؛ لعدم وجود مناطق عزل، حيث تم تجهيز مشفى كوفيد 19 من قبل الهلال الأحمر الكردي قرب أحد المخيمات في ريف الحسكة الشمالي الغربي".

مشيراً الى أن " عدد الاختبارات لفيروس كورونا في شرق سورية 35 حالة ثبت إصابة حالتين منها؛ ما شكل قلقاُ لنا في حال أصيب شخص في تلك المخيمات وخاصة مخيم الهول ، إذ كيف يمكن عزل مخيم يقطنه اكثر من 70 الف شخص ".

خليل هملو
السبت 23 ماي 2020