نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


مرتكب مذبحة الفلبين مجرد نموذج يكشف الوجه القبيح للعائلات السياسية الحاكمة




مانيلا - جيرلي ليناو - كانت المذبحة المروعة التي راح ضحيتها 57 مدنيا الاسبوع الحالي في جنوب الفلبين بمثابة تذكرة بنفوذ العائلات السياسية في البلاد ومخاطر الافلات من قبضتها الخانقة.


المشتبة بة في مذبحة الفلبين في قبضة الشرطة
المشتبة بة في مذبحة الفلبين في قبضة الشرطة
و ينتمي المشتبه به الرئيسي في جرائم القتل المروعة التى ارتكبت في الثالث والعشرين من شهر تشرين ثان/نوفمبر الحالي الى واحدة من العائلات السياسية البالغ عددها اكثر من 200 والتى تسيطر على الحياة السياسية في الفلبين منذ عقود.

وكان من المفترض ان يخلف داتو اندال امباتوان جونيرو والده حاكم اقليم ماجيوينداناو الذي يبعد 930 كليومترا جنوب مانيلا منذ عام 2001. ومن المتوقع ان يخوض الانتخابات بلا منافس مثل والده في الانتخابات السابقة.
ولكن عائلة مانجوداداتو المنافسة ، وهي عائلة سياسية بارزة اخرى في جنوب الفلبين ، رأت ان الوقت قد حان لتحدي حكم عائلة امباتوان في الاقليم الفقير.

وارسل إسماعيل "توتو" مانجوداداتو ، نائب عمدة بلدة بولوان الحالي في مانجوينداناو ، زوجته وشقيقتيه واقارب نساء اخريات وعددا من انصاره ليقدموا اوراق ترشحه بعدما تلقي تهديدا بالقتل. واعتقد هو واسرته ان النساء ، بصحبة العشرات من الصحفيين ، لن يتعرضوا للاذى .

ولقى الجميع في الموكب حتفهم حيث تم اطلاق النار عليهم بطريقة وحشية وتم قطع رقاب البعض وبترت اعضاؤهم بينما تم اطلاق النار بلا رحمة على الاعضاءالتناسلية للنساء وتعرضن حتى للاغتصاب.وتم القاء بعض الجثث في مقابر جماعية مع السيارات المحطمة.

وبينما لطخت اعمال العنف صورة الوضع السياسي في الفلبين ، اثار حجم المذبحة الذي لايمكن تخيله في بلدة امباتوان القلق ازاء حجم النفوذ الذي تتمتع به بعض العائلات السياسية.
وقال رئيس تحرير صيحفة ديلي انكويرير الفلبينية " الصدمة التى نشعر بها جميعا هى صدمة ادراك الواقع . اننا ادركنا ان هذا مايحدث عندما تصبح السلطة مطلقة".

والشئ المعتاد في كل انحاء الفلبين ان ترى الازواج والزوجات والابناء والبنات والاشقاء والشقيقات والاقارب الاخرين يشغلون مناصبا من خلال الانتخابات او التعيين في الحكومات.

ويتحالف المسئولون الوطنيون والاحزاب السياسية غالبا مع العائلات البارزة في الاقاليم لضمان الدعم المحلي وبصفة خاصة خلال الانتخابات عندما يلجأ الجميع الى العائلات للادلاء بالاصوات.
ووفقا لمركز تمكين الشعب في الحكم ، ان هناك نحو 250 عائلة سياسية نشطة في الشئون السياسية في الفلبين. ولدى الكثير من هذه العائلات جيوش خاصة او تتمتع بدعم المجموعات المسلحة لحماية مصالحها.

وقال المركز في دراسة اجريت في عام 2007 " هذه هى العائلات التى تنتمي الى النخبة الاقتصادية في البلاد والتي يقوم البعض منها بدور صناع الحكام او رعاية السياسيين الذين يتأمرون سويا لكسب نفوذ اقتصادي اكبر".

وتحمى غالبا العائلات نفوذها السياسي والاقتصادي باي ثمن حتى باللجوء الى العنف ضد اى شخص يهدد وضعهم او يحاول تقليص نفوذهم. وتشن حتى اعضاء العائلات احيانا هجمات ضد اعضاءاخرين في مناطقهم.

وفي عام 2006 ، اغتيل مشرع امام كنيسة كاثوليكية في مانيلا وواجه ابن عمه ، حاكم الاقليم ، في اقليمهما باصدار الامر بقتل المشرع.

وبينما يحظر الدستور الفلبيني العائلات السياسية ، فان قانونا سوف يطبق الحظر لايزال قيد البحث في الكونجرس الفلبيني (البرلمان)، ولكن الكثير من المشرعين في البلاد يعارضونه لانهم منحدرون من عائلات سياسية ايضا.

وانتقدت الرئيسة جلوريا ماكاباجال ارويو ، وهى سليلة عائلة سياسية قديمة كونها ابنة الرئيس السابق الراحل ديوسداديو ماكاباجال ، الطريقة التي تدار بها السياسة في الفلبين.

وكانت ارويو قد قالت " على مدى سنوات ، فان نظامنا السياسي قد تدهور الى الدرجة التى اصبح عندها من الصعب بالنسبة لاي شخص يرغب في تحقيق تقدم ان يحافظ على يده نظيفة". واضافت " ربما تسببنا في حدوث توتر شديد في النظام السياسي الحالي "
ويدافع السياسيون من العائلات البارزة عن استمرار حكمهم ويقولون انهم يولون اهتماما بالاشخاص في مناطقهم.

ولكن مركز تمكين الشعب قال ان انتشار العائلات السياسية في الفلبين يلقى الضوء على الوضع شبه الاقطاعي في البلاد حيث تتكدس و تتركز الثروة في عدد قليل من العائلات السياسة.

واضاف المركز " العائلات السياسية نتاج مجتمع يتميز بالتفاوت في الدخول وانعدام الفرص للارتقاء الاقتصادي والاجتماعي بالنسبة للغالبية من الشعب". متابعا" انه كلما تعرض المجتمع الريفي للمزيد من الركود،كلما ترسخ النفوذ".

جيرلي ليناو
الاحد 29 نونبر 2009